Saturday, October 24, 2009

الحبيب المجهول


الحبيب المجهول

اتوق الى روية الحبيب المجهول.. ارسم صورة له دائما فى مخيلتى.. جمال ليس كأى جمال.. عيون ليست كأى عيون.. صوت ليس كأى صوت.. يزداد تعلقى بهذا المجهول.. امضى متأملا هذه الملامح الوهمية فى كل الأشياء من حولى.. فى وجه القمر.. فى صفحة السماء.. فى نور الشمس.. فى اضواء السيارات.. فى لافتات الإعلانات.. انتظر يوم القاه .. يروق لى هذا الانتظار وانا اعد كلمات منتقاه استعداداً لهذا اليوم.. اظل انتظره ساعات فتمتد الساعات الى ايام وليالى وتمتد الأيام والليالى الى سنوات.. وتضيع السنوات بلا جدوى..فلا يأتى الحبيب ولا تظهر صاحبة الملامح الوهمية.. يزداد التشبث بالمجهول.. اكاد اغرق فيه.. ابتعد رويداً رويداً عن العالم المحيط .. اسائل النفس.. هل يتجسم الخيال فى الواقع.. هل توجد صاحبة الملامح الوهمية فى بقعة ما على اديم هذه الأرض.. هل يتزامن التوقيت بينى وبينها.. ام جاءت فى زمن آخر وانتهى.. او ربما ستأتى فى زمن قادم.. ربما بعد مائة او الف عام.. يتكرر السؤال.. اغرق فى نهر من الحزن .. انى اريدها ولا شئ سواها.. ايضن الزمان على بها.. يمضى السؤال فى ثنايا المجهول.. يشتعل العقل بأفكار سواد .. لماذا لا تبحث عنها.. ولكن تبحث اين..؟ ..بين الأحياء ام الأموات.. ربما جاءت الحياة وذهبت وذابت بين اكوام الثرى.. وربما ما زالت فى الحياة.. اى الاحتمالات ممكنة لابد من البحث.. حاستى تؤكد لى انها فى زمانى.. انها موجودة فى بقعة ما فى هذا العالم.. ينقلب الشك يقين.. اعتزم البحث عنها مهما كان الثمن.. مهما كانت الخسائر.. اهيم على وجهى فى الطرقات.. فى الأزقه.. فى المدن.. فى القرى.. يحملنى احساسى الى بلاد جديدة.. بلاد بعيدة.. اجوب شوارعها وحواريها وتحملنى البلاد الى بلاد ومن بلاد الى بلاد واحساسى مازال يؤكد لى انها فى زمانى.. اداوم البحث..اجوب بحاراً واسير صحارى واستقل وسائل ما كانت فى الحسبان.. يتملكنى يأس.. واليأس يسلمنى ليأس.. افكرفى العودة .. اعود من حيث بدأت.. تمضى ايام.. ايام كثيرة.. ويأتى يوما.. لقد ظهرت.. انها هى ..نفس الملامح.. نفس العيون.. نفس الصوت.. نعم انها هى.. مؤكد انها هى.. لقد كانت قريبة.. قريبة جداً.. لم اكن اتوقع انها قريبة الى
هذا الحــد.......