Wednesday, April 23, 2008

شئ من الواقع ( يوميات )ـ








ثمة احداث تمر علينا.. نتوقف عندها كثيرا..
نتأمل فيها كثيرا ..نُفكرفيها كثيرا ، ونرى تصاريف الاقدار فيها تارة منصفة وتارة مجحفة
وهذا العالم به كم مذهل من التناقضات يستحق هذا التأمل وربما هذا الموضوع
.. والفرق في هذه الاحاكى القصيرة .. انها ليست مؤلفه .. انها من الواقع .. من الحياة
( الحلقة الأولى ) ..
من ذا الذى يستطيع ان ينسى هذا اليوم.. هذا اليوم
الذى اجتزنا فيه اول كورس للدراسات الحره فى تعليم فنون الموسيقى
وقد اخترت منذ اول دخولى له الة البيانو.. كم يسحرنى صوته
ورشاقة كبار العازفين عليه..وهم يتنقلون بين الاصابع السوداء
والبيضاء..وهناك عزفت لأول مرة مقطوعة كامله..كانت بعنوان
The godfather..وهى ايضا موسيقى لأحد الافلام الخالده.. وفى فناء الكليه
تتعالى اصوات الألات ..جيتار وعود وكمان واكورديون.. لتندمج مع زقرقة العصافير وصوت الأشجار .. وسمائنا صافية.. واحاديثنا الحلوه .. هى مثار الأشواق فى قلوبنا الغضة ..وثمة اصوات بشرية تتغنى بتراث الغناء العربى.. ومنهم من يغنى بأسلوب مبتكر قد يدعو للضحك.. نجتمع .. نذوب.. احلامنا تعانق السماء. وطموحات ليس لها مدى .. فهذا يؤلف الكلمات ..وهذا يلحنها ..وذاك يؤديها بصوته .. ثم تقتحمنا فتاة ..لتعلن لنا عن مقدرتها فى العزف على العود .. وتنضم الينا ..ويضمنا هذا الفناء الواسع ، لنملئه ضجيج.. ولكنه ضجيج جميل متناغم ومتناسق.. فدراستنا مختلفة ، وربما حياتنا مختلفة ..لكن حبنا للموسيقى جمعنا فى هذا الفناء ..ليستعرض كلا منا ما عنده.. وكأنه معرض للفنون.. وفى خضم احاديثنا العشوائية..قررنا ان نكون فرقة .. من بيننا.. وكل فى المجال الذى يبرز فيه اكثر .. فذاك عازف ماهر على العود.. وهذا بيانيست رائع ..وذاك صوته عذب يصلح للغناء.. وهذا يكتب الكلمات.. وقد اخترت انا الأخيرة.. لقد اصبحت مؤلف الفرقة.. وفى اقل من 24 ساعة وضعت اغنيتان..احداهما دينية والاخرى من هذا النوع المتعارف علية بالرومانسى..وقام العمل على يد وساق ..وقام الصديق بتلحينها..ليأتى لنا فى صباح اليوم التالى.. ولكننى اختلفت معه على ركاكة اللحن .. فإختلفنا يومها فى وجهة النظر وسحبت كلماتى منه..وتعالت اصواتنا فى هذا اليوم لتملآ الفناء الذى يجمعنا.. بينما كان هناك شابا يجلس بعيدا وفى حضنه جيتار ، لا يكلم احد..انه فقط يعزف.. على جيتاره وكأنه يبكى به حظه..
لم نقترب منه او نحادثه.. خُيل الينا انه مغرور.... ولم يكن احدا منا يتصور ولو للحظة واحده أن هذا الشاب الذى يحتضن جيتاره ويعزف وكأنه يبكى حظه.. سيصبح فيما بعد .. احد نجوم الغناء الشباب.. ويطلقون عليه الأن فى

الفضائيات نجم الجيل .. هذا الذى كان صامتا.. ونحن نتكلم..

الحلقة الثانية :

(م.غ) .. فتاة غريبة.. واحيانا مجنونه ..لكن قلبها الصغير يحمل من الرقة ما يكفى لملئ قلوب اهل الأرض جميعا ،عرفتها فى ظروف غامضة..وفترة شابهها الملل.. طلبتنى للحديث ، فتحدثت معها.. تحدثت لمجرد اننى كنت احس بنوعا من الملل وتحدثنا مرة ثانية وثالثه.. واحببت حديثها.. هذا الحديث الذى يغلفه نوعا من سذاجة الاطفال فى كلامهم ..وتتكلم فى احاديث اكبر منها.. ولذا.. تعمدت فى ان احرجها اكثرمن مرة ، كنوعا من المداعبة ، فأعرض عليها مواضيعا، اعرف جيدا .. انها لن تستطيع ان تبت فيها.. كنت اراها طفلة تلهو فى البحر حافية القدمين وهى تتثائب.. لا تعرف لماذا جاء بها فى البحر او لماذا هى تتثائب.. واصبح الحديث معها اجمل ما فى هذا العالم.. لقد كبرت الطفلة التى كانت تتثائب واصبحت فتاه تضج خطوط ملامحها بالجمال..كبرت فى غفلة من الزمن..لترتدى القميص الابيض والمريول الكحلى ..وتنظر لى مبتسمة وكأنها تعلن عن تفتق انوثتها..
-----------------

الحلقة الثالثة :

صداقة اليوم الواحد، قد تمر علينا جميعا.. وكثيرا ما تحدث فى الأسفار.. او تحدث فى زيارة لمكان لن تأتى له مرة ثانية .. او ربما تأتى له مره ثانية، بينما الآخر لن يعود له مرة ثانية.. فهى صداقة مرتبطة بالوقت والمكان.. وعندما ينتهى الوقت ويتبدل المكان .. تصبح هذه الصداقة ، وكأنها لم تكن.. ويبقى شذى زكرياتها مترسبا فى افكارنا.. وقد عرفت (ن) من خلال هذا النوع من الصداقة.. صداقة اليوم الواحد.. فى احد المطاعم المقترنة بأعلى برج فى العاصمة.. كان كنغمة شاذه وسط لحن متناسق.. رث الثياب.. عيناه تظهر منها ايام كثيره ظلمته فيها الدنيا.. لايدل مظهره انه من هذا النوع.. رواد المطعم او البرج.. وحدث ان اقتربنا من بعض.. وبطبيعية وتلقائية ، تحدثت معه وكأنى اعرفه قبل ذلك.. وكأنى اشفقت عليه من نظرات الناس اليه .. هذا البائس.. واستقبل حديثى معه بفرح وتلقائية شديدة.. وتحدث.. لا اعرف لماذا سرد لى تاريخ حياته كاملا.. ربما ارتاح لى .. وهذا ما قاله بالفعل فيما بعد.. كان واحدا من الناس.. واحدا ظلمته الأقدار والدنيا.. لقد وجد نفسه بعد ان انهارت عائلته.. فى بيت تحكمة زوجة اب ..وكان وقتها طالبا فى المرحلة الثانوية.. سرد لى انواع من العذابات اذاقته له هذه الزوجة.. حتى قرر ان يترك لها البيت وبلدتهما الصغيرة ..ليأتى الى المدينه بكل الزخم الذى بها.. وقد وجد بعض المساعدة من الناس، اعانوه على ايجاد عمل ليكسب به قوته.. وتنقل من عمل الى عمل .. حتى استقرت احواله واشترك فى ايجار منزل متواضع للنازحين من القرى والمدن الصغيرة طالبين الرزق .. واصبح لديه اموالا من عمله المتواضع.. حتى انه اصبح يدخر منه.. ويأتى بين الحين والآخر لتلك الاماكن الراقيه، كنوع من التنزه.. وقال لى انه يفكر فى بناء عائله.. عائلة سعيدة.. انه يريد الزواج، والح على ان ارى البنت الذى يحبها.. وذهبت معه.. انها تعمل نادله فى احد الكازينوهات.. انها من نفس الحياة التى يعيشها .. حتى انه يبدو على وجهها ..انها ايضا واحده من الناس ظلمتها الأقدار والدنيا.. فبرغم البؤس ، والعالم الذى ادار عنهم وجهه..إلا انهم يمتلكون القدرة على تحدى الصعاب والسير على الآم الحياة.. لبيقوا فيها .. ليختلسوا منها لحظات سعادة .. وابتسمت له حبيبته من خلف الباب الزجاجى للكازينو .. بينما هنأته انا على ذوقه الرفيع.. وانتهت صداقة اليوم الواحد فى الخطوط الأولى من الفجر .. مع الوعد بلقاء آخر.. ولكنى لم اره بعد ذلك ..ولعلنى خرجت من هذا اللقاء بموضوع قصة جديدة ، قصة من واقع المجتمع .



-----

الحلقة الرابعة :
هذا تعنت.. ونظرة غير صائبة.. ووساطة ..ونظام رشاوى مقننه.. وعملاء وخيانة
..كانت هذه المصطلحات التى قلتها، بعد خروجى من اكبر مؤسسة صحفية فى موطنى،
كان غريبا ان يذهب طالب الثانوى الى هذه المؤسسة بدون سابق معرفة..وبدون مقدمات.. سوى انه قرر ان تُنشر اعماله فى هذه المؤسسة بالذات.. كان بالفعل نوعا من العبث.. هذه المؤسسة التى يكتب فيها جهابزة الكُتاب، واصحاب الأقلام، التى فى استطاعتها تحديد مصير وطن..وقلب الرأى العام.. حملت بعض من القصائد والمقالات.. فلم اكن وقتها اكتب القصص.. وذهبت للمؤسسة ، بناء على مشاورة مع الأصدقاء.. كان على اثرها، قرارى بالذهاب مباشرة للمؤسسة.. وطلبت ان اقابل رئيس قسم باب الهواه.. وبالفعل موظف الإستقبال كان متعاونا، وتركنى اصعد للدور ..بل ووصف لى مكتب السيد: رئيس قسم باب الهواه.. وفى مكتب السكرتارية.. حدثت مشاحنات، كان على اثرها ان خرج رئيس القسم بنفسه..
وطلبت منه قراءة اوراقى كاملة..قال اتركها وسنبت فيها الرأى فيما بعد.. ولكننى وددت معرفة الرأى فى الحال وهل ستُنشر فى العدد القادم ام لا ..حتى اجد الوقت لأذهب لمؤسسة صحفية اخرى..وقال ..إن النشر له اصول وقوانين، ليس كل ما يأتى لنا ننشره ..لابد ان نعرف كتابتك جيدا ونفحصها..كى لا يتخللها بعض الاسقاطات الدينية او السياسية..وهذه الصحيفة ليست حقل تجارب.. انزعجت من رأيه ..كيف له ان يفحص ما اكتبه فى الوقت.. الذى احيانا تُنشر في هذه الصحيفة مقالات لهواه تتسم بالتفاهه
انزعجت..ولملمت اوراقى.. وخرجت وانا العن ساخطا..واقول بملئ الفاه.. هذا تعنت.. ونظرة غير صائبة.. ووساطة ..ونظام رشاوى مقتته.. وعملاء وخيانة
، وقد نُشر موضوع لى اخيرا فىهذه الجريدة فى ظهور عصر الوساطة.ويا اصحاب القلم الرشيق اتحدوا

مأثورات

أقوال مأثورة·
كان وحيداً فى حبه لم ينبثق من هذا الحب نشوة الأمل والسعادة كباقى المحبين ،كان حبا كقيثارة حزينه لم يعزف عليبها احد0
· نحن الذى نصنع الحب ونحن ايضا الذى نقتله0
· لم يكن مجرما بطبعه.. لكنه وجد نفسه فى الحياة مظلوما0
· كلنا واحد من ثلاث: عصفوراً ضعيفا لا يملك غير الطاعه او اسداً مخيفا كل مقاليد القوه والأمر فى يده او قرداً يُضحك الأثنين0 ماذا انت من هؤلاء0
· لوكنت نبيا سيتهامسون عليك.. لو كنت قديسا ايضا سيتهامسون عليك .. لو كنت طاغيا لا يرحم ايضا ايضا سيتهامسون عليك.. لو كنت انساناً عاديا ايضا ايضا ايضا سيتهامسون عليك.. ماذا تفعل انها طبيعة البشر0
· نحن نسير على الأرض بينما نحمل همومها فوق اعناقنا0
· غبى من يتصور ان المرأه ضعيفة ..انها اقوى مما يتصور عقله والدليل انها جعلته يتزوجها0
· هذه الحياة عباره عن فيلم سينما فيه البطل النجم الذى يؤثر فى أحداث الفيلم وفيه الكومبارس الذى يمر فقط امام الشاشة دون اى تأثير.. ماذا تحب ان تكون
·
· إن العمر لا يقاس بالسنين بل بلحظة سعادة نعيش بها
· السعادة والحب وهم كبير ..لإنك لا تستطيع ان تضع يدك عليهم
· اننا لا نعرف قيمة من نحب إلا اذا رحلوا عنا.. وتلك هى المشكلة
· اذا احب الرجل امراءة اعطاها كل عمره.. واذا احبت المرأة رجل اخذت كل عمره.
· اننا نعتقد ان بالزواج سنبدأ حياة رائعة وعندما نتزوج نرى اننا خسرنا حياة رائعة
· المعذبون فى الحب هم اكثر الناس احساسا وابداعا
· اراهم مازالزا يضحكون مع ان الدنيا اخذت منهم كل شئ.. هؤلاء هم الأقوى
· احيانا يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا وتهون النساء إلا واحدة..
· فى الليالى القمرية نتذكر دائما من احببناهم وتركوا فى قلوبنا اثــر
· اننا نتزوج مرة ولكننا نحب مــرات

Monday, April 14, 2008

ابتسامة فوق شفاه ساخنــة ( قصة )ـ











آمنت به ايمان مطلق .. الى الحد الذى جعل منه كل طموحها ، تحلم له ..تفكر له ..تعيش كل وقتها له ، حتى جسدها جعلته ملك خالص له ـ ولم يكن زوجها ، كان كل مابينهم جيرة ووعد بالخطبة ووعد بالزواج وقصة حب بدأت منذ ان كانت طفلة ، وكانت هذه الجيرة وهذه الوعود وقصة الحب تكفى عندها لتحل محل دفتر المأذون وعقد الزواج والشهود ، تكفى لتمنحه جسدها ليكون ملك خالص له ـ وآمنت به هذا الايمان المطلق ، واعتنقت مبادئة وافكاره الثورية واحيانا المضادة لنواميس المجتمع واصبحت اقواله فى حكم المأثورات بالنسبة لها .. وقال لها يوما وهم يسيروا معا ـ ( فى عهد المصالح الذاتية والرشاوى يا ندى ، لابد ان نبحث عن انفسنا فقط ، ان هذا الوطن الذى يُعلن كراهيته لأمريكا ويفرض علينا هذه الكراهية هو نفسه الذى يتعامل معها ويقبل معوناتها السنوية ويرضى لحاكمه ان يلتقط الصور التذكارية وهو يبتسم ابتسامة سلام مع الحاكم الأمريكى .. اليست هذه خيانة عظمى تستحق الإعدام ، فلا وطن ولامواطنة على هذه الأرض ) وتصدقه ندى وتعلن معه كراهيتها للوطن ـ ويوم آخر وكانوا جالسين فوق سطح المنزل قال ـ ( لاعزاء يا ندى للمثقفين واصحاب الفكر فى هذا البلد ، يكفى ان اكون لاعب كرة او مطرب تافه اردد كلمتين هايفيين فى الحب ، وسأجد بعدها من يعلق صور لى فى غرفة نومه ويقف بجوارى فى الازمات صائحا كلنا بنحبك ، ولا ينقص إلا ان يسجد لى .. انها بلد الجهل والجهله ) وتصدقه ندى وتعلن تمردها على سماع الأغانى وتبدأ تقرأ ، ويوم آخر قال فى لغه الثوار ( ان التعليم ان تتعلمى ما تريده ويوافق اسلوب تفكيرك بأى طريقة حتى وان كانت بعيدة عن النطاق الجامعى .. ثم ان الجامعة لا تزفر بالمثقفين والأدهى ما يحدث بها الأن من شراء رسائل الماجستير والدكتوراة لمن فى قدرته ان يدفع .. واحيانا كثيرة يكون فيها المتلقى اكثر عبقرية من ملقنه .. انظرى لشكسبير والعقاد واديسون وجاليليو ..هل علمهم احد ..؟ ان كمثل هؤلاء لاينتظرون من الجامعات ان تمنحهم شهادة فى العبقرية ..ابدا ، انهم ولِدوا بها ) وتصدقه ندى وتهمل فى حضور المحاضرات ـ انها مؤمنه به ايمان شديد.. مؤمنه بكل ما يقوله ويفعله ، وقد عاشت عمرها فى حضن هذا الايمان .. تراه كنصف إله .. تراه شئ ضخم مثقف ثقافة واسعة فى شتى المجالات ، تراه وسيم ورياضى وشهم ..كانت ترى الدنيا كلها فى الحى الذى تعيشه ولأن خالد افضل ما فى الحى ، فهو افضل مافى الدنيا .. لا ..بل هو كل الدنيا ، اصبحت ترى الدنيا بعيونه ، وتسمعها من خلال كلامه ، تحبها كلما احبها خالد ، وتكرها كلما كرهها خالد ، حتى ان حالته النفسية تنعكس تلقائيا على نفسها .. اليوم خالد مكتئب ، فتصبح مكتئبة بلا مبرر سوى ان خالد اليوم مكتئب .. واليوم خالد سعيد ، فتصبح سعيدة بلا مبرر سوى ان خالد اليوم سعيد ، هكذا عاشت بأفكاره ومعتقداته وحالاته النفسية وامزجته ، وعاش هو معها فى عقلها وتحت جلدها، وتحت وسادتها ، وفى الجامعه ، وفى البيت ، انها ملكه ملكية خالصة .. وهى مقتنعة تماما انها ملكه ـ وهى الأن تتذكر كثيرا هذا اليوم .. اليوم الذى اعطته فيه جسدها لأول مرة .. اعطته وهى مقتنعة وقتها انها ملكه، وان من حقه ان ينتفع بملكيته ، ان يأخذ هذا الجسد.. يأخذه كله ـ كانت فى التاسعة عشر ، طالبة فى السنة الأولى بكلية العلوم ، كانت يومها واقفة فى شرفة منزلها تقرأ كتاب ، وكان نافدة غرفته بجوار شرفة منزلها ، ودعاها تأتى تشاهد معه شريط الخطبة التى القاها فى الحفل الذى اقامه اتحاد الطلبة يحفز بها طلاب الجامعة على اقتحام النشاط السياسى والذهاب لصناديق الإقتراع فى الإنتخابات الرئاسية ، وكان القاء الخطبة تكليف من رئيس الجامعة شخصيا له لما يعرفه عنه من لغته الخطابية الثورية والتى كان يقلد فيها دائما طريقة الزعماء فى القاء الخطب وايضا لنشاطه الملحوظ وبزوغ اسمه بين اتحاد الطلبة ، وكان الحفل مصورا بكاميرا الفيديو ، ولم يكن احد معه فى البيت ، كانت العائلة كلها مسافرة لحضور زفاف احد الاقارب فى مدينة اخرى ، وجاءت متشوقة لترى حبيبها كيف يلقى خطبة بين الطلبة ، وقالت لأمها انها ذاهبة لصديقتها تأخذ كشكول محاضرات مادة لم تستطع كتابتها كاملة بسبب سرعة القاء استاذ المادة اثناء المحاضرة ، وصدقتها الأم ، وخرجت من البيت ، ووقفت فى منتصف الشارع وهى تنظر لنافدة وشرفة بيتها تطمئن انه لايوجد احد ينظر عليها ولا يجدها خرجت من البيت ، ولم تجد احد ، وبسرعة عادت للبيت مرة اخرى وصعدت الى شقة خالد ، واستقبلها بقبلة على خدها بعدما اغلق باب الشقة ، وكان من عادته ان يسلم عليها بقبلة على خدها ولايكتفى بسلام اليد كلما كانا وحدهم ، وجلسا الأثنين امام التلفاز وهى تشاهده مبهورة وهو يخطب بحماس ويصفق له جموع الطلبة ، وكان ينظر لها اكثر ما كان ينظر لنفسه على شاشة التلفاز ، وقال فى بساطته المعهودة معها ويده فوق يدها
ـ كل الناس يا ندى محتاجة الأن لمن يثير فيهم روح التغيير .. تغيير الأفكار القديمة .. الأفكار البالية التى عاشوا فيها قرون ، وغرقوا فيها ويريدوا اغراق الأجيال القادمة فيها ، هذا ظلم .
وقالت وهى تحت تأثير انبهار اداءه وهو يلقى الخطبة على الطلبه وكأنه روبسبير يلقى خطاب عظيم ..
ـ فعلا ، كلامك صحيح .. الناس يجب ان تتغير
وقال باسلوب خطابى ..
ـ كل شئ محتاج تغيير شامل فى السياسة والفن والرياضة والأخلاق والعلاقات الإجتماعية حتى الأعراف التى لايريد احد التنازل عنها آن لها للتغيير .. انظرى لأوربا ياندى كيف اصبحت بسبب التغيير .
وقالت وهى تنظر له كتلميذة مبهورة بأستاذها
ـ اعتقد ان الناس لديها رغبة حقيقية فى التغيير ..وهذا الجيل بالفعل متغير تماما عن الجيل الماضى
وقال وهو يقترب منها اكثر حتى كاد يلتصق بها
ـ هذا التغيير الذى تعنيه يسير بسرعة السلحفاة يا ندى .. مثلا نحن نضع الحب فى قالب غريب وشكل معين فى طريقة الزواج ، انه لايتم ولا يعترف به المجتمع هنا إلا بفضيحة .. لابد ان يأتى بشاهدين يشهدوا ان هناك اثنين احبوا بعض ، ثم بعد ذلك يأتى دور المأذون ويأمر الحبيبين بالجملة الشهيرة ( زوجتك نفسى على الصداق المسمى بيننا وعلى مذهب الإمام ابا حنيفة النعمان) ويرد الزوج (وانا قبلت زواجك) ثم يأتى بعد ذلك الزفاف ودور الناس وهم يصفقون كالمجانين ويحملقون فى الحبيبين وكأنهم كائنات غريبة وضعوها فى قفص فى حديقة الحيوانات وقد جاء الناس لتشاهدهم وتحملق فيهم ثم تصفق تماما كالمجانين .. انها فضيحة بكل المقاييس .. ثم ان الحب كالسر لابد ان لايخرج عن اثنين .. وإلا لن يصبح سر ولن يصبح حب .. يصبح فضيحة .. جمال الحب يا ندى ان يبقى بين الأثنين لايخرج عنهما ، انه سرهما وحدهم ، لا حق لثالث ان يدخل بينهم ويعرفه .
وندى تسمع كلامه فى صمت ، انها لاتعرف ماذا تقول ، ولاتستطيع ان تجاريه فى حديثه ، وهى طوال عمرها تحس ان شخصيتها تضيع امامه .. تحس ان ليس لها شخصية وهى معه ، انه يستحوذ عليها تماما .. على شخصيتها وعقلها ..
على تفكيرها وعواطفها ..بل وصل الإستحواذ به ان يتحكم فى خط سيرها ..لقد اخذ نسخة من جدول محاضراتها حتى يعرف متى تعود للبيت ومتى تكون فى المحاضرات ومتى تكون فى كافتيريا الكلية تنتظر بدء محاضرة جديدة .
وفجأة تكلمت وكأنها وجدت ما تقوله ..
ـ كل الناس يا خالد من مئات السنين على هذا الحال ، وهذه الطقوس صعب تغييرها، بل مستحيل ..ثم اوروبا نفسها تستخدم طقوس زواج شبيهة بطقوسنا .
وقال وهو يضع يده على كتفيها فى حنان
ـ انا معك ان اوروبا تستخدم نفس الطقوس تقريبا ولكن ليس قاعدة عندها وليس حتميا وليس محظورا ما غير ذلك كما عندنا هنا .. انا متأكد ان رياح التغيير قوية وهى قادمة لاشك ..قادمة لتقتلع كل الجذور القديمة المتأصلة من مئات السنين فى نفوس الناس ، والأرض الأن صالحة لبذور جديدة .. بذور التغيير ، فقط انظرى للأجيال الجديدة ، بدأ تفكيرهم يأخذ تفكير الشكل الاروبى والعقلية الأوربية .. العقلية التى لا تكترث بطقوس أكل عليها الدهر وشرب .
ثم ساد صمت بينهم ، التفت بعدها خالد ينظر لها فى حب ، ثم قبل يدها وخدها ـ وحاولت ان تقول شئ .. اى شئ .. لكنها سكتت ، انها لا تعرف ماذا تقول ، ثم حول شفتيه الى شفتيها وطاف حولهما فى قبلات قصيرة ، وانقض عليهم فى قبلة طويلة وهو يضغط بيده على كتفيها ، ثم زحف بيده الى نهديها وضغط عليهما بقسوة حتى صرخت من فرط القسوة ـ ماهذا يا خالد ، وهمس .. انه الحب ياندى .. انه السر الذى لا يخرج عن اثنين ، وتمادى فى الضغط على نهديها ، ثم قبلهما ، وهى مستسلمة .. انها لاتعرف ماذا تقول ، واحست ان درجة حراراتها ارتفعت كثيرا ، احست ان كل ما فيها ساخن كالنار ..وجهها .. شفتيها .. انفها ..يديها ..ساقيها ..جسدها ..كلها .. كلها اصبحت قطعة من النار ، وبحركة لا ارادية خلع عنها الفستان وبدت امامه بقميص النوم ثم قبل نهديها مرة اخرى الذى بزغ امامه كقبة مرمر من خلف قميص نومها وهى مستسلمة .. انها لاتعرف ماذا تقول ، وبحركة اسرع نزع عنها الحذاء والجورب واطال فى تقبيل ساقيها وهى مستسلمة .. انها لاتعرف ماذا تقول .. ثم رفع عنها قميص النوم ..وتعرت طالبة كلية العلوم .. وهى مستسلمة .. انها لاتعرف ماذا تقول ــ وفجأة بكت .. انها لم تعد عذراء ، لم تعد فتاة شريفة ومقياس شرف الفتاة عند المجتمع هو العذرية .. وهى لم تعد عذراء ، واحتصنها خالد فى حب وهو يقول
ـ اطمئنى يا ندى ، انتى زوجتى بينى وبينك وبين الله ، حتى يصبح حبنا حب عميق ..حب قوى ..حتى لايصبح حب اعتيادى .. حتى يصبح السر الذى لا يخرج عن اثنين ، انتى زوجتى ، ويكفى ان اعترفت لكِ بهذا .
وقالت من بين بكائها
ـ لا يكفى اعترافك لى انا ، الأهم اعترافك للناس .. اعتراف بأنك زوجى .. يعنى شهود ومأذون وناس ..اننا لازلنا بين الناس يا خالد
وقال كأنه يصرخ
ـ ماذا كنا نقول منذ نصف ساعة فقط يا ندى .. ان الحب كالسر لا يجب ان يخرج عن اثنين حتى لايصبح فضيحة
وسكتت .. انها لاتعرف ماذا تقول ، وقال وهو يربت على كتفيها فى حنان
ـ اترضى يا ندى لحبنا ان يكون مفضوحا
وقالت وهى تنظر له تحاول ان تكتشفه من جديد
ـ لكن ما حدث هو فضيحة لى انا
وقام يرتدى ملابسه وهو يقول
ـ لن تكون هناك فضيحة مدام سنتزوج
وقالت مستسلمة
ـ متى ..؟
وبلا اكتراث قال
ـ بعد التخرج طبعا .. ( وكان كاذب )
ومنذ هذا اليوم اعتادت على ان تعطيه جسدها كلما طلب ـ تعطيه وهى مقتنعة تماما انها ملكه ، وله كل الحق ان ينتفع بملكيته وقتما شاء ، وعلمها ان تأخذ قبل كل لقاء حبوب منع الحمل حتى يصبح حبهما كالسر الذى لا يخرج عن اثنين ، حتى لا يصبح حبا اعتياديا ، وهى مستسلمة .. انها لاتعرف ماذا تقول ، وتخرج من كلية العلوم السياسية ، ولم يتقدم ، وعمل ملحق تجارى ولم يتقدم ، وطالبته ان يفئ بوعده ، فقال فى كسل وهو يقُبل وجهها وعنقها ..
ـ قريبا .. انتظرى فقط حتى تستقر الأمور فى العمل ..لاتنسى اننى فى بادئ الطريق ويستلزم ان اجمع نفقات الزواج.. امهلينى عام .. فقط عام .. واطمئنى . وتطمئن ندى وتسكت ، وقبل انتهاء العام عرفت ان عمله يتطلب ان يسافر الى هولندا ..وسافر وهو يطمئنها انه سيعود فى اول اجازة ويتقدم لها .. ومكث ثلاث سنوات فى هولندا ، وعاد بعدها ولم يتقدم .. ثم سافر مرة اخرى ولكن للنمسا ، وقال لها انه سيعود لشراء شقة فاخرة تكون عش الزوجية وسيارة ، وحتى يحدث هذا ، يجب ان نتحمل هذا السفر ، ويربت على كتفيها وهو يقول فى حنان .. فات الكثير ولم يبقى سوى القليل .. ندى اطمئنى .. وتطمئن ، وسافر للنمسا ، ولم يعد ، ان له اكثر من عشر سنوات هناك ، وعلمت انه قدم استقالته من وزارة الخارجية وتزوج من سيده ثرية تكبره فى السن وتفرغ لإدارة اعمالها ، وهى .. ندى .. انها الأن فى السابعة والثلاثين ، ولم تتزوج ، تخرجت من كلية العلوم بتفوق وحصلت على الماجستر ثم الدكتوراة فى الكيمياء ، وهى الأن استاذة مادة الكيمياء فى كلية العلوم ، ولم تتزوج ، ولا احد يعرف السبب ، انها تقول انها تفرغت للعلم والأبحاث والتدريس ، وتضحك مع امها عندما تلح عليها فى الزواج وتقول
ـ يا ماما انا تزوجت الكيمياء
وتنظر لها الأم فى اشفاق ثم تتنهد وتسكت ، وحدث يوما وهى تغادر قاعة المحاضرات بكلية العلوم ان رأت تجمع اشبه بمظاهرة فى فناء الجامعة .. وسألت احدى الطالبات .. فقالت انها مظاهرة سلمية ينظمها اتحاد الطلبة ضد الهجوم الأمريكى على العراق وامين اتحاد الطلبة يخطب فيهم ، واقتربت من التجمع ..اقتربت كثيرا حتى اصبحت بينهم ، ولم تكن من هواة مشاهدة اجتماعات اتحاد الطلبة ، او لها اى نشاط آخر فى الجامعة سوى التدريس ، ولكنها احست انها تريد ان ترى كيف يخطب فيهم امين اتحاد الطلبة ، ورأته يخطب بحماس ويصفق له جموع الطلبة ، ولا تعرف لماذا احست وقتها ان درجة حراراتها ارتفعت كثيرا ، احست ان كل ما فيها ساخن كالنار ..وجهها .. شفتيها .. انفها ..يديها ..ساقيها ..جسدها ..كلها .. كلها اصبحت قطعة من النار ، ولاحظت من بين الجموع ان واحدة من الفتيات لا ترفع عينيها عن امين اتحاد الطلبة ، وتنظر له مبهورة بما يقول .. وابتسمت ابتسامة عريضة عندما رأت هذه الفتاة وهى مبهورة بحماس امين اتحاد الطلبة وهو يلقى الخطبة وكأنها تطمئن بهذه الإبتسامة على نفسها ـ انها تعرف جيدا هذا النوع من الفتيات .

" تمت "

لست ملاك ( قصة ) ــ







اعترف أننى مخطئة.. مجرمة.. خائنة، قولو كما شئتم عنى.. فلا اريد ان التمس منكم شفقة ولا مغفرة فأنا اعرف اننى امرأة ملعونة.. ملعونة فى الأرض والسماء، ولكن ألا تتفقوا معى ان القدر هو الذى يلعب بنا وما نحن إلا عرائس فى يده يحركها كما يشاء.. لا اخفى عليكم الأن ان ضميرى اصبح آلة تعذيب تعذبنى طول الوقت..طول الوقت، اننى لو استطيع ان اقتل هذا الضمير الذى يعذبنى..الذى يمتص عقلى كل يوم لقتلته وعشت مرتاحة بلا ضمير.. ولكن ألا تروا ان هذا الضمير الذى يعذبنى وجوده فى حد ذاته معى ينغص حياتى ويؤلمنى هو اكبر دليل على اننى لست مجرمة بمعنى الكلمة.. ربما اخطأت..ضعفت ولكننى لست مجرمة الى هذا الحد الذى تتصورنه فى، ثم من منا لم يخطئ فى حياته، فلسنا بملائكة.. ولو كنا ملائكة لِما خلق الله النار..؟ لِما خلق العقاب.. ؟ لقد اطلت عليكم ولكن كان يجب من هذا الاستهلال…. سأقص عليكم قصتى كاملة دون حذف او اضافة منى لشئ يجعلكم تتعاطفون معى..سأجعل ضميركم هو العدالة.. هو القاضى الذى يحكم على.. وانا واثقة من حكمك العادل .. انا اسمى حنان.. حنان عبد الفضيل، بنت من آلاف البنات اللاتى يعشن حياة عادية..بل اقل من العادية، ولعلكم ترون هذا النوع من البنات فى كل بلاد العالم.. البنت التى لا تجد دائما ما تتمناه البنت التى لا تعيش الدنيا ولكنها وجِدت فيها فقط ،، اسرتى مكونة من خمسة افراد.. والدى وهو موظف بسيط فى احدى الشركات الحكومية..شركة الإنشاءات الهندسية ، وحتى اكون صادقة معكم هو فراش.. يقدم القهوة والشاى للموظفين وينظف مكاتبهم فى الصباح قبل ان يجيئوا.. انه خادم.. خادم قطاع عام، ووالدتى لاتعمل تجلس فى البيت لترعى زوجها وبناتها الثلاث وهى امرأة امية. بسيطة ترى ان كل مهمتها فىالحياة ان تُربى بناتها وتنتظر زوجها يأتى من العمل لتُحضر له الغذاء.. وانا واختاى نوال وسارة ..اننا ثلاث بنات او كما يردد ابى ثلاث مشاكل..وانا الأخت الكبيرة العاقلة.. كما تقول امى دائما والتى لابد ان تُقدم التضحية دائما لأخوتها..وهذا لأنها الكبيرة العاقلة ، وهكذا كانوا يعاملوننى دائما على هذا الأساس.. اساس الأخت الكبيرة العاقلة.. وكان على ان اتنازل عن اشياء كثيرة حتى احتفظ بهذا اللقب.. لقب الأخت الكبيرة العاقلة.. كنت اتنازل عن نقودى دائما لنوال وسارة.. واتنازل عن ثمن فستان جديد لى حتى يرتدون هن الجديد.. واتنازل عن ثمن حقيبة جديدة للعام الدراسى ككل البنات واذهب بحقيبتى القديمة بعد ما اُرتق القطع التى بها ليشتروا شقيقاتى حقائب جديدة ..فأنا الكبيرة العاقلة. وكأن الكبيرة ليس لها حق فى اى شئ.. وعشت حياتى مع هذه العائلة فى سلسلة من التنازلات وهذا طبعالأنى الأخت الكبيرة العاقلة.
حتى جاء يوما ..
تنازلت فيه عن اهم احلامى فى ان التحق بالجامعة حتى اقلل النفقات على ابى ليستطيع ان يُنفق على الأختين فى تعليمهما. وتنازلت.. تنازلت عن كل شئ لهما. لنوال وسارة ..لم احس انى لى شئ ابداً فى هذا البيت، كان كل شئ للأختين. حتى بدأت اكرههن.. نعم اكره هاتين الأختين ، ولِما احبهم.. فسبب مجيئهم الحياة تنازلت انا عنها ، واكتفيت بالثانوية وجلست فى البيت. ولم تكتفى العائلة بذلك بل دفعونى لأعمل حتى لا اكون عالة عليهم.. الى هذا الحد من القسوة.. الى هذا الحد من التنازل من الحرمان..يحرمونى التعليم ويطردونى خارج البيت لأعمل ..لأجلب لهم المال حتى اساعدهم فى نفقات الأختين حتى يتعلموا.. وكأننى لست ابنة لهذه العائلة.. لست منهم، ولا انكر عليكم.. فكثير ما كان يجول فى رأسى هذا الخاطر الغريب..لماذا تُعاملنى هذه العائلة بكل هذا الجحود..؟ لماذا لا تُعطينى حقوقى مثل شقيقاتى..؟ لماذا انا دائما التى اتنازل..؟ لماذا. . لماذا..؟ . ربما لأننى لست ابنتهم.. هل من المعقول بعد هذا العمر ان اكتشف ان ابى ليس بأبى وامى ليست بأمى، ويشتد بى هذا السؤال كل ليلة حتى ابكى على فراشى.. ابكى وحيدة . ثم اقرر ان اواجههم بهذا السؤال المجنون.. لعلنى اجد عندهم الإجابة التى انتظرها. اننى لست بإبنتهم ،، ولا تصدقوا.. فكل هذا مجرد خاطر مجنون لا اساس له من الصحة. ربما لأنى
معروفة بحساسيتى الزائدة واقبالى المفرط للحزن.. فأبى هو ابى وامى هى امى . وهذه العائلة هى قدرى ........ واستطاع ابىان بجد وظيفة لى بشهادة الثانوية معه فى نفس الشركة التى يعمل بها..انها وظيفة بسيطة.. بسيطة جدا، ومرت ثلاث سنوات وانا اعمل مع ابى فى هذه الشركة.. اعمل ولا اجد
معنى للحياة. فقد تنازلت عنها لهما.. للأختين ، واُلقى بأموالى القليلة التى احصل عليها من هذا العمل لأمى . كنوع من الإدخار.. ولكنى اعرف جيداً ان لا شئ مما اكسبه من عملى استطيع ادخـاره .. فنوال تريد حذاء جديد وسارة تريد درس خصوصى والبيت ايضا يريد اموال فتأتى امى تعتذر وهى تقول.. سامحينى يا حنان سنضطر ان نأخذ منك هذا الشهر ايضا .. وشهر يُسلم شهر ولا استطيع ان ادخر شيئا لى..دائما اتنازل.. اتنازل عن كل شى لأنى الكبيرة العاقلة.
الى ان كان يوما.........
عندما استدعى فيه مدير الشركة المهندس خالد بلال ابى الى مكتبه وطلب منه ان يتزوجنى .. طلبنى كأنه يطلب فنجان قهوة من ابى وهومتأكد انه لا يستطيع ان يقول لا.. لقد رأنى المهندس خالد اكثر من مرة امامه صدفة..مجرد صدفة. فلم يكن من طبيعة عملى ان التقى به.. إن عملى بالشركة بسيط جدا لا يرقى لأن يصل لمديرها واراه وجها لوجه إلا اذا كانت صدفة ..وكانت هذه الصدفة المتكررة التى جمعتنى به.. لقد اُعجب بجمالى وشبابى وربما فقرى .. وهو ارمل منذ اكثر من عشر سنوات ويكبرنى بأكثر من خمس وثلاثين سنة .. لم يفكر فى الزواج بعد زوجته واكتفى بأن يعيش مع ابنائه منها ومع زكريات يحملها فى قلبه..انه من هؤلاء النوع من الازواج ..الأزواج المخلصين.. ولكنه تعب من اخلاصه خصوصا ان اولاده كبروا ولم يعد منهم من يحتاج الرعاية.. إن له ابنه متزوجة حديثا اسمها منيره تسكن مع زوجها الاستاذ الجامعى فى مدينة اخرى ، وابن مازال طالب فى كلية الهندسة..ماجد ويعيش معه.. وكثيرا ما كان يلح عليه الاصدقاء والأقارب ان يتزوج حتى لا يقع فريسة الملل خصوصا ان ابنائه تخطوا مرحلة الطفولة واصبح كل منهم قادران يعتمد على نفسه فأبنته تزوجت وسنوات قليلة وابنه ماجد
سيتزوج ويتركونه وحيداً.. وهو يمر بفترات متقطعة من المرض ويحتاج لإمراة بجانبه فىهذه الايام من حياته.. يحتاج لخادمة اكثر منها كزوجة وكان من الممكن ان يأتى بخادمة.. ولكن ان يتزوج فتاة مثلى .. ابنة فراش الشركة التى هو مديرها هو امر اسهل وارخص من ان يجلب خادمة على الرغم من انه قادر ان يأتى بخادمة بل ثلاث.. انـه غنى ، والخادمات اصبحوا مشاكل فى هذه الايام.. فزوجه فقيرة حل اسهل ولن تمد له يدها كل شهر تطالب بأجر نظير خدمتها والأكثر من ذلك سيجمعهما فراش واحد كل ليلة ليستمتع بها.. انها ثفقة مربحة، زوجة وخادمة معا .. ولم يجروء ابى على رفض الثفقة..لقد كان فرِحا بها.. فرحا بأن مدير الشركة التى يعمل بها فراشا سيتنازل ويصاهره.. وطبعا ستعم الفائدة على العائلة كلها.. ربما سيدفع مهرا يليق بمدير عام. يعينه على تربية الاختين ويجعله يرقى بمعيشته وربما وجد بعلاقته عملا يليق بإخوة زوجته نوال وساره بعد ما يتخرجن من الجامعة .. وربما اعطاه شقة جديدة من الشقق التى تمنحها الشركة للعاملين ..لابد انه سيفعل كل هذا.. طبعا لن يرضى بأن تعيش عائلة زوجته فى شقة متواضعة حقيرة.. سيكون رخاء وهناءالعائلة بهذا الزواج.. وجلس ابى يومها يُقنعنى بهذا الرخاء الذى سينهال على العائلة وهذا الهناء الذى سيهبط عليها بكلمة واحدة منى . وامى صامتة لا تتكلم.. لاموافقة ولارافضة.. انها لاتستطيع ان تقول كلمة ضد رغبة والدى حتى لو كانت نفسها تتحدث بها. هكذا تعلمت وعاشت عمرها مع ابى.. ان الرجل له الكلمة العليا.. وان الرجال قوامون على النساء ، وابى مازال يُقنعنى.. وامى صامتة.. دائما صامتة. وانا ارفض الفكرة..كيف اتزوج رجل يكبرنى بأكثر من خمس وثلاثين سنه.. لمن كل هذا.. لأرضى العائلة..لأتنازل لها عن بقية الحياة.. لقد تنازلت لهما عن الماضى .. هل اتنازل عن المستقبل ايضا، وحاولت.. حاولت كثيرا ان اقنع ابى بأن مثل هذا الزواج لن ينجح ابدا ..ان الأموال التى ستأتينا لو قبلت هذا الزواج ليست كل شئ ولن تكون تعويضا كافيا لهذا الظلم .. ثم نحن نعيش حياة عادية.. لسنا شحاذون حتى ننتظر اموال تعيننا لنبقى على قيد الحياة.. وباءت محاولاتى سدى فى اقناع ابى.. لقد جاء القرار بالموافقة. وكأن ابى اصدر فرمانا بالإعدام.. بأعدام واحدة منهم حتى تحيا بقية العائلة. وتزوجت خالد بلال.. مرغمة.. مستسلمة..وتنازلت عن بقية احلامى.. دائما التنازل صديقى اللدود. وانتقلت الى منزله.. لا انكر انه كان منزل اكثر فخامة بكثير من منزلنا المتواضع منزل يليق فعلا بمدير شركة..ولا انكر ان الرجل كان يعاملنى معاملة طيبة.. لكن ليس بالمال نشترى الحياة.. انه يساعدنا عليها فقط لكنه لايستطيع شرائها.. فهناك كثير من الأثرياء تعساء مع اموالهم.. لم يستطعوا شراء لحظة سعادة واحدة بكل ثرائهم ، لقد كان خالد متعبا دائما منهك القوى بحكم سنه ..لم يكن فى استطاعته ان يروى جسد فتاة فى العشرين ..وعشت معه ايامى كممرضه اكثر منها كامرأة متزوجة.. امرأة تحتاج لحنان رجل يعوضها عن عمر من التنازلات.ولم يكن خالد بلال فى استطاعته التعويض .. انه يشترى المحوهرات ويغدق على بالهدايا..ويمنح ابى مساعدات مالية دون ان يطلب منه ابى لتعينه على نفقات اختاى . ويضع اسمه دائما على رأس قائمة المكافأت المالية فى الشركة. واستطاع ان يجد عمل بمرتب مجزى لشقيقتى نوال فى احد البنوك بعد ما تخرجت من كلية الحاسبات والمعلومات.. لا انكر انه فعل الكثير من اجل ازدهار عائلتى. وإلا اكون امرأة ناكرة للجميل.. ولكن ما كان ينغص على ايامى.. واشعر بتهاون فى حقه.. هو شبابى .. شباب امرأة فى العشرين وهو يضيع بين يدى عجوزفى الستين ..لقد مر على زواجنا ثلاث سنوات..تحملتها فى تنازل. كنت احاول فيها ان اقنع نفسى يوميا بأن هذا قدرى..وربما لو تزوجت شابا فى سنى لما كان فى استطاعته ان يجئ بما جاءه لى خالد..واحاول اقناع نفسى كثيراً بأن الإنسان لا يستطيع ان يأخذ كل شئ فى الحياة.. الحب والمال..انهما لا يجتمعان معا.. واتعب كثيرا فى محاولتى بالاقناع حتى استسلم للفكرة التى تؤرقنى .. اننى تنازلت..تنازلت اكثر من اللازم..تنازلت مع عائلتى وانا صغيرة لأننى الأخت الكبيرة العاقلة.
وتنازلت عن حلم ان اكون فتاة فى الجامعة من اجل عائلتى ايضا اوعلى الأدق من اجل نوال وسارة لأننى دائما الأخت الكبيرة العاقلة.. دائما العاقلة.. وتنازلت مع هذا الزوج عن شبابى . عن اجمل سنوات العمر.. هل كل هذا الذى يحدث معى لأننى دائما الأخت الكبيرة العاقلة..؟.. لا اريد هذا العقل الذى جعلنى فى تنازل مستمر.. اريد ان اصبح مجنونة.. مجنونة.. مجنونة، اريد ان انطلق للحياة .. اعيش الحياة ، لكن مع من انطلق..؟ مع من اعيش..؟ . اننى حبيسة داخل هذ المنزل الفخم .. الى ان تفتق ذهنى وقتها بأن اخرج للحياة . فمنذ تزوجت خالد وقد رفض ان
اعمل فى الشركة معه..وطبعا له حق، وانا جليسة فى البيت..فى حياة منظمة رتيبة يشوبها الملل فأنا وخالد وابنه ماجد طالب الهندسة. انه الأن فى السنة النهائية .. نغرق فى هذا النظام وهذه الرتابة وهذا الملل ..لقد تعودا هذه الحياة وعودونى معهم عليها.. لاشئ جديد ..اليوم كأمس كغدا، وقررت ان اعود للدراسة واستكمل دراستى الجامعية.. لم يرفض خالد ولو حدث ورفض.. كنت سأجعله يقبل وهو بنفسه الذى سيُقدم اوراقى بالجامعة.. لقد اصبحت اعرف مفاتيح شخصيته جيدا.. إن الزوجة التى تريد زوجها خاتما فى اصبعها..لابد ان تبحث عن مفاتيح شخصيته.. ان لكل زوج فى العالم مفاتيح مهما علا قدره وعظم شأنه..ولو عثرت الزوجة على هذه المفاتيح . سيعيش زوجها دائما بين اصابعها . وذهب خالد بنفسه يُقدم اوراقى بالجامعة من جديد.. وبدأت الدراسة.. بدأت حياة جديدة.. حياة الجامعة.. اولاد وبنات يسيرون وايديهم متشابكة وكأنهم عصافير يحلقون فى سماء الخيال .. سماء الحب .. انهم مازالوا فى عمر الحب.. عمر المشاعر البريئة والأحلام الساذجة ، انهم لم يقعوا بعد فى صدام مع الحياة.. لم يروا الوجه الحقيقى لها.. ربما لم يتنازلوا بعد عنها.. لعلهم مجانين.. يرون الدنيا بعيون العشاق.. العيون التى لا ترى إلا الجمال.. إلا الحب العذرى العفيف.. إلا القصور التى يرسموها فى خيالهم.. وكأن الحياة تضحك لهم . غدا سيرون الحياة.. عندما يتلاشى الحب ويحل مكانها المادة .. التى اصبحت هى الأساسانك تساوى كذا لإنك معك كذا.. انهم مساكين يجهلون ما تخفى لهم الأيام.. وقد غِرت.. غِرت كثيرا منهم ومن هذا الحب العفيف.. ومن هذه الأحلام الساذجة وتمنيت ان اصبح مثلهم مجنونة .. مجنونة. فهذه فتاة تركض مع صديقها فى حب وهذا ولد يأخذ ركنا مع صديقته ويتكلم فى همس.. تُرى ماذا يقول.. لعله يرسم لها احلام فى السماء.. وتمنيت ان اجد هنا صديق اركض معه ويأخذنى فى ركن ويهمس فى اذنى بكلمات..بأحلام يرسمها فى السماء، ولكن لم اجد هذا الصديق .. ربما يشعرون اننى اكبرهم سنا ولذا يتعاملون معى على اننى عاقلة.. انهم يتعاملوا معى فى ادب شديد ولست مجرد زميلة لهم..يبدوا اننى سأكون الكبيرة العاقلة دائما حتى هنا. كنت اتمنى ان اكون مثل باقى فتيات الجامعة اسير مع صديق ونتحدث معا فى الدراسة وفى الدنيا وفى المستقبل وربما يدعونى ان نذهب الى السينما بعدها كما يفعل طلاب الجامعات دائما.. ولم اجد من يتحدث معى فى الدراسة او الدنيا او المستقبل او من يدعونى الى السينما .. لقد خاب املى فى ان اجد من تتشابك يدى فى يده واسير معه نتشاور فى محاضرة الدكتور ثم نركض بعدها فى حديقة الجامعة كالمجانين .. هذا الجنون الذى ينطلق من روح الشباب.. وفضلت ان اكمل دراستى فى المنزل فما رأيته زاد من احساسى بأننى الأخت الكبيرة العاقلة .. لا اريد هذا العقل.. لقد تعبت من العقل.. تعبت .. تعبت كثيرا، واكتفيت بالمذاكرة فى المنزل.. اننى ادرس فى كلية الاداب قسم علم النفس.. ولعل ما اعجبنى فى هذا القسم انه يدرس النفس البشرية منذ بداية الخليقة وحتى الأن.. فمن خلال ما قرأته اتضح لى ان نفس الإنسان واحده لم تتغير منذ الآف السنين.. فالشر موجود والخير موجود والغريب ان الأثنين متواجدين فى كل انسان.. فأعتى المجرمين بهم جانب من الطيبة والخير واكثر الناس احسانا وحبا للخير بهم جانب من الشر .. ولكن تراوح النسب فى كل انسان من الخير والشر هو الذى يميزهم.. وهذا دلالاته انه لا يوجد الشر المطلق او الخير المطلق.. وهذا ما ادهشنى فى دراستى وجعلنى اذوب فى حبها ..انها تعلمنى الحياة.. وما الحياة إلا بالانسان ودراسة نفسية الإنسان تجعلك تفهم الحياة.. هذا اللغز القديم . رائعة دراستى اليس كذلك .. ولكن ما كان يعكر صفو شغفى بها احيانا تلك المصطلحات اللاتينية.. وقراءة بعض الابحاث والكتب بالانجليزية.. وكنت الجأ وقتها لماجد ابن زوجى.. انه يجيد الانجليزية والفرنسية اجادة تامة.. وكان لقائى معه يوميا ليعطينى دروسا فى اللغة ويترجم معى بعض المصطلحات الانجليزية التى لا افهمها.. ووالده يشاهد التلفاز او يقرأ كتاب فى الخارج ثم يمر علينا بين الحين والآخر وهو مبتسم وسعيد وكأنه مدير مدرسة يطمئن على سير العملية التعليمية فى مدرسته.. واقتربت من ماجد اكثر فى هذه الأيام بسبب هذه الدروس ورأيته كما لم اره من قبل.. انه وسيم.. انيق.. جذاب هذه الجاذبية التى تسحر الفتيات.. جسد رياضى ..عضلات مفتولة.. ذو لباقة فى الكلام.. ثقافة واسعة..واجادة لأكثر من لغة.. مهتم بالأحداث السياسية فى العالم بل ويحلل كل حدث يمر عليه تحليلا منطقيا.. لقد عشت سنوات معه ليست بالقليلة تحت سقف واحد ولكنى لم اكتشفه إلا هذه الأيام. ولم اشعر بإرتياح له إلا فى هذه الايام.. ولعل ما كان يجذبنى فيه هذه الهاله التى تحيط به دائما.. هالة من الغموض والحزن جعلته اكثر اثارة.. اكثر قربا لى.. وهو مؤدب .. مؤدب جدا. فلم اتذكر يوما يوما انه حاول ان ينظر لىنظرة شاب يحمل شبابه وعنفوانه الى امراءة لا يتعدى فرق السن بينهم ثلاث سنوات.. فمهما حاول الشاب فى هذا العمر ان يتظاهر بالأدب امام امراءة قد يحدث وتفلت منه نظرة، نظرة الرجل لإمراءة ، وابدا مارأيت منه هذه الفلته وهذه النظرة .. كان مؤدب.. مؤدب.. وكان حزينا، دائما يتكلم بصوت خفيض وكأنه يهمس . وقد آسرنى حزنه.. ربما وجدت فيه نقطة التقاء بيننا. الحزن والحرمان.. انه حُرم من والدته وهو مازال طفل صغير..وانا حُرمت من الحياة وتنازلت عنها وانا صغيرة.. تنازلت عنها لأختاى.. وبدأت افكر فى ماجد دائما.. اتخيله يركض معى وتتشابك ايدينا فى حب ..ثم اراه يأخذنى فى ركن بعيد عن عيون الناس ويهمس فى اذنى بكلمات.. بأحلام يرسمها بخياله فى السماء.. كالذى يحدث بين طلبه الجامعة.. واصبحت افكر فيه كثيرا.. كثيرا.. اصبحت فى حالة ادمان من هذا التفكير الذى يمتص كل عقلى ويملأ قلبى حبا.. حتى انه لم يعد لوالده مكان في هذا القلب.. ويزداد احساسى به كل ليلة.. كل يوم .. احساس بشبابى يستغيث بشبابه وحب كبير يناجيه.. يدعوه..يريده ، لقد اصبحت احب كل شئ فيه وسامته .. ثقافته..شبابه وجاذبيته.. حتى حزنه اصبحت احبه.. كل شئ منه احبه.. نعم انها الحقيقة.. لقد احببت ابن زوجى .. واحيانا ارفض الفكرة واحاور النفس حتى اهدأ.. ارجعى الى عقلك يامجنونه.. اعقلى .. إن هذا الاحساس سيقودك للجنون.. إن هذا الذى تسميه حبا.. الى اين سينتهى بك..انتى زوجة .. وزوجة لمن لأبيه .. عودى لصوابك.. اعقلى .. اعقلى ، ولكنى لا استطيع ان اعود لصوابى او اعقل.. لقد اصبحت كطفلة تعلقت بلعبة.. وهذه الأفكار تفترسنى كل ليلة وتنال من خيالى.. لم اعد احس بشئ.. إلا بهذه الأفكار.. لم اعد بوالده وانا بين ذراعيه.. لم اعد احس بعمرى الذى ضاع منى فى تنازلات.. لم اعد احس بشبابى المهدور وهو بين عجوز.. لقد بدأت احس بشبابى يعود بنضارته وحلاوته ومرحه.. يعود وانا معه.. مع ماجد.
حتى جاء يوما.....اشتد بى شبابى .. هذا الشباب الغارق فى التنازلات والحرمان.. وحملت هذا الشباب الى ماجد وكأنى استغيث معه به.. ولبى ماجد لإستغاثتى.. ضعفنا نحن الإثنين.. ضعفنا امام نقطة الإلتقاء التى بيننا.. الحرمان والحزن.. لقد وجد في تعويض عن حنان الأم التى حُرم منها ووجدت فيه انا التعويض الكافى عن عمر من التنازلات.. لقد وجدت فيه عمرى كله.. وتعددت ايام الضعف.. لقاءات الضعف.. وانا مستسلمة معه للشيطان يفعل بنا كما يشاء.. لقد تحول الشاب المثقف المؤدب الذى آسرنى بحزنه الى كيان ظمآن.. ظمآن دائما مهما حاولت اطفاء هذا الظمأ فيه لايروى ابدا.. واهمل دراسته .. وانا ايضا اهملت دراستى التى احبها لنرتوى معا من نهر الحبالى ان كانت هذه الليلة..هذه الليلة التى شعرت فيها ببعض التعب والاغماء..فذهبت للطبيب.. وهناك صُدمت.. انا حامل صُدمت بهذا الخبر والذى من المفروض ان تفرح به اى امراءة.. تفرح انها ستصبح اما.. لكن كيف وانا اعرف من هو ابوه.. انه ماجد ابن زوجى.. هل اقتل هذا الأبن القادم قبل ان يخرج للحياة.. ويجلب لى العار والخزى .. ام اتركه يجئ ويعيش عمره مخدوعا فى اب ليس ابوه.. ان ماجد نفسه لا يستطيع ان يعرف انه ابا لهذا الإبن.. المراءة هى الوحيدة التى تعرف من يكون والد ابنها.. وعدت للمنزل وسحب من الأفكار السواد تلاحقنى.. ماهذا العذاب.. هل اتنازل ايضا هذه المره.. اتنازل عن قطعة منى.. عن ابنى ، واذا تركته يجئ الحياة.. هل سيعيش عمره مخدوعا فى اب ليس ابوه بينما اخوه هو الأب الحقيقى له.. يالا المصيبة .. يالا المصيبة .. ماذا افعل يارب .. انا اعرف اننى مخطئة لكن ماذنب خالد زوجى .. ما ذنب هذا الطفل لو قتلته وهو فى احشائى..ماذنبه.. انه روح..انت خالقها يارب..قف معى ارجوك.. انا لااستطيع انا اعترف بهذه الحقيقة لأحد حتى امى لا استطيع ان اعترف لها.. ماذا اقول لها.. اخطأت مع ابن زوجى ، سأعيش بهذا السر .. بهذا العذاب الى متى .. لكن إن لى شريك لابد ان يعلم.. ولكن ماذا سيحدث لو علم ان له ابنا فى احشائى .. فى احشاء زوجة ابيه..؟ لن يستطيع ان يقف امام والده ويعترف له بالحقيقة.. ولا انا .. من يجرؤ يقول هذا الكلام.. انه الجنون نفسه.. اذن لا يبقى إلا ان اخدع زوجى.. اخدع هذا الزوج الطيب .. ولكن ماذنبه ان يُخدع فى اقرب الناس اليه.. ابنه وزوجته.. انه لا يستحق منى كل هذا.. هل اقتل هذا الجنين فى بطنى وارتاح من هذا العذاب ..؟.. اقتل ابنى.. لا استطيع .. إن هذه الأفكار اصبحت ضجيجا فى رأسى وطمست عقلى .. لم يعد فى عقل لأفكر به.. لقد تعبت من التفكير .. تعبت .. تعبت .. يجب ان يساعدنى عقل آخر.. ومن غيره..؟ ماجد.. لعل ثقافته تلهمه الحل.. وذهبت له واعترفت امامه.. اعترفت بأن قطعة منه تسكن فى احشائى.. ولم يتكلم.. وصرخت فيه.. افعل شيئا.. ولم يتكلم.. وضربته بكل قواى.. افعل شيئا.. ولم يتكلم.. كان مذهولا واجما وكأن الخبر قطع لسانه وتركه اخرس.. حتى افاق بعدها من ذهوله ورفع يده وصفعنى ثم صفعنى مرة ثانية وثالثة ورابعة.. وتركته يصفعنى انا استحق اكثر من ذلك .. وتوقف عن صفعى وجلس يبكى امامى .. يبكى كالأطفال وهو يقول فى ذل:- مجرمة.. مجرمة.. مجرمةثم جرى من امامى.. ترك البيت وذهب والى الأن لم يعد ولا احد يعرف عنه شيئا.. .. ومرت الشهور.. تسع شهور.. وانجبت ولدا .. انجبت لحظة ضعفىالوحيدة.. انجبت خطيئتى الوحيدة التى تكبر امام عينى يوما بعد يوم.. وزوجى فرحا به.. مسكين ..انه مخدوع .. لقد خدعته وتركته يفرح بهذه الخدعة.. الى هنا انتهت قصنى ولم ينتهى العذاب.. لم ينتهى وخز الضمير..سأترك الحكم لكم بعدما قرأتم قصتى كاملة التى لم اضيف او ازيل فيها شيئا يجعلكم تتعاطفوا معى..ولكن مارأيكم.. هل انا مجرمة.. ام مجرد امراءة سقطت فى لحظة ضعف.. ضعف من الحرمان والتنازلات ولو كنت مجرمة.. لما اشعر بهذا العذاب.. عذاب الضمير كل يوم.. كل ساعة.. كل لحظة فى حياتى.. لست مجرمة.. إن المجرم لا يحس بأنه ارتكب جرما لأنه يظن ان ما يفعله هو على حق فيه.. لذلك لاياخذه شفقة ولا رحمة بضحاياه..وانا اعرف اننى لست على حق. واعرف ايضا اننى لست ملاك.
" تمت "

ربيع وخريف ( قصة ) ـ

--------------------------------------
لاح في الأفق صمت رهيب اعقبه ذهول عارم وحزن نافذ الى الأعماق الكونية ، تبادلنا النظرات في هلع ، صرخنا في وجهه ، حركناه في قسوة عله يفيق ، سكبنا فوق رأسه الماء ـ لاجدوى .. انقلب الشك يقين .. ترقرقت الأعين بالدموع ، عدنا للصراخ ، انشقت الحناجر ، وانطلقت الأفواه بجملة واحده وكأن بيننا اتفاق مزمع عليها .. اى عقل هذا .. اى عقل هذا يصدق .. ذهب ربيع بلا عودة .. هذا الساخر العظيم تُسدل ستار الحياة عنه بهذه الطريقة الساخرة ..سبحان من له الدوام ـ منذ لحظات كان يلعب النرد صارخا للنادل عن تأخر قهوته ، ضاحكا في سخريته المعهودة علىخسارة منافسه في اللعب اعقبها ببعض الكلمات التى تُلمح بتفوقه الملحوظ في اللعبه ، ثم عاد الصراخ للنادل عن تأخر قهوته ، بعدها القى نكته فاحشة كعادته وضحك كما لم يضحك من قبل الى ان تبدلت ضحكته لسعال متواصل وانقطع بعدها في صمت مع النفس وتذكر القهوة فصرخ في النادل صرخته الثالثة والأخيرة : القهوة يا حيوان ـ وقال لنا في سخط ـ آن لنا ان نُغير هذا المقهى العتيق بآخر راقى .. مارأيكم بمقهى الجزيرة ..؟ انه ارقى بلاشك ، ونادله اسرع في تلبية طلبات الزبائن بدلا من هذا الحمار ، وتذكر ان القهوة لم تأت بعد ، فالتفت مرة اخرى للنادل وحاول ان يصرخ ..لكنه سكت ـ وقعت الواقعة ، ذهب ربيع بلا عودة .. اصبح نسيا منسيا .. وها نحن رفقاء عمره وصحبته حتى في لحظاته الاخيرة نجلس الأن بدونه ، ينهال علينا صراخ احبابه ، نسمع آيات الرحمة والغفران عليه ، نصافح من جاء لأداء الواجب .. وبين انفسنا نبكى في صمت ودهشة ، هكذا الدنيا .. هذا الذى كان معنا بالأمس ، يلعب النرد ويصرخ للنادل ويلقى نكتة فاحشة فيضحك كما لم يضحك من قبل .. هذا الذى كان اكثرنا سخرية واقبالا على الحياة بكل متعها ، ضاحك حتى في احلك الظروف ..سكير لا تفارق الكأس يده .. ساحر نساء ، قدرة فائقة في جذبهن اليه طالما حسدناك عليها يا ربيع .. لا يعرف البكاء لك طريق ، عبثت بالحياة طولا وعرضا .. مغامر كبير ومراهن حتى وان كان على حساب عمرك ..نرشدك للصواب خوفا عليك وحبا حقيقيا لشخصك ، فتضحك ضحكتك الشهيرة المجلجلة وتقول هازئا ـ الحياة لا تؤخذ إلا هكذا .. ولست مثلكم يا عواجيز ، هكذا ردك دائما مع انك تقاربنا في العمر ، لم تكن إلا ضحكة كبيرة تمشى على قدمين ..ضحكة تنطلق ضاربة بعرض الحائط كل قوانين الحياة .. في وقت الحزن تضحك ..ووقت الضحك تسخر ـ لا تدمع عيناك ابدا حتى في المواقف الجلل .. غير مبالى بالاحزان .. سهير كبير ..عربيد كبير ـ اتفقنا كلنا انك ستحيا حتى ارزل العمر من كل هذا الضحك وهذه السخرية وهذه العربدة وهذه اللامبالاه ، كم سردت علينا مغامراتك من النساء حتى كدنا نشعر انك مخادع كبير ، وما احاكيك إلا وهم من نسج خيالك المشر ، حتى جئت لنا بالبرهان والرؤية التى اقتلعت الشكوك من جذروها ، حسناء في عمر الربيع ، فاتنة بمعنى الكلمة ، وقد تشابكت يدك في يدها في صورة العاشقين ، على الرغم من انك تكبرها بربع قرن ، قلت لنا فيما بعد انك تعرفت عليها في ندوة ثقافية ، واقنعتها انك ناشر ولعلك تفكر في نشر ديوانها الشعرى عندما ايقنت ان لديها موهبة فذة في كتابة الشعر ، قد تجعل الناس تعود لقراءة الشعر من جديد ، وصدقتك المسكينة آملة في فرصة حقيقية للنشر ، واصبحت تروح وتجئ معها وتصحبها للسينما وترافقها في الندوات التى تحضرها شهور كاملة ، حتى انكشف امرك وعرفت انك كاذب كبير ولا ناشر ولا يحزنون ، اخبرتنا بعد ذلك انها صفعتك عندما عرفت حقيقة امرك امام الناس ، وضحكت ساخرا وانت تقول .. تهون الصفعة امام الجمال والفتنة يا غجر ، يكفى اننا اجتازنا معا حدود السعادة وحلقنا في الفضاء اللا محدود ولو لأسبوع ولو لأيام ولو لساعات ، فلست انا الذى يهتم بالابدى يا غجر .. وانفجرت ضحكا كعادتك ، ضحكنا كثيرا ياربيع وتعاركنا كثيرا واختلفنا كثيرا واتفقنا كثيرا وحلمنا بالمستقبل والأيام القادمة كثيرا ، ولم يمنع هذا الجنون فيك من الظهور بمواقف جريئة ووطنية تُحسب في تاريخك .. كنت اكثرنا حبا للوطن واكثرنا ثورة .. اى نعم كنت ثائر خطير ، اتذكر في شبابك هذا اليوم عندما قلت والثورة تسيطر عليك ـ " لقد فسد النظام وطغى الحاكم وتجبر وعلينا بردعه .. وآن للثورات الفردية ان تُغير مجرى التاريخ ، وحتى يتغير قد نحتاج لنزق الثوار واحيانا نزق الأطفال " وعقدت حاجبيك لإضفاء ملمح جاد على شخصيتك التى نعرفها جيدا حينما صرخت .. "وانا لهـا " ، وحملت سلاح وعقدت العزم على قتل احد روؤس الفساد وكدت تفعلها بلا اكتراث بالعواقب لولا ان منعناك في آخر لحظة ياربيع ـ حتى زوجتك وام بناتك لم تسلم من جنونك ، تزوجت عليها خمس مرات ، وعندما نرشدك للصواب في كل زيجة ، تقول جملتك المشهورة .. الحياة لا تؤخذ إلا هكذا ، وتضيف .. الإنسان يعيش مرة واحدة ومن حقه ان ينهل من الجمال بكل صورِه مدام الجيب عامر ، فنقول لك في محاولة نعلم مسبقا ان لا جدوى منها ..
- ان لزوجتك عليك حق ياربيع .. لاتنسى ذلك
فتقول وبين شفتيك ابتسامة سخرية
- لا تنسوا مع كل هذا اننى اوفى الأزواج ولكن في حدود المتاح طبعا من العقل ..عقلى انا
ونقول في يأس من عدم اقناعك
- انت تعبث ببيتك واستقرار عائلتك يا ربيع
فتقول متململا
- اسمعوا .. لاجدوى من مناقشة عقيمة لا تسفر إلا عن وجع الدماغ ، قلتم ما قلتم ، وسأفعل ما افعل .. انتهى
ونلقى آخر ما في جعبتنا قائلين
- انت في ضلال مبين ياربيع وفى كل الأحوال ستندم .. فلا تنساق وراء النساء هكذا كما تنساق الإبل والماشية
فتقول وانت تتظاهر بالغضب
- وصلت الى حد الإبل والماشية يا غجر
ثم تتظاهر بالغضب الشديد في اداء مسرحى مضحك وتتركنا ذاهبا ولا تعود إلا بعد شهر وانت تضحك قائلا ..
- طلقتها يا غجر
وبدهشة نسأل
- لِما ..؟ لم يمر سوى شهر !!
- اخذت منها ما اريد واعطيتها ما تريد ، فلماذا الإسترسال ثم انها مجنونة ..مجنونة رقص ، ارهقتنى رقصا وسهر .. انها تريد جين كيلى وليس زوج
- ركبت رأسك وفعلت ماتريد ياربيع وها النتيجة
- النتيجة رائعة يا عواجيز..ولم اندم كما تحسبون .. كفاكم حسد
- نحن نشفق عليك وعلى زوجتك وبناتك من جنونك
- لا اريد منكم شفقة ..ثم من ذا الذى يستطيع ان يقاوم اغراء لا يُقاوم .. انه الجنون نفسه ، وما عهدتمونى مجنونا
- ابدا يا ربيع .. فأنت سيد العقلاء
وضحكنا كلنا بما فيهم انت ، ضحكة كبيرة ونسينا الأمر الى ان فأجتنا في يوم آخر انك على وشك قصة حب جديدة مع فنانة مشهورة ، لم نصدق وحسبنا الأمر مجرد مزاح من صديق مجنون .. ولكنه لم يكن مزاح عندما علمنا انك ستتدخل في زمرة منتجى السينما ، لا لإنك من محبى الفن .. ولكن من اجل سلمى توفيق الفنانة زائعة الصيت ، حتى انك بعت باقى ارثك من الأرض التى تملكها كى تقترب من سلمى وتُقتعها بأنك رجل اعمال و ثرى خطير تريد اقتحام مجال السينما ، وصدقتك الضحية الجديدة ، وانتجت الفيلم ودعوتنا ليلة الإفتتاح ، وفى نفس الليلة اعلنت خطبتك عليها وتزوجتها بعد اسبوع واحد وهى مقتنعة بأنك رجل اعمال وثرى خطير ، وبعد ثلاث ايام فقط اكتشفت الفنانة حقيقتك ، واقسمت انها ستقتلك ان لم تُطلقها ، وطلقتها ، وخسرت قطعة الأرض المتبقية من ارثك وخسر الفيلم ايضا ولم تكسب سوى ثلاث ايام زواج من الفنانة المشهورة .. وانهال عليك النقد بقسوة من عائلتك وعائلة زوجتك ، حتى ان زوجتك طلبت الطلاق بإصرار بعد علمها انك ضيعت آخر ما تملك من ارثك ببيع قطعة الأرض ، والتى كانت المستقبل والأمان لبناتك ، واستطعنا بالتعاون مع عائلتها بأن نجعلها تتخلى عن فكرة الطلاق من اجل البنات ، ومع كل هذه الأحداث لم نر منك ندما او ثمة حزن ظاهر على صفحة وجهك ، بل جلست معنا يومها وان تقول في مرح ..
- اتظنوننى نادم على ضياع الأرض .. هيهات ، ان ثلاث ايام فقط مع هذه الأنثى المشهورة لاتُقدر بأراضى الدنيا كلها يا مغفلين .. يكفينى قبلة واحدة من شفاه سلمى حتى ابيع الأرض والسيارة وفوقهم المنزل ، وان كان على الفيلم اشاهده وحدى ، ويبقى ان انضمت الفنانة المشهورة لقائمة زيجاتى ، حتى ولو كان لثلاث ايام .. اليس هذا في حد ذاته مدعاة للفخر يا صحبة الغم .. ها ها ها
كنت مجنونا ورزينا ، مخرفا وحكيما ، عاشقا للحياة ليس له نظير ، ابن خمر ونساء وعربدة .. ومن كبار رواد الحانات ، ونزيل معظم بيوت البغاء ، ومع ذلك لا تفوت فرض من الفروض الخمسة ، ومع ذلك اديت فريضة الحج خمس مرات ، ومع ذلك لا احد ينكر عطفك على الفقراء ..حتى انك اشتريت يوما منزل جديد على نفقتك لعائلة انهار منزلها وفقدوا على اثره عائلهم الوحيد، بل وخصصت لهم راتب شهرى من جيبك ، ومع ذلك موقفك العظيم اثناء الحرب .. كنت اول من تقدم وتطوع لدى الجيش بالرغم من من انه لم يمض سوى شهر واحد على زواجك من ام بناتك .. قلت يومها ـ لو تخلينا عن البلد وهى مهزومة ..اذن فلا نستحق ان نحمل جنسيتها او ندوس على ترابها .. لك مواقف عظيمة ياربيع مع كل هذا التناقض فيك ـ سخرية وجد .. تدين وانحلال ..احساس بالآخر وانانية ، بإختصار كنت الدنيا ياربيع بكل مافيها .. جنونها وعقلها ، قسوتها وعطفها ، ظلمها وعدلها ..ربيعها وخريفها .
" تمت"

ايامنا الحـــــــــــــلوه ( خاطرة )ـ








اجيد الحوار مع نفسى .. اتشاجر.. اتصالح .. ابكى واضحك معها.. يأخذنى الحنين الى عمر البراءة.. عمر الابتسامة

الصافية والأحلام التافهة والأمانى الساذجة .. اعود بذاكرتى للوراء( فلاش باك)تترأى امامى صورتنا انا وهى عندما كنا اطفالا وكأنه شريط سينما اشاهده.. كانت معى دائما ..نضحك..نمرح..نلعب سويا.. كانت غاية امانينا ان نشترى تويكس او سنكرس ونشاهد توم وحيرى ..وتفرح هى كثيرا عندما يُقدم لها هدية تكون اعدادا من التويكس او السنكرس.. تأتى لى فرحِـة وهى تحمل لى وحدات منها وهى تقول .. خُذ لك.. جائتنا بالأمس هدية منها كرتونة كاملة.. وتقول فى فرح.. انا سعيدة..سعيدة جدا.. عندى الأن علبة كاملة ..لن ابكى لأمى كل يوم حتى تشترى لى تويكس..عندى ما يكفى طوال الاسبوع.. نقضى يومنا معا لا نفارق بعض إلا عند النوم.. نجتمع فى الليل فى اعلى المنزل نشاهد سويا السماء المترامية الاطراف والقصر الكبير.. هذا القصر البعيد المُضئ دائما إضاءة صارخة وكأنه قطعة من لاس فيجاس سقطت امامنا.. اتسلل بيدى فوق يدها.. اقول.. احبك يا نوف.. يا نـوف هل تسمعينى.. تجيب ..نعم وانا ايضا لكنى احب تويكس اكثر..لاتزعل.. احبك اكثر من سنكرس.. الفول السودانى اصبح كثير بداخلها وانا لا احبه..يالها من مجنونة..مجنونة لاتُقدر معنى كلامى..ولكنى سعيد بجنانها ببرائتها.. وتمر ايام ..اكرر لها فى همس ونحن نشاهد سويا توم وجيرى.. احبك يا نوف..يا نوف.. تضحك فى فرح وهى تقول.. انظر لقد سقط توم فى البحر واجتمع حوله السمك وتنفجر ضحكا كالمجانين.. انها صغيرة ..ساذجة.. جميلة ..هذا الجمال الذى لو وُزع على العالم لأصبحنا ملائكة تمشى على الأرض ..جمال الروح.. براءة الروح.. نقاء الروح .. وتمر السنون.. تكبر نوف.. اسمع انها ستتزوج.. نوف الصغيرة تتزوج غير معقول..ولكنها تتزوج ويأخذها هذا الزوج معه الى بلد بعيد يُكمل دراسته فيها..تختفى نوف ولايبقى منها إلا زكريات ..زكريات .. اتذكرها عندما امُر وحدى فى طريق قد مشينا فيه معا.. اتذكرها عندما ادخل منزلها ولا اجد البهجة التى كانت داخله.. حتى القصر الذى كنا نراه مُضيئا دائما إضاءة صارخة وكأنه قطعة من لاس فيجاس سقطت امامنا.. انطفأت اضواءه وكانه حزين على نوف .. لقد اصبح بعدها كل شئ اطلال.. المنزل.. الشارع.. القصر.. العالم كله اصبح اطلالا.. تمر سنون فوق السنون.. تعود نــوف.. اسمع انها طُلقت وعادت بإبنة معها.. ادخل المنزل فى زيارة .. ارى طفلة جميلة لا تتعدى الثلاث سنوات تبتسم لى ابتسامة صافية.. ادعوها لتقترب.. ارى فى يدها واحدة تويكس تمد يدها لى بها وهى تقول..خُـذ لك .. المح من خلف الباب المُتوارب فى الغرفة المقابلة سيدة بدينة.. تنظر لى فى لهفة.. انها هى .. نوف.. تتعلق العيون فى نظرات طويلة وكأنها تستعيد سنوات كثيرة مضت .. لكن ليست هذه نوف التى اعرفها.. لقد ذهبت البراءة التى كانت تُغلف وجهها دائما وحلت مكانها هـم وحـزن دفين..اين ذهبت البراءة يا نوف..؟ هل ذهبت مع العمر..مع السنوات الكثيرة.. اشعر بيد صغيرة تلامس يدى..انظر امامى.. انها يد طفلتها الصغيرة تداعبنى.. لقد عرفت الأن اين ذهبت البراءة

الدون كيخــــــوتة ( مقال)ـ

يعد دون كيخـوته او دون كيشوت كما تعود نطقها خطأ القارئ العربى بسبب هذا التفاوت بين حروف الأسبانية والإنجليزية مع سنشو ودون خوان وفاوست وهاملت وراسكولينوكوف من اهم الشخصيات التى حملها لنا الأدب العالمى ،بل تعد هذه الرواية بالذات لمؤلفها ميجل دى ثربانتس واحدة من اهم اربع انتاجات الأدب العالمى وهم "الإلياذة" و "الكوميديا الإلهية" و "فاوست" ، والشئ الغريب ان الدافع الأساسى عند كتابة ثربانتس هذه الرواية جاء مختلفا تماما عما بدا من ظاهرها وتفسيرها لدى الكثير في انها تمجيد للبطولة والفروسية والمثالية او بمعنى آخر البحث عن اليوتوبيا.. هذه المدينة التى كانت حلم افلاطون الأعظم ومشروعه القومى وعاش حياته يدعو لهذا الوهم .. كما عاش النبيل كيخوته يدعو اليها بسيف خشب، لم يكن دافع ثربانتس في رائعته إلا التهكم وتحطيم هذا النوع من كتب الفروسية التى انتشرت انذاك في اروبا بما فيها من اسلوب مفتعل وما تحمله من زيف واكاذيب وخيال جامح وخلق لمواقف تنتمى الى اللامعقول وهذا بالإضافة الى الصدف الغير منطقية، وكان هذا ضد اراء ثربانتس في الأدب والذى كان يرى انه لابد ان يكون محكوم ومحدد في اطار الواقع والطبيعة وان يكون بعيدا عن هذه الشطحات اللامعقوله.. ربما كان ثربانتس يميل لتيار الواقعية في الأدب والتى تفجر بعدها بأعوام كثيرة على يد المبدع بلزاك ولقت هوى في نفس كبار الأدباء امثال هيمنغواى والبرتو مورافيا وجان بول سارتر..هذه الواقعية التى وصلت الى حد الصدمة من جرأتها وما سردته من قصص تدور احداثها في مخادع بنات الداخلية،ولعلها لقت هوى في نفس ادباء عرب ايضا كالمازنى في قصته "ثلاث رجال وامراءة" ولكنهم تقهقروا نظرا للنقد الشديد الذى انهال عليهم من رجال دين قبل نقاد.. ولعلنى كنت ولازلت من المتأثرين بهذا التيار في كتابة القصة بل في الأدب عموما، وهذا ما تجلى واضحا في قصتى "لست ملاك" والتى عُرضت منذ شهور قليلة في منتدى القصة والرواية وربما يكون هذا التيار صادم للقارئ..ولكن بدون الصدمة لن يفيق المجتمع ، فما يفيد ان اكتب عن رجل مستحيل يمتلك قدرات خارقة للطبيعة وقدرات خاصة في الإفلات من المواقف الصعبة،فالأدب في الأساس هو مرآة المجتمع التى ترصد العيوب قبل المميزات، وما تملكه كتب الفروسية من خيال جامح وفقدان شديد لهذه الواقعية جعلها تلقى اقبال رهيب وانتشار حتى اصبحت ظاهرة تُقلد، مثلما حدث في قصة "اماديس الغالى" والتى ظهر بعدها قصص كثيرة على نفس المنوال طبعت منها طبعات شعبية كان لها تأثير سلبى على عقول الناس، مما جعل احد كبار المفكرين في عصر النهضة الأسبانية وهو لويس فيفس بشن حملة ضدها لما خلفته من اثار في عقول الناس، بل والمضحك ان اثارها امتد الى واحد من كبار الأدباء في هذه الفترة هو لوبه دى فيجا حتى انه قال مدافعا " الذين يسخرون من كتب الفروسية..هم على حق اذا كانوا ينظرون لها فقط من الظاهر" ، ونعود لرائعة ثربانتس دون كيخوته او دون كيشوت كما متعارف عليها ،ما يؤكده بعض النقاد ان ثربانتس صادف مجنونا فتأثر به الى الحد الذى جعله يكتب روايته مستلهما هذا المجنون في دور كيخوته ليجعل منها صورة ادبية تعكس كل سلبيات عصره من اجتماعية الى سياسية مرورا بالأدب والأخلاق ، ففكرة الرواية تقوم على دون كيخوته وهو نبيل من نبلاء اقليم المنتشا قرأ مجموعة لابأس بها من قصص الفروسية والتى أثرت على عقله بطريقة عكسية وعلى طريقة روبن هود ولكن بشكل ومسلك آخر..قرر هذا النبيل ان يقضى على هذا الشرور المستفحل في العالم ويحوله الى يوتوبيا افلاطون، فما منه إلا ان صنع سيف من الخشب وخوذه وخرج مع خادمه سنشو في مغامرة عظيمة..(من وجهة نظره طبعا) حتى يحرر العالم من اخطاءه ويقيم عاصمة اليوتوبيا بديلا،وكان قد اعطى وعد لسنشو ان يمنحه بلدا ليحكمها وحده ..وفى احدى البلاد التى ارتحل لها كيخوته خدعوه فقالوا.. حتى تصبح فارسا مغوارا لابد ان تُضرب على قفاك واستجاب صاحب السيف الخشب وترك لهم قفاه حتى يصبح فارسا بينهم، ويبدوا انه اعتنق الفكرة الى الحد الذى جعله يحذر خادمه من ان يتتدخل دفاعا عنه لأنه لايصح ان يتتدخل الخدم في معركة بين الأشراف والفرسان النبلاء ،وطمئنه سنشو قائلا لو قتلوك امامى لن اتدخل..اطمئن ، وكان كل معركة يدخلها الدون كيخوته يخرج منها مهزوما مكسور الوجدان مصطحبا بلطمات على الوجه والقفا وسائر الجسد وكسر للسيف الذى يلوح به امامهم، وكانت قمة معاركه الهزلية سخرية، معركته مع طواحين الهواء عندما شاهدها واعتقد انها الأعداء وقد قاموا بسحر انفسهم في صورة طواحين الهواء حتى يخدعوه ، ولكنه الفارس الشجاع الذى لا يخفى عليه خافية، فذهب بسيفه الخشب ليقاتلهم ، فتأخذه كل طاحونة الى اعلى ثم تهوى به على الأرض وكان يقوم بعدها لأنه الفارس النبيل الذى لا يهزم ويعود لمقاتلة الطواحين فتتكرر معه المأساة ويقوم من جديد. كانت لهذه الرائعة التى كتبها ثربانتس عام 1606 اثر كبير على الأدباء والذي منهم من تأثر بها الى حد اقتباس مغذاها كما فعل الأديب جوستاف فلوبير في روايته (مدام بوفارى) والتى هى الوجه الأنثوى لدون كيخوته، ولعل هذا التعارض في رواية ثربانتس ما جعلها نموذج رائع للتشويق والإثارة ..فالتعارض بين احوال واعمال مجتمع دون كيخوته وفكرة ان يكون فارس جوال يقوم بمغامرات هدفها تصحيح اخطاء هذا المجتمع وان يكون يد القضاء لتحقيق العدالة الإلهية، وبين شخصية دون كيخوتة وخادمه سنشو .. فكيخوته رمز للشجاعة والمثالية الزائدة التى تصل لحد انه يريد ان يرى العالم بعيون يوتوبيية ، وبين شخصية سنشو خادمه والذى هو على النقيض تماما فهو رمز للجبن والتخازل إلا انه لا يخلو من النزعة الواقعية المنطقية عكس سيده صاحب النظرة الوهمية التى وصلت به الى الجنون.. ولولا هذا التعارض بينهم لما سارت الرواية على هذا النحو وربما ما كانت اخذت هذه الشهرة ولتحولت دون كيخوته الى رواية كوميدية

Thursday, April 3, 2008

الراوى فى السينما ( كلام فى السينما )ــ


***************************
إن السينما تحل محل إبصارنا عن طريق عالم يطابق رغباتنا
الناقد الكبير : اندريه بازان
قال الراوى يا سادة يا كرام /
فى عصور ما قبل التاريخ كان الإنسان يتـعرف على شكل الحياة من خلال حياته وحياة الرجال القلائل الذين يعيشون جواره والتى عادة لا تختلف عن حياته كثيرا بشكلها ومضمونها ، وبالتدريج عرف الإنسان السفر واكتشف .. اكتشف ان هناك اناس غير الذى يعرفهم وحياة اخرى غير التى يألفها ـ حياة تختلف عن حياته ، وبدأ التعارف ، وبدأ كل منهم يروى للآخر عن حياته .. عن شكلها .. عن عادته وتقاليده .. عن مهنته الرئيسية .. عن تاريخه ، ومن هنا بدأت رغبة مُلحة فى مشاركة الآخرون هذه الحياة الجديدة ، فمنهم من يراها افضل ، ومنهم من يراها تجربة مثيرة او مغامرة من المدهش ان يخوضها ، ومنهم ايضا من يكتفى بالإستماع اليها كمن يسمع حكايات الأساطير الإغريقية والرومانية ويفلسفها ويستخرج منها مبرارات نجاحها او اسباب فشلها اذا ماقارنها بحياته ، وبمرور السنوات بدأت تظهر مهنة شعبية تعتمد فى الأساس على إشباع حب الفضول للغير لمعرفة الغير ويقوم بها شخص يدعى (الراوى) وهو يجوب البلاد طولها وعرضها يجمع اقاصيص وحكايات ابطالها وفلكلورها ثم يصوغها بإسلوب روائى غنائى بسيط على آلة موسيقية متواضعة وكان يبدأ الغناء بالجملة الشهيرة ( قال الراوى ياسادة ياكرام..) ويبدأ فى سرد ما شاهده او ما سمعه عن هذه المدائن ولتتوارث ابناء واحفاد هذا الرجل هذه المهنة حتى يصبح لقب العائلة واسم الشهرة لها هو عائلة الراوى لإحتراف افرادها جيلا بعد جيل تلك المهنة ، واستعذب الناس لغة الراوى وحكاياته عن تاريخ وبطولات وكفاح المدن والقرى ، وبالتدريج بدأ يختفى الراوى ببزوغ فن المسرح بالإضافة الى ظهور الإذاعة والسينما ومن ثم التلفاز حتى انقرضت المهنة تماما ـ فالدراما والحكايات يشاهدونها فى المسرح او من خلال المسلسلات القصيرة التى تقدمها الاذاعة ، والعوالم الأخرى مضافا اليها المؤثرات والإبهار البصرى اصبحت السينما تقدمها ومن بعدها السطوة الدرامية لمسلسلات التلفزيون ، فلماذا الراوى ..؟ .. ولماذا الراوى فى لغة السينما تحديدا والتى تعتمد على الصورة فى الأساس ـ فالكاميرا فى هذه اللغة سيد الموقف والبديل لعين المشاهد لتسافر معه بين حدود الزمان والمكان وهذه اللغة ايضا تعتمد على عين الممثل نفسه حيث الوسيلة الأعمق والأقرب لتوصيل الحالة النفسية بكل مكنوناتها اكثر من سرد حوار طويل على الشاشة يصيب المتلقى بالمملل ، ولعل هذا هو الفارق الرئيسى بين لغة المسرح ولغة السينما ، وعلى ذلك فالسؤال يطرح نفسه للمرة الثانية ـ لماذا الراوى فى السينما ..؟ ـ والاجابة هنا ستقف على ثلاث محاور قد تفسر لنا ضرورة وجود الراوى فى لغة السينما والتى تعتمد فى المقام الأول على الصورة .
(1) ـ وجود تعبيرات نفسية تختلج فى نفوس شخصيات الفيلم وقد لاتظهر كما يجب فى الحوار بين الأبطال وقد لاتكفيها الصورة بجانب المؤثرات الصوتية الى الدرجة التى تبقى منها ثغرة عالقة تريد ان تطفو على السطح حتى يصل المشهد لحالة من الاستيفاء وتوصيل المغذى الرئيسى من المشهد من مشاعر كالخوف والقلق والترقب ، ومن هنا يلجأ المخرج لشخصية الراوى والذى فى الغالب ما يكون البطل الرئيسى للعمل او احد الأبطال المشاركين والمؤثرين فى احداث الفيلم كما كان راى ليوتا والذى تقمص دور الراوى فى فيلم رفاق طيبون وروبرت دينيرو فى سائق التاكسى .
(2) ـ وجود شخصية الراوى هو سبب مادى لااكثر بمعنى أن يكون ترشيد استهلاك للفيلم الخام فى مشهد قد يكون مشهد فلاش باك او مشهد لاحق او مشهد جارى يحتاج للتوضيح والاستمرار للنهاية زمن اكثر من المطلوب تصويره والذى بالقطع سيؤثر بالسلب على الفيلم الخام وايضا ربما يحتاج لديكورات اضافية وتكلفة انتاجية لتصويره فى حين انه ممكن اختزاله عن طريق الراوى الذى يقوم بشرح الحدث ببضعة كلمات ليتم النقل مباشرة الى للمشهد التالى دون هذا التطويل وهذه التكلفة والتى تصل الى آلاف وربما لمئات الآلاف من الدولارات اذا تم تصويره كاملا .
(3) ـ وجود شخصية الراوى كنوع من التعليق على الأحداث كما فى فيلم مليون دولار بيبى وتعليق مورجان فريمان كراوى الفيلم ، او إبداء وجهة نظر المخرج فى حقيقة معينة او فى شخصية ما قد تكون ظاهرها شئ وباطنها شئ آخر قد لاتظهر للمشاهد مبرراتها إلا فى نهاية الفيلم ، او يكون للراوى دور توضيحى لوصف مشهد ما يصيب المشاهد بنوع من الالتباس والغموض والتشتت كمشهد انفجار السيارة فى فيلم كازينو وبداخلها دينيرو ثم نفاجأ به بعد المشهد سليما معافيى ـ فكان لابد من وجدود تفسير لهذا المشهد والذى جاء بالفعل على لسان دينيرو نفسه متقمصا دور الراوى بوصف المشهد والسيارة التى تمتلك نوع الكماليات متمثلة فى وسادة هوائية او ما اشبه ذلك كانت سببا فى انقاذه من موت محقق .
وتاريخيا هناك من يقول ان اسلوب الراوى من مبتكرات ستانلى كوبريك والبعض يقول انه سيسل ديميل وهناك رأى آخر ان وجوده كان مع تجارب افلام روائية قصيرة روسية، وعلى كل حال فهذا الاسلوب برغم مالاقى من نقد ومعارضة حيث انه يلغى شيئا من فكرة الصورة التى هى الأساس إلا انه لاقى ترحيب وتأييد من فئة اخرى ، وهناك مخرجين يفضلونه فى افلامهم على رأسهم المخرج سكورسيزى ، وحتى السينما العربية تناقلاته فى اشهرافلامها ومع اهم نجماتها فاتن حمامة والتى كان معروف عنها استخدام هذا الاسلوب فى انجح افلامها كــ دعاء الكراوان ، وبين الأطلال ، ولا انام ، ونهر الحب ، والمعجزة ، ولا تطفئ الشمس 0
ومن هنا نطلق موضعنا للحوار والنقاش .. مذا ترى عن دور الراوى فى السينما .. هل تراه ذو فائدة واضافة جيدة لتكنيك السينما ام انه مقحم على لغة السينما ويصيب المشاهد بالملل ام ان لك رأى آخر ـــ وننتظر

-----------------------------------------

لقراءة المقال من على موقع سينماك

//الرابط

http://www.cinemac.net/forum/showthread.php?p=5162776#post5162776
With my all love . .
AHMED NASSAR