Wednesday, December 24, 2008

فى وادى العشاق ( قصة قصيرة )ـ








فى وادى العشاق ( قصة قصيرة )ـ



لم يكن لى فى الدنيا سواكِ ولن يكون لى احد سواكِ يملأ هذه الأيام الخاوية ، لقداكتشفت بعد رحيلك ان الدنيا كلها رحلت معك .. رحلت بضجيجها وصخبها وأفراحها حتى اضوائها المتلئلة خفتت بل ذهبت دون رجعة .. ولم يبقى سوى شيئا واحداً ذكراك وايامك ولحظات كانت معكِ هى كل تاريخى .. اين ذهبت ؟ ولِما ذهبت ؟ .. إن كل شئ حولى اصبح بشعا ، الوجوه كالحة والأماكن مخيفة والأصوات ضجيج يمزق الصمت .. انى الأن لا اسمع اصواتا غير صوتك ، ما اروع هذا الصوت .. لم يكن مجرد صوتا رقيقا لفتاة. ابداً لقد كان موسيقى تتناثر فتملأ الدنيا حياة ، كان اروع اعزوفة من مجموعة الآت الكمان تعزف لحن العشق والحب والجمال.. كان اكثر الأصوات حزنا من صوت الناى واكثرها فرحة من صوت الجيتار.. هكذا كان صوتك موسيقى والحان.. اين هو الأن مضى مثلما كل شئ جميل يمضى ويمر على ايامنا فى ثــوان معدودة .. وبقيت الذكريات 0 عندما كنت اراقب هذا الجمال فى صمت .. اتذكر كم من المرات وانت تحاولين اصطناع المواقف لتجعلينى اتكلم وربما يطول الكلام بيننا ، ولكنى كنت اصمت وتحاولين مرة اخرى وكأنك تقولى .. تكلم يا حجر وابداً يا حبيبتى ما كنت حجراً ،، لقد كنت اعتصر حزنا من حبك ..كنت اُجن من لهفتى عليك ، حتى جــاء هذا اليوم .. الذى إنقطع فيه تيار الكهرباء ونحن سويا فى المصعد .. انا وانتى وحدنا فى هذا المكان الضيق وساد الصمت والظلام حولنا إلا شعاعا بسيطا نفذ عبر زجاج الباب الخارجى ، لم انسى هذه الرجفة وانت تُلقى بكِ كلك بين احضانى ورأسك على كتفى وانفاسك تتهدج من الخوف وذراعى تضمك فى عنف وكأنها تحميك من قنابل هنود حمر قادمة وهى تدق الطبول اليك لتأخذك لها ، ولأول مره اقترب وجهك منى ورأيت وجها رائع السمات مليئا بالمرح بالحنان بالبراءة بالحب وهمستى فى اذنى انا خائفة والقيتى برأسك فوق كتفى وهمست لكِ .. لا تخافى فأنا معك .. ثم نظرتِ لى نظرة كلها توسل وكأنك تقولى بها احمينى بين احضانك واحسست بكل هذا الحب وانتى تبالغين فى عناقى وربما بالغت انا ايضا.. وكم تمنيت ان تقف عجلة الزمن فى هذه اللحظة وقرُبت شفتاى من اُذنك وهمست فى حنو .. احبك ، فإبتسمتى فى رقة وهمستى لى .. وانا اعبدك ..لماذا لم تتكلم قبل ذلك ؟. فقلت هامسا.. كنت اراكِ نجمة غالية فى السماء ممنوعة من الإقتراب او اللمس ، وكيف لهذه النجمة ان تتواضع لأحد أبناء الأرض وترضى بالحياة معه فوق اديمها .. وقلتِلى يومها وقد اطلت من عينيكِ نظرة عتاب . . اذا كنت انا نجمة فأنت السماء التى تضم هذه النجمة ولولاها لسقطت.. انت سمائى التى تضُمنى ..لعلك فهمت ، وابتسمنا وبوغتنابعدها بمجئ تيار الكهرباء وامتلئ هذا المكان الضيق الذى شهد حبنا بالنور ..نور الحب .-.ومنذ هذا اليوم ارتبط كلامنا بالآخــر.. اصبح يعيش فى دمه فى شريانه ، كان كلا منا اقرب للآخر من نفسه .. اتذكر عندما كنا نرسم الأحلام والآمال لإثنين .. انتى وانا ونقيسالمستقبل على اثنين .. انتى وانا ، كنا روحا واحدة فى جسدين ، كنتِ دائما تقولى لى .. إن حبنا اقوى من قوانين الطبيعة بل انه يستطيع ان يخرق كل القوانين بقوته .. ان يتحدىالموت نفسه ، حتى جــاء هذا اليوم.. عندما اجتمع الآصدقاء لمناقشة كيف سيخبروننى بهذ النبأ ، كانو يخافون على من الإنهيار.. ثم قرروا المجئ وإخبارى بأى شكل من الأشكال.. وقالو فى خوف من صدى هذا الخبر .. << لقد رحلت حبيبتك>> ..لم ابك ولم انهار كما توقعو لى بذلك .. انهم مجانين ، لا يعرفون انك مازلت تعيشين فى دمى ، فى شريانىوالى هذه اللحظة انا اتكلم معك واهمس فى اُذنك .."احبك" ، انهم لا يعلمون ان هذا الحب اقوى من قوانين الطبيعة ، بل انه يستطيع ان يخرق كل القوانين بقوته .. ان يتحدىالموت نفسه ، هكذا كانت تقول لى
دائـمــــــــــــا
..
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

Wednesday, December 17, 2008

تلك الآيام . .






تلك الأيام تبقى دائما فى مخيلتنا .. لاننساها .. لا نستطيع ان ننساها ..


.. ودائما ما يبقى شذى ذكرياتها داخلنا تعانقنا فى وقتنا الحالى فتهون كثيرا علينا


وماذا لو عادت هذه الأيام من جديد وماذا لو بأيدينا و بضغطة زر ان نبعث الروح فيها . . أن نجعلها تجئ


وتتجسد امامنا واقع ملموس .. جميلة تلك الايام .


هذه خاطرة كنت كتبتها للنشر وهى بالعامية لسياسية الجريدة ليس اكثر



أحمد ..........



*********************************************************

............. تلك الأيام
كان ممكن يحصل ايه لو كانت حياة كل واحد فينا شريط لفيلم سينما ولنا مطلق الحرية ان نُعيد مشاهدة فيلمنا من اى نقطة بدء ، ونختار اللحظة الحلوه ونعملهاstop .. نجمدها ، لأنها مش حاتكرر تانى ، اما اللحظة المُره نرميها .. نعملها مونتاج ، وياسلام لو بضغطة زر نِرجع الشريط من الأول .. ونعيد الحياة من الأول .. نتولد من جديد ونوأوأ من جديد ونشوف الدنيا بنفس النظرة اللى كنا شايفنها لما كنا صغيرين ..ايام ماكنا نضحك يضحك لنا القمر ، وياسلام كمان لو ناخد من الحياة القديمة خبرات السنين والعقلية الناضجة اللى فهمت الدنيا على حقيقتها لتفادى مطبات الحياة المُعادة .. لكن السؤال فيلمنا الجديد المعاد صياغته ده حاينجح بعد كده ، ونجاحه حايكون نجاح تجارى ولا فنى بمعنى لو نجاح تجارى من اللى هدفه فى المقام الأول شباك التذاكر انك حاتكون من النوع اللى عاش مشوار الحياة من والى الفلوس لا غير .. يعنى لااهداف نبيلة ..لا انجازات حد يفتكرك بيها ولاسيرة طيبة . ولا حايكون نجاح فنى من اللى بيشيد بيه النقاد ويدخل مهرجانات وياخد جوايز ويخلد فى ذاكرة السينما بعد كده وده بمعنى انك حاتكون من اصحاب السيرة والمسيرة الطيبة اللى الناس بتحلف بيها وبالمبادئ اللى عشت تحارب عشانها ولا يوم اتخليت عنها ، عشان الحياة تمشى ، لكنك عشتها كحيان .. صدمان .. فقران برغم اشادة النقاد .. اقصد الناس بحياتك ، لكن فيلمك لم يحصد اى ايرادات تُذكر ، ( فشل يعنى ) ..!! وكان فى سؤال آخر .. هو مين كاتب السيناريو ..؟ احنا ولا الأقدار والنصيب ولا بيبقى جاى جاهز من فوق مكتوب بكل تفاصيله وماعلينا إلا نصوره ، بس ياترى لنا الحق ان احنا نعدل مشهد مش عاجبنا او مش حاسينه او نعيد مشهد اداءنا فيه كان ضعيف ومهزوز ، ولا ملناش الحق ده .. والأهم من كل ده وده .. الدور اللى حناخده حايكون بطولة مطلقة ولا يدوب صديق البطل ولا تبقى خيبة لو كان كومبارس ، وتزداد الخيبة لو كان كومبارس صامت ، وياترى الفيلم لما يتعرض حاينجح ولا حايتسحب قوام قوام من دور العرض لصالح فيلم تانى يجيب ايرادات .


Sunday, December 7, 2008

ولم ينطفئ حبك ((4)) ــ




فى الواقع هذا الجزء هو دمج بين للجزء الرابع والخامس ..ربما


قد اغيب لفترة قصيرة عن المدونة .. ولهذا اعذروا طول هذا البوست

تحياتى

********************


وجلس على احد المقاعد العامة يرتاح من الجرى وكانت بجواره تجلس سيده عجوز بدا على ملامح وجهها علامات طيبة ووقار.. مما يبدو انها ليست من هواة السباق والجرى وهذا الايقاع السريع التى تتسم به امريكا..واندهش وهو يقول فى نفسه....غريبة انه لم يرى احداً جالسا منذ حطت قدماه ارض امريكا،، حتى وهو يسير يشاهد البائعين فى الحوانيت كان يراهم وقوفا دائما..وسألها نفس السؤال فأجابته فى حبور ووصفت له الميدان وكان قريبا الى حد ما من مجلسهم .. ثم سألها فى بساطة عن فندق رخيص يقيم فيه لليلة واحدة حتى يسافر فى الغد الى لوس انجلوس.. وابتسمت له فى بساطة وكأنها تعرفه منذ زمن واعطته عنوانا لفندق رخيص فى شارع 8 وارتاح يحيى لبساطتها وبشاشة وجهها واخذهم الحديث عن المجتمع الامريكى وعن امريكا وهو يحكى لها.. انها المرة الاولى التى يغادر فيها بلده .. المرة الاولى التى يرى فيها امريكا.. وهو متخوف ..متخوف جداً منها فما رآه فى الساعات الاولى من وصوله لها لا يطمئن .. ولولا الدراسة لما كان يجرؤ ان يفكر ان يأتى اليها ابداً ..واستمر الحديث بينهما فى ود بالرغم من ان بعض الكلمات قد تمر على اذنيه لا يفهمها ..وعرف عنها انها انجليزية تقيم فى امريكا منذ خمس وعشرين سنة تبيع الصحف والمجلات فى هذا الميدان لتساعد زوجها.. انه بائع متجول .. وعندما ينتهى من عمله يأتى لها ويعودا سويا الى منزلهم الصغير. وليس لهم اولاد ولكنهم يؤمنون بأن القدر منحهم نعمة اجمل من الأولاد .. منحهم الحب.. انهم احبوا بعضهم وفاض حبهم على الناس فأحبهم الناس.. إن كل من يعرفهم يحبهم.. وهذه نعمة لا تقدر بثمن، وابتسم يحيى لها وهو يقول فى اعجاب
- فعلا.. انها نعمة لا تقدر بثمن،، ان لدينا مقولة فى نفس هذا المعنى تقول..من احبه الله جعل كل الناس من حوله يحبونه، وشكرته العجوز على مجاملاته فى ابتسامة تكسوها طيبة وقالت كأنها تؤكد له شيئا
- إن امريكا ليست قبيحة كما يعتقد البعض خصوصا العرب.. انا اعرف العرب جيداً ولى اصدقاء منهم كثير وايضا زبائنى منهم وهم يأتون خصيصا لى بالإسم الى ماتيلدا.. ليأخذوا منى الصحف..انى صديقتهم التى عرفوها وهم فقراء لا يملكون إلا طموحهم ولم ينسوا هذه الصداقه بعدما اصبحوا على اعتاب الثراء بل واثرياء بالفعل ..واستطردت قائلة .. سأحكى لك حكاية طريفة مستر يحيى،، كان لى زميل هنا منذ حوالى عشر سنوات او اكثر قليلا..كان عربى من سوريا يبيع الصحف ايضا ولكن على الرصيف الآخر.. ولكنه كان يتوق للثراء الى ان يصبح من اصحاب الملايين وساعده على ذلك طموحه واجتهاده واصراره على هذا الحلم .. اتعرف مستر يحيى .. كان يبيع الصحف هنا فى فترة النهار ويعمل فى المساء نادل فى احد المطاعم حتى استطاع ان يستأجر مكان صغير يبيع فيه آكلات من المطبخ السورى ولاقت هذه الآكلات هنا رواجا ونجاحا رهيبا حتى انه استأجر مكان اكبر جعله كافتريا ومطعم وزاد الاقبال عليه واشتهر هذا المطعم ..اتعلم ماذا هو الأن..؟
انه صاحب سلسلة مطاعم تقدم الآكلات الشرقية وله فروع فى اكثر من ولاية .. ومع ذلك لم ينسى صديقته القديمة ماتيلدا.. حتى انه عرض على يوما ان ادير احد هذه المطاعم،، ولكنى رفضت..... فقال لها فى تعجب
- لماذا......!
فقالت ببساطتها وابتسامه تملأ وجهها
- لأنى احب الصحف وبيع الصحف وتعودت هذه الحياة وهؤلاء الناس لا يأتون لى لشراء صحيفة فقط.. لكن ليزوروا صديقتهم ماتيلدا واستطردت.. انهم ليس زبائنى فقط مستر يحيى..لا ..انهم اصدقائى يأتون ويحكون معى عن قسوة ايامهم وافراحهم وحياتهم.. لقد احببت هذه المهنة وهذه الحياة وهى ايضا احبتنى وانا سعيدة بها ولا اريد ان اغيرها ولو اعطونى ملايين الدولارات .
وتأهب يحيى للوقوف وهو يقول فى مرح :
- انه لمن دواعى سرورى ان قابلت شخصية طيبة مثلك مدام ماتيلدا فىهذا اليوم العصيب
وإلا كنت سأفقد الثقة فى امريكا كلها من اول يوم لى هنا.
فقالت وابتسامة بشوشة تملأ وجهها
- لا داعى لفقدان الثقة مستر يحيى إن كل بلد بها الطيب وبها القبيح وامريكا بها أناس طيبون
كثير ستجدهم دائما لو بحثت عنهم.. لكن مع ذلك..إحذر لأن بها قلة شواذ عن هذه القاعدة..
وعلت ضحكته وهو يقول
- نعم.. لقد قابلت واحدا من هؤلاء القلة منذ نصف ساعة فقط..القلة الشواذ.. واستطرد وهو يحمل حقيبته مستعداً للذهاب
- تحياتى..مدام ماتيلدا اسعدت كثيرا بهذا اللقاء.
وقبل ان يذهب استوقفته وهى تنادى بإسمه
- مستر يحيى..لحظة واحدة
والتفت اليها وجدها قد سحبت صحيفة من اكوام الصحف الموضوعة امامها وطوتها ثم مدت يدها بها له،، والتقطها يحيى ثم وضع يده فى احد جيوبه واخرج ورقة مالية اعطاها اياها لكنها رفضت وهى تقول فى بشاشة:
- انها صحيفة عربية لعلك تحب ان تقرأها..اعرف انك تشتاق الأن الى اى شئ عربى
والح عليها ان تأخذ ثمنها ورفضت فى اصرار وهى تقول
- لا.. هذه هدية من ماتيلدا. عندما تأتى لى المرة القادمة وتشترى صحيفة سأخُذ ثمنها
..لا تنس ان تأتى لى وتروى اخبارك فى الدراسة مستر يحيى
وابتسم وهو يتظاهر بأنه يرفع قبعة وهمية ويحنى ظهره امتنانا لها على الطريقة الأمريكية وهو يقول:
ابدا.. لن انساكِ مدام ماتيلدا..لن انسى اول صديقة لى فى الغربه..الى اللقاء ياصديقتى .
--.--.--.--.--.--.--.--.
-
وذهب الى ميدان الحريه ووقف مبهورا امام التمثال وهذه المرأة التى ترفع بيدها الشعلة.. واخذ يروح ويجئ فى الميدان وهو ينظر للتمثال تارة ثم ينقل نظره للوجوه من حوله ليستكشف.. انه لا يزال يريد ان يستكشف.. يستكشف امريكا من وجوه شعبها ثم يعيد النظر الى التمثال وينتقل بنظره مرة اخرى الى الوجوه.. ثم توقف فجأة عندما تذكرها .. تذكر مريم .. تذكرها وهى تودعه من خلف سور المودعين وتشير بيدها علامة النصر
وابتسامتها الحلوه على شفتيها.. الإبتسامة التى تبعث فى نفسه الراحة وبكى فى صمت
وهو يخرج صورة صغيرة موضوعه فى جيب قميصه . وكانت صورة لمريم.. تُرى ماذا تفعل فى هذه اللحظة.. ؟ ماذا يجول فى خاطرها فى هذه اللحظة.. ؟ هل تبتسم..؟
هل تبكى..؟ إن بيننا الأن مسافة كبيرة جداً.. جداً يا مريم،، مسافة من اليابس والماء، يا ويلى ما كل هذا البعد.. ما كل هذه المسافة..هل هو حُلم ام حقيقة، مريم التى كنت المس يدها امس. اصبح بيننا كل هذا البعد..وخُيم الليل عليه وهوسارح فى عالم آخر ودهمه احساس بالبرد والملل فذهب الى الفندق الذى وصفته له العجوز .. فندق رخيص يدعى لايكوس واستأجر غرفة لليلة واحده على ان يغادرها فى الغد متجها الى لوس انجلوس.. ليبدأ من هناك فى رسم ملامح المستقبل ..ملامح النجاح والآمال.. واهم امل فيه زواجه من مريم
.. حلم عمره ومستقبله الجميل والنجاح الذى لن يكون له معنى إلا بها . . .
--.--.--.--.--.--.--.--.--.--.--

عادت مريم بعدما ودعت يحيى واطمأنت الى وصوله حتى سلم الطائرة والقت بنفسها على الفراش وكأنها تُلقى بعمرها كله عليه.. كانت تحس احساسا جديدا عليها.. بالوحدة بالفراغ .. احساسا بأن شيئا كبيراً ينقصها..شيئا مهما، انها تحس ان قطعة من جسدها انتزعت منها.. لقد اكتشفت بعد سفر يحيى انه مهما جدا بالنسبة لها..اهمية الماء والهواء للانسان حتى يبقى على قيد الحياة ..انها كانت تحبه وهى تعلم مدى حبها له .. لكن ثمة شئ جديد اكتشفته في هذه الليلة .. انها تحبه اكثر مما كانت تعرف .. تحبه بجنون ..لم تكن تعرف الى هذه الدرجة حبها له،، لماذا لا نعرف مقدار غلاوة من نحبهم إلا عندما يغيبوا عنا اونبعد عنهم ..وقتها فقط نكتشف ماذا هم بالنسبة لنا ..نكتشف ما قيمتهم فى قلوبنا..نكتشف انهم قطعة منا .. إن مقولة{ البعيد عن العين ..بعيد عن القلب} مقولة خاطئة ، ابدا.. انه قريب،، قريب جدا بل اكثر اقترابا .. وسرحت بخيالها فى طفولتها ومراهقتها وشبابها وانطلاقها مع يحيى ..انها لم تفكر ابدا ان يأتى يوم ويفترقا هكذا .. ويصبح كلا منهم فى مكان بعيد عن الآخر .. هو فى آخر بلاد العالم .. وهى وحيدة هنا ، انها تشعر انها وحيدة يتيمة بدونه .. ماهذا ..؟ انه لم يمر سوى ساعات ..كيف ستتحمل ثلاث سنوات .. يا رب ثلاث سنوات من البعد ، وبكت .. بكت كثيرا عندما اكتشفت انها ضعيفة بدونه .. انها كانت تستمد قوتها منه .. تستمد ثقتها فى نفسها وفى جمالها منه .. انها لم تشعر انها فتاة جميلة إلا منه. . هو اول من اشاد بجمالها وجمال عيونها..كان دائما يقول لها .. ان فىعينيكِ بريق تخشى اى عيون ان تقف امامه يا مريم.. وسحبت الغطاء عليها وحاولت ان تنام . . حاولت كثيرا. لكن ابدا ، انها تعرف جيداً ان النوم لن يأتيها فى هذه الليلة ..ومدت يدها وادارات مفتاح الراديو الموضوع بجانبها وانطلق منه اغنية لعبد الوهاب سمعتها مرة من يحيى يشدو بها .. انه كان يحب دائما الاغانى القديمة عن الحديثة وشردت مع كلمات الأغنية وهى تسمع مقطع منها يقول ( وكم من فجر صحيته وصحانى على عهودى وحتى العين فى غفلتها بتصحى دموعها فى خدودى تسبح فى الفضا شاغل شغلنى.......) واغلقت الراديو ورعشه على يديها ودمعه تسيل فى زحف على وجنتيها .. انها لم تحتمل ان تسمع كلمات هذه الأغنية التى اعادتها اكثر ليحيى واثارت زكرياتها معه وعادت تئن على فِراشها كعصفور جريح بعدما اخرجت صورة صغيرة من درج مكتبها.. اخذت تنظر فيها مليا.. وكانت صورة يحيى..

--.--.--.--.--.--.--.--.--.--.--
استيقظ يحيى فى صباح اليوم التالى فى غرفته بفندق لايكوس الساعة الثامنة متكاسلا..واحس بجسده متعبا من السفر فرفع سماعة التليفون وطلب من موظف الإستقبال ان يحضر له وجبة الإفطار فى الغرفة ثم تذكر ا ن يطلب منه معرفة موعد اول طائرة متجهة الى لوس انجلوس ..وترك الموظف السماعة للحظات ثم عاد يقول..ان اول طائرة للوس انجلوس ستقلع فى الرابعة والنصف ..وجلس فى الشرفة يحتسى الشاى بعد تناوله الافطار وهو يضع امامه بعض الكتب العلمية التى أتى بها معه واخذ يتصفحها حتى يحين موعد اقلاع الطائرة.. مازال هناك وقتا طويلا على ميعاد الطائرة..فليقتل هذا الوقت فى القراءة..ولكنه لا يستطيع ان يقرأ.. ان عقله مازال بعيداً مشدوها شارداً لا يقوى على تحمل قراءة سطور الكتاب الذى يحمله.. ان عينه تمر فقط على السطور دون استيعابها.. لعل الصدمة مازالت تلفه وتطمس عقله.. صدمة الغربة.. صدمة ان يكون غريبا فى بلد غريب.. صدمة البعد عن الأهل والأحباب.. صدمة الوحدة فى هذا البلد التى لايعرف فيها احد ولا صديق له فيها وهو لم يتعود ابدا ان يكون غريبا او بعيدا عن احبائه او وحيداً ليس له اصدقاء.. اوه.. لا، لقد اصبح له صديقة بالفعل .. العجوز ماتيلدا..ولكن ماذا يفيد انها فى نيويورك وهو سيغادرها اليوم، وبين نيويورك ولوس انجلوس مسافة لايستهان بها.. وابتسم فى نفسه وهو يقول: ما هذه المسافات.. حتى فى البلد الواحد مسافات، وحاول ان يقنع نفسه بأن الأيام الأولى له هنا ستأخذ هذا الأحساس.. انه احساس طبيعى.. ومن المؤكد سيتعرف على اناس وعلى عرب..ثم انه قرأ احصائية ذات مرة تقول ان نصف العرب فى امريكا يقيمون فى ولاية كالفورنيا.. لابد انه سيجد عرب معه فى الجامعة يدرسون او يستعدون للدكتوراه مثله.. ثم ارتاح فى جلسته والقى برأسه للخلف مستنداً على الكرسى ناظراً الى الشارع من خلال سور الشرفة.. وقد بدا امامه اناس كثيرون يخطون فى خطوات سريعة.. دائما الإيقاع السريع.. انه سمه من السمات الاساسية لامريكا.. السباق.. سباق مع الزمن ثم حول نظره الى السماء وشرد طويلا وتجسمت فى خياله احلام غده .. واسترسل فى هذه الاحلام.. سيواكب هذا الايقاع فى دراسته.. السرعه والانجاز، لو يستطيع ان يختصر السنوات الثلاث فى سنتين او سنة واحدة لكن افضل.. انه ليس من عشاق امريكا ولا من عشاق ان يحمل لقب مغترب.. لن يذهب وقته وتفكيره إلا فى الدراسة..سيعود وهو يحمل لقب دكتور .. انه شرط مريم وابتسم ابتسامة هادئة عندما تذكرها وهى تقول له .. " اطمئن ستعود وتجدنى فى انتظار الدكتور يحيى.." لابد ان اعود دكتور من اجلك يا مريم.. لن اخذلك..انتتظرى عودة الدكتور يحيى ..استاذ الفيزياء، لكن .. ان التدريس فى حد ذاته لا يرضى الطموح.. لعل لقب باحثا فى العلوم الفيزيائية وواضع نظريات يرضى هذا الطموح اكثر.. ان الابحاث العلمية هى التى ستُخلدك اكثر.. كم مدرسا يدرسون فى الجامعات..؟.. كثير.. كثير جدا بل ربما اكثر مما تحتاجه الجامعات .. ولكن كم باحثا وكم عالما يُشار اليهم بالبنان.. قليل ، ستكون باحثا ..باحثا مجتهداً دؤوبا وعالما فى تخصصك.. ووقتها اكبر الجامعات ستتهافت عليك وتطلبك للتدريس بها .. هكذا تصبح دراستك انجح.. تصبح مميزاً ، لا مجرد استاذ يلقى محاضرات وانتهى الأمر.. .. وافاق من استرساله فى تخيلات غده ونظر الى الساعة المثبتة فى الحائط ، اوه .. انها الثانية .. يجب عليك ان تذهب الى المطار الأن . فمن الأفضل ان تنتظر باقى الوقت هناك

********************************

Thursday, November 27, 2008

فتاة من هناك









فتاة من هناك ..قصة قصيرة


لم تكن فائقة الجمال او بمعنى آخر لم تكن انثى تجذب انظار الرجال اليها بأنوثتها.. ولكن ماكان يميزها عن غيرها حضورها واسلوبها القوى وهدف تحمله فى قلبها يظهر دائما فى كلامها فبهذه الاشياء هى قادرة ان تسيطر عليك فى حديثها معك ويخيل احيانا الى من يراها انها مغرورة ولكن من يفهمها جيدا يعرف انها بعيدة كل البعد عن هذه الصفة.. وقد عرفتها فى الأردن منذ سنوات عندما كُلفت بالسفر الى هناك لكتابة ريبورتاج عن ملامح شعبية الملك عبداللة بمناسبة توليه حكم الاردن.. وكانت هى ايضا قادمة لنفس السبب.. عن رؤية عهد جديد للمملكة الهاشمية بقيادة ملك شاب والتقينا للمرة الاولى فى مكتب السكرتارية الخاص بوزير الاعلام الاردنى انا وهى ..مجـد.. ومجد فتاة فلسطينية وصحفية شابة متحمسة جدا فى عملها وكلامها ،ولم تكن ذو انوثة طاغية او جميلة.. لكنها ذو ملامح جادة عينان قوية.. قوية جدا وكأنها تنظر بهما الى قلوب الناس وكان هدفنا الاساسى من زيارة مكتب السيد الوزير هو تقدمنا بطلب لعمل حوار صحفى مع الملك عبدالله ولو انه كان دربا من الجنون فأنا وهى لم نكن من الاسماء اللامعة فى دنيا الصحافة او اننا رؤساء تحرير حتى يقبل الملك ان يجرى حوار معنا ..ولكنها محاوله من صحفيين مغمورين.. انه طموح الشباب .. حماس الشباب.. هذا الحماس الذى يعانق السماء ، وقوبل طلبنا انا وهى بالرفض طبعا .. وخرجنا نجر ازيال الخيبة ، ولم اكن غاضبا لأنها محاولة كنت اعرف نتائجها مسبقا ولكن هى كانت غاضبة لدرجة الانفعال واتهام المسئولين بعدم اعطاء الفرصة للشباب وحاولت تهدئتها ونحن نسير فى شوارع عمان وانتهزنا فرصة سيرنا واجرينا بعض الحوارات مع الشعب الاردنى فى اماله بالعهد الجديد.. وتعبنا من السير وجلسنا فى احد الكافتيريات وتحدثنا فى بساطة وكأننا اصدقاء قدامى وسألتها ..هل انت متزوجة او مرتبطه وردت على بنظرة قوية وكأنها تستنكر سؤالى وقد اندهشت من هذه النظرة حتى لاحقتنى تقول .. كيف ارتبط واتزوج..؟ ..وكيف افرح وهناك فى بلدى من يُقتل كل يوم .. من يرتدى السواد كل يوم.. انها انانية ان افكر فى نفسى وغيرى يذوب فى الاحزان.. بالله عليك كيف ارتمى فى احضان رجل لأعيش معه لحظات سعادة وبلدى تنزف كل يوم.. كل ساعة ....... رفضت وجهة نظرها وانا اعلل لها:- عزيزتى مجد إن العالم لن ينتهى بهذا الاحتلال.. لابد ان تعيشى .. لقد خلقك الله لتعيشى الحياة لتأتى باولاد ..ربما.. ربما فى يوممن الأيام يعيشوا الفرحة التى حُرمتى منها ..فرحة تحرير القدس ..وقالت فى اصرار حاد:التحرير لن يأتى بنا فقط انها منظومة لابد ان تتكاتف.. انت تعلم اننا لا نملك سلاح لا نملك سوى حجارة.. حجارة يا استاذ امام احدث اسلحة القتل.. كيف يأتى التحرير..؟..خير لى ان اقتل اولادى بيدى قبل ان يجيئو لعالم يجدوا نفسهم محرومين من ابسط حقوقهم فى الحياة ..من الحرية.. الحرية يا استاذى وما الحياة إلا الحرية، وساد صمت طويل بيننا. حتى قاطعته اقول:- من المحتمل ان يكون عندك حق فى شق من كلامك ولكنى اخالفك فى شق آخر.. نعم ان الحرية هى حق الحياة ..لكن الحياة لا تقف بسلب الحرية ..لابد ان تسير لابد ان يكون هناك بارقة امل.. ربما يأتى صلاح الدين جديد ويفعل مالم تفعله الشعوب،، ووجدتها تضحك كالمجانين وتقول:- زمن صلاح الدين انتهى يا استاذ لم يبقى منه إلا حكايات .. حكايات نقرأها فى الكتب وننبهر بأمجادنا القديمة،هذه الأمجاد التى باتت مستحيلة فى ان تعود .. فى زمن صلاح الدين لم يكن فيه عمولات .. رشاوى..مصالح ..لم يكن فيه خوف على كرسى العرش ..فى هذا الزمن كانو يفعلون ما يقولون .. كانو يبتغون مرضاة الله ..اما فى هذا الزمن اعتقد انهم يبتغون مرضاة اشياء اخرى،، كل العرب باعونا من اجل هذه الاشياء.. حتى هذه البلد التى نحن فيها ونكتب عنها وعن مليكها اقرأ تاريخها جيدا.. ماذا فعلت لفلسطين..؟ ان الدول العربيه تخاف على مصالحها اولا ومعذرة لم اقصد الدول كشعب بل الحكام.. الأسد فى سوريا ومبارك فى مصر والقذافى فى ليبيا والحسين فى الاردن و و و ....... كلهم يخافون كرسى العرش لا احد يجرؤ ان يقول كلمة لا وكأنه يقف اما م الطوفان وحاولت ان اهدئها من حالة الغضب وهى تتكلم معى وكأنها تصرخ وقلت: يا مجد.. انك فلسطينية وانتى واحدة من الآف البنات اللائى فقدن لهن عزيزا.. إما واحدا من عائلة او جار او صديق او حتى حبيب.. اعرف ذلك جيداواعرف ذلك الشعور والحماس الذى يسيطر عليكى الى اين يأخذك.. لكن من الاجحاف ان تتهمى كل ملوك ورؤساء العرب بالخوفوالضعف.. من الممكن ان يكون بعضهم كما قلتى ولكن هناك البعض يخاف. ولكن ليس على كرسى العرش بل على شعبه لأنه واحد من هذا الشعب..فلا يريد لهم ان يُقتلو او يقاتلوا وهذا حقه .. حق ان لا يرى بلده ينطلق عليها الرصاص .. والعالم العربى الأن لن يحتمل ان يكون به فلسطينا اخرىلن يحتمل جرح آخر ، وانتهت مناقشتنا فى هذا اليوم دون ان نصل الى نقطة تلاقى فكلانا مقتنع بوجهة نظره وهى متشدده .. متشدده جدا بوجهة نظرها ، وانتهت فترة اقامتنا بالاردن وعاد كلا منا الى بلاده .. ومرت سنوات..سنوات كثيرة وفى احد الأيام كُلفت ان اذهب للعراق وكان هذا قبل الغزو الامريكى بشهر ونصف لأكتب عن العراق وهى قاب قوسين او ادنى من نشؤ الحرب عليها وتصفيتها ورد فعل الشعب ايذاء الغزو المنتظر.. ووجدتها هناك ايضا هى .. مجد ولعلنى دُهشت يومها.. فمعظم الصحفيين والاعلاميين الذين ذهبوا لنفس الغرض كانوا رجالا وكانت هى الفتاة الوحيدة .. ولم تُغير السنوات فيها شيئا وكأنى تركتها بالأمس إلا شيئا واحدا فيها تغير . نظرة حزينة سكنت واستقرت بعينيها حتى وهى تضحك او تحاول فهى قليلا ما تضحك وتكتفى بابتسامة صغيرة تُعلقها على شفتيها وسألتها عن هذه النظرة ..فقالت فى بساطة وهى تبتسم ابتسامة تقطر سخرية :- لقد فقدت ابى واخوتى الأثنين العام الماضى .. طالتهم احدث اسلحة القتل ولم يكن فى ايديهم حتى الحجارة ولم يبقى لى فى الدنيا سوى جدتى.فقلت لها فى اشفاق:- بعد اللقاء الأخير لنا فى الاردن ومرورهذه السنوات قد لمع اسمك كثيرا كصحفية جريئه وشاهدتك اكثر من مرة فى التلفزيونات العربية لماذا لا تستقرى فى بلد آخر وتواصلى كتابتك منها كما يفعل بعض الصحفيون الأن وتأخذى جدتك معك.. بعيدا عن هذا الخراب وهذه الذكريات الأليمة واعتقد ان اى صحيفة لن ترفضان تكتبى فيها خصوصا ان اصبح لكِ اسما الأن فى عالم الصحافة . . وقاطعتنى فى حدة- اهرب مثل غيرى..! اختبئ فى بلد آخر اشاهد التلفزيون واسمع موسيقى ،، ثم الذى تقول انهم يكتبون.. اتعرف ما شكل كتابتهم.. انهم يكتبون عن عقصة شعر الفنانة فلانه فى اغنيتها المصورة الجديده او ان الفنان فلان يعيش قصة حب مع زميلته الفنانه فلانه .. هذا هو الذى تريد ان اكتب عنه.. لا يا استاذى .. إن صوت طلقات البنادق والمدافع اصبحت جزء منى.. تعودت عليها ..فصوتها يُزيد قلمى قوة واصرار المحاربين.. يا استاذى انا لا املك إلا هذا القلم وسأظل اكتب واكتب لأن ببساطة هذا القلم هو حياتى وما فائدة القلم ان لم يكتب ما يراه من قبح ويحاول ان يصنع بحروفه دنيا جديدة .. انه الأمل .. الحلم ..اكثير علينا هذا الأمل وهذا الحلم يا استاذ..وبغتة انقطعت عن الكلام وانتابتها حاله من الضحك.. وسألتها عن سبب هذا الضحك فقالت- اتذكر فى آخر لقاء لنا فى الاردن ماذا قلت لى.. ولم تمهلني اتكلم واستطردت..قلت لى ان العالم العربى لن يحتمل ان يكون به فلسطينا اخرى.. وانا ابشرك الأن يا عزيزى انه بعد ايام قليلة سيكون به فلسطينا اخرى تحمل اسم العراق..وقلت لها فى غضب- وهل هذا مثير للضحك ام الحزنوقالت وكأنها تعتذر..- انا اضحك على حالنا..سلبيتنا ..وقوفنا فى الظل، تخيل معى يا استاذ لو استمرينا هكذا سيعيد التاريخ نفسه ..فمنذ اكثر من مائة عامبريطانيا وفرنسا تقريبا كانوا محتلين معظم الدول العربية يستنزفون خيراتها وينتهكون حرماتها ثم رُفع الاحتلال ويبدو ان هذه الايام سيأتى احتلالاجديدا على يد امريكا واسرائيل.. الم اقل لك ان التاريخ يعيد نفسه.وحاولت اقناعها ان العراق مسألة مختلفة ولكنها هى دائما كما عرفتها اول مرة متشبثة برأيها ومقتنعة به وكالعادة انتهى نقاشنا ولم نصل فيه الى نقطة تلاقى..ويبدو اننا لن نصل الى نقطة تلاقى ابدا..وتركتها على امل ان اراها مرة اخرى فى صدفة صحفية جديدة وربما اقنعها فى هذه المرة.ومر عامان على هذا اللقاء وبلغت وقتها الاعتداءات الاسرائيلية فى غزة واريحا الى الذروة وامتلأت الصحف بالهجوم على هذه الاعتداءات الغاشمة.. وقرأت مثل كل زملائىواصدقائى عن خبر اختطاف صحفية فلسطينية بسبب ما كتبته عن هذا الهجوم وما اضافته عن تاريخ اليهود منذ ايام المسيح الى الأن بأنهم متعطشين للدماء وان القتل والتلذذبعذاب الآخرين هو غريزة اساسية داخلهم وما يفعلونه هذا من اعتداء ما هو إلا اشباع لهذه الغريزه..انهم يتلذذون بدماء الفلسطنيون ويقتنعون بداخلهم ان ليس لهم وطن ولا ارض ولذا يعوضون مركب النقص بالدماء.. انهم مرضى ويستحقون العلاج..ويبدو ان كل هذا الكلام قد اثار اسرائيل نحوها وجعلها فى القائمة السوداء ومرت اياملا احد يعرف اين هى والصحافة العربية تكتب ووسائل الاعلام تشير بأصابع الاتهام فى خطف الصحفية الفلسطينيه الى إسرايئل.. حتى جاء يوما فوجئنا جمعيا صحفيون واناس عاديون بإحدى القنوات الفضائية الاخبارية تعرض صوره للصحفية الفلسطينية مقتوله وملقاه بجانب سيارة وقد فُصل رأسها عن جسدها فى صورة تقشعر لها الأبدان .. لقد قتلوها .. قتلوا هذا الجسد الطاهر والقلم الذى لم يعرف الخوف.. وحزنا كلنا عليها بعدما شاهدنا هذا الجسد الطاهر مذبوحا .. وحزنت انا بشكل خاص لأنى اعرفها.. اعرفها جيدا وتحدثنا معا واختلفنا فى وجهات النظر ولم نصل ابدا الى نقطة تلاقى فى حديثى معها وكنت على امل ان القاها فى صدفة صحفية جديدة ربما اقنعها فى هذه المرة .. ولكن لن تأتى هذه الصدفة ولن اقنعها ابدا.. اتعلمون من هى ..انها مجد .
(تمت)
ملاحظة : البوست القادم بإذن الله الجزء الرابع من قصة .. " ولم ينطفئ حبك "

Tuesday, November 25, 2008

البنات والصيف














" هذا المقال كتبته منذ فترة ونشر فى مجلة اشياء وهو من المفترض انه على لسان فتاة .. فتاة من هذا الجيل .. فتاة 2008 .. وليس كل البنات طبعا بعذه العقلية التى تفكر به نموذجى هذا ولكنه موجود بلاشك والغريب ان المجتمع الأن يوجد به حالة من التناقض الغريبة فهناك بنات متزمتين جدا فى اللبس ان كان بالنقاب او بالسادل وهناك المتحررين جدا وتسمحولى ان اقول انهم منحلين.. ان البنات فى جامعات اوربا نفسها يلتزمون جدا بملابس تناسب طالبات علم .. تناسب كونهم داخل مكان يسمى بمحراب العلم .. ولكننا البنات هنا فيما يبدو احتلط عليهن محراب العلم بمحراب الملاهى الليلية .. وقد كتب مرة انيس منصور عما شاهده من التزام البنات فى ملابسهم وطالب ان يكون عندنا هنا فى الجامعات بالزى الرسمى حتى نتفادى هذا الخلط بين الذهاب للجامعة والذهاب الى الكبارية واعذرونى على طول المقدمة واترككم مع المقال


***********************************************

عزيزى . . بالتأكيد انا فتاة حره.. فتاة متحررة كما ترانى وكما يرانى باقى الزملاء.. ربما تحررى من وجهة نظرك مبالغا فيه خصوصا بالنسبة لملابسى .. واعترف لك ايضا اننى مؤمنه بمدى مبالغته.. ولكنى لست احب ان يُقال عنى اننى (old fashion) .. وكيف ونحن نرى حولنا العالم كله وقد غدا كقرية صغيرة.. فضائيات.. انترنت.. اقمار صناعية.. والفتاة كائن حى له عين ترى واحساس يدفعها بأأن تجارى ما تراه من فتيات الخارج..إن الفتاة فى اوربا وامريكا تستطيع ان تترك المنزل من سن السادسة عشر وتجلس مع البوى فريند فى بيته..وابداً ما اطالب بهذا الانحلال وهذه الحرية الغارقة .. لإننا لا زلنا نحمل العروبة فى هويتنا واسم الله فى قلوبنا.. واعترف لك ان كثير من فتيات الجيل ليسوا بهذا التدين المطالبون به ومع ذلك لسنا بهذا السؤ الذى يعتقد الشباب فينا.. فمن الممكن ان اصادق فتى معى فى الجامعة او فى العمل او .. او .. من الممكن ان تنطلق شرارة الحب بيننا.. ومن الممكن ونحن نسير معا ان تتشابك الايدى.. ومن الممكن ان يُقبلنى قُبلة المحبين.. مجرد سلام.. سلام بالشفاه.. لكن ليس اكثر من ذلك.. فإلى هنا يتحرك هذا الدين و هذه العقائد الموروثه فينا فى قلبى.. وتصرخ فى اعماقى.. انتبهى انتى فتاة مسلمة .. الى هنا تقف الحرية بلا حراك.. واعود لموضوع الملابس .. انها طبيعتنا نحن الفتيات .. اننا نغار من بعضنا البعض .. إن الفتاة تغار حتى من اعز صديقة لها بل و اختها إن قالوا عنها انها غاية فى الاناقة عنها .. وتحررى من قيود التقاليد القديمة.. هو ايضا مجاراة للزمن.. زمن المسنجر والبلوتوث.. زمن اللاب توب يا عزيزى.. لم تعد الفتاة جالسة فى بيتها تنتظر الفارس الذى يحملها على حصانه الابيض.. لقد مضى هذا الزمن.. انها هى التى تختار الفارس والحصان الابيض .. انه لم يعد وجود الأن للحب العذرى.. الحب الذى يكتفى بنظرة وابتسامه خجولة فوق الشفاه.. لقد ذهب هذا الزمن ..ولابد ان نواكب العهد الجديد وإلا سنصبح مجرد انتيكات قديمة فى المتحف العربى.. ومع ذلك انا لا اقول لك اننى حره هذه الحرية المطلقة ..مع كل هذا انها حرية محدودة فى اطار رواسب داخلنا ..وعقائد داخلنا نحن .. لا تفرض علينا .. ثم إن الفضيلة يا عزيزى لا تُفرض علينا بالسوط.. انها كزرع يكبُر ويترعرع بمرور السنين...... فاأنا استطيع ان اقنع عائلتى وجيرانى وابناء العمومة اننى اشرف بنت على وجه الأرض.. بينما انا بعيدة كل البعد عن هذه الصفة.. سأقص عليك قصة صديقة لى لأثبت لك فحوى كلامى.. كان لعائلة صديقتى هذه برنامج يومى محدد لا يتغير.. فهم ينامون فى الثانية عشر ويبدأون يومهم فى الساعة السابعة.. وكانت هذه الصديقة تتسلل بعد الساعة الواحدة سرا وفى الخفاء الى خارج المنزل لتقابل صديق اخوها والذى ينتظرها فى سيارته امام المنزل وتلقى بنفسها فى السيارة وتنطلق بها السيارة الى مكان بعيد .. مكان هاددئ تظل معه فيه حتى الرابعة فجرا.. ولك ان تتخيل ماذا يحدث فى هذه اللقاءات.. ثم تعود قبل ان تستيقظ العائلة وكأن شيئا لم يكن.. وهى بالمناسبة ملابسها غاية فى الإحتشام وصوتها خفيض ويخيل لمن لا يعرفها انها خجولة .. خجولة جدا.. اما انا فكما ترانى ويرانى باقى الزملاء لست محتشمة ولا ارتدى حجاب وملابسى بها كثير من التحرر.. ليس لأجذب بها الأنظار .. لكن فقط لمسايرة الموضه .. بإختصار انا مجنونة بأحدث صيحات بيوت الازياء .. وابحث عنها دائما فى مجلات الموضة فقط لأنى لا احب ان اكون ( old fashion) بين زميلاتى .. انها الغيرة يا عزيزى فقط الغيرة وليس قلة حياء كما يعتقد البعض اما عن حديثى مع الطلبه وقهقهتنا العالية التى تخلو من معنى الحياء كما يتردد عنا .. بل اود ان اضيف لك معلومة اخرى ان اغلب اصدقائى طلبه اكثر منهم طالبات، وهذا ليس غريبا .. لقد اصبحنا فى مجتمع السموات المفتوحة.. المجتمع الحر.. لا مجال فيه للبنت الخجوله الضعيفه .. المغلوبه على امرها.. لقد اصبحنا الاقوى.. اصبح القرار فى يدينا.. لا فى يد ولى الأمر.. لم يعد فرض الرأى على البنت كما كان فى العهد القديم .. انها تفعل ما تريد وقتما تريد.. حتى التقدم العلمى سهل لنا ما لم يكن فى الماضى البغيض.. فى الماضى كانت هناك جملة تتردد على مسامعنا دائما.. شرف البنت كعود الثقاب لا يشتعل إلا مرة واحدة .. اما الأن يا عزيزى بفضل التكنولوجيا اصبح شرف البنت كولاعة السجائر تشتعل الف مرة .. انك لا تستطيع فى هذا الزمن ان تُجزم بعذريه الفتاة التى تتزوجتها .. حتى لو بدت امامك عذراء.. وكم من عمليات تُجرى لهذا السبب.. ولكنى ومع كل ذلك اقول لك.. اننى لست فتاة سهلة.. فالفتاة السهلة هى التى تستسلم لإرادة الغير.. اما الفتاة الحره .. هى التى تفرض ارادتها على الغير.. وانا ارحب بأى صديق يعرض لى صداقته واقبلها لأننى حره.. حره افرض ارادتى ولست سهلة .. لعلك فهمت

Sunday, November 16, 2008

نحن ايضا نستحق اوبامــا






كان المفروض ان يكون هذا البوست
هو الجزء الرابع من قصة "ولم ينطفئ حبك "
ولكن للتغيير قليلا وربما لأن هناك مواضيع لا تتنظر التأجيل ربما


******************************************************
نحن ايضا نستحق اوبامــا

احلم باليوم الذي أجد فيه اطفالى الأربعة يعيشون فى شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم ولكن بما تنطوى عليه أخلاقهم


قائل هذه العبارة زعيم الزنوج والمدافع عن حقوقهم فى امريكا والحائز على جائزة نوبل فى السلام مارتن لوثر كينج ، والحقيقة ان قضيته كانت اسمى من كونها مجرد قضية انتصار الزنوج فى مجتمع عنصرى ، بل ومتشدد فى عنصريته ، ولكنها قضية انتصار الحق وهزيمة الظلم وغروب شمس القهر العنصرى والمساواة ..فقط المساواة لأناس هم فى الواقع ملح الأرض وبناة امريكا ..
اذن فأحلام لوثر كينج احلام مشروعة ومتواضعة ، ولم يكن ينظر بعد 45 عام من عبارته وفى عام 2008 أن تتعدى أحلامه الذي عاش يناضل من اجلها واغتيل بسببها على يد أحد المتعصبين ويدعى " جيمس ارل راى " حدودها وتصل الى ذروتها .. ذروة الإنتصار بأن يصبح واحدا ينتمى لمن كان يدافع عنهم فى أن يجد لهم مكان يحترم إنسانيتهم وحريتهم داخل بلد تروج لنظرية الحرية وتقول دائما ان الانسانية اولا وقبل كل شئ ليفوز السيناتور باراك اوباما بأهم وأعلى منصب فى امريكا بل وفى العالم إن صح التعبير .. بأن يكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وليس هذا فقط بل ان يكون إبنا لرجل ديانته الإسلام هو حسين اوباما ، بلا شك انه انتصار على سنوات طويلة من الظلم واهدار للإنسانية التى قاموا بتروجيها للعالم لسنوات ونسوا ان يعملوا بها .. وكثير من أدباء العالم وادباء امريكا أنفسهم لم تمر عليهم هذه المزاعم دون أن يدونها فى تاريخم الأدبى .. اذكر انى قرأت قصة زنجى وكاتبها هو واحد من أشهر الأدباء الأمريكيين " ارسكين كالدويل " وكان تدور احداثها حول زنجى يعمل مزارع عند ثرى امريكى ابيض وكان كل طموح هذا الزنجى ان يدبر بعض المال ليشترى شئ يملكه.. اى شئ يكون هو مالكه ، وفى يوم استدعاه صاحب الأرض وسأله .. من الذي أمر زوجته بأن تربى فراخ فى المزرعة ، فأجابه الزنجى بأنهم لا يكلفون شيئا وانهم ينبشون الأرض ،، فقال الثرى صارخا: ومن قال لك انى اريد الفراخ ان تنبش ارضى ،، ثم استطرد ..لماذا لا ارى لك حساب فى مخزن المزرعة ،، فقال الزنجى : لا اريد شراء شئ ع النوته حتى لا اخرج نهاية الموسم مدينا ، وصرخ فيه الثرى الابيض مرة اخرى : انا الذي وحدى اقرر من يكون مدين ومن يكون دائن.. ثم امره بأن يخلع قميصه ويركع على الأرض ليضربه بالكرباج , ورفض الزنجى ان يُضرب بالكرباج لأنه لم يشتر حساب من مخزن المزرعة او لأنه قام بتربية فراخ تنبش الأرض ولا تكلف شيئا ، فما من الثرى إلا ان اخرج مسدس من دولاب فى غرفة مكتبه واطلق عليه رصاصة ثم امر بوضعه امام الفلاحين ليكون عبرة لم يتطاول على اسياده ويرفض ان يركع على الأرض ليُجلد بالكرباج ، وهناك قصص اخرى تناولت هذا الموضوع باحداث اكثر تراجيدية ، واذكر فى العام الماضى ان كتبت مقال نُشر فى جريدة الدستور عن رواية " كوخ العم توم" وهذه من انجح الروايات التى تتكلم عن هذه المهانه حتى ان الرئيس الأمريكى السابق ابراهام لنكولن قال انها مهدت لقضية تحرير العبيد فى امريكا ، وهناك مسرحية القرد كثيف الشعر وهناك من الواقع قصة كونتا كنتى وهناك الكثير من الاعمال السينمائية تناولت ايضا هذا الموضوع ، ومنها الفيلم الجميل " رجال شرفاء " بطولة كوبا جودنج وربرت دينيرو ، وبمناسبة ذكر السينما .. اتذكر ايضا هذه الحادثة التى تدل على مدى المهانة التى كان يعامل بها الزنوج ..ففى حفل توزيع جوائز الاوسكار فازت الممثلة هاتى ماكادنايل وكانت زنجية بجائزة الاوسكار عن دورها فى فيلم " ذهب مع الريح " وكان هذا فى الثلاثينيات وكان محظور على الزنوج وقتها دخول الاماكن العامة ، فحُرمت ان تدخل القاعة لتستلم جائزتها ووقفت فى الخارج ، واستلم منتج الفيلم الجائزة بدلا منها ثم خرج واعطاها جائزتها .. انها عنصرية تصل الى حد المبالغة كانت تسود هذه الفترة وامتدت لوقت طويل وربما تكون للأن اثارها بقايا منها هم من فضلو ا جون ماكين لمنصب الرئاسة لا لشئ سوى انه ابيض .. ولكنهم فى النهاية فعلوها وقرروا التغيير بعدما تعذبوا طيلة الثمان سنوات الماضية هى فترة حكم بوش والتى انتهت بإنهيار الاقتصاد تماما فى حادثة لم تحدث بهذا الشكل منذ ثلاثينيات القرن الماضى ، إن نسبة السود فى امريكا لا تتجاوز الـ 15 % ومعنى هذا ان اختيار اوباما جاء بناء على رغبة البيض ايضا .. ولكن من هو اوباما ، ، انه " مبارك حسين اوباما " تم اختصار الاسم الى باراك اوباما مواليد ولاية هواى عام 61 من اب مسلم جذروه ترجع الى كينيا وام امريكية آن دنهام" ، درس الإقتصاد والعلوم السياية فى جامعة كولومبيا ، التحق بعدها بجامعة هارفرد لدراسة القانون ، ثم عمل فى مكتب للمحاماة فى شيكاغو ، انتُخب بمجلس شيوخ ولاية الينوى ليدخل الحزب اليمقراطى عام 96 ، فاز فى انتخابات الكونجرس عن ولاية الينوى بنسبة 70 % من اجمالى اصوات الناخبين ليصبح اول سيناتور من اصل اقريقى ، رشح نفسه لإنتخابات الرئاسة لعام 2008 ونجح فى الفوز بمقعد الرئاسة بإكتساح متفوقا على منافسه السيناتور جون ماكين ، ولم يكن الرئيس القادم لأمريكا ابن عائلة صاحبة ثراء كسابقة جورج دبليو بوش كان فقيرا حتى انه كان يعمل اثناء دراسته الجامعية لتدبير نفقات الجامعة ، ولم يكن ابيض كالرؤساء الـ 43 الذين جاءوا قبله ، وهو فى مجتمع معروف بالعنصرية يحترم الرجال اصحاب البشرة اليضاء ويحتقر من غير ذلك ، ولكنه جاء بعد احلام كثيرة وانتظار طويل لوقت اخيرا اصبح الحكم فيه على الناس ليس كالماضى بالوان جلودهم ، ولكن بما تنطوى عليه اخلاقهم لتتحقق مقولة مارتن لوثر كينج التى قالها فى خطابه عام 63 ، والسؤال الأن .. الا نستحق نحن ايضا اوباما نُسقط به عنصريتنا المتشددة ، والمتأصلة فيى جذور الوطن العربى منذ زمن بعيد ولا احد يريد ان تتخلى عنه هذه الجذور .. آن الاوان لكثير من دول العالم العربى ان تعترف بأنها دول عنصرية وتحاول ولو مرة التغيير كما فعلت امريكا بدلا من الهجوم عليها ورصد مساؤها والسلام ..فعلى سبيل المثال والأمثلة كثيرة بالمناسبة .. قصة احدى مذيعات التلفزيون المصرى التى ارتدت الحجاب ، فتم طردها ومنعها من الظهور على الشاشة لا لشئ إلا لإنها ارتدت حجاب وهذا لايصح بالنسبة لمذيعة فى تلفزيون بلد من المفترض انه مسلم كما يقال إن لم يكن حدث تغيير ولم اسمع به ، وقصة اخرى.. قصة عبد الحميد شتا ، وربما كثير سمع بهذا الإسم .. انه اول دفعته فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والاكثر تفوقا بشهادة اساتذته فى الكلية والذى تقدم من ضمن 42 متقدم لشغر وظائف فى وزارة الخارجية اعلنت عنها وتم قبولهم جمعيا إلا واحد كان "اول دفعته والاكثر تفوقا بشهادة اساتذته فى الكلية والسبب كان هذا "غير لائق اجتماعيا .


" اتمنى ان يجيبنى السيناتور ماكين ماهى شكل حياة المشاهير "
من خطاب اوباما بعد الفوز بإنتخابه رئيسا لأمريكا وهو يسرد قصة حياة شاب فقير استطاع ان يكون رئيس امريكا


تحياتى \\ احمد

Tuesday, November 11, 2008

ولم ينطفئ حبك ((3))ـ



ولم ينطفئ حبك (3)ـ


اليوم فى الساعة التاسعة مساءاً يغادر يحيى الوطن متجها الى امريكا .. حاملا فى عقله اصراراً على النجاح وفى قلبه حب العمر الطويل ـــ
واصرت مريم ان تذهب معه لتودعه حتى سلم الطائرة .. ومن خلف سور المودعين وقفت وهى تشير له بيدها علامة النصر وهو يصعد درجة السلم ثم يقف ينظر لها ليملأ عينه منها .. من ملامحها الهادئة البريئة .. من ابتسامتها الحلوه ..الابتسامة التى تبعث فى نفسه الراحه فيرتاح .. هل سيكون مرتاحا فى الغربه وهو بعيد عن هذه الابتسامة.....؟ هل سيحتمل هذا البعد .......؟ ابداً ، انه يعرف جيداً انه سيفقد شيئا مهما هناك.. سيفقد نصف روحه .. لا بل روحه كلها، ثم يصعد درجة اخرى من سلم الطائر ويعود النظر لها فيجدها مازالت تشير بعلامة النصر وابتسامة حلوة على شفتيها ، فيبادلها نفس الاشارة وهو يبتسم لها ابتسامة اليائس من تحقيق امل حياته، ثم صعد درجات السلم الباقية ووقف على باب الطائرة.. لم يعد غير ثوان قليلة وتحمله هذه الطائرة لتلقى به فى بلد بعيد .. بعيد عن مريم .. عن ابتسامتها الحلوه،، وطبقة من الدموع تملئ عينه .. ونظر لها نظرة اخيرة .. نظرة طويلة وكأنه يأخذ بها مخزونا يكفيه على تحمل الغربه..هناك بعيداً عنها.. مخزونا من هذه العيون الهادئة.. مخزونا من هذه الابتسامة الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه..ثم اختفى داخل الطائرة..وحاول ان ينظر بعدها للمودعين من خلال احدى نوافذ الطائرة لكنه لم يستطع ان يراها وصوت الطائرة يملأ رأسه ويزاحم افكاره.. هل سينجح هناك.....؟ هل سيعود اعلى قدراً حتى يقتنع به المهندس عبد الحليم النجدى زوجا لإبنته......؟ هل سيحتمل الغربه بعيداً عن اهله وعن مريم..انها المرة الاولى التى يسافر فيها .. المرة الاولى التى يركب فيها طائرة..إن صوت الطائرة مزعج .. مزعج جداًوبينما هو غارق فى سُحب من الافكار القى نظرة عابرة على النافذة وفوجئ امامه.. لقد وصل امريكا .. لقد مرت الساعات الطويلة دون ان يشعر بالوقت.....وتبدو امامه ناطحات السحاب وتمثال الحرية،، ا انها امريكا،،ارض الاحلام،، جنة الحريات ،وابتسم ابتسامة فرحه.. وهو يقول فى نفسه < من يصدق . يحيى ابن جابر مسلم فى امريكا> اين انت يا عم جابرالأن.
.--.--.--.--.--.--.--.--.

تهبط الطائرة على ارض مطار نيويورك ويعترى يحيى حالة من الدهشة وهو يدوس بقدمه ارض امريكا ، واحس بشعور فى هذه اللحظه انه قوى .. اقوى من اى احد، لم يعد مجرد ابن حارس العمارة ..انه قوى بنجاحه بعلمه وبلده نفسها تشهد بذلك ،، وعليه الأن ان يرسم ملامح هذا النجاح حتى يصل به الى مرماه .. الى قمة المجتمع ، لن يعود ابن حارس العمارة..لن يُشفق عليه احداً بعد اليوم..لن يسمح بأن يشفق عليه احد ، سيأخذ الدكتوراه ويعود شيئا مهما.. استاذا فى الجامعة..وباحثا وربما عالما فى الفيزياء وواضع نظريات،،،،،،،،، من يدرى ..؟ انه لا مستحيل تحت هذه السماء .
وخرج من المطار فى لهفة المستكشف الذى يريد التعرف على هذا العالم الجديد هذا المجتمع الجديد الذى قرأ عنه الكثير.. المجتمع الأمريكى.. انه مجتمع يقوم على العمل والمصالح فى المقام الأول ، لا مجال للعواطف..لا وقت لها.. لا لشئ سوى العمل ، هنا كل شئ بحساب.. السلام بحساب.. المصافحة بحساب.. العلاقات الأجتماعية بحساب.. حتى الحب بحساب ،، وسار فى شوارع نيويورك ينظر الى الوجوه يحاول ان يستكشف ما بداخلهم ..لعله يستطيع ان يصل الى عقولهم ..الى افكارهم.. تُرى كيف يفكرون هؤلاء البشر فى هذه البقعة من الأرض.....؟ كيف يتعاملون حتى يسهل عليه التعامل معهم بنفس الطريقة .. لكن الوجوه كثيرة.. إن عينه لا تستطيع ان تتحمل كل هذا العدد من الوجوه ، والناس امامه لا تسير..انها تجرى وكأنهم فى سباق مع الزمن وكأنهم يريدون اللحاق بالقطار قبل ان تنطلق صفارته.. او كأنهم ينتظرون شيئا مهما.. كلهم يهرلون..كلهم فى جرى مستمر ، فهذا الطفل يجرى وراء امه، وهذه الفتاة تجرى ..حتى هذه السيدة العجوز تجرى هى الأخرى .. ونظره الى نفسه فى غرابة.. انه الوحيد الذى يسير دون ان يجرى مثلهم ..ونظر الى قدماه وكأنه يحثها على الجرى .. وجرى فى خطواته مع الناس حتى يواكب هذا الإيقاع .. الإيقاع السريع . وكأنه تعلم اول درس له فى امريكا.. لابد ان يجرى حتى يواكب هذا الإيقاع الجديد..انه لو تقاعس عن الجرى ..سيصبح فى المؤخرة.. مؤخرة السباق،، إن امريكا دائما فى المقدمة لأنها تجرى و تجرى ، انه لو حدث مرة وتقاعست عن الجرى لن تصبح امريكا..لن تصبح فى المقدمة.. لن تصبح سيدة العالم . وهو فى جريه لا يزال ينظر الوجوه والأمكنة والشوارع وتلك البناءات الشاهقة.. بناءات من زجاج وبناءات تبدو من معدن تزداد لمعانا ووهجا عندما تصطدم بأشعة الشمس .. وحاول ان يسأل فى خطواته السريعة من يدله للوصول الى ميدان الحرية.. انه يريد ان يلتقى بهذا التمثال عن قرب كثيراً ما شاهده فى الأفلام الأمريكية وفى نشرات الأخبار .. انه لن يقتنع انه اصبح فى امريكا إلا اذا رأى هذا التمثال، وحاول ان يسأل فتاة شقراء مرت من امامه وقال لها فى لغة انجليزية ركيكة..
pleas.. where is freedom square? -
فقالت فى سرعة وهى تجرى من امامه دون ان تنظر له
I do,t know -
يبدو انه سيواجه متاعب كثيرة فى هذا البلد، وابتسم بينه وبين نفسه فى سخرية.. انها لم تُكلف نفسها وتقف ثانية لترد على سؤاله .. الى هذا الحد تريد اللحاق بالسباق.. وسأل مرة اخرى رجلا عجوزاً مر امامه فأشاح بيده ولم يرد عليه.. وفغر يحيى فاه فى دهشة.. ثم ضحك بصوت عالى وهو يقول
- ماذا يحدث هنا يا امريكا .. الا يوجد فاعل خير واحد فى هذا البلد يدلنا..فاعل خير يا اولاد العم سام .. فاعل خير واحد وله الأجر والثواب . وحاول ان يسأل مرة ثالثة لعله يجد من يرد عليه .. وكان شابا يرتدى ملابس ممزقه ذو شارب مهدل فوق فمه وشعر طويل مبعثر حول وجهه ،، وكرر يحيى السؤال عليه.. فوجد الشاب صامتا وهو ينظر له نظرات لها مغذى وطال صمته وفجاءة قال فى صوت هامس كفحيح ثعبان وهو يقترب منه ويمد يده الى قميصه يريد ان يفتح ازراره
- I love you baby.. I love you .
فنهره يحيى فى عنف وجرى من امامه فى خوف ساخطا وهو يلعنه ويلعن امريكا معه ، يبدو انه من الذين يطلقون عليهم شواذ ..لابد انه سيقابل هذا النوع كثيرا ..لقد قرأ عنهم وشاهدهم فى الافلام الامريكيه كثيرا


Friday, October 31, 2008

ولم ينطفئ حبك (( 2 ))ـ






ولم ينطفئ حبك (( 2 ))ـ

خرج يحيى فى المساء يسير فى الشارع فى خطوات يائسة وبلا هدف .. يسير لمجرد السير ولا يعرف اين ستذهب به قدماه .. وتترائ امام عينه صورة مريم وهى تبتسم ابتسامتها الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه كدعوة لسلام العالم يحملها نبى لإسعاد امته ويرتاح.. وهو يرتاح دائما امام ابتسامة مريم حتى لو تخيلها دون ان يراها حقيقة متجسدة امامه .. ثم تصعد امام عينه صورة والدها فيمتلكه احساس بالقهر والظلم ، نعم إن والدها ظالم .. ظلم ابنته قبل ان يظلمه هو .. ان مريم تبادله نفس الحب بل يخيل اليه احيانا انها تحبه اكثر، ان ما بينهم عمر .. عمر طويل من الحب ، ثم تتلاشى صورة والد مريم وتظهر بدلا منها صورة والده .. فيبتسم ابتسامة رثاء لهذا الوالد عندما شاهده اليوم يبالغ فى الإعتذار لوالد مريم ونفسه منكسرة.. كأنه أخطأ خطئاً فادحاً ثم يسترجع بخياله زكرياته مع والده .. كان ابا حنونا بالرغم من فقره لم يبخل يوما على اولاده بشئ فى حدود مقدرته .. وكان يعافر فى الحياة حتى يدبر نفقات تعليمة هو واخته خديجة .. لم يفكر فى نفسه حتى بعد رحيل زوجته فى ان يتزوج مرة ثانية بل فضل ان يعيش حياته مع اولاده ولهم فقط .. كان يجاهد فى الحياة من اجل اولاده ،، كان يعتبرهم ثروته الحقيقية فى هذه الدنيا .. فبجانب حراسته للعمارة كان يبيع المثلجات امام بابها ويقضى احتياجات السكان من شراء اطعمة واشياء اخرى واحيانا يصعد لينظف الشقق وينظف سيارات اصحاب الشقق..كل هذا ولم يشك او يئن فى يوم.. بل كان يراه دائما راضيا
سعيدا .. كانت قمة سعادته عندما يجتمع مع اولاده على مائدة الطعام فى العشاء بعد عناء يوم وهو يشاهد التلفاز معهم وانفاس اولاده حوله تدفئه وتشعره بأنه غنيا بل اغنى من اصحاب الشقق الذى يخدمهم .. ... ثم تتلاشى صورة والده امام عينه وتظهر صورته هو.. يرى نفسه وهو على سلم الطائرة مسافراً للبعثة ومريم تودعه باكية وهو يبكى معها،، ويتفتق ذهنه لسؤال.. ماذا لو اخذها تسافر معه وتزوجها رغم إرادة والدها ‍‍‍.. لكن .. إن لها سنة فى الجامعة لم تنتهى، ثم ان هذا ليس حلاً وليست من اخلاقه ان يتزوجها بدون موافقة اهلها .. ويحتار وتشتد به الحيرة وهو يجهل مصيره مع مريم.. كيف سيتركها هكذا ويسافر.. ثم ماذا يفيد المستقبل والشهادة والدكتوراه بدون مريم .. انها المستقبل .. انها الحياة واذا فقدها فقد معها الحياة.. لا مستحيل ولكن ماذا بيده.. انه اضعف من ان يقف امام رغبة والدها واغرورقت عيناه بالدموع وهو يسير حتى تعب من طول السير والتفكير الذى طمس عقله وعاد منهمكا ولم
يعرف كيف عاد وكيف القى بنفسه على السرير بملابسه وحزائه ونام ................
----------------------------
فى الساعة الثامنة من صباح اليوم التالى قام يحيى من نومه واحداث الأمس مازالت معلقة برأسه وبدل ملابسه وخرج دون ان يتناول افطاره مع والده واخته كما اعتاد واتجه الى الجامعة الأمريكية.. كان عليه ان يقابل مريم يقابل ابتسامتها الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه.. راحة من الزوابع التى تساور عقله ويتكلم معها كثيرا ، لعله يرتاح وانتظر حتى تنتهى من محاضراتها .. انتظر طويلا امام الجامعة حتى لاح امامه خروج الطلبة والطالبات.. واقترب يكتشف مريم من بين زحام الطلاب ووجدها وما ان رأته حتى جرت عليه صائحة بإسمة
- يحيـــى.. قالتها وكأنها تستنجد به ، ولكنه لم يجد ابتسامتها الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه معلقة على شفتيها كلما تقابلا ، كانت تبدو حزينه مهمومة ونظراتها لا تستقر داخل عينيها وكأنها تحولت الى علامة استفهام كبيرة .. تسأله بها عن المجهول الذى ينتظرهما . وسارت معه دون ان يتبادلا اى كلام .. كانو يسيروا فى صمت وكأن ألسنتهم لم تعد تقوى على الكلام من ظلال الحزن المخيم عليهم.. حتى نطقت مريم فى صوت مُحشرج وقالت:
- لا يجب ان نستسلم من اول جولة يا يحيى.. اننا لم نفكر فى هذا الرفض ابداً بالرغم من انه كان احتمال متوقع..واستطردت.. انه خطئنا كان يجب ان نفكر فى هذا الإحتمال
وقاطعها يحيى قائلا وهو ينظر فى الارض
- وماذا لو فكرنا فيه ... ؟ ماذا كان سيحدث ... ؟ إن ابوك حكم علينا ظلما كالقاضى الذى يحكم بدون دليل او اثبات .. يحكم لمجرد ان واجبه يحتم عليه ان يحكم .. واستطرد.. انه خطأى انا يا مريم ..انا الذى عشت هذا الوهم دون ان ارى المسافة التى بينى وبينك .. انه سلم عالى،، عالى جداً لا استطيع الصعود اليه ..
فقالت مريم فى اشفاق
- لكن انا استطيع النزول يا يحيى لتقترب المسافة واستطردت . . ارجوك يا يحيى لن نُهزم من اول جولة وانا قلتها لأبى صريحة . . لن اتزوج احد غير يحيى .. لن يمسسنى احد غيرك .. وانت تعلم جيداً ما مقدار العند والإصرار التى تتصف به حبيبتك .. وانا متأكدة ان ابى سيلين بمرور الوقت ويرجع عن هذا القرار .. صدقنى يا يحيى هى مسألة وقت ليس إلا
وقال فى انكسار
- لا اعتقد انها مسألة وقت .. لو رأيتى نظرة والدك وهو يكلمنى امس لن تقولى ابداً انها مسألة وقت ، كانت نظرة كلها احتقار وتحد عنيف
وقاطعته مريم وهى تقول فى لهجة الواثق
- سافر يا يحيى
فقال مندهشا
- ماذا .......؟
وقالت بنفس اللهجة
- قلت لك سافر واطمئن لن اكون لرجل غيرك واستطردت .. ستعود وتجدنى فى انتظارك فى انتظار الدكتور يحيى .. لن اتنازل عن الدكتوراه ، هذا مهرى للزواج لو كنت تريدنى ، ووضعت يدها فى يده وهى تقول فى همس :
- - اطمئن يا يحيى انت دائما فى قلبى، وابتسمت ابتسامتها الحلوه.. هذه الإبتسامة التى تبعث فى نفسه الراحة
-----------------------
لم يبقى سوى اسبوع واحد ويسافر يحيى. كان مشغولا فيه بانهاء اوراق السفر من توقيعات واختام الجهات الحكومية ومكتب البعثات والإجراءات الأخرى للسفر ، وهو فى ذات الوقت مشدوه الفكر بين السفر ومريم فعندما يفكر فى السفر والحياة الجديدة التى تنتظره فى امريكا،، حياة جديدة لم يتعودها تقفزامامه صورة مريم وهى تبتسم ابتسامتها الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه فيفكر فيها وفى تاريخه معها.. انه عمر لا يستطيع ان ينساه .. انه حياة ومن يستطيع ان ينسى عمره وحياته واثناء تفكيره فيها تقفز امامه البعثة والسفر لأمريكا والدكتوراه و احلام الغد .. لابد انه سيكون غدا افضل .. عندما تعود من امريكا حاملا فى يدك شهادة الدكتوراه فى الفيزياء وتصبح بعدها استاذا فى الجامعة .. ثم تأخذه احلامه لبعيد ويتجسم فى خياله المستقبل الى اين ذاهب .. الى التدرج فى وظيفته كأستاذا فى الجامعة ثم عميدا لكلية العلوم ثم نائب رئيس الجامعة ثم رئيسا للجامعة وربما .. ربما وزيراً ، لِما لا..! انهم عادة يختارون اساتذة ورؤساء الجامعات فى منصب الوزارة ويفيق من احلامه وتبقى ابتسامة حلوه تملأ وجهه .. ابتسامة رضاء.. ابتسامة مريحة كالتى تبتسمها له مريم فتبعث فى نفسه الراحة فيرتاح،، انه يحس الأن انه مرتاح .. ربما لأنه اقتنع بكلام مريم.."انها مسألة وقت"، ومن يعلم فربما فعلا والدها يُغير رأيه عندما يراه استاذا فى الجامعة يحمل شهادة دكتوراه فى الفيزياء من امريكا والمجتمع يقدره ويحترمه.. من يعلم ..؟ واقنع نفسه بأنها مسألة وقت.
==================

Saturday, October 25, 2008

(( 1 )) ولم ينطفئ حبك



ولم ينطفئ حبك


وتبقى الزكريات .. هذا البوست عبارة عن قصة كنت قد كتبتها منذ عامين وكنت معتزا بها جدا وسأرفعها على المدونة على اجزاء قصيرة نظرا لطول احداثها

--------------------------------------


مقدمة القصة كما كُتبت وقتها


اعزائى ..مازالت المعتقدات البالية تؤثر على عقول الناس الى اليوم..بعضهم وليس الكل
طبعا، الفروق والمظاهر الاجتماعية بينهم بصرف النظر عن كون هذا الانسان ناجح فى حياته العلمية او العملية ، فالبعض ينظر هذه النظرة التقليدية..هذا ابن من..؟ وهذه ابنة من ..؟ وربما احداث هذه القصة حدثت بشكل آخر..وهوعندما قرأت ذات يوم خبرا فى احدى الصحف ان سيدة يابانية تجاوزت الثامنين من عمرها تزوجت واقيم حفل زفافها على حب عمرها الطويل لرجل فى السادسة والثامنين من عمره وسط فرح احفاد الزوجين.. فقد نشئت قصة حب بينهما منذ اكثر من ستين عاما لكنه لم يكلل بالزواج لإعتراض اهل العروس على مكانة العريس اجتماعيا والتى لاتناسبهم .. ومرت السنون . تزوجت هذه السيدة من رجل آخر وتزوج هذا الرجل من سيدة اخرى وتمر اعوام كثيرة يرحل فيها زوج السيدة وزوجة هذا الرجل ويتقابلا صدفة فيجترو زكريات حبهم الخالد ..ويقرروا الزواج فى هذا العمر فى تحدى منهم لإرادة زمن واهل واراهم الثرى وياللاقدار من حكم.... ولعل هذه القصة قد حدثت او تحدث او ستحدث ولكن تقاليدنا لن تسمح بهذه النهاية اننا لا نسمح ان تتزوج سيدة فى الثمانين ولكن فى اليابان ممكن وهذا بالضبط الفرق بيننا وبين اليابان

احمد


********************************************
(الجزء الأول)..

لم يعى منذ متى بدأ هذا الحب . ولكنه وجد نفسه دائما يتوق الى رؤيتها وكلامها وابتسامتها الساحرة التى تبعث فى نفسه الراحة .. ولم يعى ان هذا الحب مستحيل او محكوما عليه بالإعدام.. ربما لأنه كان صغيرا وقتها فى العقد الأول من عمره وهى بنت الثمانية ربيعا.. او لم يكن يعى اين مكانه بالتحديد من المجتمع وهو ابن حارس العمارة التى تسكُنها هى مع عائلتها فى احدى شُققها الفخمة،، هذه الفتاة الصغيرة التى تضج ملامحها بالبراءة والهدوء والجمال وهو يرتاح دائما عندما ينظر لهذه البراءة وهذا الهدوء وهذا الجمال.. ويمرحون ويلعبون دائما امام بهو العمارة او فى ردهة الطابق التى تسكن به ولا يشعرون للحظة واحدة من هو ومن هى .. وهى مريم ابنة المهندس عبد الحليم النجدى والمرشح بقوة لرئاسة مجلس ادارة احدى شركات الحكومة الكبرى،، وهو يحيى جابر مسلم ابن جابر مسلم حارس العمارة التى يقطنها عبد الحليم النجدى.. لكن البراءة لا تعترف بهذه الفروق وهذه المسميات.. ولايزالوا يلعبون يمرحون..ينسوا معا الوقت والأهل والفروق ويذبوا ويهيموا فى ملكوت من البراءة اللانهائية.. وتمر اعـــــــــوام يرسم فيها الزمن خطوطا رائعة الجمال فوق وجه مريم وتلتحق بالجامعة
وتتخصص فى دراسة البيزنس بالجامعة الامريكية ،، وبالرغم من اُمية جابر مسلم إلا انه يعلم جيدا ما قدر التعليم ولا يفوت هذه الفرصة على ابنائه يحيى وخديجة ،، ويظهر على يحيى تفوق ملحوظ فى الدراسة حتى انـه كان من العشر الاوائل فى المرحلة الثانوية.. ويلتحق بكلية العلوم لدراسة الفيزياء .. إن كلية العلوم كانت بالنسبة له حُلما بدأ عندما قرأ بالصدفة وهو فى المرحلة الاعدادية كتابا عن إنجازات انيشتين وعبقريته العلمية فأصيب بعدها بحالة من الولع بهذا العالم الفذ ................ ويشب حبا عفيفا طاهراً بينهم.. ويُمنى يحيى نفسه بمستقبل افضل ويبدأ برسم هذا المستقبل من السنة الاولى فى دراسته الجامعية فيتفوق فيها حتى انه كل عام كان ينجح بتقدير امتياز .. وتنتهى دراسته الجامعية محققا فيها نصراً عظيما فقد كان اول دفعته.. وتم تعيينه معيداً بالكلية لمدة عام تم ترشيحه بعدها الى بعثة امريكا لنيل الدكتوراه على نفقة الدولة ..وتفرح به عائلته الصغيرة وسكان العمارة، إن معظمهم يعتبر يحيى كإبنا لهم .. لما عُرف عنه من دماثة الخُلق وحلاوة اللسان ونبوغه حتى ان الكثير توقعوا انه سيكون له شأنا فى المستقبل..ان تفوقه العلمى يؤهله لذلك ، ويسعد الحبيبان يحيى ومريم بهذا النجاح وهذا الحب ويتفقان على اعلان الخطوبة قبل السفر للبعثه.. انه الأن مؤهل ان يخطبها رسميا فشهادته فى يده واحلامه تتجسد فى خطى ثابتة وواثقة والمستقبل يفتح له بابا مُشرقا وحبيبته معه تبادله حب الطفولة والصبا والشباب.. وكان عليه ان يُفاتح والدها رسميا، وعلاقته مع والدها وزكرياته وتاريخه معه يُشجعانه على ان يفاتحه فى طلب ابنته مريم.. لقد كان دائما يراه بشوشا مبتسما كثير المزاح سواء معه او مع والده..... ..... ويصعد يحيى مع والده الى الطابق الثالث حيث يقطن المهندس عبدالحليم النجدى .. وبعد مقدمة حرص فيها ان لا تكون طويلة فاتحه فى موضوع خطبته لمريم و فجاءة يتحول وجه المهندس عبد الحليم ..الوجه الذى دائما كان يراه بشوشا طيباً هادئا الى بركان ثائر.. بركان يقذف بالحمم وقال له فى صوت اشبه بالصراخ وهو ينظر له نظرة قوية كلها تحد واحتقار:
- قد جُن جنونك يا يحيى.. انسيت من انت وابن من ...........؟ ام ان المعاملة الطيبة التى كنا نعاملك بها جعلتك تقفز فوق خيالاتك لتأتى اليوم تطلب يد إبنتى.. أنسيت من هى مريم..؟ .. واستطرد وهو ينظر الى جابر فى احتقار:
- ماذا جرى فى الدنيا يا جابر إن كان ابنك اغرته شهادته وتصور بها انه وصل الى درجة ان يطلب مريم .. ماذا اغراك انت لتوافقه على جنونه..
ووقف جابر وهو يعتذر له فى ادب اعتذاراً مبالغا فيه وهو يحنى ظهره حتى يكاد وجهه يلامس ركبتيه وكأنه ارتكب جُرما فى حق المهندس عبد الحليم.. حتى قاطعه يحيى وهو يقول لوالد مريم فى هدوء يوارى غضب:
- استاذ عبد الحليم .. إن كان ابى هو حارس العمارة التى تسكن فيها سيادتك فهذا ليس يعيبه بل يشرفه.. ان هذا الرجل كان يخدم هذه العمارة منذ اكثر من عشرين سنة بإخلاص وامانة وسيرته الطيبة يعلمها الجميع .. وان كنت انا ابن هذا الرجل حارس العمارة فهذا شئ لايعيبنى بل يشرفنى .. ان هذا الرجل علمنى حتى وصلت الى ان اكون معيداً فى الجامعة وتُرشحنى الى بعثتها لنيل الدكتوراه .. وإن كنت قد جئت اليوم لأطلب يد ابنتك.. فليس لأن شهادتى العلمية اغرتنى بذلك ..بل لأنى ابن هذا الرجل الشريف المكافح الذى تعرفه انت جيدا يا استاذ عبد الحليم .
ثم ان الله لا يفرق بين عبداً وآخر إلا بتقواه وعمله فى الدنيا.. لا بأن هذا رئيس مجلس ادارة وهذا حارس عمارة ، كلهم سواسية امام الخالق،، ولعل هذا الرجل الذى صرخت فى وجهه الأن هو اقرب الى الله من اصحاب ملايين يبجلهم المجتمع بينما قلوبهم مليئة بالحقد والسواد.. اسف يا استاذ عبد الحليم على تجرأى وجنونى........ واعتذر جابر مرة اخرى بطريقته المبالغ فيها وكأنه يستجدى من والد مريم الصفح عن هذا الخطأ الجسيم الذى اقترفه
ولم ينطفئ حبك .
وذهب وراء يحيى ..... وكانت مريم فى غرفتها تسمع هذا الحوار بينهم حتى نهايته.. والقت بنفسها فوق الفراش تبكى بكل قطعة فيها بعد ما خرجا بكاءاً يُمزقها ويُغير الدنيا فى عينيها
إن يحيى لم يكن مجرد شابا تعرفت عليه واحبته.. انه طفولتها وصباها .. شبابها وزكرياتها كلها ..انها احيانا تشعر انه يسكن تحت جلدها ويسرى فى دمها.. انها تتذكرانه لم يمر يوما عليها منذ تعلمت الكلام لم تنطق فيه اسم يحيى .. ولم يخطر على بالها يوما تلك الفروق والمعتقدات الباليه التى اثارها والدها فى نقاشه معه .. ثم ان المجتمع عندما ينظرلأى إنسان اليوم ينظر لنجاحه هو لوضعه هو لا لوضع والده.. ثم ما ذنب يحيى إن كان والده حارس عماره ،،انه لم يختار حياة اهله ولكنه قادر ان يختار حياته هو ومستقبله هو ..ومستنقبله يؤهله لحياة افضل .. حياة ناجحة يحترمها المجتمع ويشير اليها بالنجاح والإحترام والدولة بذاتها اعترفت بهذا النجاح وانفقت من مالها لتدعيمه بمنحُِِِِِِِِِه بعثة لأمريكا لنيل الدكتوراه.. ماذنبه اذن حتى يرفضه ابوها.. ؟ ماذا يستطيع ان يفعل اكثر من ذلك ليكسب احترام الناس.. وعادت تبكى وتلقى بزجاجات العطر واى شئ يقابلها من ادوات التجميل على الأرض فى عصبية .. حتى جفت دموعها ولم تعد عيناها تحمل دموعا تبكيها .. وخرجت الى والدها وهى تقول له فى تحد
- ابى ... كان عليك ان تأخذ رأيى قبل اصدار حكمك
فنظر لها الأب فى دهشة وهو يقول
- وماذا كان رأيك.....؟
وبنفس التحدى قالت
- رأيى انى لن اتزوج احد غير يحيى
فقال ابوها فى هدوء مفتعل
- يا مريم.. انا ابوك وادرى بمصلحتك ومن حقى ان ارفض من لا اراه فى مصلحتك
وقالت وقد بدأت عينيها تملؤهما غشاء من الدموع
- من حقك يا ابى.... ومن حقى انا ايضا ان اختار ان لا اتزوج غير يحيى
ونفذ صبره وقد علا صوته قليلا وهو يقول
- ما هذا الاصرار يا بنت .. قلت لكى لن تتزوجى من ابن جابر
فقالت وهى تبكى
- اسمه يحيى يا والدى ، ، وجرت من امامه الى غرفتها والقت بنفسها على السرير مرة اخرى وهى تئن كالعصفور الجريح

نهاية الجزء الاول

Monday, October 20, 2008

لمــا كنا صغيرين .....



لما كنا صغيرين

كلاكيت تانى مره





اجيد الحوار مع نفسى .. اتشاجر.. اتصالح .. ابكى واضحك معها.. يأخذنى الحنين الى عمر البراءة.. عمر الابتسامة الصافية والأحلام التافهة والأمانى الساذجة .. اعود بذاكرتى للوراء( فلاش باك)تترأى امامى صورتنا انا وهى عندما كنا اطفالا وكأنه شريط سينما اشاهده.. كانت معى دائما ..نضحك..نمرح..نلعب سويا.. كانت غاية امانينا ان نشترى تويكس او سنكرس ونشاهد توم وحيرى ..وتفرح هى كثيرا عندما يُقدم لها هدية تكون اعدادا من التويكس او السنكرس.. تأتى لى فرحِـة وهى تحمل لى وحدات منها وهى تقول .. خُذ لك.. جائتنا بالأمس هدية منها كرتونة كاملة.. وتقول فى فرح.. انا سعيدة..سعيدة جدا.. عندى الأن علبة كاملة ..لن ابكى لأمى كل يوم حتى تشترى لى تويكس..عندى ما يكفى طوال الاسبوع.. نقضى يومنا معا لا نفارق بعض إلا عند النوم.. نجتمع فى الليل فى اعلى المنزل نشاهد سويا السماء المترامية الاطراف والقصر الكبير.. هذا القصر البعيد المُضئ دائما إضاءة صارخة وكأنه قطعة من لاس فيجاس سقطت امامنا.. اتسلل بيدى فوق يدها.. اقول.. احبك يا نور.. يا نـورهل تسمعينى ؟.. تجيب ..نعم وانا ايضا لكنى احب تويكس اكثر..لاتزعل.. احبك اكثر من سنكرس.. الفول السودانى اصبح كثير بداخلها وانا لا احبه..يالها من مجنونة..مجنونة لاتُقدر معنى كلامى..ولكنى سعيد بجنانها ببرائتها.. وتمر ايام ..اكرر لها فى همس ونحن نشاهد سويا توم وجيرى.. احبك يا نور..يا نور.. تضحك فى فرح وهى تقول.. انظر لقد سقط توم فى البحر واجتمع حوله السمك وتنفجر ضحكا كالمجانين.. انها صغيرة ..ساذجة.. جميلة ..هذا الجمال الذى لو وُزع على العالم لأصبحنا ملائكة تمشى على الأرض ..جمال الروح.. براءة الروح.. نقاء الروح .. وتمر السنون.. تكبر نور.. اسمع انها ستتزوج.. نور الصغيرة تتزوج غير معقول..ولكنها تتزوج ويأخذها هذا الزوج معه الى بلد بعيد يُكمل دراسته فيها..تختفى نور ولايبقى منها إلا زكريات ..زكريات .. اتذكرها عندما امُر وحدى فى طريق قد مشينا فيه معا.. اتذكرها عندما ادخل منزلها ولا اجد البهجة التى كانت داخله.. حتى القصر الذى كنا نراه مُضيئا دائما إضاءة صارخة وكأنه قطعة من لاس فيجاس سقطت امامنا.. انطفأت اضواءه وكانه حزين على نور.. لقد اصبح بعدها كل شئ اطلال.. المنزل.. الشارع.. القصر.. العالم كله اصبح اطلالا.. تمر سنون فوق السنون.. تعود نــور.. اسمع انها طُلقت وعادت بإبنة معها.. ادخل المنزل فى زيارة .. ارى طفلة جميلة لا تتعدى الثلاث سنوات تبتسم لى ابتسامة صافية.. ادعوها لتقترب.. ارى فى يدها واحدة تويكس تمد يدها لى بها وهى تقول..خُـذ لك .. المح من خلف الباب المُتوارب فى الغرفة المقابلة سيدة بدينة.. تنظر لى فى لهفة.. انها هى .. نور.. تتعلق العيون فى نظرات طويلة وكأنها تستعيد سنوات كثيرة مضت .. لكن ليست هذه نور التى اعرفها.. لقد ذهبت البراءة التى كانت تُغلف وجهها دائما وحلت مكانها هـم وحـزن دفين..اين ذهبت البراءة يا نور..؟ هل ذهبت مع العمر..مع السنوات الكثيرة.. اشعر بيد صغيرة تلامس يدى..انظر امامى.. انها يد طفلتها الصغيرة تداعبنى.. لقد عرفت الأن اين ذهبت البراءة

Thursday, October 16, 2008

آخر الكــــــــــــــلام ..





اهداء :: الى اى حد شايف نفسه فى الكلام ده


آخر الكلام . .





نفسى أخرج ..
من جوه نفسى وأصرخ
نفسى أشرخ ..
جدار الحزن اللى ياما عاش فيا
بقى حته منى ..
لكنى ..
معرفش ليه حاجة حايشانى
حاجة مسكانى ..
وخدانى ..
من نفسى ومنى
محوطانى
كسرانى
هزمانى
هو انا لسايا انا ..
ولا واحد تانى
نفسى أخرج ..
من جوه نفسى وأصرخ
نفسى ارفض ..
واشجب
واندد
نفسى اهدد
اى حد يعترضنى
او يحاول قتل حلمى
نفسى اغنى
ياه ..
من زمان مابقتش أغنى
مابقتش ادندن بأى حاجة
للدرجة دى مش محتاجة
إنى أغنى ..
ولا الكآبه ..
طغيانها آسر مالوش حدود
شبه سحابه ..
ماتعدى تمنع نور الشمس
ع الوجود
إمتى تعود يا زمن ..
زى ما كنت من زمن ..
كفاياك جحود ..
كفاياك جمود ..
كفاياك برود ..
وسيل دموع ..
يوجع ويلسع ..
ع الخدود
مابينتهى
تقولش حرب هيه
واليأس حشد م الجنود
آخر الكلام ..
يتقال إيه ..
لما الكلام يخلص ..
وكل يوم ينقص ..
عدد الحروف
ويتملى جوانا خوف ..
من شئ بعيد
ملامحه تايهة ع العيون
بقى شئ جنون ..
إنك تكون او لا تكون
مين اللى فينا عاقل..
ومن عايش فى دور مجنون
إختلط الحابل بالنابل
شئ هايل .. !!
لما الأكاذيب تتوه
وسط الحقايق
على فكرة مش مسطول انا
انا لسه فايق
هما مش حبة ثوانى
وشوية دقايق
قادرين يقلبوا الوضع للنقيض
واللى كان إنسان سعيد
تلقاه فى غمضة عين جريح
واللى محبوب من كل خلقه
بكلمة يصبح مكروه بغيض
مش ثابتة هى على وضع عارف
متغيرة ديما ..
متحيرة ديما ..
هو انتا مش شايف ..؟
اللى إتملت قصوره ..
كل نحيه فى البلد ..
فى كل المدن ..
ع الشاشة فى لحظة قدمنا إتعدم
وعندنا
يزيد عن ربع قرن ..
مستنيين
تغيير نظام وحيد عقيم
به محكومين
من غير ملل
ولا حد كل
ولا حد طالب بالتغيير وزن
ولا جه وقال
عايزين بقى نصرخ
نشرخ جدار الحزن


Sunday, October 12, 2008

كان جبل وإتهد









. . كان جبل وإتهد


إنحنى راس الولد

كان حقيقى إبن بلد

.. كان جدع

.. ما كان خرع

.. ولا عمره يوم

للبهتان خضع

كان جبل وإتهد

إنحنى راس الولد

.. عاش سنين زى الجمل

.. إحتمل

فوق طاقته طاقة كل البشر

لكن الجمل جاله يوم وبرك

.. مع إنه كان على وشك

.. يهد قلب الظلم

.. بإيد زى الحديد

.. ويستعيد

أمجاد وكانت من زمن

بس الزمن قلاب

. . وخاب

.. من ظن إنه حايفضل على حاله

للأبد

إنحنى راس الولد

الضرب جاله من كل إتجاه

وياعينى على الولد يا ولداه

. . لو صد نحيه

. . النحيه التانيه تلقاه

. . وكان فى صده واحد وحيد

.. كان صحيح

. . جدع ماكان خرع

وكان شجاع

. . بس وحيد

. . والحلم ضاع

قصاد العدد

إنحنى راس الولد

Thursday, October 2, 2008

زى البنــــــــــــــــــــات


زى البنات .....






اكتشفت ..
أنى مش زى البنات
عمرى ماكان عندى حكايات
ولا كان لى زكريات ..
فى حب عدى وجوه القلب مات
فى حلم مر فى خيالى وفات
اكتشفت ..
أنى مش زى البنات
عمرى ما إدلعت يوم
عمرى كله شايله فى هموم..
وإن قلبى الصغير عمره ماكان بيحلم
بأمير ياخدنى وياه ..
على حصانه الأبيض وهواه ..
ليه مايبقاش له حد
هو أنا ماكنتش بنت
زى أى بنت من البنات
بتحب الحياة ..
وبتعشق الحاجات ..

اكتشفت
أنى عمرى ما فرحت
مره واحده ياقلبى والله ..
مافرحت
وإن قلبى مظلوم معايا
ذنبه ايه فى الوحدة ديه
غير نصيبه يكون ليا
يكون فيا ..
اكتشفت
إن عمرى عشته سراب ..
إتمنيت على قدى جنة صغيره
مالقيتش قدامى غير عذاب
واللى راح م العمر مش راجع
حتى اللى جاى شكله ضايع
اكتشفت ..
إن السنين سكه سد
بينى وبين الدنيا حد ..
حد فاصل ..
وانا من كل قلبى نفسى اواصل ..
الحياة بجد
وابقى زى اى بنت
اكتشفت ..
بس بعد ايه اكتشفت

( تمت )

Monday, September 29, 2008

من هنا وهناك ..

بعض عناوين الصحف الأسبوع الماضي سواء المستقلة او المعارضة كانت مثيرة للدهشة والغيظ والحنق والدموع .. ولنقرأ : عدد الدستور الأثنين ٢٩ سبتمبر مانشيت الصفحة الأولي يقول: الحكم علي ابراهيم عيسي بالسجن شهرين في قضية صحه الرئيس ويرد عيسي :سأحمل حقيبتي واذهب بنفسي للسجن والنظام لن يوقف تنفيذ الحكم لأنه مهووس بالإنتقام من معارضيه ************* خبر آخر مضحك الي حد ما : تل ابيب اقترحت إرسال جنود للمشاركة في جهود إنقاذ ضحايا الدويقة ******** في قضية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي ~ قانونا المحرض يلقي جزاء الفاعل الأصلي وهشام ينتظر الإعدام او المؤبد ********** الفنان كريم عبد العزيز رفع اجره الي ٧ مليون جنيه عن الفيلم الواحد وهذا بناء علي عقده الجديد مع هشام عبد الخالق ******** خبرآخر يقول : إطلاق فتوي رئيس مجلس القضاء الأعلي في المملكة العربية السعودية الشيخ صالح بن محمد اللحيدان بإجازة قتل اصحاب القنوات الفضائية بحجة ان من يدعو الي الفتن اذا قدر علي منعه ولم يمتنع فقد يحل قتله ************ اسناد ملف دارفور لقطر هل ينسحب بساط الريادة من مصر ********* شقيقة ملك الأردن تتوسط لدي زوجها حاكم دبي للعفو عن هشام طلعت مصطفي ********************** اتجاه في الأهلي للموافقة علي اعارة ابو تريكة لأحد الأندية الخليجية لمدة ٦ شهور ************* آخر مهازل الحرائق في مصر __: حريق المسرح القومي ////////////// ولا تنتهي الأخبار والإثارة والجدل

Monday, September 22, 2008

تنويه

المدونة مغلقة لمدة اسبوع لدواعي سفر خارج البلاد . سيتم الافتتاح بعد اسبوع انشاء الله "احمد"

Saturday, September 13, 2008

عاجل جدا

وصلتنى رسالة عبر البريد الالكترونى من الكاتب المغربى بوزيان حجوط
وتضامنا معصاحب الرسالوة حرية الكلمة ومحتجا على سياسة مقص الرقيب انشر هذه الرسالة هنا كما جائتنى


----------------------
عاجل جــدا :بيــان ضد المنع ومصادرة الفكر والإبداع الحر

حملة تضامن مع الكاتب الساخر المغربي بوزيان حجوط

- هي دعوة لكل شرفاء هذه الأمة ..
- دعوة لكل المبدعين والمثقفين والكتاب الأحرار في كل مكان..
- ودعوة صادقة لكل المدافعين عن قيم الحرية الفكرية، والإبداع الجاد، وحرية التعبير.
*** *** *** *** *** *** *** ***
..إن دلالات القرار الطائش والجائر – منع الكتابة في دروب – وتحديدا من المدعو غير المسؤول فاضل التركي ،إلا بعد أن تخضع مقالاتنا الساخرة لتشذيب خاص ( ثقافة مقص الرقيب !!)الذي كنا نعتقد أنها ثقافة اندثرت دون رجعة . فها هو بطلها المدعو فاضل التركي يريدنا أن يرجعنا آلاف السنوات إلى الوراء ، ومحاولة جبانة لإسكاتنا ، وإخراس ريشتنا الجادة والنزيهة . وبالتالي هي مصادرة لكل صوت شريف ، وقلم نزيه.وتعبر أيضا عن ضيق أفق أصحابها ومدى تهورهم الصبياني.
لقد توصلنا برسالة من المدعو الواهم – فاضل التركي يخبرنا فيها وبنبرة – بوليسية – أنه من الآن فصاعدا لايمكن لنا نشر مقالاتنا الساخرة والجادة مباشرة كما كنا نفعل سابقا، بل يجب أن نرسلها له عبر بريده الإلكتروني الشخصي . أي ببساطة أن تمر تحت صراط رحمته الواهية والزائفة ، وتحت رقابته القبلية والبعدية . وأن يتأكد ربما من خلوها من جرعات زائدة من جرأة الأفكار والمواضيع ، وكمية الحرية والسخرية الجادة التي تتنفسها .إنه يريد ببساطة شديدة ، أن يفتشها كما يفعل المخبرون القبيحون في كل الدول الديكتاتورية !!. وكأني به يحن إلى – عهود الظلام البائدة – وعصور الانحطاط ، وثقافة الاستبداد الفكري التي عانت منه شعوبنا ،وهذه الأمة طوال قرون عديدة خلت.
إن قضية حرية التعبير ، هي من أسمى النعم الإلهية ، وأرقاها . وبالتالي فهي قضيتنا جميعا ، وهمنا المشترك . فقد نختلف في كثير من المنطلقات والآراء والأفكار ، لكن قطعا لن نختلف في قدسية الدفاع عن الفكر الحر ، والإبداع الجاد . وضد كل أشكال المصادرة والمنع والتضييق.
ولنهمس في أذن المدعو البائس فاضل التركي أن يبحث له عن مهنة أخرى غير مهنة الإشراف الأدبي المفترى عليها ، وأن يأخذ دروسا تقوية مكثفة في فن الاستمتاع بفن المقال الساخر والجاد تحديدا.ويبتعد قدر الإمكان ،عن هواجسه في الصيد في المياه العكرة.
-----------------------------------
* ملحوظة هامة :من يدري فقد تكون أنت صديقي الكاتب /المبدع / والمثقف/ القصاص ..في اللائحة المقبلة ..فدعمكم هو دعم لنا جميعا .
- وكل ما نطلبه من إخوتنا جميعا – دعما رمزيا ومعنويا – وتضامنا وتعاطفا معنا ، ومع حرية الرأي والتعبير الحر.وضد ثقافة مقص الرقيب الكريهة.
*ملتمس : ونرجو إرسال رسائل و برقيات تعاطف وتضامن معنا وبمختلف أشكالها عبر مدونتنا المتواضعة هاته: hajjout.maktooblog.com أو عبرالبريد الإلكتروني الشخصي :hajjout@gmail.com
* إشارة هامة : نلتمس منكم كافة أصدقائنا الأفاضل ، العمل على نشر هذا- البيان في مختلف المنابر والمواقع المختلفة– تعميما للفائدة ، والتضامن الرمزي معنا ..مع فائق التقدير

إمضاء: الكاتب الساخر المغربي بوزيان حجوط

Saturday, July 12, 2008

حب فى الجامعة ـــــــــــ(مقال)ـ








( بليز .. لو سمحتى هى المحاضرة الجايه حاتبتدى امتى ) .. كتير منا فى الجامعة كان بيسأل اسئلة خايبه من النوع ده للبنات ، وده مش نوع من الشغف بمعاد المحاضرة الجاية وانما نوع من المعاكسات البريئة داخل سور الجامعة على اساس ان البنت حاترد عليه بكل رقه وتقول ( بعد نص ساعه تقريبا ) ، وبعدين يسألها سؤال غبى ويقول وهو رافع حواجبه قال يعنى مدهوش (هو انتى معانا فى الكلية .. غريبة انا اول مره اشوفك ) وبعدين الكلام يجيب كلام والولد ساعتها بيبقى مُنتشى لأنه حاسس انه على وشك انه يعيش اعظم قصة حب عرفتها الإنسانية ومعظم قصص الحب فى الجامعة بتبتدى بالنوع ده من المعاكسات البريئة اللى على شكل اسئلة خايبة ، ويمكن هو ده اللى جعل "إريك سيجال" مؤلف الرواية المشهورة love story واللى تحولت لفيلم اشهر انه يخلى نقطة انطلاق احداث روايته داخل اسوار جامعة هارفرد بين طال ثرى وطالبة فقيرة وبيبدأ بينهم بعد كده اعظم قصة حب شُفنها فى السينما .. ما عبينا ، اما لو تطرقنا للمعاكسات خارج اسوار الجامعة ، واللى غالبا مابتبقاش معاكسات بريئة خالص كان اوجعها اللى حصل فى آخر ليالى رمضان قبل الماضى تحديدا فى شارع طلعت حرب واللى حصل هناك من ثورة الجياع والمحرومين والمكبوتين واللى شاءت الأقدار ان اكون فى قلب الأحداث .."غير مشارك" ، كان بإختصار مولد .. مولد سيدى العريان ، كانت فرصة بكل المقاييس لهؤلاء الصبية والشباب وبرضه الرجاله اللى بشنبات ..والفرصة مابتجيش غير مره واحده والولاد استغلوها كما يجب ان تثستغل الفرصة .. اقتنصوها يعنى ، لكن تعالوا نتكلم بمنطق وبجدية شويه ومن غير دفاع عن الولاد دول ، يعنى مش لو كان عند كل واحد فيهم امل ولو واحد فى الميه انه يلَبس دبل قبل مايموت (فاكرين الجملة دى اللى قالها احمد عيد) اظن ماكانش حد حايعمل كده فى بنات الناس ، وفوق كده العائلات اللى بتتغالى فى المهور مغالاه فظيعة وكأن الواحد رايح يخب مارلين مونرو فى زمانها .. ليه كده ؟؟ , والشباب اللى مالوش واسطة فى بلدنا حايجيب منين وهو بياخد كام ملطوش مايكفوش العيش والشاى ، طب يتجوز ازاى ولا حتى يحلم انه يلبس دبل ازاى .. فالحلم مفقود والأمل مسدود والبنات مابيرحموش ، ده كفايه لما بييجى الصيف بس .. البنطلونات بتضيق والچيبات بتقصر والباديهات بتتحزق اكتر واكتر ، دحنا سنتنا طين .

Thursday, June 26, 2008

خيط رفيع ( مقال )ـ







......خيط رفيع

كان الفيلسوف نيتشه يدعو الناس بأن يعيشوا فى الخطر دائما .. كأن يعيشوا عند قمم البراكين
التى تهتز وترتجف استعدادا لسيول من النيران المندفعة بقوة تحطم كل ما امامها وطبعا النتيجة معروفة من حياة مثل هذه ، والمغذى من مقولة نيتشه والعهده على الراوى هو أن تشعر اللحظة التى تكون فيها مُعلق بين الحياة والموت هذا الخيط الرفيع وان تكون اختارت بنفسك الطريقة التى تموت بها او بمعنى آخر أن يكون لك رأى فى النهاية .. نهايتك طبعا ولا ان تكون جالس متوجس ومتخوف ومترقب تلك النهاية ولعل هذا الكلام ينافى عبارة ( ولا ترمى نفسك فى التهلكة ) ويطابق على الوجه الآخر عباره يرددها الكثير منذ زمن وهى ( وقوع البلاء ولا انتظاره) ..فالانتظار صعب وممل ومخيف إذا ماكان لكارثه او شئ غير محبب ، وقد يطول الانتظار فتصبح الحياة سلسلة من التوجس والترقب والخوف والعدم ، فما معنى الحياة إذا فقدت أهم خصائصها وهى أن تحياها.. قرأت ذات مره قصة للأديب احسان عبد القدوس تدور حول هذا المضمون وكانت قصة (كل شئ قبل أن يفوت العمر) وفيها بطل القصة عبد الجليل الموظف الذى احيل الى المعاش وقد وجد نفسه بعدها يستسلم لخواطر الموت ويسائل نفسه متى النهاية وهل ستكون الجنة ام النار مستقره الأبدى بعد ذلك ، ثم ماذا سيكون حال عائلته من بعده ..زوجته وابنه وابنته هل ستهتز بهم الحياة بعد يُطرد منها ، هل ستستمر بهم العيشة الهنيئة ، وظل مستسلم لهذه الخواطر حتى اذا بادره شبهة مرض تخيل نفسه وكأنه على مقربة من الموت فيصلى كثيرا ويذكر الشهادتين وينتظر الكلمة الاخيرة للقدر ، ولكنه لا يموت وتأتى شبهة مرض جديدة فيكرر الصلاة وذكر الشهادة من جديد ، وتصبح حياته عبارة عن إنتظار طويل ..لاشئ سوى الإنتظار ، فيقرر ان يُسجل توكيل عام لزوجته لتتصرف فى ممتلكاته من بعده ويكون لها الحق فى كل شئ من بعده حتى يبعدها عن الاجراءات المعقده ، واعد اعلان نعيه فى الجريده ودفع ثمنه واستسلم ايصالا بذلك اعطاه لزوجته ، واصبحت عائلته تشفق عليه من تصرفاته ، ولكن العمر يمتد به ، ويحدث ان تتوفى زوجته وتسافر ابنته لإحدى دول الخليج مع زوجها ثم يلحق بهم بعد فترة ابنه .. ويظل هو وحيداً فى حيرة من الذى سيسلمه ايصال نشر النعى فى الجريدة بعد وفاة زوجته وسفر اولاده .. ويظل راقدا على الفراش لا يفعل شئ سوى هذا الانتظار وهذا القلق وهذه التعاسة التى تسيطر عليه الذى يسطير عليه الى آخر احداث القصة .. انها حالة غريبة مضادة للعبارة التى يطلقون عليها البوذيون (النرفانا) .. وهى موت الجسد وحياة الروح .. انه النقيض .. انه روح ميته بجسد حى
وهذا النموذج من الناس وهم كثير يشغلون تفكيرهم فيما ابعد من قدميهم ينظرون للغد مع انه لم يأتِ بعد .. وينظرون للأسبوع القادم والشهر القادم والسنة القادمة ولا يفكرون للحظة فى يومهم الذى لم ينتهى بعد .. ان هذا ما يؤكده ديل كارينجى فى كتابه المشهور "دع القلق وابدأ الحياة" فيقول ( اذ اردت ان تتجنب القلق فإفعل مافعلع سير وليم اوسلر.. عيش فى نطاق يومك ولا تقلق على المستقبل ، عش اليوم حتى يحين وقت النوم ) والانسان المؤمن يقول دائما المستقبل بيد الله .. ولعل خير وسيلة لتجنب تعاسة التفكير فى كل ماهو بعيد ..ان تُشغل انفسنا بشئ نحبه .. نقرأ ..نتدرب .. نسمع موسيقى .. نشاهد افلام ومسرحيات كوميدية .. نضحك ..كثير من الضحك يهون اشياء كثير ، إن للكاتب الايرلندى الشهير برنارد شو عبارة جميلة تقول ( إن سر الاحساس بالتعاسة هو أن يتوافر لديك الوقت لكى تتسائل فيه هل أنت شقى .. أم سعيد ) والاجابة عندك عزيزى القارئ .

Monday, June 23, 2008

مهم جداً أن تحبينى (شعر)ـ


--------------------------------------------------


مهم جداً ان تحبينى...






مهم جداً أن تحبينى..
أن تنقشى اسمى ..
على قلبكِ الصغير
مهم جداً ..
أن تحتفظى بصورتى فى مخيلتكِ
وتستدعيها عند كل ليل ..
مهم جداً ..
أن أرى الحب فى عينيكِ ..
الشوق فى عينيكِ ..
اللهفة فى عينيكِ
مهم جداً ..
أن تملئينى احساسا بأننى شيئا لديكِ
فهل أنا أطلب المستحيل ..؟
مهم جدا أن تُحبينى ..
حتى تعذُرينى ..
اذا يوما صرخت فى وجهك ..
أعلنت عليكِ غضبى ..
كشفت عن نزقى القبيح
مهم جداً ان تُحبينى ..
حتى اذا يوما ضعفت ..
لن أخجل فى أن ..
أضع رأسى على كتفكِ
وبين يديكِ أبكى كالأطفال ..
وأدق الأرض بقدمى كالأطفال ..
وأرى نظرة الإشفاق فى عينيكِ ..
فتربتى على كتفى ..
وتهدهدينى تماما كالأطفال
مهم جداً ان تُحبينى ..
وأرى معكِ الحب بأشكاله
حب المرأة لحبيبها ..
والأم لوليدها ..
والأخت لأخيها ..
والبنت لأبيها ..
فلا يكيفينى أن تُحبينى ..
حب المرأة للرجل
فأنا أتوق لأكثر من ذلك ..
وأعمق من ذلك ..
انا لست مجرد رجل معجب بجمالك
انا أريد ان أكون ..
فى ضميرك ..
فى واقعك ..
فى خيالك ..
اريد أن أكون جزءأ لايتجزأ منكِ
اطفو على مسام جلدك ..
وفى تكوين خلاياكِ ..
أستقر بين ثغرك ..
وفى أحمر شفتاكِ ..
إن هذا الأن ما يشغلنى ..
ويأخذ كل تفكيرى ..
ويطربنى ويشجينى ..
أن تقولى أنكِ تُحبينى ..
مهم جداً جداً ..
أن تُحبينى