Thursday, November 27, 2008

فتاة من هناك









فتاة من هناك ..قصة قصيرة


لم تكن فائقة الجمال او بمعنى آخر لم تكن انثى تجذب انظار الرجال اليها بأنوثتها.. ولكن ماكان يميزها عن غيرها حضورها واسلوبها القوى وهدف تحمله فى قلبها يظهر دائما فى كلامها فبهذه الاشياء هى قادرة ان تسيطر عليك فى حديثها معك ويخيل احيانا الى من يراها انها مغرورة ولكن من يفهمها جيدا يعرف انها بعيدة كل البعد عن هذه الصفة.. وقد عرفتها فى الأردن منذ سنوات عندما كُلفت بالسفر الى هناك لكتابة ريبورتاج عن ملامح شعبية الملك عبداللة بمناسبة توليه حكم الاردن.. وكانت هى ايضا قادمة لنفس السبب.. عن رؤية عهد جديد للمملكة الهاشمية بقيادة ملك شاب والتقينا للمرة الاولى فى مكتب السكرتارية الخاص بوزير الاعلام الاردنى انا وهى ..مجـد.. ومجد فتاة فلسطينية وصحفية شابة متحمسة جدا فى عملها وكلامها ،ولم تكن ذو انوثة طاغية او جميلة.. لكنها ذو ملامح جادة عينان قوية.. قوية جدا وكأنها تنظر بهما الى قلوب الناس وكان هدفنا الاساسى من زيارة مكتب السيد الوزير هو تقدمنا بطلب لعمل حوار صحفى مع الملك عبدالله ولو انه كان دربا من الجنون فأنا وهى لم نكن من الاسماء اللامعة فى دنيا الصحافة او اننا رؤساء تحرير حتى يقبل الملك ان يجرى حوار معنا ..ولكنها محاوله من صحفيين مغمورين.. انه طموح الشباب .. حماس الشباب.. هذا الحماس الذى يعانق السماء ، وقوبل طلبنا انا وهى بالرفض طبعا .. وخرجنا نجر ازيال الخيبة ، ولم اكن غاضبا لأنها محاولة كنت اعرف نتائجها مسبقا ولكن هى كانت غاضبة لدرجة الانفعال واتهام المسئولين بعدم اعطاء الفرصة للشباب وحاولت تهدئتها ونحن نسير فى شوارع عمان وانتهزنا فرصة سيرنا واجرينا بعض الحوارات مع الشعب الاردنى فى اماله بالعهد الجديد.. وتعبنا من السير وجلسنا فى احد الكافتيريات وتحدثنا فى بساطة وكأننا اصدقاء قدامى وسألتها ..هل انت متزوجة او مرتبطه وردت على بنظرة قوية وكأنها تستنكر سؤالى وقد اندهشت من هذه النظرة حتى لاحقتنى تقول .. كيف ارتبط واتزوج..؟ ..وكيف افرح وهناك فى بلدى من يُقتل كل يوم .. من يرتدى السواد كل يوم.. انها انانية ان افكر فى نفسى وغيرى يذوب فى الاحزان.. بالله عليك كيف ارتمى فى احضان رجل لأعيش معه لحظات سعادة وبلدى تنزف كل يوم.. كل ساعة ....... رفضت وجهة نظرها وانا اعلل لها:- عزيزتى مجد إن العالم لن ينتهى بهذا الاحتلال.. لابد ان تعيشى .. لقد خلقك الله لتعيشى الحياة لتأتى باولاد ..ربما.. ربما فى يوممن الأيام يعيشوا الفرحة التى حُرمتى منها ..فرحة تحرير القدس ..وقالت فى اصرار حاد:التحرير لن يأتى بنا فقط انها منظومة لابد ان تتكاتف.. انت تعلم اننا لا نملك سلاح لا نملك سوى حجارة.. حجارة يا استاذ امام احدث اسلحة القتل.. كيف يأتى التحرير..؟..خير لى ان اقتل اولادى بيدى قبل ان يجيئو لعالم يجدوا نفسهم محرومين من ابسط حقوقهم فى الحياة ..من الحرية.. الحرية يا استاذى وما الحياة إلا الحرية، وساد صمت طويل بيننا. حتى قاطعته اقول:- من المحتمل ان يكون عندك حق فى شق من كلامك ولكنى اخالفك فى شق آخر.. نعم ان الحرية هى حق الحياة ..لكن الحياة لا تقف بسلب الحرية ..لابد ان تسير لابد ان يكون هناك بارقة امل.. ربما يأتى صلاح الدين جديد ويفعل مالم تفعله الشعوب،، ووجدتها تضحك كالمجانين وتقول:- زمن صلاح الدين انتهى يا استاذ لم يبقى منه إلا حكايات .. حكايات نقرأها فى الكتب وننبهر بأمجادنا القديمة،هذه الأمجاد التى باتت مستحيلة فى ان تعود .. فى زمن صلاح الدين لم يكن فيه عمولات .. رشاوى..مصالح ..لم يكن فيه خوف على كرسى العرش ..فى هذا الزمن كانو يفعلون ما يقولون .. كانو يبتغون مرضاة الله ..اما فى هذا الزمن اعتقد انهم يبتغون مرضاة اشياء اخرى،، كل العرب باعونا من اجل هذه الاشياء.. حتى هذه البلد التى نحن فيها ونكتب عنها وعن مليكها اقرأ تاريخها جيدا.. ماذا فعلت لفلسطين..؟ ان الدول العربيه تخاف على مصالحها اولا ومعذرة لم اقصد الدول كشعب بل الحكام.. الأسد فى سوريا ومبارك فى مصر والقذافى فى ليبيا والحسين فى الاردن و و و ....... كلهم يخافون كرسى العرش لا احد يجرؤ ان يقول كلمة لا وكأنه يقف اما م الطوفان وحاولت ان اهدئها من حالة الغضب وهى تتكلم معى وكأنها تصرخ وقلت: يا مجد.. انك فلسطينية وانتى واحدة من الآف البنات اللائى فقدن لهن عزيزا.. إما واحدا من عائلة او جار او صديق او حتى حبيب.. اعرف ذلك جيداواعرف ذلك الشعور والحماس الذى يسيطر عليكى الى اين يأخذك.. لكن من الاجحاف ان تتهمى كل ملوك ورؤساء العرب بالخوفوالضعف.. من الممكن ان يكون بعضهم كما قلتى ولكن هناك البعض يخاف. ولكن ليس على كرسى العرش بل على شعبه لأنه واحد من هذا الشعب..فلا يريد لهم ان يُقتلو او يقاتلوا وهذا حقه .. حق ان لا يرى بلده ينطلق عليها الرصاص .. والعالم العربى الأن لن يحتمل ان يكون به فلسطينا اخرىلن يحتمل جرح آخر ، وانتهت مناقشتنا فى هذا اليوم دون ان نصل الى نقطة تلاقى فكلانا مقتنع بوجهة نظره وهى متشدده .. متشدده جدا بوجهة نظرها ، وانتهت فترة اقامتنا بالاردن وعاد كلا منا الى بلاده .. ومرت سنوات..سنوات كثيرة وفى احد الأيام كُلفت ان اذهب للعراق وكان هذا قبل الغزو الامريكى بشهر ونصف لأكتب عن العراق وهى قاب قوسين او ادنى من نشؤ الحرب عليها وتصفيتها ورد فعل الشعب ايذاء الغزو المنتظر.. ووجدتها هناك ايضا هى .. مجد ولعلنى دُهشت يومها.. فمعظم الصحفيين والاعلاميين الذين ذهبوا لنفس الغرض كانوا رجالا وكانت هى الفتاة الوحيدة .. ولم تُغير السنوات فيها شيئا وكأنى تركتها بالأمس إلا شيئا واحدا فيها تغير . نظرة حزينة سكنت واستقرت بعينيها حتى وهى تضحك او تحاول فهى قليلا ما تضحك وتكتفى بابتسامة صغيرة تُعلقها على شفتيها وسألتها عن هذه النظرة ..فقالت فى بساطة وهى تبتسم ابتسامة تقطر سخرية :- لقد فقدت ابى واخوتى الأثنين العام الماضى .. طالتهم احدث اسلحة القتل ولم يكن فى ايديهم حتى الحجارة ولم يبقى لى فى الدنيا سوى جدتى.فقلت لها فى اشفاق:- بعد اللقاء الأخير لنا فى الاردن ومرورهذه السنوات قد لمع اسمك كثيرا كصحفية جريئه وشاهدتك اكثر من مرة فى التلفزيونات العربية لماذا لا تستقرى فى بلد آخر وتواصلى كتابتك منها كما يفعل بعض الصحفيون الأن وتأخذى جدتك معك.. بعيدا عن هذا الخراب وهذه الذكريات الأليمة واعتقد ان اى صحيفة لن ترفضان تكتبى فيها خصوصا ان اصبح لكِ اسما الأن فى عالم الصحافة . . وقاطعتنى فى حدة- اهرب مثل غيرى..! اختبئ فى بلد آخر اشاهد التلفزيون واسمع موسيقى ،، ثم الذى تقول انهم يكتبون.. اتعرف ما شكل كتابتهم.. انهم يكتبون عن عقصة شعر الفنانة فلانه فى اغنيتها المصورة الجديده او ان الفنان فلان يعيش قصة حب مع زميلته الفنانه فلانه .. هذا هو الذى تريد ان اكتب عنه.. لا يا استاذى .. إن صوت طلقات البنادق والمدافع اصبحت جزء منى.. تعودت عليها ..فصوتها يُزيد قلمى قوة واصرار المحاربين.. يا استاذى انا لا املك إلا هذا القلم وسأظل اكتب واكتب لأن ببساطة هذا القلم هو حياتى وما فائدة القلم ان لم يكتب ما يراه من قبح ويحاول ان يصنع بحروفه دنيا جديدة .. انه الأمل .. الحلم ..اكثير علينا هذا الأمل وهذا الحلم يا استاذ..وبغتة انقطعت عن الكلام وانتابتها حاله من الضحك.. وسألتها عن سبب هذا الضحك فقالت- اتذكر فى آخر لقاء لنا فى الاردن ماذا قلت لى.. ولم تمهلني اتكلم واستطردت..قلت لى ان العالم العربى لن يحتمل ان يكون به فلسطينا اخرى.. وانا ابشرك الأن يا عزيزى انه بعد ايام قليلة سيكون به فلسطينا اخرى تحمل اسم العراق..وقلت لها فى غضب- وهل هذا مثير للضحك ام الحزنوقالت وكأنها تعتذر..- انا اضحك على حالنا..سلبيتنا ..وقوفنا فى الظل، تخيل معى يا استاذ لو استمرينا هكذا سيعيد التاريخ نفسه ..فمنذ اكثر من مائة عامبريطانيا وفرنسا تقريبا كانوا محتلين معظم الدول العربية يستنزفون خيراتها وينتهكون حرماتها ثم رُفع الاحتلال ويبدو ان هذه الايام سيأتى احتلالاجديدا على يد امريكا واسرائيل.. الم اقل لك ان التاريخ يعيد نفسه.وحاولت اقناعها ان العراق مسألة مختلفة ولكنها هى دائما كما عرفتها اول مرة متشبثة برأيها ومقتنعة به وكالعادة انتهى نقاشنا ولم نصل فيه الى نقطة تلاقى..ويبدو اننا لن نصل الى نقطة تلاقى ابدا..وتركتها على امل ان اراها مرة اخرى فى صدفة صحفية جديدة وربما اقنعها فى هذه المرة.ومر عامان على هذا اللقاء وبلغت وقتها الاعتداءات الاسرائيلية فى غزة واريحا الى الذروة وامتلأت الصحف بالهجوم على هذه الاعتداءات الغاشمة.. وقرأت مثل كل زملائىواصدقائى عن خبر اختطاف صحفية فلسطينية بسبب ما كتبته عن هذا الهجوم وما اضافته عن تاريخ اليهود منذ ايام المسيح الى الأن بأنهم متعطشين للدماء وان القتل والتلذذبعذاب الآخرين هو غريزة اساسية داخلهم وما يفعلونه هذا من اعتداء ما هو إلا اشباع لهذه الغريزه..انهم يتلذذون بدماء الفلسطنيون ويقتنعون بداخلهم ان ليس لهم وطن ولا ارض ولذا يعوضون مركب النقص بالدماء.. انهم مرضى ويستحقون العلاج..ويبدو ان كل هذا الكلام قد اثار اسرائيل نحوها وجعلها فى القائمة السوداء ومرت اياملا احد يعرف اين هى والصحافة العربية تكتب ووسائل الاعلام تشير بأصابع الاتهام فى خطف الصحفية الفلسطينيه الى إسرايئل.. حتى جاء يوما فوجئنا جمعيا صحفيون واناس عاديون بإحدى القنوات الفضائية الاخبارية تعرض صوره للصحفية الفلسطينية مقتوله وملقاه بجانب سيارة وقد فُصل رأسها عن جسدها فى صورة تقشعر لها الأبدان .. لقد قتلوها .. قتلوا هذا الجسد الطاهر والقلم الذى لم يعرف الخوف.. وحزنا كلنا عليها بعدما شاهدنا هذا الجسد الطاهر مذبوحا .. وحزنت انا بشكل خاص لأنى اعرفها.. اعرفها جيدا وتحدثنا معا واختلفنا فى وجهات النظر ولم نصل ابدا الى نقطة تلاقى فى حديثى معها وكنت على امل ان القاها فى صدفة صحفية جديدة ربما اقنعها فى هذه المرة .. ولكن لن تأتى هذه الصدفة ولن اقنعها ابدا.. اتعلمون من هى ..انها مجد .
(تمت)
ملاحظة : البوست القادم بإذن الله الجزء الرابع من قصة .. " ولم ينطفئ حبك "

Tuesday, November 25, 2008

البنات والصيف














" هذا المقال كتبته منذ فترة ونشر فى مجلة اشياء وهو من المفترض انه على لسان فتاة .. فتاة من هذا الجيل .. فتاة 2008 .. وليس كل البنات طبعا بعذه العقلية التى تفكر به نموذجى هذا ولكنه موجود بلاشك والغريب ان المجتمع الأن يوجد به حالة من التناقض الغريبة فهناك بنات متزمتين جدا فى اللبس ان كان بالنقاب او بالسادل وهناك المتحررين جدا وتسمحولى ان اقول انهم منحلين.. ان البنات فى جامعات اوربا نفسها يلتزمون جدا بملابس تناسب طالبات علم .. تناسب كونهم داخل مكان يسمى بمحراب العلم .. ولكننا البنات هنا فيما يبدو احتلط عليهن محراب العلم بمحراب الملاهى الليلية .. وقد كتب مرة انيس منصور عما شاهده من التزام البنات فى ملابسهم وطالب ان يكون عندنا هنا فى الجامعات بالزى الرسمى حتى نتفادى هذا الخلط بين الذهاب للجامعة والذهاب الى الكبارية واعذرونى على طول المقدمة واترككم مع المقال


***********************************************

عزيزى . . بالتأكيد انا فتاة حره.. فتاة متحررة كما ترانى وكما يرانى باقى الزملاء.. ربما تحررى من وجهة نظرك مبالغا فيه خصوصا بالنسبة لملابسى .. واعترف لك ايضا اننى مؤمنه بمدى مبالغته.. ولكنى لست احب ان يُقال عنى اننى (old fashion) .. وكيف ونحن نرى حولنا العالم كله وقد غدا كقرية صغيرة.. فضائيات.. انترنت.. اقمار صناعية.. والفتاة كائن حى له عين ترى واحساس يدفعها بأأن تجارى ما تراه من فتيات الخارج..إن الفتاة فى اوربا وامريكا تستطيع ان تترك المنزل من سن السادسة عشر وتجلس مع البوى فريند فى بيته..وابداً ما اطالب بهذا الانحلال وهذه الحرية الغارقة .. لإننا لا زلنا نحمل العروبة فى هويتنا واسم الله فى قلوبنا.. واعترف لك ان كثير من فتيات الجيل ليسوا بهذا التدين المطالبون به ومع ذلك لسنا بهذا السؤ الذى يعتقد الشباب فينا.. فمن الممكن ان اصادق فتى معى فى الجامعة او فى العمل او .. او .. من الممكن ان تنطلق شرارة الحب بيننا.. ومن الممكن ونحن نسير معا ان تتشابك الايدى.. ومن الممكن ان يُقبلنى قُبلة المحبين.. مجرد سلام.. سلام بالشفاه.. لكن ليس اكثر من ذلك.. فإلى هنا يتحرك هذا الدين و هذه العقائد الموروثه فينا فى قلبى.. وتصرخ فى اعماقى.. انتبهى انتى فتاة مسلمة .. الى هنا تقف الحرية بلا حراك.. واعود لموضوع الملابس .. انها طبيعتنا نحن الفتيات .. اننا نغار من بعضنا البعض .. إن الفتاة تغار حتى من اعز صديقة لها بل و اختها إن قالوا عنها انها غاية فى الاناقة عنها .. وتحررى من قيود التقاليد القديمة.. هو ايضا مجاراة للزمن.. زمن المسنجر والبلوتوث.. زمن اللاب توب يا عزيزى.. لم تعد الفتاة جالسة فى بيتها تنتظر الفارس الذى يحملها على حصانه الابيض.. لقد مضى هذا الزمن.. انها هى التى تختار الفارس والحصان الابيض .. انه لم يعد وجود الأن للحب العذرى.. الحب الذى يكتفى بنظرة وابتسامه خجولة فوق الشفاه.. لقد ذهب هذا الزمن ..ولابد ان نواكب العهد الجديد وإلا سنصبح مجرد انتيكات قديمة فى المتحف العربى.. ومع ذلك انا لا اقول لك اننى حره هذه الحرية المطلقة ..مع كل هذا انها حرية محدودة فى اطار رواسب داخلنا ..وعقائد داخلنا نحن .. لا تفرض علينا .. ثم إن الفضيلة يا عزيزى لا تُفرض علينا بالسوط.. انها كزرع يكبُر ويترعرع بمرور السنين...... فاأنا استطيع ان اقنع عائلتى وجيرانى وابناء العمومة اننى اشرف بنت على وجه الأرض.. بينما انا بعيدة كل البعد عن هذه الصفة.. سأقص عليك قصة صديقة لى لأثبت لك فحوى كلامى.. كان لعائلة صديقتى هذه برنامج يومى محدد لا يتغير.. فهم ينامون فى الثانية عشر ويبدأون يومهم فى الساعة السابعة.. وكانت هذه الصديقة تتسلل بعد الساعة الواحدة سرا وفى الخفاء الى خارج المنزل لتقابل صديق اخوها والذى ينتظرها فى سيارته امام المنزل وتلقى بنفسها فى السيارة وتنطلق بها السيارة الى مكان بعيد .. مكان هاددئ تظل معه فيه حتى الرابعة فجرا.. ولك ان تتخيل ماذا يحدث فى هذه اللقاءات.. ثم تعود قبل ان تستيقظ العائلة وكأن شيئا لم يكن.. وهى بالمناسبة ملابسها غاية فى الإحتشام وصوتها خفيض ويخيل لمن لا يعرفها انها خجولة .. خجولة جدا.. اما انا فكما ترانى ويرانى باقى الزملاء لست محتشمة ولا ارتدى حجاب وملابسى بها كثير من التحرر.. ليس لأجذب بها الأنظار .. لكن فقط لمسايرة الموضه .. بإختصار انا مجنونة بأحدث صيحات بيوت الازياء .. وابحث عنها دائما فى مجلات الموضة فقط لأنى لا احب ان اكون ( old fashion) بين زميلاتى .. انها الغيرة يا عزيزى فقط الغيرة وليس قلة حياء كما يعتقد البعض اما عن حديثى مع الطلبه وقهقهتنا العالية التى تخلو من معنى الحياء كما يتردد عنا .. بل اود ان اضيف لك معلومة اخرى ان اغلب اصدقائى طلبه اكثر منهم طالبات، وهذا ليس غريبا .. لقد اصبحنا فى مجتمع السموات المفتوحة.. المجتمع الحر.. لا مجال فيه للبنت الخجوله الضعيفه .. المغلوبه على امرها.. لقد اصبحنا الاقوى.. اصبح القرار فى يدينا.. لا فى يد ولى الأمر.. لم يعد فرض الرأى على البنت كما كان فى العهد القديم .. انها تفعل ما تريد وقتما تريد.. حتى التقدم العلمى سهل لنا ما لم يكن فى الماضى البغيض.. فى الماضى كانت هناك جملة تتردد على مسامعنا دائما.. شرف البنت كعود الثقاب لا يشتعل إلا مرة واحدة .. اما الأن يا عزيزى بفضل التكنولوجيا اصبح شرف البنت كولاعة السجائر تشتعل الف مرة .. انك لا تستطيع فى هذا الزمن ان تُجزم بعذريه الفتاة التى تتزوجتها .. حتى لو بدت امامك عذراء.. وكم من عمليات تُجرى لهذا السبب.. ولكنى ومع كل ذلك اقول لك.. اننى لست فتاة سهلة.. فالفتاة السهلة هى التى تستسلم لإرادة الغير.. اما الفتاة الحره .. هى التى تفرض ارادتها على الغير.. وانا ارحب بأى صديق يعرض لى صداقته واقبلها لأننى حره.. حره افرض ارادتى ولست سهلة .. لعلك فهمت

Sunday, November 16, 2008

نحن ايضا نستحق اوبامــا






كان المفروض ان يكون هذا البوست
هو الجزء الرابع من قصة "ولم ينطفئ حبك "
ولكن للتغيير قليلا وربما لأن هناك مواضيع لا تتنظر التأجيل ربما


******************************************************
نحن ايضا نستحق اوبامــا

احلم باليوم الذي أجد فيه اطفالى الأربعة يعيشون فى شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم ولكن بما تنطوى عليه أخلاقهم


قائل هذه العبارة زعيم الزنوج والمدافع عن حقوقهم فى امريكا والحائز على جائزة نوبل فى السلام مارتن لوثر كينج ، والحقيقة ان قضيته كانت اسمى من كونها مجرد قضية انتصار الزنوج فى مجتمع عنصرى ، بل ومتشدد فى عنصريته ، ولكنها قضية انتصار الحق وهزيمة الظلم وغروب شمس القهر العنصرى والمساواة ..فقط المساواة لأناس هم فى الواقع ملح الأرض وبناة امريكا ..
اذن فأحلام لوثر كينج احلام مشروعة ومتواضعة ، ولم يكن ينظر بعد 45 عام من عبارته وفى عام 2008 أن تتعدى أحلامه الذي عاش يناضل من اجلها واغتيل بسببها على يد أحد المتعصبين ويدعى " جيمس ارل راى " حدودها وتصل الى ذروتها .. ذروة الإنتصار بأن يصبح واحدا ينتمى لمن كان يدافع عنهم فى أن يجد لهم مكان يحترم إنسانيتهم وحريتهم داخل بلد تروج لنظرية الحرية وتقول دائما ان الانسانية اولا وقبل كل شئ ليفوز السيناتور باراك اوباما بأهم وأعلى منصب فى امريكا بل وفى العالم إن صح التعبير .. بأن يكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وليس هذا فقط بل ان يكون إبنا لرجل ديانته الإسلام هو حسين اوباما ، بلا شك انه انتصار على سنوات طويلة من الظلم واهدار للإنسانية التى قاموا بتروجيها للعالم لسنوات ونسوا ان يعملوا بها .. وكثير من أدباء العالم وادباء امريكا أنفسهم لم تمر عليهم هذه المزاعم دون أن يدونها فى تاريخم الأدبى .. اذكر انى قرأت قصة زنجى وكاتبها هو واحد من أشهر الأدباء الأمريكيين " ارسكين كالدويل " وكان تدور احداثها حول زنجى يعمل مزارع عند ثرى امريكى ابيض وكان كل طموح هذا الزنجى ان يدبر بعض المال ليشترى شئ يملكه.. اى شئ يكون هو مالكه ، وفى يوم استدعاه صاحب الأرض وسأله .. من الذي أمر زوجته بأن تربى فراخ فى المزرعة ، فأجابه الزنجى بأنهم لا يكلفون شيئا وانهم ينبشون الأرض ،، فقال الثرى صارخا: ومن قال لك انى اريد الفراخ ان تنبش ارضى ،، ثم استطرد ..لماذا لا ارى لك حساب فى مخزن المزرعة ،، فقال الزنجى : لا اريد شراء شئ ع النوته حتى لا اخرج نهاية الموسم مدينا ، وصرخ فيه الثرى الابيض مرة اخرى : انا الذي وحدى اقرر من يكون مدين ومن يكون دائن.. ثم امره بأن يخلع قميصه ويركع على الأرض ليضربه بالكرباج , ورفض الزنجى ان يُضرب بالكرباج لأنه لم يشتر حساب من مخزن المزرعة او لأنه قام بتربية فراخ تنبش الأرض ولا تكلف شيئا ، فما من الثرى إلا ان اخرج مسدس من دولاب فى غرفة مكتبه واطلق عليه رصاصة ثم امر بوضعه امام الفلاحين ليكون عبرة لم يتطاول على اسياده ويرفض ان يركع على الأرض ليُجلد بالكرباج ، وهناك قصص اخرى تناولت هذا الموضوع باحداث اكثر تراجيدية ، واذكر فى العام الماضى ان كتبت مقال نُشر فى جريدة الدستور عن رواية " كوخ العم توم" وهذه من انجح الروايات التى تتكلم عن هذه المهانه حتى ان الرئيس الأمريكى السابق ابراهام لنكولن قال انها مهدت لقضية تحرير العبيد فى امريكا ، وهناك مسرحية القرد كثيف الشعر وهناك من الواقع قصة كونتا كنتى وهناك الكثير من الاعمال السينمائية تناولت ايضا هذا الموضوع ، ومنها الفيلم الجميل " رجال شرفاء " بطولة كوبا جودنج وربرت دينيرو ، وبمناسبة ذكر السينما .. اتذكر ايضا هذه الحادثة التى تدل على مدى المهانة التى كان يعامل بها الزنوج ..ففى حفل توزيع جوائز الاوسكار فازت الممثلة هاتى ماكادنايل وكانت زنجية بجائزة الاوسكار عن دورها فى فيلم " ذهب مع الريح " وكان هذا فى الثلاثينيات وكان محظور على الزنوج وقتها دخول الاماكن العامة ، فحُرمت ان تدخل القاعة لتستلم جائزتها ووقفت فى الخارج ، واستلم منتج الفيلم الجائزة بدلا منها ثم خرج واعطاها جائزتها .. انها عنصرية تصل الى حد المبالغة كانت تسود هذه الفترة وامتدت لوقت طويل وربما تكون للأن اثارها بقايا منها هم من فضلو ا جون ماكين لمنصب الرئاسة لا لشئ سوى انه ابيض .. ولكنهم فى النهاية فعلوها وقرروا التغيير بعدما تعذبوا طيلة الثمان سنوات الماضية هى فترة حكم بوش والتى انتهت بإنهيار الاقتصاد تماما فى حادثة لم تحدث بهذا الشكل منذ ثلاثينيات القرن الماضى ، إن نسبة السود فى امريكا لا تتجاوز الـ 15 % ومعنى هذا ان اختيار اوباما جاء بناء على رغبة البيض ايضا .. ولكن من هو اوباما ، ، انه " مبارك حسين اوباما " تم اختصار الاسم الى باراك اوباما مواليد ولاية هواى عام 61 من اب مسلم جذروه ترجع الى كينيا وام امريكية آن دنهام" ، درس الإقتصاد والعلوم السياية فى جامعة كولومبيا ، التحق بعدها بجامعة هارفرد لدراسة القانون ، ثم عمل فى مكتب للمحاماة فى شيكاغو ، انتُخب بمجلس شيوخ ولاية الينوى ليدخل الحزب اليمقراطى عام 96 ، فاز فى انتخابات الكونجرس عن ولاية الينوى بنسبة 70 % من اجمالى اصوات الناخبين ليصبح اول سيناتور من اصل اقريقى ، رشح نفسه لإنتخابات الرئاسة لعام 2008 ونجح فى الفوز بمقعد الرئاسة بإكتساح متفوقا على منافسه السيناتور جون ماكين ، ولم يكن الرئيس القادم لأمريكا ابن عائلة صاحبة ثراء كسابقة جورج دبليو بوش كان فقيرا حتى انه كان يعمل اثناء دراسته الجامعية لتدبير نفقات الجامعة ، ولم يكن ابيض كالرؤساء الـ 43 الذين جاءوا قبله ، وهو فى مجتمع معروف بالعنصرية يحترم الرجال اصحاب البشرة اليضاء ويحتقر من غير ذلك ، ولكنه جاء بعد احلام كثيرة وانتظار طويل لوقت اخيرا اصبح الحكم فيه على الناس ليس كالماضى بالوان جلودهم ، ولكن بما تنطوى عليه اخلاقهم لتتحقق مقولة مارتن لوثر كينج التى قالها فى خطابه عام 63 ، والسؤال الأن .. الا نستحق نحن ايضا اوباما نُسقط به عنصريتنا المتشددة ، والمتأصلة فيى جذور الوطن العربى منذ زمن بعيد ولا احد يريد ان تتخلى عنه هذه الجذور .. آن الاوان لكثير من دول العالم العربى ان تعترف بأنها دول عنصرية وتحاول ولو مرة التغيير كما فعلت امريكا بدلا من الهجوم عليها ورصد مساؤها والسلام ..فعلى سبيل المثال والأمثلة كثيرة بالمناسبة .. قصة احدى مذيعات التلفزيون المصرى التى ارتدت الحجاب ، فتم طردها ومنعها من الظهور على الشاشة لا لشئ إلا لإنها ارتدت حجاب وهذا لايصح بالنسبة لمذيعة فى تلفزيون بلد من المفترض انه مسلم كما يقال إن لم يكن حدث تغيير ولم اسمع به ، وقصة اخرى.. قصة عبد الحميد شتا ، وربما كثير سمع بهذا الإسم .. انه اول دفعته فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والاكثر تفوقا بشهادة اساتذته فى الكلية والذى تقدم من ضمن 42 متقدم لشغر وظائف فى وزارة الخارجية اعلنت عنها وتم قبولهم جمعيا إلا واحد كان "اول دفعته والاكثر تفوقا بشهادة اساتذته فى الكلية والسبب كان هذا "غير لائق اجتماعيا .


" اتمنى ان يجيبنى السيناتور ماكين ماهى شكل حياة المشاهير "
من خطاب اوباما بعد الفوز بإنتخابه رئيسا لأمريكا وهو يسرد قصة حياة شاب فقير استطاع ان يكون رئيس امريكا


تحياتى \\ احمد

Tuesday, November 11, 2008

ولم ينطفئ حبك ((3))ـ



ولم ينطفئ حبك (3)ـ


اليوم فى الساعة التاسعة مساءاً يغادر يحيى الوطن متجها الى امريكا .. حاملا فى عقله اصراراً على النجاح وفى قلبه حب العمر الطويل ـــ
واصرت مريم ان تذهب معه لتودعه حتى سلم الطائرة .. ومن خلف سور المودعين وقفت وهى تشير له بيدها علامة النصر وهو يصعد درجة السلم ثم يقف ينظر لها ليملأ عينه منها .. من ملامحها الهادئة البريئة .. من ابتسامتها الحلوه ..الابتسامة التى تبعث فى نفسه الراحه فيرتاح .. هل سيكون مرتاحا فى الغربه وهو بعيد عن هذه الابتسامة.....؟ هل سيحتمل هذا البعد .......؟ ابداً ، انه يعرف جيداً انه سيفقد شيئا مهما هناك.. سيفقد نصف روحه .. لا بل روحه كلها، ثم يصعد درجة اخرى من سلم الطائر ويعود النظر لها فيجدها مازالت تشير بعلامة النصر وابتسامة حلوة على شفتيها ، فيبادلها نفس الاشارة وهو يبتسم لها ابتسامة اليائس من تحقيق امل حياته، ثم صعد درجات السلم الباقية ووقف على باب الطائرة.. لم يعد غير ثوان قليلة وتحمله هذه الطائرة لتلقى به فى بلد بعيد .. بعيد عن مريم .. عن ابتسامتها الحلوه،، وطبقة من الدموع تملئ عينه .. ونظر لها نظرة اخيرة .. نظرة طويلة وكأنه يأخذ بها مخزونا يكفيه على تحمل الغربه..هناك بعيداً عنها.. مخزونا من هذه العيون الهادئة.. مخزونا من هذه الابتسامة الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه..ثم اختفى داخل الطائرة..وحاول ان ينظر بعدها للمودعين من خلال احدى نوافذ الطائرة لكنه لم يستطع ان يراها وصوت الطائرة يملأ رأسه ويزاحم افكاره.. هل سينجح هناك.....؟ هل سيعود اعلى قدراً حتى يقتنع به المهندس عبد الحليم النجدى زوجا لإبنته......؟ هل سيحتمل الغربه بعيداً عن اهله وعن مريم..انها المرة الاولى التى يسافر فيها .. المرة الاولى التى يركب فيها طائرة..إن صوت الطائرة مزعج .. مزعج جداًوبينما هو غارق فى سُحب من الافكار القى نظرة عابرة على النافذة وفوجئ امامه.. لقد وصل امريكا .. لقد مرت الساعات الطويلة دون ان يشعر بالوقت.....وتبدو امامه ناطحات السحاب وتمثال الحرية،، ا انها امريكا،،ارض الاحلام،، جنة الحريات ،وابتسم ابتسامة فرحه.. وهو يقول فى نفسه < من يصدق . يحيى ابن جابر مسلم فى امريكا> اين انت يا عم جابرالأن.
.--.--.--.--.--.--.--.--.

تهبط الطائرة على ارض مطار نيويورك ويعترى يحيى حالة من الدهشة وهو يدوس بقدمه ارض امريكا ، واحس بشعور فى هذه اللحظه انه قوى .. اقوى من اى احد، لم يعد مجرد ابن حارس العمارة ..انه قوى بنجاحه بعلمه وبلده نفسها تشهد بذلك ،، وعليه الأن ان يرسم ملامح هذا النجاح حتى يصل به الى مرماه .. الى قمة المجتمع ، لن يعود ابن حارس العمارة..لن يُشفق عليه احداً بعد اليوم..لن يسمح بأن يشفق عليه احد ، سيأخذ الدكتوراه ويعود شيئا مهما.. استاذا فى الجامعة..وباحثا وربما عالما فى الفيزياء وواضع نظريات،،،،،،،،، من يدرى ..؟ انه لا مستحيل تحت هذه السماء .
وخرج من المطار فى لهفة المستكشف الذى يريد التعرف على هذا العالم الجديد هذا المجتمع الجديد الذى قرأ عنه الكثير.. المجتمع الأمريكى.. انه مجتمع يقوم على العمل والمصالح فى المقام الأول ، لا مجال للعواطف..لا وقت لها.. لا لشئ سوى العمل ، هنا كل شئ بحساب.. السلام بحساب.. المصافحة بحساب.. العلاقات الأجتماعية بحساب.. حتى الحب بحساب ،، وسار فى شوارع نيويورك ينظر الى الوجوه يحاول ان يستكشف ما بداخلهم ..لعله يستطيع ان يصل الى عقولهم ..الى افكارهم.. تُرى كيف يفكرون هؤلاء البشر فى هذه البقعة من الأرض.....؟ كيف يتعاملون حتى يسهل عليه التعامل معهم بنفس الطريقة .. لكن الوجوه كثيرة.. إن عينه لا تستطيع ان تتحمل كل هذا العدد من الوجوه ، والناس امامه لا تسير..انها تجرى وكأنهم فى سباق مع الزمن وكأنهم يريدون اللحاق بالقطار قبل ان تنطلق صفارته.. او كأنهم ينتظرون شيئا مهما.. كلهم يهرلون..كلهم فى جرى مستمر ، فهذا الطفل يجرى وراء امه، وهذه الفتاة تجرى ..حتى هذه السيدة العجوز تجرى هى الأخرى .. ونظره الى نفسه فى غرابة.. انه الوحيد الذى يسير دون ان يجرى مثلهم ..ونظر الى قدماه وكأنه يحثها على الجرى .. وجرى فى خطواته مع الناس حتى يواكب هذا الإيقاع .. الإيقاع السريع . وكأنه تعلم اول درس له فى امريكا.. لابد ان يجرى حتى يواكب هذا الإيقاع الجديد..انه لو تقاعس عن الجرى ..سيصبح فى المؤخرة.. مؤخرة السباق،، إن امريكا دائما فى المقدمة لأنها تجرى و تجرى ، انه لو حدث مرة وتقاعست عن الجرى لن تصبح امريكا..لن تصبح فى المقدمة.. لن تصبح سيدة العالم . وهو فى جريه لا يزال ينظر الوجوه والأمكنة والشوارع وتلك البناءات الشاهقة.. بناءات من زجاج وبناءات تبدو من معدن تزداد لمعانا ووهجا عندما تصطدم بأشعة الشمس .. وحاول ان يسأل فى خطواته السريعة من يدله للوصول الى ميدان الحرية.. انه يريد ان يلتقى بهذا التمثال عن قرب كثيراً ما شاهده فى الأفلام الأمريكية وفى نشرات الأخبار .. انه لن يقتنع انه اصبح فى امريكا إلا اذا رأى هذا التمثال، وحاول ان يسأل فتاة شقراء مرت من امامه وقال لها فى لغة انجليزية ركيكة..
pleas.. where is freedom square? -
فقالت فى سرعة وهى تجرى من امامه دون ان تنظر له
I do,t know -
يبدو انه سيواجه متاعب كثيرة فى هذا البلد، وابتسم بينه وبين نفسه فى سخرية.. انها لم تُكلف نفسها وتقف ثانية لترد على سؤاله .. الى هذا الحد تريد اللحاق بالسباق.. وسأل مرة اخرى رجلا عجوزاً مر امامه فأشاح بيده ولم يرد عليه.. وفغر يحيى فاه فى دهشة.. ثم ضحك بصوت عالى وهو يقول
- ماذا يحدث هنا يا امريكا .. الا يوجد فاعل خير واحد فى هذا البلد يدلنا..فاعل خير يا اولاد العم سام .. فاعل خير واحد وله الأجر والثواب . وحاول ان يسأل مرة ثالثة لعله يجد من يرد عليه .. وكان شابا يرتدى ملابس ممزقه ذو شارب مهدل فوق فمه وشعر طويل مبعثر حول وجهه ،، وكرر يحيى السؤال عليه.. فوجد الشاب صامتا وهو ينظر له نظرات لها مغذى وطال صمته وفجاءة قال فى صوت هامس كفحيح ثعبان وهو يقترب منه ويمد يده الى قميصه يريد ان يفتح ازراره
- I love you baby.. I love you .
فنهره يحيى فى عنف وجرى من امامه فى خوف ساخطا وهو يلعنه ويلعن امريكا معه ، يبدو انه من الذين يطلقون عليهم شواذ ..لابد انه سيقابل هذا النوع كثيرا ..لقد قرأ عنهم وشاهدهم فى الافلام الامريكيه كثيرا