. .اليكم ثلاث قصص مرة واحده ولكن قصيرة جداً
.. القصة الأولى ..
كنت أراهم مجموعة من الفلاحين جاء بهم القدر إلى قرية نائية بعيدة .. بعيدة عن كل شئ .. عن أضواء المدينة ، وزخم المدينة ، وتحضر المدينة ، وتمدين المدينة ، وهم أناس دائما يدعون هذا التمدين .. يرتدون أزياء غريبة ، والوان ليس فيها نوع من التناسق ولا حد أدنى من الشياكة ، ولم يكن يخطر على بالى ابداً أن يكون يوما بينى وبين احداً منهم أى لغة حوار .. إلى أن رأيتها ، وكانت من هذه القرية .. جميلة .. كل مافيها جميل .. عينيها .. شفتيها .. صوتها .. خطواتها الرشيقة .. قوامها الذي كغصن البان .. رقتها ونعومتها التى كالحرير .. براءتها وشقاوتها .. كشقاوة طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات ، وكانت متحضرة بمعنى الكلمة ، وبعيدة كل البعد عن إدعاء التمدين ـ هكذا رأيتها ــ أتدرون .. إنها الأن زوجتى ، وبينى وبينها يوميا لغة حوار لا تنتهى . .
********************************
.. القصة الثانية ..
كانت تقف أمام كافتيريا الجامعة ترتدى تى شيرت ضيق جداً يلتصق بجسدها الممتلئ فتبرز مفاتنه ، وجيب يرتفع كثيرا إلى أن يصل إلى ركبتيها فتظهر منه ساقيها .. وكانت صاحبة سيقان جميلة وممتلئة أيضا تدير بها الأعناق والعيون والأفئدة ، والحواس الخمس كلها إلى هذه السيقان ، وكانت وقتها تدير ظهرها وتتحدث مع عامل البوفيه ومن خلفها إكتظت الأعناق والعيون والأفئدة والحواس الخمس ، تقف .. تترقب .. تدعو السماء ، وتنتظر لفتة من صاحبة هذه السيقان الجميلة ـ وأخيرا إلتفتت ، وأحدث إلتفاتها صمت ووجوم ساد لفترة قصيرة .. ثم إنطلق بعدها صوت من بين الجموع الغفيرة التى إنبهرت بساقيها وهو يقول ( اعوذ بالله .. دى شبه واحد صاحبى ) ها ها..ها ها ، وإنطلقت وراء ضحكته الساخرة .. ضحكات أخرى كتيرة ، اما هى فكانت تجرى من امامهم خجلا .
********************************
.. القصة الثالثة ..
عندما تظهر امامك ، فلن تملك إلا أن تضحك وتتعجب من هذا المخلوق الذي يشبه البرميل ويسير على الأرض ، فهى سمينة .. بل انها سمينة جدا ، اشبه بدبة تدب على الأرض ، ومن فرط سمنتها اختفت ملامح وجهها ، فلا تعرف إن كانت هى جميلة ام قبيحة ام عادية .. وفى كل مرة تظهر فيها للناس يتهاسمون عليها ثم يضحكون بصوت عالى يصل الى اذنيها ثم يتسلل الى قلبها فيملؤه حزن ، ولم يكن يعرف احد من هؤلاء الذين يضحكون ، انها صاحبة قلب يمتلئ بالإحساس المرهف .. يمتلئ بالحب لكل الناس .. بالحنان لكل الناس ، ولكن كل هذا يضيع امام سمنتها المفرطة .. وقررت ان تصبح رشيقة القوام حتى يكف عنها الضحك وتجد من يلمس بداخلها كل هذا الإحساس .. وكل هذا الحب .. وكل هذا الحنان ، وقامت بعمل رجيم قاسى جداً ، الى ان اصبحت رشيقة كالفراشات .. ولكن الفراشات دائما يموتن حرقا .. ولقد احترقت بنار الحب عندما تعرفت عليه ..، وكان واحداً من الذين ضحكوا عليها فى الماضى وانبهروا برشاقتها بعد الرجيم القاسى .. وكان يتباهى بأنه يسير مع فتاة رشيقة فقط ليس إلا ، وحاولت ان تظهر له احساسها وحبها وحنانها .. ولكنه لم يكن يريد سوى شئ واحد .. جسدها ، وعندما رفضت .. القاها من طريقه .. كأنها كومة زبالة ، وذهب لفتاة اخرى اكثر رشاقة وجمالا ، وتركها .. وترك معها احساس بالكره لكل الناس .. والقسوة لكل الناس .. واحساس آخر بالجنون .. نعم الجنون .. لاتندهشوا .. انها الأن مجنونة تمكث فى مستشفى الأمراض العقلية منذ حمس سنوات .