Tuesday, May 26, 2009

وهكذا الأيام (( شعر )) ــــ





. . وهكذا الأيام

(كلاكيت تانى مره)


************



(1)
وهكذا الأيام حبيبتى ..
تبدلت ..
تغيرت ..
توحشت ..
لم يعد يضحكنا شئ ..
لم يعد يبكينا شئ ..
فقدنا القدرة على الضحك ..
على البكاء ..
على التحدى ..
على البقاء ..
أصبحنا متجمدين كعمود ثلج
هكذا أصبحنا خواء ..
مشاعرنا خواء ..
قلوبنا خواء ..
أصبحت الأحلام تخشى أن تزورنا
أصبحت الآمال تهرب من عقولنا
أصبحنا بعضا من بقايا تستحق رثاء
(2)
أتذكرين حبيبتى يوما ذات مساء ..
حين تعاهدنا على الوفاء
وبناء دنيانا الجميلة ..
بكل ما أوتينا من قوة ..
أتذكرين حبيبتى حين تعاهدنا ..
أن نصبر ونحتمل كل عناء
وأن نبتسم لو تعثرنا قليلا ..
لو وقعنا فى بلاء ..
وأن نقاوم فى جلد ..
مادامت فى عروقنا دماء
أتذكرين حبيبتى كيف ضحكنا يومها ..
وضحكت معنا السماء ..
وكانت زخات المطر ..
شهادة منها على عهدنا الجميل
أين عهدنا الجميل ..؟
أين دنيانا الجميلة ..؟
أين الوفاء ..؟
أين السماء ..؟
أين عروقنا ..؟
وأين الدماء ..؟
أشعر أنى أتجمع الأن للبكاء
(3)

هكذا الأيام حبيبتى ..
تبدلت ..
تغيرت ..
توحشت ..
الحقيقة .. الحقيقة أنها توقفت ..
وأنتِ بعيدة عنى ..
أفعلا أخذكِ رجل آخر منى ..!!
لا اُصدق عقلى
أنا مُنهك ..
أنا مُتعب ..
تكاد تلعب برأسى الظنون
بالله عليكِ قولى ..
أيقوم بواجباتِه الزوجية معكِ كل ليلة ..؟
أيعبث بنهدين كانوا يوما بين يدى .
أيستبيح شفاه يوما من الأيام ..
كانت ملكى .
لا .. لا أصدق عقلى
بالله عليكِ قولى ..
فقد عودتينى أن أعرف كل شئ عنكِ ..
عن تطوراتك وأحداثك وتفاصيل حياتك ..
منذ كنا صغار نلهو فى روضة الأطفال .
(4)
أتذكرين حبيبتى روضة الأطفال .. ؟
أتذكرين اول قبلة بيننا ..؟
كانت فى روضة الأطفال .
وشرارة الحب بيننا ..
إنطلقت فى روضة الأطفال .
أتذكرين أيامها .. ؟
كيف كان خيالنا مجنون لا يعرف محال
تحدثى ولا تخجلى منى ..
أم تخجلى الأن أن تُخبرينى ..
عن تطوراتك وأحداثك وتفاصيل حياتك ..
وأنتِ مع رجل آخر أخذكِ منى
وضعكِ فى قفصه الذهبى ..
فأصبحتِ كعصافير الزينة
ولكن ماذا بكِ ..
تبدين حزينة ..
إنى أعرفكِ عندما تكونين حزينة
أعرف الحزن من صوتك ..
من عينك ..
من سلام اليدين ..
أتدرين ..؟
أنا ايضا حزين
فقد وضعتنى إمرأةً غيرك ..
فى قفصها الذهبى
أصبحت مثلك حبيبتى ..
عصفور زينة
وأنتِ تعرفين ..
أنى لا أطيق أن أكون عصفور زينة .
(5)
حبيبتى ..
إن فراقنا ليس معناه ..
أن ذكرياتنا إفترقت ..
أو مشاعرنا إفترقت ..
أو لغتنا إفترقت ..
إن ذكرياتنا ومشاعرنا ولغتنا واحدة ..
مهما أصابها من قهر
أنتِ لستٍ مجرد قصة حب ..
أنتِ عمراً نحتاجه دائما فوق العمر
وأنتِ حزينة ..
وأنا حزين ..
وربما ضاعت من بين أيدينا السنين
ولكن لا عليكِ ..
إليكِ هذا الخبر ..
فقد أطلقت السماء صفارة إنذار
إنها اليوم ستفتح أبواب الجنة ..
وأبواب النار ..
وستغلق أبواب الدنيا ..
وسينتهى حزن الدنيا ..
عذاب الدنيا ..
جحيم الدنيا ..
(6)
حبيبتى ..
ليس الجحيم فى معتقل النار
ولا فى الدنيا ذاتها ..
ربما فى تضارب أحلامنا مع الأقدار
ولكن الجحيم الحقيقى كما وصفه سارتر
هو الآخرون ..
والآخرون بالنسبة لى أنتِ ..
حبيبتى لا تندهشى ..
أنتِ الجحيم ..
والجنة ..
والنار ..
ويوم القيامة ..
فأنا لم أسمع ابداً عن قصة حب ..
إستطاعت أن توقف مسيرة الحياة ..
وتعلن عن يوم القيامة
كما فعلتِ معى
فدعينى وإرحلى
لا تجعلينى أتذكرك أكثر من ذلك .
وأحبك أكثر من ذلك .
فبرغم أن ..
ذكرياتنا ومشاعرنا ولغتنا واحدة
مع ذلك لا أريدك .
فلست مستعداً الأن ليوم القيامة .

************