Thursday, December 13, 2007

جزء من روايتى (الفنان العظيم ....) ـ

الفنان العظيم..... ـ (رواية ) ـ
وجلس الصحفى الشاب يقرأ عليه ما كتب وقرأ...
اعرفكم بنفسى.. حاتم رفعت .. فنان.. ولست بفنان عادى..انا واحد من المشاهير التى تخطت شهرته حدود الوطن العربى لتقف اغنياته وموسيقاه بهامتها امام اشهر فنانى الغرب لتنافسهم في سوق الكاسيت.. انا مطرب وملحن وكاتب اغانى واحيانا ممثل سينمائى، شكلت اغنياتى في وجدان جيل كامل وتأثروا بها حتى الجنون.. ولهذا السبب تلقفونى منتجى السينما لإستغلالى او على الأدق لإستغلال شهرتى في انتاج اكثر من فيلم.. كانت قصص هذه الأفلام عادية..ولكنى حاولت ان اخلق من بين سطورها شئ مختلف، فأضفت جملة وحذفت اخرى..وكتبت حوار كامل اقوله على لسانى يدعو الى فضيلة معينة،حتى تكتمل صورتى امام الجماهير..صورة الفنان الذى يقدم شيئا مختلف..يُقدم فن راقى، وهكذا كتبت عنى الصحف بعد عرض هذه الأفلام..اننى فنان من نوع اخر .. فنان راقى .. ولاقت افلامى نجاح رهيب بين الشباب حتى اصبح وجود اسم حاتم رفعت على بوستر اى فيلم يكفى لجذب الجماهير وملئ جيب منتج الفيلم بالملايين.. وكانت مسألة مرهقة العمل في السينما.. خصوصا السينما التى احب ان اقدمها.. السينما التى ترفع من شهرتى وحب الجماهير،لا التى تأخذ من رصيدى عندهم .. فكنت تقريبا اعيد كتابة السيناريو من جديد لأكتبه على طريقتى وبفكرى واحاول اثارة مواضيع اعرف جيدا انها ستلقى صدى عند الجمهور.. وطبعا لا احد من صناع الفيلم يجرؤ ان يعترض على ما اكتبه..لا المخرج.. ولا المنتج .. ولا السيناريست ، ففى النهاية انا الذى اجلب لهم الملايين ، وبرغم نجاح افلامى..هذا النجاح الرهيب، اخذت قرارى بوقف هذه المهزلة والتفرغ للألحان والغناء، فهذا مجالى وكاريرى الذى عرفونى الناس من خلاله.. واحبونى من خلاله.. وانهالت على المعجبات من خلاله، كنت حريص اشد الحرص في رسم مستقبلى الفنى ، ولم يكن هذا القرار الذى اتخذته هو قرار نهائى بالإنقطاع عن السينما.. ولكنها هدنة ، لأنى اعرف جيدا اننى سأعود لها مرة اخرى ..فتأثيرها وبريقها لا يستهان به.. ولتكن هدنة.. اتفرغ لعمل الحان قوية وموسيقى متطورة..هذه الموسيقى الذى تعودها منى الجمهور.. فأشد ما كان يؤرقنى هو ان اكرر نفسى، كنت حريص على ان اقدم كل عام شئ جديد.. مفاجئة جديدة لجمهورى، ولهذا اصبحت حاتم رفعت الفنان المشهور التى تخطت شهرته حدود الوطن العربى، واصبح معشوق النساء، وله معجبات.. معجبات مجانين ، ولو سردت عليكم حكايات معجباتى المجانين ، لملئت بها عشرات الكتب .
وفى الحقيقة كل واحدة منهن تستحق ان يُكتب عنها كتاب..فمهنتى جعلتنى اعرف بنات كثير.. كثير جدا.. بنات كبار المسئولين في بلدى وبلاد اخرى.. وبنات العائلات الثرية.. وايضا بنات عاديات.. وبرغم الإختلاف في المستوى المادى والثقافى .. إلا ان كلهن كانوا بنات.. بنات يتمنون نظرة منى.. وهمسة منى.. وقبلة منى.. وصورة معى.. وفراش يجمعنا.. وسأقص عليكم بعض من حكايات المعحبات معى.. انها نماذج تثبت مدى الجنون والإنهيار الذى يعانيه المجتمع.. ولكنها نماذج استثنائية .. استثتائية جدا.. فهن نساء السوبر ستار.. صفوة المجتمعات العربية، وكانت ابتهال واحدة منهن .. كانت امراءة خليجية من احدى الأسر الحاكمة في بلدها، جائتنى وفى عينيها بريق الرغبة والجنون وعرضت تحت قدمى عشر مليون دولار.. اتعرفون ما المقابل.. كان المقابل ان اعاشرها ليلة واحدة.. ليلة واحدة فقط يجمعها فراش مع المطرب المشهور حاتم رفعت، وتدفع من اجلها عشرة ملايين من الدولارات.. لعلكم لاتصدقون.. ولكنها الحقيقة..كانت ابتهال تريدنى بأى شكل من الأشكال في الحلال في الحرام ..لايهم، حتى وصل بها الأمر ان كانت تتتبع حفلاتى في كل الدول التى اسافرها وتطاردنى بعد كل حفلة لتعرض على عرضها السخى.. وكنت ارفض في كل مرة..كنت لازلت في هذه الأيام احمل بعض المبادئ والشرف.. وكان بريق الجنون قد اشتعل في هذه المرأة حتى انها هددتنى ان لم اقبل عرضها ستقتلنى وتقتل نفسها ثم بكت.. بكت امامى ، حتى اشفقت عليها من جنونها ودموعها.. وكان من عادتى ان لا اتحمل رؤية امراءة تبكى امامى..تبكى لشئ استطيع ان افعله لها حتى تكف عن البكاء.. وردخت لرغبتها.. حتى تكف عن البكاء ، ولا انكر عن نفسى ان سال لعابى نحو الملايين العشر التى وضعتهم تحت قدماى مقابل هذه الليلة.. وليلة واحدة لن تضر.. لعلها مسكينة.. ربما كانت تريد ان تثبت لنفسها شئ ، انها تستطيع ان تخضع بملايينها واسم عائلتها.. اشهر الرجال.. واوسم الرجال .. واجذب الرجال..ومن غيره..؟ حاتم رفعت ، ورضيت فيها رغبتها المجنونة وعاشرتها لليلة واحدة.. لم اكن اعلم وقتها ان التنازل هو اول خطوات السقوط في هذا العالم الغريب التى تسيطر فيه الرغبة على القيم والمبادئ والشرف ، وكانت ابتهال اول خطوة في هذا الطريق ، واخذت منها ملايينها.. وارتاحت هذه المجنونة بعد اطفاء رغبتها الأكثر جنونا.. واعطتنى الملايين العشرة في سعادة وامتنان، وبعد ارتفاع اسهمى.. اسهم حاتم رفعت في سوق الغناء والشهرة حتى وصلت للقمة .. ظهرت فتاة اخرى في طريقى وحكايتها معى لا تقل اثارة عن ابتهال.. ربما كانت اكثر غرابة.. اولا احب ان اعرفكم بهذه الفتاة.. انها ريهام، فتاة من بلدى.. فتاة مدللة، ولها كل الحق في ان تُدلل.. فهى الإبنة الوحيدة لمسئول خطير، وحتى اكون صريح اكثر معكم.. فهى ابنة رئيس الوزراء.. شئ مخيف .. اليس كذلك، ورغبتها اكثر جنونا من رغبة الخليجية ابتهال .. ربما لأنها رغبة بلا معنى، وكان العرض المقابل لتحقيق رغبتها مثير ومغرى جدا .. لم يكن مال كعرض ابتهال ، كان السلطة.. النفوذ .. القوة، وبنظرة قوية وكأنها امر من رئيس الوزراء شخصيا قالت .. سأضع البلد كلها تحت امرتك بوزرائها ومسئوليها وشعبها.. عرض مثير ومخيف.. مخيف جدا ، فالمال بدون سلطة لاشئ. ربما يستطيع ان يشترى بعض من السلطة والنفوذ، لكنه لا يستطيع شراء كل السطة وكل النفوذ ، وقبلت عرض ريهام.. ومن المجنون الذى يرفضه.. يرفض هذا العرض امام مقابل ساذج جدا ، وغريب جدا كهذه الفتاه ، ان كل ما طلبته منى ان ترانى عاريا.. عاريا تماما، ونفذت رغبتها المجنونة ، وظهرت امامها عاريا دون ان يحدث بيننا اى شئ، فلم تكن تريد منى سوى ان ترانى هكذا امامها..ولم تفكر حتى ان تلمسنى او تتركنى المس فيها شيئا.. و لم اعرف الى الأن ما مدى سعادتها اوالمتعة التى احست بها وهى ترانى عارى امامها، حتى اننى حاولت ان افعل معها شيئا، لكنها رفضت وبشدة، فهناك نوع من الفتيات يتسمون بنوع غريب من الجنون.. جنون يستحق الدراسة ، وكل هذا بسيط بالمقارنة بما حدث مع هذه المرأة.. وكالعادة لم تكن امراءة عادية ..كانت امراءة استثنائية جدا .
انها زوجة.. زوجة رئيس دولة عربية،ارجوكم لاداعى لذكر اسم الدولة لعدم الإحراج وحدوث خلافات سياسية بسببى ، لعلكم ستعرفوها من بين السطور.. كانت هذه الزوجة الإستثنائية معجبة بى وبصوتى وبموسيقاى واسلوبى المبهر في تقديم حفلاتى .
وبدأت الحكاية عندما كنت احيى في بلدها احدى حفلاتى ، وبعد الحفل مباشرة وانا خارج وجدت ثلاث رجال مندوبين عن وزارة الثقافة ينتظروننى على باب المسرح ويطلبون منى في حزم لا يخلو من ادب الذهاب معهم لقصر الرئاسة، وظننت وقتها ان الرئيس سيكرمنى بقلادة او بجائزة التميز نظرا لنجاح حفلاتى في دولته نجاح غير مسبوق ، ولكننى كنت مخطئ في ظنى، فقد علمت بعد خمس دقائق من وصولى القصر ان الرئيس خارج البلاد في مؤتمر عربى.. وفى قصر الرئاسة استقبلتنى حرم الرئيس ووزير الثقافة، وفى رحاب القصر، تحدثت معى حرم الرئيس بكل وقار وهيبة منصبها الخطير..منصب حرم الرئيس .. تحدثت عن الفن وعن الفن الذى اقدمه بالذات ..هذا الفن المبهر الذى التف اليه الشباب من المحيط الى الخليج.. وكيف اننى استطيع تكريسه لخدمة القومية العربية، وقاطعها وزير الثقافة يقول .. انك تملك يا سيد حاتم مالايملكه كبار الساسة العرب .. تملك حب الناس ، وضحكنا جميعا ضحكة رسمية.. ضحكة صادرة من داخل قصر الرئاسة ، ثم قالت حرم الرئيس في وقار وهيبة منصبها الخطير: اننا ياحاتم نريدك في احياء بعض الحفلات في مدن متفرقة وستباع هذه الحفلات للمحطات الفضائية ويذهب عائدها الى الهلال الأحمر، ما رأيك..؟ وطبعا وافقت دون تردد، وتم الإتفاق على احياء خمس حفلات في خمس مدن تذهب عائدها في النهاية الى المنكوبين في لبنان وفلسطين ، ولعلنى وجدته هدف نبيل.. وربما رأيته نوع من التطهير عن بعض الذنوب التى حدثت في الماضى..وعلى حد علمى ان الحسنات يذهبن السيئات..وانتهى الإتفاق، وقمت لأغادر القصر انا ووزير الثقافة.. ولكن السيدة حرم الرئيس دعتنى على العشاء.. عشاء رسمى بمناسبة موافقتى على الإتفاق المبرم بيننا في احياء خمس حفلات في بلدها ، واستأذن وزير الثقافة متعللا بمشغولياته في الوزارة.. وتناولت العشاء مع حرم الرئيس على مائدة واحدة .. وكانت المرة الأولى في حياتى ان اتناول عشاء رسمى مع حرم رئيس دولة. . وانتهينا من تناول العشاء ودعتنى معها الى المكتب..مكتب رئيس الجمهورية لتطلعنى على خطة الحفل والميزانية المفروضة لها والمدن التى سأغنى فيها ، وجلست حرم الرئيس خلف مكتب رئيس الدولة، ثم اخرجت شيئا من احد ادراج المكتب وارتاحت في جلستها وقد تدلت من يديها سلسلة تنتهى بمفتاح ، وقالت وهى تبتسم ابتسامة طفلة مدللة وتهز امامى هذا المفتاح وكأنه بندول لساعة اثرية ثمينة..
- ما رأيك في هذا المفتاح
وقلت مجاملا..
- تصميمه رائع ..لعله مفتاح لشئ ثمين
وقالت وهى تضحك ضحكة الطفلة المدللة
- ليس مهم التصميم..ألا تريد ان تعرف ماذا يفتح..؟
وقلت متحفظا
- ماذا يفتح..؟
قالت وهذه الإبتسامة ..ابتسامة الطفلة المدللة فوق شفتيها
- انه مفتاح قصر يطل على شـاطئ سانت مونيكا ، ثمنه خمس وعشرون مليون دولار..ما رأيك ......؟
وقلت في ادب
- رأى في ماذا
قالت بهذه الإبتسامة
- لو كان لك
وقلت ضاحكا في ادب
- اتمنى
وقالت وقد اتسعت هذه الإبتسامة فوق شفتيها
- اذن هو لك
فقلت في ابتسامة متحفظة
- ولكن ثمنه غال
قالت وعيناها تنظر لى نظرة قوية
- اعتبر ثمنه مدفوع
وقلت مبهوتا
- كيف..؟
قالت وقد ازدادت نظرة القوة في عينيها
- لى طلب واحد بعدها يكون القصر من املاكك الخاصة
فقلت مندهشا
- ما هذا الطلب..؟
قالت وهذه الإبتسامة قد عادت لشفتيها..ابتسامة الطفلة المدللة
- بوس قدمى
واحسست وقتها بجرح شديد في كرامتى ووثبت من على المقعد في سخط متأهبا للخروج
فقالت في حدة لا تخلو من امـر وكأنه قرار جمهورى
- اجلس مكانك لو سمحت ..
وجلست مكانى صاغرا لهذا القرار الجمهورى
ثم قالت وقد زالت الحدة من صوتها
- انه رجاء
فقلت في سخط
اى رجاء هذا في ان ابوس قدمك ..
وقالت وكأنها تبكى
- لو تريد ان ابوس قدمك مستعدة.. لكن اريدك ان تتأكد ان طلبى لست اقصد منه اى اهانة لك..صدقنى .. واستطردت بعدما اشعلت سيجارة وظهر عليها شئ من التوتر . . ارجوك ياحاتم.. ربما تقول عنى مجنونة، لكن هذه الرغبة تملكتنى منذ فترة، ولم اتعود ان تجتاحنى رغبة دون ان تتحقق.. واعلم ان الحفلة التى جئت خصيصا لأجلها انا التى دبرتها مع متعهد حفلاتك والحفلات الخيرية التى نريد منك احيائها، ليست إلا سبب لآراك.. لأحدثك .. لتأتى الى هنا.. لتبوس قدمى.. وتأكد انك ستفعل
وقلت محتدا
- اهذا امر .. ؟ ان لا قوة في الأرض تستطيع ان ترغمنى ان افعل ذلك حتى لو كان الرئيس نفسه وانا هنا في بلدكم ..
وقالت في عصبية
- اسمع يا حاتم..لو تريد خمس وعشرين مليون دولار اخرى فوق القصر اعطيتك ..لو تريدنى انا ابوس انا قدمك سأفعل، اعتبره رجاء .. مجرد رجاء مجنون من صديقة ..ارجوك ياحاتم .. لاتضطرنى لإتخاذ اسلوب اخر معك.. انها قُبلة .. الم تُقبل امراءة عمرك..؟
قلت وقد بدأت اخاف منها ..
- من المؤكد قبلت امراءة ولكن ليست بهذه الطريقة
فقالت في سرعة
- ما الطريقة التى تحب .. ؟
وقلت في تردد..
- ان يحدث شيئا يحفزنى ان ابوس قدمك..
ولا انكر عليكم فقد كنت وصلت لمرحلة الرعب..فقد تأكدت انها من هذا النوع من النساء .. النساء المجانين.. وربما تطلق على رصاصة من خلال هذا الجنون ، وطبعا لا احد في بلدها
سيستطيع ان يقف امام رغبتها في ان تطلق على رصاصة
وقـالت لاهثـة
- ما هذا الشئ..؟
فقلت محرجا
- مثلا ان ترقصى لى. .
وقالت دون تردد
- موافقة..
وللحقيقة بُهت ..لم اكن اصدق ولا حتى في الخيال انه سيأتى يوم وترقص لى حرم رئيس دولة.. ولكنها رقصت.. رقصت لى نصف ساعة.. وبقميص النوم.. رقصت لأجلى.. وبعدها قبلت قدميها، وزادت على طلبها في ان اُقبل كل اصبع من قدميها على حده ..ونفذت رغبتها المجنونة.. اعذرونى فالخوف قد ملئنى .. وابقيت في بلدها لإحياء هذه الحفلات الخمس.. ثم ودعت شعبها والذى نصب لى تمثالا من الهتاف والثناء بسبب اعمالى الخيرية وتحدثت عنى قنواتهم التلفزيونية وقالت اننى فنان محترم.. فنان عظيم وصاحب رسالة فنية سامية..انهم لايعرفون ثمن رسالتى الفنية السامية، وغادرت هذه البلد وكبار رجال الدولة يودعوننى وانا على سلم الطائرة، وكأننى زعيم او بطل قومى.. وعدت لبلدى حاملا هدية تذكارية من رئاسة هذه الدولة وهدية خاصة من حرم الرئيس..انه هذا المفتاح للقصر الذى ثمنه خمس وعشرين مليون دولار ويطل على شـاطئ سانت مونيكا.
كانت هذه مجرد نماذج .. نماذج استثنائية من معجباتى وليس الكل، فالباقى ليسوا من هذا النوع من اصحاب الثراء الفاحش ولاينتمون بصلة لأصحاب القرار في بلادهم ، ولكنهم نساء.. كلهن نساء يحملن داخلهن هذه الرغبات المجنونة، والتى معها المقابل تستطيع ان تُحقق رغبتها في هذا الفنان المشهور الذى تخطت شهرته حدود الوطن العربى، والتى لاتمتلك الثمن تحمل جنونها داخلها، فلم اكن مشاعا لأى بنت تعرض على نفسها، حتى لو كانت اجمل الجميلات، كنت انتقى منهن من تستحق ان يجمعها فراش مع حاتم رفعت الفنان المعروف، وغالبا ما تكون من طبقة الصفوة، ودائما ماكنت استغل كل فرصة تأتينى من هاتيك النساء افضل استغلال لصالح ان اظل حديث المجتمعات الراقية والمطلوب دائما في حفلاتهم، فإن لم يكن مال، كان النفوذ، وان لم يكن نفوذ، كانت العلاقات، فالعلاقات العامة تتيح لى مزيد من الشهرة ، مثلا كعلاقتى مع نائلة، وكانت لها حكاية هى الأخرى معى، انها مديرة احدى المحطات الفضائية ومذيعة لامعة في نفس الوقت تُقدم برنامج شهير له صدى رائع مع الجمهور، تعرفت على نائلة في احدى الحفلات التى اقامها رجل اعمال ثرى ، جمعتنا الصدفة على مائدة واحدة مع بعض سيدات المجتمع، ومن اول لقاء وجدت في عينيها هذا البريق الذى اعرفة.. بريق الرغبة والجنون ، لقد اصبحت خبيرا في هذا النوع من النساء المجانين حتى اننى اصبحت اعرفهن من اول نظرة ، وبالرغم مما بدا على نائلة من تحفظ شديد في اول لقاء يجمعنا، فقد كان كلامها معى بالذات محسوب بعناية، وكأنها تقيسه بميزان الذهب قبل ان تتفوه به، إلا اننى كنت واثق اشد الثقة في انها ستأتى يوما وتطلب منى هذا الطلب.. ان يجمعنا فراش واحد، ان بريق عينيها يؤكد ثقتى في هذا اليوم، وانتهى لقائنا الأول إلا من حديث عام عن الفن والأغاتى المصورة التى امتلئت بمشاهدالعُرى والكلام الذى بلا معنى.(بالمناسبة)..جميع الأغانى التى قمت بتصويرها، كنت حريص فيها ان لااخدش الحياء لتظهر وكأنها استعراض راقى، ولم يكن تزمت منى بقدر ماكان حرصى على رسم صورة لى في ذهن المشاهد، بأننى فنان راقى.. فنان عظيم ، وقبل ان نفترق اتفقت معها ان اخص قناتها بالعرض الأول لأحدث اغنياتى المصورة وسأحضرلها الشريط بنفسى الى مكتبها ، وفى اليوم التالى كنت في مكتبها في المحطة الفضائية اقدم لها الشريط الذى وعدتها به، وتحدثنا قليلا حديث عام ، ثم عرضت على ان تُقدم معى حلقة خاصة في برنامجها تذاع ضمن حلقات العيد مع كبار رموز الفن والأدب والرياضة والسياسة . كانت ستعرض كل يوم من ايام العيد رمزا في كل مجال، وقد اختارتنى من هؤلاء الرموز في مجال الفن.
ولإنها حلقات استثنائية، سيتم تصويرها خارج الأستديو ، في اى مكان يفضله الضيف.. واقترحت على ان نصور الحلقة فى فيلتها التى تطل على البحر حيث ان الفيلا لوكيشن رائع للتصوير، وذهبت الى فيلتها وتم تصوير الحلقة، وهناك اصبحت اكثر حرية، ولم تعد تقيس كلامها معى بميزان الذهب قبل ان تتفوه به، وسرنا معا بمحاذة الشاطئ بعض الوقت، فهى كما قالت لى تعشق السير على شاطئ البحر، وقد احببت انا ايضا هذه الهواية عندما امتلكت هذا القصر الذى يطل على شواطئ سانت مونيكا ، واثناء السير تكلمت معى عن حياتها..كيف انها تشعر بوحشة غريبة رغم كل الصخب الذى حولها من ادارة محطة فضائية وتقديم برنامج وحضور حفلات.. حفلات كثيرة ، إلا ان هذه الوحشة تلازمها دائما وهى في المحطة الفضائية واثناء تقديم البرنامج وفى الحفلات التى تحضرها، انها وحيدة رغم كل هذا الصخب، حنى ابنها الوحيد لم يفكر فيها عندما دعاه ابوه يعيش معه في امريكا ليكمل دراسته الجامعية هناك ، وذهب وراء الحلم الأمريكى وتركها.. تركها وحيدة، وكانت قد طُلقت من ابو ابنها منذ عشر سنوات وتزوجت بآخر لم تكمل معه اكثر من سنه، كان من هؤلاء النوع من الرجال الذى يتباهى بأنه زوج لإمراءة مشهورة .. مجرد هذا التباهى الذى دفعه ان يتزوجها.. يتزوج المذيعة المشهورة وليس لأنه احبها..انها تفتقد الحب .. تفتقد الحنان.. تفتقد ان ترى نفسها مرغوبه لأنها انثى..لا لأنها نائلة المذيعة المشهورة ومديرة المحطة الفضائية..انها تحتاج للحب.. لحنان الحب.. وهى تحمل خطوطا من الجمال.. قد تبدو في الأربعينات.. إلا ان بشرتها النضرة تقول غير ذلك.. لعلها حريصة على عمليات شد الوجه. وقد عرفت بعد سماع مأساتها الوتر الذى سأعزف عليه، انه وتر الحنان والحب.. وقد كان ، وكنت اعرف انا ليست سهلة كباقى البنات.. انها سيدة ناضجة تحمل خلفها اربعون سنة ضمنوا لها شئ من الخبرة وفهم الحياة، ولكنها في النهاية امراءة.. ستنهار امام زخارف الكلمات وشئ من الحنان كأى امراءة ، وكما قال نيتشة : المرأة لغز مفتاحة كلمة واحدة..الحب ، ولم تكن نائلة لغزا عويصا بالنسبة لى، انها اسهل من ذلك بكثير..انها كطبق الدجاج التى ينقصه الجارنتير حتى يصبح التهامه اكثر اغراء ، وكلامى وحنانى معها سيكون هذا الجارنتير..حتى يكون يوم التهامها مثيرا بالنسبة لى ولها ، وقد استطعت بطرقى الخاصة ان اعرف تاريخ ميلادها و عرفت ايضا انها ليست من هؤلاء النساء اللاتى يحتفلن بعيد ميلادهن، وفى صباح هذا اليوم كان ينتظرها على مكتبها في المحطة الفضائية باقة ورد انيقة مصحوبة بكارت كُتب عليه، عقبال الف سنة والإمضاء حاتم رفعت، وآخر كان ينتظرها في البيت عند عودتها كُتب عليه عقبال مليون سنة والإمضاء حاتم رفعت.






Saturday, December 1, 2007

انا وانت .. وزخــــــات المـطر (خاطرة (ـ






انا وانت .. وزخــــــات المـطر ..(


وحلقت الطائرة نحو الغرب)

----------------------------------------------

استجمع قواى من جديد ، اندفع بعيدا هناك ، وهالة من الكآبة والخوف والمجهول تلاحقنى .. تلفنى .. تكسرنى .. تهزمنى .. تُطفئ نور الشمس ، ابدو حينها كطفلة تائهة .. حائرة ، تبحث عن اشيائها الضائعة .. عن لعبتها المفضلة .. عن شريطها القرمزى .. عن ردائها المفقود .. تبحث عن امها .. عن اباها .. عن الحنان .. عن الحضن الدافئ ، تبحث وسط كل هذه الهالة من الكآبة والخوف والمجهول ، الأن لازال صوتك فى اذنى .. ملامحك مطبوعة على وجهى .. رائحتك تملأ انفى .. انفاسك الملتهبة بحرارة الحب تجتاحنى كنسيم فصل الربيع ..ذراعك تبنى من حولى حدودا منيعة داخل احضانك ، ولكن .. الطريق مخيف ، واليوم بارد كالثلج وكأنه ايذانا بليلة ممطرة ، والمغيب على وشك الهبوط ، ووحشة .. وحشة رهيبة تسيطر على الحواس ، واجواء صامتة قاسية مترعة بالألم ـ سرنا وطريقنا مخيف ، ومن فوقنا مغيب واشك الهبوط ، ومن حولنا وحشة رهيبة ، وضعت يدى فى يدك ، تعلقت بها كالغريق لطوق النجاة ، نطرت لك فى حب ، ولم تبالى ، انتظرت حتى تجتاز حاجز الصمت دون جدوى ، همست : ألا تتذكر ..؟ هنا كان يوما نجوانا..احلامنا الغضة .. دعائنا للقمر ان يرعى حبنا .. الاتتذكر وهو يبتسم لنا وكأنه يبارك حبنا .. الاتتذكر هذه الصخرة ، كم مرة جلسنا عليها..؟ وكتبنا اسمينا .. هنا كان اللقاء .. اترضى ان يكون الوداع ، اترضى لذكرياتنا ، ايامنا الحلوة ان تنسحق فى طى النسيان ، اترضى الفراق ، اترضى دموعى ..عذابى .. وحدتى بدونك ، فكر فى الأمر مرة اخيرة ، بحق مالدينا من ذكريات .. بحق نجوانا واحلامنا وودعائنا للقمر.. بحق اسمينا المنقوش هنا ـ ابتسمت فى رقة ثم عانقتنى وانت تدللنى هذا التدليل الذى احبه منك وهمست : لافائدة الأن من الحديث .. كلها سويعات والطائرة تُحلق نحو الغرب ، دعى الابتسامة العذبة على شفتيك لتكون آخر زادى من هنا ، فتواريت خلف صمتى وبادلتك العناق فى يأس ، والمجهول يملئنى ، انى تائهة .. ضائعة .. حائرة ..سالت دمعتين رغما عنى .. رأيتك تجذب منديلك الوردى تحاول تجفيف دموعى ـ صرخت بكل ما اوتيت من قوة .. لا .. اتركهم .. لعلك تتذكرنى بهم فى غربتك ، فيكونوا شفعائى عندك ، وتعود ، اتركهم فهم آخر وسائلى الدفاعية ، ربما يُحركان شيئا فيك ويفعلوا مالم استطع فعله ، فتعود لهم ومن اجلهم ، ويبقى ان تعطينى هذا المنديل احتفظ به حتى يكون آخر ما لامسته يداك معى قبل السفر الطويل والعذاب الطويل ـ المح فى عينيك طبقة من الدموع .. ماذا ..؟ بدأت تضعف .. تنهار مقاومتك .. تفكر فى دمعتاى التى لم يجفا بعد .. هل سرى مفعولهما الى قلبك ..؟ أتتنحى عن الفكرة التى سلبت عقلك وترد الحياة فى قلبينا مرة اخرى ، ولكنها سويعات والطائرة تحلق نحو الغرب ، خفتت طبقة الدموع ، حل مكانها ابتسامة ملئت وجهك ، عانقتنى بشدة .. بعنف وحب وألم ـ بوغتنا بصوت البرق يمزق الصمت الرهيب ، انهمرت السماء امطارا كما لو كانت تشاطرنى البكاء واللحظات الأليمة ، وضعت رأسى على كتفك كطفلة تنتظر اقدارها ، ولِدت دمعتين جديدتين ، ثم دمعتين ، ودمعتين ، تدفقت الدموع ، تلاحمت مع زخات المطر ، حملتنى على ذراعيك وعدنا ، وحلقت الطائرة وحدها نحو الغرب .
"تمت"

مواطن من تل ابيب .. (شعر)ـ


مواطن من تل ابيب ..

------------------------------------------
انا مواطن من تل ابيب
كل ذنبى انى يهودى ..
ومن تل ابيب
ومن اجل هذا الذنب ..
قذفونى بالألسنة وبالحجارة ..
وقالوا يا مغتصب الأرض والحضارة
يامحتل الأقصى ..
يامنبع القذارة ..
ليس هذه بأرضك ..
او حدودك او مكانك ..
فأنت هنا غريب وابن غريب ..
يا يهودى تل ابيب
دموية تاجر البندقية ..
فى عروق امثالك تجرى ..
من مئات السنين ..
اذقتموها للسيد المسيح ..
وتفننتم فى الوان التعذيب
حتى ضاق بالأرض ..
فصعد الى السماء جريح
وصرخت لا والف لا ..
ماهذا الإتهام ..?
وهذا البطلان فى الكلام ..
ودافعت عن نفسى فى استجداء ..
وما وجدت إلا السخرية من دفاعى ..
وتعابير الإستهزاء ..
ولكن ..
اسمعونى .. فرصة اخرى
انصفونى .. حتى مرة
لاتحاسبونى على حماقات الأجداد الأولين
حاسبونى الأن ..
كمواطن من تل ابيب ..
لايريد الدمار ولا التخريب ..
ولا معارك ولااعوام من الحرب ..
لايريد إلا السلام ..
إلا الحب ..
حاسبونى كيهودى ..
صاحب رسالة سماوية ..
كالإسلام ..
كالمسيحية ..
ولا تنظروا الى بهذا الإزدراء الرهيب
ولا تعاملونى هكذا وكأنى ..
مخلوق عجيب ..
أفكل ذنبى انى ..
مواطن من تل ابيب !!

" تمت
"

Sunday, November 25, 2007

العلاقة بين المخرج والممثل ـ ( كلام فى السينما )ـ

العلاقة بين المخرج والممثل ـ (حلقة نقاش) ..
**********

هل يجب ان يكون المخرج ديكتاتور حتى يُقدم عمل سينمائى ناجح ..؟
سؤال لن اجيب عليه الأن ، اذن فما طبيعة العلاقة بين المخرج ومجموعة الممثلين ، بعض المخرجين يتعامل مع مجموعة الممثلين على انهم عرائس ماريونت يحركهم كيفما يشاء ، فهو فى النهاية رب العمل وصاحب النظرة الشاملة للعمل ككل ومن ضمنه اداء فريق الممثلين ، ولكن من المؤكد ان لكل ممثل مفرادته وطبيعته وشخصيته الخاصة ، قد نرى ممثل لا يبدع إلا عندما يُستثار ، وعلى العكس نرى ممثل آخر لا يُقدم اجود ما عنده إلا فى اجواء هادئة وآخر يمنحك ابداعا بهذا القدر الذى تمنحه مديح وثناء على موهبته ، ان هذا الإختلاف فى الشخصيات قد يسبب مشكلة للمخرج اذ لم يتفهم ما هو الدور الحقيقى للمخرج ، ففى كل الحالات يجب ان يتوافر روح التفاهم بين المخرج ومجموعة الممثلين بتباين شخصياتهم ، من الممكن ان يكون المخرج ديكتاتور فى الأستوديو ، والذى يعده مملكته الخاصة ، ولكن لهذه الديكتاتورية حدود تقف عند دراسة الممثل الذى امامه اولا حتى يستطيع ان يعمل بديكتاتورية سليمة ينتج عنها ابداعا ، فهل الممثل الذى امامه هو من النوع الذى يُبدع بعد اثارته ، او بعد شئ من المديح او بتوفير حالة خاصة من الهدوء الذى يجعله اكثر تركيز لفهم ابعاد الدور الذى سيقوم باداءه ، ان الخطأ الذى يقع فيه بعض المخرجين انه يتعامل مع الممثل على انه قطعة صلصال ، اتذكر انى قرأت سطور من مذكرات مارلين مونرو قالت فيها انها تعانى من تسلط المخرجين الذين يعتبرونها مجرد دمية بلا مشاعر ، انهم يريدونها ان تضحك وتمرح امام الكاميرا فى نفس الوقت الذى تتألم فيه وان تبكى وتصرخ فى الوقت الذى لا تحس فيه انها تريد ان تبكى اوتصرخ ، وتُنهى كلامها بأن المخرجين لا يتعاملون معها على انها انسانه اولا قبل ان تكون ممثلة مشهورة ، وقد يحدث ان تكون شهرة المخرج طاغية على شهرة نجوم التمثيل وربما كان هذا ملحوظا منذ نصف قرن مضى او اكثر لأسماء مخرجين يكفى توقيعهم على الفيلم ليكون ايذانا بإقبال الجماهير عليه وبصرف النظر عن كون الممثل بطل الفيلم من نجوم شباك التذاكر ام لا .. ومن الأمثلة العظيمة على ذلك .. هيتشكوك ، وسيسيل بدى ميل ، ومن بعدهم ستانلى كوبريك وستيفن سبيلبرج ، وفى الآونه الاخيرة ينضم لهما سكورسيزى إلا ان جمهور افلامه يهتم بعض الشئ بأسماء ابطال العمل بجانب اسمه الذى يعد علامة مميزة ، وحتى ان تطرقنا للسينما العربية والمخرجين العرب الذين يشتركون فى هذه الصفة ، فطبيعى ان يأتى اسم يوسف شاهين فى المقدمة .. انه اشهر ديكتاتور مخرج عربى وهو معروف بهذه الصفة بين الوسط الفنى ومن يعملون معه من الممثلين حتى ان ديكتاتوريته وصلت بأن يجعل الممثل يتكلم بنفس طريقة اداءه فى الحقيقة وهذا ليس غريبا اذا عرفنا انه كاتب سيناريو معظم افلامه ، والمتابع لأفلامه بالذات الأخيرة سيرى الطريقة السريعة والمتعلثمة احيانا للابطال فى نطق الكلام وهى طريقة شاهين فى الكلام ، فى حين ان نفس الممثلين فى افلام اخرى ليست من اخراجه يتكلمون بطريقة عادية .. انها سطوة المخرج الذى تلغى احيانا شخصية الممثل . والعلاقة المثلى للمخرج والممثل فى رأيى ان يعرض كل منهما بضاعته فيما يشبه السوق ، فالممثل يقترح طريقة اداء او طريقة مشية معينة او تون صوت تتناسب مع شخصية الدور الذى يقوم به او اختيار نوع الشارب اذا تطلب الدور ذلك بأن يليق على وجهه قبل ان يناسب الشخصية ، فكل هذه التفاصيل يدركها الممثل بدرجة اقوى من دراية المخرج لها ، لأنها تدخل ضمن مفرداته الشخصية وطبيعتها ، اكثر منها كطبيعة ممثل يؤدى دور فى فيلم ، وكليهما فى نهاية الأمر يُصبا فى بوتقة واحدة ، وهى شخصية الممثل على الشاشة .. والتاريخ يحسب لمارلون براندو انه اول من اطلق لمفرداته وطبيعة الشخصية العنان حتى لتكاد تطغى على السيناريو ، وقد نجح فى ذلك هذا النجاح الذى اهله لإستحواذ اول اوسكار له عن فيلم ( على الواجهة المائية ) .. وهذا ما يؤكد نظرية ترك طبيعة الممثل على الشاشة بين دفتى سيناريو مكتوب وتوجيهات مخرج .
وللمشاركة عزيزى القارئ فى هذه الحلقة الجديدة للنقاش هل انت تؤيد . .
1- طاعة الممثل للمخرج طاعة كاملة دون تدخلات منه
2- ام يتدخل الممثل بالشكل الذى يحب ان يرى نفسه به على الشاشة دون اعتبار لتوجيهات المخرج
3- ام علاقة وسطى تنشأ على التفاهم بين الممثل والمخرج بعرض كل منهم تفاصيل تؤدى الى انجاح العمل

وللحديث بقية .. تحياتى :
أحمد نصار ..
لقراءة الموضوع من على موقع سينماك
http://www.cinemac.net/forum/showthread.php?t=508012

Thursday, November 22, 2007

الليالى الدافئـة ... (شعر)


الليالى الدافئـة ...


------------------------------------------
اللمسة الأولى ..
الرعشة الأولى ..
القُبلة الأولى ..
والإنبهار الأول ..
والعناق الأول ..
والإقتحام الأول ..
اجتمعوا فى هذه الليلة ..
وما اجملها ليلة !!
كنت ? يومها دافئة ..
وحانية ورقيقة ..
كنتِ ثـائرة
وحواسك تتضارب
تتناقض .. تتعارض ..
تتأوهٍ ..
وتتألمى ..
وتتحسسين مواضع ..
جسدكِ الثلجى من ..
آثار العنف اللذيذ
ومع هذا ..
كنتِ تبتسمين حتى ..
ترتفع ابتسامتكِ لتنقلب ..
ضحكات مــدوية ..
وتلوحين بيدكِ فى الهواء ..
ايذانا ببدء ..
ابجديات سعادة مفرطة
كنتِ تنثرين روح البهجة ..
فى ارجاء حدودنا المغلقة
كان اداؤكِ يومها ..
غجريا متوحشا تتريا ..
وبليغا جداً جداً جداً
كنتِ تستحقين عليه بجدارة ..
جائزة الأوسكار ..
كنتِ كوهجٍ من نار ..
نشيطة ومتألقة ورائعة ..
وهمستى لى فى غنج ودلال ..
سأريك هذه الليلة كل الألوان ..
سترى بعينيك المحال
وصدقتى يا بهجة الفؤاد
يا تغريدة الجمال ..
فجعلتيها ليلة حمراء ..
وصفراء وخضراء ..
وزرقاء وبنفسجية ..
جعلتيها بكل الألوان ..
ليلة دافئة ..
ليلة رومانسية ..
وهمستى مرة اخرى ..
وبالغتِ فى الحنان ..
سأريك سر الدنيا ..
وحقيقة مغذاهـا
واقتحمنا معا اعماق اعماقها
والرغبة والنشوة والنار ..
تسيطر علينا ..
فى صوتنا وهمسنا ..
ورجفة يدانا ..
وخفقات قلوبنا ..
وثوراتنا الدفينة ..
المكبوتة منذ عصورٍ وسطى
فى قفص سمهرى
كانت ليلة صاخبة ..
تماما كموسيقى بيتهوفن
قمتِ فيها حبيبتى ..
بدور المايسترو ..
فجاء اللحن قطعة من الخيال الشاعرى ..
كانت ليلة كلوحة فنية ..
من لوحات فان جوخ ..
وسلفادور دالى
فكانت ليلة ..
كما يجب ان تكون الليالى
اجملها وافضلها ..
واكثرها عمقا ..
عن باقى الليالى الإعتيادية
فكانت الحرية بمعناها الإحتمالى ..
والتحرر من كل القيود الأزلية ..
مع اللمسة الأولى
والرعشة الأولى
والقُبلة الأولى

(قرار عاجـل . . ( شعر

قرار عاجـل . .
وليكن فى حبنا اختيار ..
وليكن اذن القرار ..
ولتكن حياة ..
بعد ذلك او انتحار
وليكن ما يكون ..
قوليها الكلمة ..
ولا تتردى ..ولا تؤجلى ..
فلا وقت الأن للتأجيل
فإن شئتِ ..
فحطمى بقية الأمانى ..
وإن شئتِ ..
ان تزرعى اشجار حب ..
وبساتين ورود واغانى
وإن شئتِ ..
ابقينى على نهديكِ ..
رضيعا يرتوى ظمأ السنين
ولا تفطمينى ..
بعد سنة او سنتين او عشرين
سيدتى ..
اتخذى قرارا عاجلا بشأننا
ويا ليت لو كان ..
قاطعا كالسيف
اما الرفض المطلق ..
واما القبـول
فأشد ما اكره حبيبتى ..
هو انصاف الحلول

"تمت"

بريق عينيـكِ . . ( شعر)ـ:ـ

بريق عينيـكِ . .
اعلم ان ..
الإقتراب منكِ جنون ..
ومجرد حبكِ فى صمت جنون
وان الطموح فى ..
رؤية بريق الحب فى عينيكِ ..
منتهى الجنون
ولكن ..
منذ متى كان العقل يحكم ..
تصرفات العاشقين ..
واحلام العاشقين ..
وكلام العاشقين ..
ولأننى من العاشقين ..
دعينى احبك بهذا الجنون
هذا الحب المستحيل ..
دعينى اسير ..
هذا الطريق الطويل
حبيبتى .. ليس لدى بديل
فمن يحتل مكان القمر الجميل ..
إلا انتِ ..
ومن لعينيها ان تسلب العقول ..
كل ليل ..
إلا انتِ ..
ومن امرأة فى الدنيا ..
هى اروع مصير ..
هى اجمل دليل ..
يطفئ نار العاشقين ..
إلا انتِ ..
حبيبتى .. ليس لكِ مثيل ..
إلا انتِ ..
فابالله عليكِ ..
من احب ..؟
إلا انتِ ..
من تُعانق امواج الخيال ..
وتحول الخواطر لأحلامِ وردية ..
إلا انتِ ..
من سافرت القمر بعينيها
كل ليلة ..
إلا انتِ ..
من دونك اختصرت العمر كله ..
فى بريق عينيها ..؟
كم احب هذا البريق
كم رأيتُ فيه الطريق والرفيق
كم هو بالنسبة لى كطوق النجاة ..
وانا .. انا الغريق ..
سيدتى الجميلة
انتِ فرصة نجاتى الوحيدة
فلا تلومينى اذا تشبثت بها
اذا تعلقت بها ..
اذا حاربت الدنيا من اجلها
فالفرصة لا تأتى فى العمرِ ..
سوى مرة
والحب لا يخترق قلوبنا ..
سوى مرة
واعلم ان حبكِ جنون
وفرصتى للنجاة معكِ جنون
ولكن ..
منذ متى كان العقل يحكم ..
تصرفات العاشقين ..
واحلام العاشقين ..
وكلام العاشقين ..
ولأننى من العاشقين ..
دعينى احبك بهذا الجنون

" تمت
"

Thursday, November 15, 2007

كلام فى السينما / (رؤيا)ـ

هذه مفالات او بالأحرى نقاشات سينمائية كتبتها فى منتدى سينماك ..
اليكم منها
....................................
====================
: مشاهد البكاء في السينما..موضوع للمناقشه :
قد يعتقد البعض ان الممثل الموهوب هو الذى يستيطيع البكاء امام الكاميرا او على المسرح وفقا لمتطلبات العمل.. قد يؤدى مشهد البكاء في حين ان المشهد التالى له قد يكون ساخرا او خاليا تماما من الميلودراما، وهنا تظهر قدرته على التلون في الأداء .. وقد يتجلى عند البعض هذا الإعتقاد اذا كان بكائه مشحونا بدموع طبيعية بدون الحاجة الى المادة المساعدة للدموع ( الجلسرين) ، من المؤكد ان مشهد البكاء في اى عمل فنى يعد من المشاهد الصعبة لأى ممثل حيث لا يقتصر البكاء على تساقط الدموع بغزارة ..فهناك عوامل اخرى تؤدى إما لنجاح المشهد او مروره مرور الكرام او ربما فشله في الفيلم ..فمثالا يعد الـ reaction المصاحب للبكاء مع اختلاف طبقة الصوت خفيضة كانت او مرتفعة في رأيبى اهم من الدموع نفسها وقد يقنعك الممثل بجدارة انه يبكى في حين لو دققت النظر له ستجد انه لم يذرف دمعة واحدة وهناك مثال رائع على ذلك للقدير الـ باتشينو في الجزء الثالث من العراب ، مشهد بكائه بعد مقتل ابنته ( صوفيا كوبولا).. وكذلك براندو في الجزء الأول .. هذا المشهد الرائع الذى يبكى على ابنه وهو ممد امامه عندما جاءه بوناسيرا ، او مشهد آخر للقدير ايضا دينيرو في الثور الهائج وبكائه وهو في الحبس ..ومشهد آخر في تاجر البندقية الـ باتشينو ايضا اثناء المحاكمة بعد ما احس انه سيفقد ثروته التى جمع فيها سنوات ، فكلاهما لم يذرفوا دمعة واحدة ولكن مصداقية الأداء تجعلك انت المشاهد تبكى معهم .. وعلى النقيض تماما هناك فئة من الممثلين تجدهم في هذا النوع من الأداء البكائى الغارق في بحر من الدموع مع تناقض شديد فى تعبيرات الوجه والتى تعطى انطباع آخر عما كان من المفروض ان يبدو .. قد يبدو الممثل امامك من خلال تعبيرات وجهه وكأنه يضحك في حين انه يريد ان يقنعك بأنه يبكى .. وهناك البكاء الداخلى.. هذا البكاء الصامت وقد يكون ابلغ انواع البكاء في رأى الكثير واتفق تماما مع هذا الرأى ، ومن شاهد ساعى البريد هذا المشهد الذى يدخل فيه ماريو (ماسيمو تروزى) المنزل لكى يجمع حاجيات نيرودا لإرسالها له .. انه كم كبيرمن الأسى والحزن والبكاء الداخلى والذى يتصاعد فيه الأداء عندما يقوم بتسجيل رساله له على شريط كاسيت تتضمن امواج البحر وحفيف الاشجار وكأن قريته وحدها هى التى تختص بهذه الاصوات، او جون مالكوفيتش في (عن الفئران والرجال) وهذه العلاقه العاطفية بينه وبين الفئران حتى انه يحملها في جيوبه عندما تموت وهو المتخلف عقليا .. حزن مبكى وبليغ بدون تكلف.. بدون تصنع ، برغم هذا التخلف الذى يغفر له المبالغة في الأداء ،، ولا نغفل البكاء النسائى في مشاهد تأهلت بهن للفوز بالاوسكار كانجريد بريجمان في (نور الغاز) او جون فونتين في (ارتياب) او لويز فليتشر في ( طار فوق عش الوقواق) او ميريل ستريب في ( اختيار صوفيا) .. او حتى ميلور والترس في ( مغنوليا ) والمدعوه جانيت لى في ( سايكو ) ودور آخر اجده رائعا تتألق فيه كعادتها ميشيل فايفر ربما لم تحوز على اوسكار به ولكنها تستحقه في هذا الفيلم الجميل جدا ( انا سام) وبمناسبة هذا الفيلم نعود من خلاله للبكاء الرجالى ولشون بين تحديدا والذى قدم بكاء من نوع آخر يعتريه طفوليه لرجل توقف عقله عند السبع سنوات ومن بكائه هنا الى بكائه الصارخ في الدور الذى حاز به على جائزة الاوسكار (النهر الغامض) وادوار بكاء كثيره ملئت شاشة السينما ربما ارتفعت بالممثل وربما هوت به الى قاع النسيان ..انظروا لأنتونى هوبكنز في (د/هانيبال ) او جيبسون في( ذا باترويت) وبرااندو في (على رصيف الميناء) وايستود في (غير مسامح) والـ باتشينو في (العراب) ودينيرو في ( الثور الهائج) وتشارل بوييه في (الشارع الخلفى) وتوم هانكس في (الميل الأخضر) وكوبا جودنج جى ار في (رجال شرفاء) وجو باتشى في آخر مشاهده في (كازينو) .. انها انماط عديدة في البكاء ، صارخ ،حاد، هادئ، صامت ، وفرة في الدموع ، وبدون دموع ..اشكال كثيرة ..الوان كثيره قدمتها لنا السينما في البكاء .. والأن ما نوع البكاء الذى تفضله .. ومن هو اقدر ممثل فى رأيك قدم البكاء على شاشة السينما كما يجب ان يكون ..وهل انت من المعتقدين من ان البكاء يظهر موهبة الممثل اكثر من الحوار .. اسئلة نطرحها للنقاش.
تحياتى ..
Citizen kane
__________________
========================================================
الأدب على شاشة السينما علاقة قديمة (نقطة نقاش)
انه لمن الصعب جدا تجاهل هذه العلاقة القديمة او انكار هذه العلاقة الوطيدة ما بين السينما والأدب ، فما من شك ان روائع من الاعمال السينمائية العالمية والعربية خرجت من رحم اعمال ادبية خالصة ، وهى في حد ذاتها علاقة تبادل منفعة ، فكلاهما يأخذ من الآخر ويعطى..فالسينما التى اخذت من الاعمال الأدبية مادة تُقدمها على شاشتها ، من المؤكد انها اعطت لهذه الأعمال منحى آخر من القراءة ..القراءة المرئية ، ومما زاد عليها تلك المتعة البصرية التى نراها على شاشة السينما .. اذن فلا جدال هنا ان السينما حققت غاية الانتشار للعمل الأدبى ، فما كانت تصل هذه الأعمال الأدبية حتى لو كانت تسبقها كلمة روائع الى الإنتشار لولا ما ان اختطفتها السينما لتحولها من عمل مقروء الى عمل مرئى لتتجسد الكلمات بين دفتى الكتاب الى دم ولحم ومشاعر نراها تتحرك امامنا على شاشة السينما ..وطبقا من النظرية القائلة ان لكل قاعدة شواذ .. فليس كل عمل ادبى يحول الى الشاشة يُكتب له النجاح والخلود ، فقد يوازى شهرة العمل الأدبى شهرة العمل السينمائى اى لا يكون في هذه الحالة فضل تحويل العمل لفيلم سينمائى في انتشار النص الأدبى كما هو الحال في التحفة الخالدة ( ذهب مع الريح) للكاتبة مارجريت ميتشل فالرواية في الأصل نجحت نجاحا منقطع النظير واجتازت حاجز 1200000 نسخة في امريكا واوربا حتى ان قيل عنها آنذاك انها ثانى الكتب مبيعا بعد الانجيل وقد يحدث تفوق العمل الأدبى على العمل السينمائى كرائعة دان بروان ( شفرة دافنشى ) ، وقد يحدث تفوق العمل السينمائى على العمل الأدبى كفيلم ( المريض الانجليزى ) المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الكندى مايكل اونداتجى او كما في التحفة السينمائية الخالدة (العراب) والمأخوذه عن رواية لماريو بوزو ومن خلال هذا المنعطف نحن امام سؤال.. كيف يحول العمل الفنى الأدبى الى عمل فنى سينمائى ..؟ هناك ثلاث محاور يُعتمد عليها في تحويل النص الأدبى الى عمل فنى مرئى ، ولكل مخرج رؤية ونظرية خاصة به في تحويل العمل الأدبى وتطويعه على شاشة السينما ، 1) فقد ينقل النص الأدبى على شاشة السينما نصا حرفيا دون رؤية خاصة به بدعوى احترام العمل الأدبى ووجهة نظر الكاتب الأصلى وهنا تشاهد العمل السينمائى وكأنك تقرأ نص ادبى فلا منحىجديد يقدمه الفيلم السينمائى من خلال النص الأدبى وبالتالى فهو لا يضيف شئ او يجعلك ترى العمل الأدبى بابعاد اخرى كالفيلم المأخوذ عن رواية الحرب والسلام او بعض الأفلام المأخوذه عن قصص لــ تشيكوف كفيلم (السيدة صاحبة الكلب الصغير) اخراج جوزيف هايفتس والذى لم يبتعد كثيرا عن النص الاصلى ، او كما قدم المخرج اورسون ويلز بعض افلام مأخوذه عن اعمال شكسبير كـ (مكبث) و(عطيل) وايضا لم يبتعد كثيرا عن رؤية النص الأدبى اخلاصا منه للنص الشكسبيري ، 2) وقد تؤخذ شهرة العمل الأدبى لصالح انتاج فيلم ضعيف المستوى او بمعنى آخر فيلم تجارى ..فالجمهور عندما يذهب لمشاهدة الفيلم يكون مترسبا في ذهنه القيمة والشهرة الواسعة للعمل الأدبى ، واذا به يُصدم حين يرى الفيلم والذى غالبا ما يقوم صانعوا الفيلم ببناء دعاية ضخمة مستمدة من شهرة النص الأدبى ، واعتقد ان احدث هذه الأمثلة المخيبة للآمال فيلم (شفرة دافنشى ) من اخراج رون هاورد على الرغم من وجود طاقم تمثيلى جيد واسماء قطعا لا يستهان بها وعلى رأسهم توم هانكس وجان رينو و ايان مكلين ، فمأساة الفيلم انه اعتمد على شهرة العمل الأدبى اكثر من اعتماده على النص نفسه ، فتجاهل كثير من احداث الرواية الدرامية وقدمه وكأنه فيلم مغامرات او اكشن وهذا بالاضافة للدعاية الضخمة التى سبقت الفيلم ، فالدعاية في حد ذاتها سلاح ذو حدين ..احيانا تصل الى تضخيم العمل المرتقب واعطائه حجم اكبر من حجمه ، وتأتى النتيجة كالجبل الذى تمخض فولد فأرا ، 3) وقد يكون العمل السينمائى نقطة انطلاق لإبداع يوازى في حد ذاته ابداع النص الأدبى او على الأقل يقدم صورة سينمائية يكشف به عوالم اخرى من خلال العمل الأدبى في نفس الوقت الذى لا ينفصل فيه عن النص الأصلى .. فالأصل عدم تشويه العمل الأدبى لحساب العمل السينمائى ، ويظهر هذا النمط من الافلام على سبيل المثال في الفيلم الذى قدمه المخرج اليابانى القدير اكيرا كيروساوا (الأبله) عن رواية لدستويفسكى بنفس الإسم والذى قام فيه بتحويل الزمان حيث اصبح بعد الحرب العالمية الثانية والمكان الى الأجواء اليابانية حيث جرت في مدينة هوكايد وهى الأقرب جغرافيا لروسيا ، ولعل هذا مافعله المخرج الايطالى برناردو بيرتولوتشى في فيلمه (الشريك) المأخوذ عن رواية لدستويفسكى بإسم (البديل) لم تلق رواجا كثيرا بالمقارنه برواياته الاخرى ، وقد قام بيرتولوتشى بتحويل الزمان والمكان الى الاجواء الايطالية الحديثة مع عدم الاخلال بجوهر النص الادبى ، او كما قدم المخرج الاسترالى باز لوهران فيلمه ( روميو وجوليت ) عن النص الشهير لشكسبير من بطولة ليوناردو دى كابريو وكلير دانيس وقدم قصة الحب الشهيرة برؤية معاصرة حيث حلت السيارات مكان عربات الخيول وحلت فيرونا الحديثة مكان مدينة فيرونا الايطالية القديمة ، وحتى عندما اخرج ستانلى كوبريك فيلمه ( لوليتـا ) المقتبس عن رائعة فلادمير نابوكوف والتى تحمل نفس الاسم ، كان هنا اراء من اصدقاء كوبريك اثناء اخراج الفيلم في مسألة خاتمة الفيلم والتى لابد ان تتوافق مع المبدأ السائد بأن الله يعاقب الاشرار ، ولكن كوبريك لم يعتنق هذا الفكرة في اخراج الفيلم ،بل ظهر مشهد الخاتمة وكأنه تحدى لهذا المبدأ حيث ظهر جيمس ميسون وهو يقوم بطلاء اظافر الفتاة ابنة زوجته ، وعندما قدم المخرج الدانمركى فيلمه ( بيت الارواح ) بطولة ميريل ستريب والمأخوذ عن رواية لإيزابيل الليندى بنفس الأسم كان يعلم مدى التباين مع ثقافته الدانمركية وثقافة الكاتبة التشيلية ، فلم يقدم الرؤية الخالصة لإيزابيل او بمعنى آخر لم يكن مخلصا اخلاص ارسون ويلز في تقديم الشكسبيريات ، فقد عبر برؤيته التى تتسم بعقلانية اكثر وضحت في شخصية كلارا والتى تتمتع بحاسة سادسة في الرواية بالتنبؤء بأحداث مستقبلية ، لم يهمل اوجست هذه القدرات ولكنه في المقابل لم يصب تركيزه على تجسيد تلك القدرات في مشاهد ربما تكون ملفته للمشاهد ، إلاان الصورة السينمائية هى تكثيف في حد ذاتها ومدلول عن هذه الطبيعة بعيدا عن الاسراف في تناولها ، وفى سرد الرواية يتم السرد عن طريق ضمير الغائب بينما السرد في الفيلم يتم عن طريق ضمير المتكلم . ومن خلال هذه المحاور او الانماط الثلاث في تقديم النص الأدبى للسينما نعود الى نقطة البدء ونقول ان علاقة السينما بالأدب علاقة قديمة وعميقة وتبادل منفعة .. انظروا الى تلك الاعمال السينمائية المأخوذه عن ادب سواء قصصى او مسرحى ، من اعطى واخذ اكثر..؟ من كان السبب في نجاح الآخر..؟ ومن ساهم في انتشار الآخر ..؟ ومن قدم ابداعا لا يقل عن الآخر..؟ ...... ( العراب ، ذهب مع الريح ، لوليتا ، مكبث ، الملكلير ، روميووجولييت ، عربةاسمها الرغبة ، سيدتى الجميلة ، كلهم ابنائى ، ساحرات سالم ، الميل الأخضر ، دكتور زيفاجو ، شفرة دافنشى ، الليالى البيضاء ، ساعىالبريد ، الشارعالخلفى ، راشمون ،.....والكثير والكثير من هذه الاعمال )فما هو النمط الذى تفضله وتؤيده عزيزى القارئ من الانماط الثلاث في تحويل الاعمال الأدبية الى تلك الشاشة الساحرة .. شاشة السينما - ننتظر ارائكم .

__________________
Pier Paolo Pasolini
-------------------------------------
. . استهلالة : \

سئل احد المحاورين ذات مرة المخرج الأسبانى كارلوس ساورا الحائز على جائزة مهرجان كان عن فيلمه (ابنة العم انجيل) عن سينما الواقع وهل هى قادرة على ان تضيف كثيرا لمستوى البحث الإنسانى وقال: انه من الأهمية ان نصنع سينما تصور الواقع المباشر فعلينا ان نتخيل رجلا يسير متنزها او ذاهبا لزيارة عشيقته ..قد يكون من الجميل لو ان هناك كاميرا تتابعه وتصور اقل لفتة يقوم بها..شئ رائع غير انه لا وجود لهذه الكاميرا ونحن هنا في مجال اليوتوبيا ، بديهى ان نعود مع سينما الحقيقة لكى نقع مرة اخرى في شرك التسميات المصطنعة ولكى نصنع سينما الواقع يتعين ان نستخدم كاميرا خفية ، فنتجنب بعد ذلك التلاعب في مونتاج الأمتار القليلة من الفيلم التى حصلنا عليها بهذه الطريقة..اننا ما ان نبدأ في تهيئة المادة الفيلمية ،إلا ويصبح لاوجود لما يقال له سينما الواقع ..والتى تتحول الى سينما المؤلف..قد يختصر ويلغى مشاهد ويرفع عبارات تتم على منحى من الجمال المسمى،،وترتيبا على ذلك ..فقد ارى ان سينما الواقع لا تعدو كونها نوعا من اليوتوبيا وليست من الحقيقة في شئ .** وكان هذا الرأى العملى للمخرج الإيطالى ربرتو روسيللينى والذى تبنى الواقعية الجديدة بالإهتمام بإستقصاء الحقيقة والبحث الاجتماعى والطرق الفنية في الإبداع السينمائي كالتصوير خارج الاستوديو من خلال الديكورات والإستعانة بممثلين غير محترفين وعدم الأصطناع في كل ما هو يبدو من جمال غير مألوف ، وكانت السينما بالنسبة له منطلق من الحرية ..حرية الابداع.فالسينما ..هذا الفن الذى نشأوترعرع في اكشاك وعلى جدران المنازل والمقاهى آن له ان يكتسب خلال بضعة سنوات مستوى ثقافى شعبى لم يسبق له مثيل وإن كانت اكتسبت شهرة اقوى من الفنون السابقة وعلى رأسها فن المسرح .. وقد تكون نبعا للحكايات والذكريات بالنسبة لفيدريكو فيللينى ، وقد تكون دراسة وجودية اليمة بالنسبة لإنجمار برجمان ، وقد تكون تعبيرا غنائيا بالنسبة لبرناردو برتولوتشى ، او مجموعة من الأخبار التاريخية بالنسبة لفرانشسكو روزى او قد تكون سلاح سياسى بالنسبة لكوستا جافراس او بحثا في اعماق الذاكرة عند آلن روزينه او منطلق للحرية الأبداع من وجهة نظر ربرتو روسيللينى وقصيدة شعرية غاية في القوة ..غاية في الرقة بالنسبة لـ بيير باولو بازولينى ، وعلى الرغم من حداثة نشأة السينما بالمقارنة بالفنون الأخرى التى عاشت الآف الأعوام إلا انها استمدت القوة والشعبية من الجمهور لتقف بهامتها امام هذه الفنون القديمة ..ولا ننكر ان المسرح والذى هو ابا للفنون.. ليس له كل الجاذبية والإنبهار الذى يحدث لنا عندما نشاهد فيلم سينمائى جيد الصنع ..مما جعلنا نقيم مهرجانات وندوات ومنتديات حوارية على الإنترنت عن هذا الفن السحرى الذى يجذب العقول ويروج نظرية الأنفصال المؤقت عن الواقع من خلال رؤية هذه الشاشة الساحرة طوال مدة العرض والذى عادة لايحدث هذا الإنفصال عند مشاهدة عرض مسرحى......اذن اصبح الفيلم السينمائى ليس مجرد سرد او مجموعة عناصر متجانسة تجرى مع الزمن، وانما ايضا كظاهرة بيانية تتجلى واضحة فوق ابعاد الشاشة السينمائية ومع التطور العملى للمونتاج الذى يتيح الترابط المنطقى للحيز المرن ، كان من شأنه ان يضع السينما في مستوى جمالى يتفوق على باقى الفنون .. وفيما يبدو اننا اسهبنا كثيرا في الاستهلالة ولتقديم مخرجنا الأيطالى الذى يُعتبر من اكثر السنمائيين اثارة للجدل والنزاع في السينما الإيطالية .. فإذا نحن ذكرنا السينما الإيطالية فإننا نقول انها رُفعت على اعمدة اهمها( فيدريكو فيللينى، لوكينو فيسكونتى، ميتشل انجلو انطونيونى، روبرتو روسيللينى ، فرنشسكو روزى ، برناردو برتولوتشى واالأخير قد درس الإخراج على يد مخرجنا " بيير باولو بازولو ".. نموذج من مخرجى السينما الإيطالية والذى هو موضوعنا في هذا المقال .-----عندما تتحول السينما الىقصائد غاية في القوة ..غاية في الرقة ولد بيير باولو بازولينى عام 1922 في مدينة بولونيا الإيطالية حيث قضى سنوات الصبا والشباب في العهد الفاشى وكانت القراءة ملاذ الفتى بازولينى وهوايته الجميلة والذى يقضى معها فترات طويلة من يومه وكانت كتب ريمبو هى الأكثر قرب له .. الى هذا الحد الذى جعله يتجه للأدب.. لقدكان شاعرا وقصصيا بل وفيلسوفا ماركسى النزعة ، وفى عام 1945 اتجه لأختراق عوالم اخرى من الكتابة، فكتب السيناريو بالتعاون مع فيدريكو فيللينى و لكنه انحاز اكثر الى ماورو بولونينى وفى عام 1961 بدأ العمل كمخرج لأول مرة .. وقد نراه منحازا في بدايته السينمائية لطبقة البروليتاريا الدنيا والتى تسكن ضواحى المدن الصناعية ، وعلى الرغم من الروية التى يقدمها من خلال اوساط شعبية إلا انه بأسلوب فريد يصبغها بالصوفية والمنهج الشاعرى الغنائى.. حيث اننا نرى في اول افلامه (القواد..accatone) عام 61 والذى يأخذك الى طريق يقطعه رجل من هذه الاوساط الشعبية ليكسب نجاة نفسه بعد ان سقط فى انحدار اخلاقى وعمل قوادا يورد العاهرات وفى مشهد غاية في الرمز والابداع نرى هذا القواد يتوسل لحفار القبور كى يدفنه بعد ان يموت في بقعة تسقط عليها الشمس وهذا الإيحاء والرمز في افلام بازولينى تجده متجليا في كادرات افلامه والتى مستوحاة التكوين من الرسومات الدينية التقليدية ولعل هذا ما نراه في فيلمه .. الأم روما عام62 والذى يسرد فيه قصة بغية رومانية فى خريف العمر. بعد أن تزوجت قوادها، تركت الشوارع واحترفت بيع الفاكهة. وكا ما تبغيه هو توفير منزل لائق لابنها ايتورى البالغ من العمر ستة عشر عاما، الذى يستاء من ماضيها، ويتورط هذا الابن بعد ذلك فى عصابة اجرامية من حديثى السن، وينخرط فيها الى ان يتم القبض عليه أثناء عملية سرقة. وفى النهاية ، يتوفى فى السجن بل يطل علينا هذا النسق الدينى في فيلمه ريكوتا la ricotta ثم نرى هذا التأثر متجليا مرة اخرى في فيلم.. ( انجيل القديس متىl evangile selon sain matthie ) عام 64 وهو من الأفلام المثيرة للجدل حيث تبدو صورة المسيح وكانها اسطورة شعبية تظهر من خلال اعين الشعب..هذا الشعب المؤمن وقد استعان في هذا الفيلم بممثلين غير محترفين كما اعتاد مع سينما وتجاربه الواقعية واستخدم ديكورات طبيعية واستطاع من خلال نزعته ان يصل الى هذا العمق وهذا التعبير وهذا التحليل الذى كتب به توقيعه على ورقة من وريقات السينما الأيطالية التى تقرأها فلا تملك إلا ان تُعجب بها.. ولا نسنطيع ان نغفل اعمال بازولينى الهامة التى تندرج تحت مسمى الرمز والأسطورية الشعرية كفيللم الكواسر والعصافير عام66 وادويب ملكا في نفس العام وميديا ، وهى احدى شطحات المخرج في سينما الخرافة لكنه قام بنقلها في لغة بديعة وصورة لا تحلو من واقعية وجلبت له هذه الصور احيانا متاعب بل وفضائح كما حدث معه في فيلم برهان للقضية theoreme عام 68 او فيلم قذارة عام 69.....ولإستمراره في تقديم هذا النوع من سينما الخرافات الشعبية قام بإقتباس مجموعة قصص شهيرة تتصف بالتحرر المبالغ فيه وكان منها فيلم (ديكاميرون).. Decameron,I والذى قال هو عنه ..اذا حاولتم النظر الى فيلم الإنجيل وفيلم ديكاميرون بعين ناقدة فإنكم سترون ان الفيلمين يتشابهان كثيرا كل ما هنالك ان الجنس قد حل محل المسيح وهذا كل شئ ولكنه ليس بالفارق الكبير . . وفى عام 73 قام بإخراج فيلمه الف ليلة وليلة لتتأصل علاقتة بالمورثات والثقافة الشعبية بل انه بعلم على تأكيدها في افلامه فيلما تلو الآخر.. إن سينما بيير باولو بازوليينى هذا الفتى الذى كتن مفتونا بالأدب وقراءة كتب ريمبو سبغ هذه الفتنة على اعماله السينمائية فظهرت وكأنها قصائد شعرية غاية في القوة ..غاية في الرقة
تحياتى..

=======================================================================
".. عن نجيب محفوط والسينما.. "

.................................................................
.........................حينما نتحدث عن الأديب العربى الكبير نجيب محفوظ في سينماك فإننا نتحدث في نفس الوقت عن السينمائى نجيب محفوظ.. هذا السينمائى الذى قدم للسينما روايات وقصص وسيناريوهات منفصلة عن اعماله الأدبية ..كفيلم "عنتر وعبله" عام 1945 وهو اولى تجارب كاتبنا الكبير في السينما كسيناريست ، ومن هذه التجارب ايضا..تجارب مأخوذة عن قصص لأدباء آخرون ، وقد تشاركوننى الدهشة عندما نعلم ان كاتب بحجم نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فى الآداب والذى قامت السينما المكسيكية بانتاج فيلمين عن رواياته " بداية ونهاية" من اخراج أرتورو ريبيستين و" زقاق المدق " من اخراج خورخي فونس والتى قامت ببطولته "سلمى حايك" هو نفسه الذى يقوم بكتابة سيناريو فيلم "الطريق المسدود" المأخوذ عن رواية ادبية تحمل نفس الإسم للأديب احسان عبد القدوس ثم يقوم بكتابة الصياغة الدرامية لفيلم "الفتوة" للمخرج صلاح ابو سيف عن قصة ادبية ايضا والبطولة لفريد شوقى والذى ايضا يكرر معه التحربة في فيلم "جعلونى مجرما" من اخراج عاطف سالم والذى يشترك مع نفس المخرج مرة اخرى فىكتابة فيلم "احنا التلامذه" ، وكان الفضل في دخول التجربة السينمائية او بالأحرى اقتحام نجيب محفوظ عالم السينما من باب كتابة السيناريو وليس تحويل اعماله الأدبية للسينما فحسب ، يعود للمخرج صلاح ابو سيف وهذا ما يدين به نجيب محفوظ للمخرج الكبير ، ولعل ابرز هذه الاعمال المشتركة بينهم والمنفصله عن اعماله الأدبية كان فيلم " ريا وسكينة" وهى قصه حقيقية احدثت ضجة أنذاك وكتبت عنها الصحف، واقتبست الفكرة من صفحات الحوادث ليقوم نجيب محفوظ بكتابة الصياغة الدرامية لها، إلا انه يركز على شخصية البطل في احداث الفيلم الذى يقوم بدور الضابط الذى يتنكر بين هذه العصابة ليكون واحدا منهم .. حتى ليكاد ان يكون الضابط هو محور الأحداث وليست ريا وسكينة ، واعتقد ان هذا ليس بمستغرب لو عرفنا ان الذى يقوم بهذا الدور هو نجم نجوم هذه الفترة والفتى الأول بلا منازع "انور وجدى" وهذا ما سبب نقد شديد لهذا الفيلم آنذاك ،حيث تجاهل الظروف التى دفعت ريا وسكينه الى هذا الطريق وهذا المصير ، وربما هذا الذى تداركه نجيب وابو سيف فيما بعد عندما قدما فيلم "الوحش" عام1954 عن قصه حقيقية ايضا لقاتل يُدعى "الخــُط" فقاما ببناء درامى قوى للفيلم يقوم على تحليل الظروف والعوامل التى افرزت عنها شخصية هذا القاتل ، والقصة تحكى عن رجل ثرى ، تقريبا هو الذى يحكم قريته فلا يتهاون في قتل من يقف امام مصالحه او حرق المحصول الزراعى اذ كان خصمه من مُلاك الاراضى وكان اداة هذا الثرى في اجرامه هو الرجل المدعو "الوحش" ، وقد نجح نجيب محفوط في كتابة تحليل درامى قوى عن هذا التفاوت في الطبقات وانهاه بمصرع هذا الثرى والقبض على الوحش مع التأكيد ان الأمان لن يوجد بهذا المصرع وهذا القبض.. انه لن ينتهى إلا بانتهاء النظام نفسه .،، وقد قدما الثنائى ايضا " محفوظ وابوسيف" افلام كــ " المنتقم "وفيلم " بين السماء والارض" والأخير عن قصة قصيرة لمحفوظ والذى نال عنه صلاح ابوسيف جائزة اجرأ مخرج من جمعية الفيلم عام 59 ، هذا والى جانب اول رواية لمحفوظ تٌقدم للسينما " بداية ونهاية" من اخراج ابو سيف ايضا ...ولعل نجيب محفوط يعد الكاتب العربى الوحيد التى عولجت بعض من رواياته اكثر من مرة..كفيلم " الطريق" والمأخوذ عن رواية له بنفس الإسم من اخراج حسام الدين مصطفى وبطولة رشدى اباظه ،شادية . والذى اعيد انتاجه مرة اخرى في فيلم من اخراج اشرف فهمى تحت اسم " وصمة عار" بطولة نور الشريف ،يسراكما اعيد فيلم " اللص والكلاب" المأخوذ عن روايته الشهيره للمخرج كمال الشيخ مرة اخرىتحت اسم "ليل وخونه" لــ اشرف فهمى ايضا .---------وعندما تغير المجتمع الذى كتب عنه نجيب محفوظ ..مجتمع الملكية ، وجاء العهد الجديد بعد قيام الثورة عام 1952 والذى قد انهى قبلها ثلاثيته الشهيرة ( بين القصرين-قصر الشوق-السكرية) وعن هذه التغيرات التى طرأت على المجتمع اعتقد في نفسه انه قد انتهى كروائيا بهذا التغيير الذى سعى اليه من خلال نقد المجتمع في معظم رواياته، وبحثا عن مهنة لزيادة دخله خصوصا بعد زواجه، قام بتسجيل اسمه في قوائم كُتاب السيناريو ، وطوال خمس سنوات لم يكتب فيهم اى اعمال ادبية ، إلا ان الأديب بدأ يتحرك من داخله ويطغى على كاتب السيناريو..وكما ورد على لسانه في كتاب(في حب نجيب محفوظ) للكاتب رجاء النقاش،يقول.. " وجدت نفسى منجذبا مرة اخرى نحو الأدب، وكانت فرحتى غامرة عندما امسكت بالقلم مرة اخرى، ولم اصدق نفسى عندما جلست امام الورق من جديد لأعاود الكتابة، وكانت كل الأفكار المسيطرة على في ذاك الوقت الدين والتصوف والفلسفة " وكانت نتاج هذه المحاولة مرة اخرى للكتابة الأدبية هى رائعته ..(( اولاد حارتنا)) والتى كانت من حيثيات فوزه بجائزة نوبل . والجدير بالذكر ان محفوظ قام باعادة صياغه لها بعد ثمانية عشر عاما في صورة اخرى اشبه بالتجريد لما لاقته اولاد حارتنا من هجوم رجال الدين والتى امتد اثرها الى حد التطرف في عام 94 في محاولة فاشلة لإغتياله وكانت ملحمته "الحرافيش" والتى انتجت السينما المصرية ست افلام مقتبسة عن هذا العمل منها "الحرافيش" و"المطارد" و"التوت والنبوت" و " شهد الملكة" .....واما لو تطرقنا الى روائعه الأدبية والتى تحولت الى شاشة السينما وغدت من كلاسكيات السينما العربية، فالكلام هنا يحتاج لكتاب وربما كتب كثيرة عن تفسير شخصيات وابطال روايته التى تذخر شاشة السينما العربية بها.. هذه الشخصيات الواقعية والمهزومة والمناضلة وصاحبة المبادئ المزيفة كرءوف علوان في رائعته "اللص والكلاب" والذى قدمتها السينما في عمل فنى بديع من اخراج كمال الشيخ، كما ذكرنا آنفا من بطولة شكرى سرحان وشادية وكمال الشناوى ، وفى هذا العمل الرائع ينهار النموذج المثالى للأستاذ صاحب المبادئ رءوف علوان فى نفس سعيد مهران ، ورءوف علوان هذا هو الذى غفرله عندما سرق سعيد زميل رءوف في بيت الطلبه في الوقت الذى سعى فيه رءوف نفسه لعمل سعيد حارسا لهذا البيت بديلا عن والده المتوفى.. فقال له يومها .. ( هل امتدت يدك الى السرقة حقا ياسعيد؟.. برافوا.. كى يتخفف المغتصبون من بعض ذنبهم.. انه عمل مشروع.. لاتشك فى ذلك.. أليس عدلاً ان ما يؤخذ بالسرقة فبالسرقة يجب أن يسترد).. وهو الذى حثه على القراءة الكثيرة وبأن يتدرب على استخدام المسدس لكى يجاهد فى سبيل الوطن، ويوما قال له (سرقات فردية لاقيمة لها.. لابد من تنظيم.. فى هذا الوطن لايستغنى الفتى عن المسدس والكتاب.. المسدس يتكفل بالماضى ـ والكتاب للمستقبل فتدرب واقرأ ) .. وبعد مرور السنون تظهر حقيقة الاستاذ بعد زيارة سعيد مهران له في منزله الفخم يصبح الأستاذ اكذوبة كبيرة ،ويخرج سعيد من المنزل الفخم ساخطا على هذا التحول للرجل الذى ملئ عقله باكاذيب ، ويحدث حوار صامت بين سعيد ونفسه عن تحول مثله الأعلى ويقول (هذا هو رءوف علوان ،الحقيقة العارية ، جثة عفنة لا يواريها إلا تراب ، تخلقنى ثم ترتد،تغير بكل بساطة فكرك بعد ان تجسد في شخصى..خيانة لئيمة لو اندك عليها الجبل دكا ما شُفيت نفسى ..اود ان انفذ الى ذاتك كما نفذت الى بيت التحف والمرايا بيتك ولكننى لن اجد إلا الخيانة).اما عن روايته "زقاق المدق" السالفة الذكر والتى قاما ببطولتها كلا من شادية في السينما العربية وسلمى حايك في السينما المكسيكية ، تجد ضمن شخصيات الرواية ..هذه الشخصية الغير سويه التى تنتمى الى العالم السفلى..العالم التحتى..انه زيطه صانع العاهات واحد من قاع المجتمع وهو لا يزور احد ولا يزار ومهنته تتلخص في انه يصنع العاهات للذى ضاقت بهم الأرض لإحتراف الشحاذه لكى يكسبون بهذه العاهه تعاطف العاطى ، وزيطه هذا صاحب خيال مريض يتمنى في نفسه تعذيب كل الناس ويتمنى لو ان يكون اغلب اهل الأرض شحاذون..شحاذون يأتون له ليصنع لهم العاهات، فالقادم له صحيحا يخرج من عنده مبتور الأيدى او الساق او او ... وترى هذه الشخصية يقضى اوقات فراغه في تخيل انواع جديدة واشكال جديدة للتعذيب والذى يتمناه للناس ، وتكون هذه الشخصية التى تمتلك خيال مشر في الزقاق هى نفسها التى تجدها في واقع الحياه من شخصيات تقوم بتشويه الحياة بصور عديدة ، فالحياة الذى تحمل الخير هى نفسها التى تحمل الشر . كما يقدمها محفوظ في روايته وكما عالجها كثيرا في معظم قصصه .وكانت (ثمن الضعف) ..هى عنوان اول قصة يكتبها كاتبنا الكبير والتى نُشرت عام 1934 وبعد نشر هذه القصة حدث حالة تردد بين المضى قدما في مشوار الأدب وبين اكمال دراسته للفلسفة من ماجستير ودكتوراه، إلا ان اختياره للأدب هو الذى انتصر، ولكنه جعل الفلسفة قضية مطروحة في اغلب اعماله، تدرج الكاتب الكبير في المناصب الحكومية من سكرتير برلمانى الى العمل كمديرا لمؤسسة القرض الحسن بوزارة الاوقاف الى مدير مكتب وزير الإرشاد ثم مدير للرقابة على المصنفات الفنية ثم مدير عام لمؤسسة دعم السينما ثم الى رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للسينما وهى آخر مناصبه الوظيفية ، فالأديب لم يكن صاحب اروع الأعمال الأدبية التى تحولت للسينما فحسب بل كان ايضا كاتبا للسيناريو و مسئولا عن صناعة السينما في بلده ولذا فالسينما جزء لا يتجزأ من مشوار نجيب محفوظ سواء الإبداعى او المهنى .قام نجيب محفةظ بكتابة حوالى 25 فيلم وعالجت السينما 40 فيلما مأخوذ عن رويات وقصص قصيرة من ابداعه
.

بنات الجيل " بمناسبة الحرية ((مقال((ـ

عزيزى . . بالتأكيد انا فتاة حره.. فتاة متحررة كما ترانى وكما يرانى باقى الزملاء.. ربما تحررى من وجهة نظرك مبالغا فيه خصوصا بالنسبة لملابسى .. واعترف لك ايضا اننى مؤمنه بمدى مبالغته.. ولكنى لست احب ان يُقال عنى اننى (old fashion) .. وكيف ونحن نرى حولنا العالم كله وقد غدا كقرية صغيرة.. فضائيات.. انترنت.. اقمار صناعية.. والفتاة كائن حى له عين ترى واحساس يدفعها بأأن تجارى ما تراه من فتيات الخارج..إن الفتاة فى اوربا وامريكا تستطيع ان تترك المنزل من سن السادسة عشر وتجلس مع البوى فريند فى بيته..وابداً ما اطالب بهذا الانحلال وهذه الحرية الغارقة .. لإننا لا زلنا نحمل العروبة فى هويتنا واسم الله فى قلوبنا.. واعترف لك ان كثير من فتيات الجيل ليسوا بهذا التدين المطالبون به ومع ذلك لسنا بهذا السؤ الذى يعتقد الشباب فينا.. فمن الممكن ان اصادق فتى معى فى الجامعة او فى العمل او .. او .. من الممكن ان تنطلق شرارة الحب بيننا.. ومن الممكن ونحن نسير معا ان تتشابك الايدى.. ومن الممكن ان يُقبلنى قُبلة المحبين.. مجرد سلام.. سلام بالشفاه.. لكن ليس اكثر من ذلك.. فإلى هنا يتحرك هذا الدين و هذه العقائد الموروثه فينا فى قلبى.. وتصرخ فى اعماقى.. انتبهى انتى فتاة مسلمة .. الى هنا تقف الحرية بلا حراك.. واعود لموضوع الملابس .. انها طبيعتنا نحن الفتيات .. اننا نغار من بعضنا البعض .. إن الفتاة تغار حتى من اعز صديقة لها بل و اختها إن قالوا عنها انها غاية فى الاناقة عنها .. وتحررى من قيود التقاليد القديمة.. هو ايضا مجاراة للزمن.. زمن المسنجر والبلوتوث.. زمن اللاب توب يا عزيزى.. لم تعد الفتاة جالسة فى بيتها تنتظر الفارس الذى يحملها على حصانه الابيض.. لقد مضى هذا الزمن.. انها هى التى تختار الفارس والحصان الابيض .. انه لم يعد وجود الأن للحب العذرى.. الحب الذى يكتفى بنظرة وابتسامه خجولة فوق الشفاه.. لقد ذهب هذا الزمن ..ولابد ان نواكب العهد الجديد وإلا سنصبح مجرد انتيكات قديمة فى المتحف العربى.. ومع ذلك انا لا اقول لك اننى حره هذه الحرية المطلقة ..مع كل هذا انها حرية محدودة فى اطار رواسب داخلنا ..وعقائد داخلنا نحن .. لا تفرض علينا .. ثم إن الفضيلة يا عزيزى لا تُفرض علينا بالسوط.. انها كزرع يكبُر ويترعرع بمرور السنين...... فاأنا استطيع ان اقنع عائلتى وجيرانى وابناء العمومة اننى اشرف بنت على وجه الأرض.. بينما انا بعيدة كل البعد عن هذه الصفة.. سأقص عليك قصة صديقة لى لأثبت لك فحوى كلامى.. كان لعائلة صديقتى هذه برنامج يومى محدد لا يتغير.. فهم ينامون فى الثانية عشر ويبدأون يومهم فى الساعة السابعة.. وكانت هذه الصديقة تتسلل بعد الساعة الواحدة سرا وفى الخفاء الى خارج المنزل لتقابل صديق اخوها والذى ينتظرها فى سيارته امام المنزل وتلقى بنفسها فى السيارة وتنطلق بها السيارة الى مكان بعيد .. مكان هاددئ تظل معه فيه حتى الرابعة فجرا.. ولك ان تتخيل ماذا يحدث فى هذه اللقاءات.. ثم تعود قبل ان تستيقظ العائلة وكأن شيئا لم يكن.. وهى بالمناسبة ملابسها غاية فى الإحتشام وصوتها خفيض ويخيل لمن لا يعرفها انها خجولة .. خجولة جدا.. اما انا فكما ترانى ويرانى باقى الزملاء لست محتشمة ولا ارتدى حجاب وملابسى بها كثير من التحرر.. ليس لأجذب بها الأنظار .. لكن فقط لمسايرة الموضه .. بإختصار انا مجنونة بأحدث صيحات بيوت الازياء .. وابحث عنها دائما فى مجلات الموضة فقط لأنى لا احب ان اكون ( old fashion) بين زميلاتى .. انها الغيرة يا عزيزى فقط الغيرة وليس قلة حياء كما يعتقد البعض اما عن حديثى مع الطلبه وقهقهتنا العالية التى تخلو من معنى الحياء كما يتردد عنا .. بل اود ان اضيف لك معلومة اخرى ان اغلب اصدقائى طلبه اكثر منهم طالبات، وهذا ليس غريبا .. لقد اصبحنا فى مجتمع السموات المفتوحة.. المجتمع الحر.. لا مجال فيه للبنت الخجوله الضعيفه .. المغلوبه على امرها.. لقد اصبحنا الاقوى.. اصبح القرار فى يدينا.. لا فى يد ولى الأمر.. لم يعد فرض الرأى على البنت كما كان فى العهد القديم .. انها تفعل ما تريد وقتما تريد.. حتى التقدم العلمى سهل لنا ما لم يكن فى الماضى البغيض.. فى الماضى كانت هناك جملة تتردد على مسامعنا دائما.. شرف البنت كعود الثقاب لا يشتعل إلا مرة واحدة .. اما الأن يا عزيزى بفضل التكنولوجيا اصبح شرف البنت كولاعة السجائر تشتعل الف مرة .. انك لا تستطيع فى هذا الزمن ان تُجزم بعذريه الفتاة التى تتزوجتها .. حتى لو بدت امامك عذراء.. وكم من عمليات تُجرى لهذا السبب.. ولكنى ومع كل ذلك اقول لك.. اننى لست فتاة سهلة.. فالفتاة السهلة هى التى تستسلم لإرادة الغير.. اما الفتاة الحره .. هى التى تفرض ارادتها على الغير.. وانا ارحب بأى صديق يعرض لى صداقته واقبلها لأننى حره.. حره افرض ارادتى ولست سهلة .. لعلك فهمت

Friday, November 2, 2007

جفت الدموع

" ..جفت الدمـوع .. "

*******************************************************
جفت الدموع..
انتهى الأمر
ذهبا كلا منا فى طريق
هكذا تنبئنا حبيبتى لكن..
ابداً .. لم تجف الدموع
لم ينتهى الأمر
لم اذهب فى طريقى
*اعرف جيداً ماذا سيحدث
سأذوب فى حزن سرمدى
سأبحر فى نهر من الدموع
وعلى زورقى الخشبى..
أنثرمن حــوله الشموع
واصطلى نارا الفراق
وسأتذكرك كثيراً..كثيراً
ويجول فى خاطرى اشتياق
وحنين ايامُنا الجميلة
** جفت الدموع..
ابداً .. لم تجف الدموع
اعــرف جيداً ماذا سيحدث
حينما يداهمني الليل..
ويظهر القمر وراء ستاره الأسود
ســأرى وجهك فيه..
والمح ضوء عيناك فى ضوءه
وابتسامتك المرحة داخله ترقد
تدب فيه الروح..
تجعله يدور حولى
يرقص..يتبسم
ويميل الى السماء فترسُم
صورة وجهك على صفحتها
وتشاركه الرقص مع نجومها
ومعه ايضا تتبسـم ..
** جفت الدمـوع..
ابداً.. لم تجف الدموع
اعرف جيداً ماذا سيحدث
ستنهك محاولاتى كلها سدى
فى ان انسـاكِ
سأسير مسافات واقفز خطى
لعلنى ابعد..واتجنب رؤياكِ
وبعـد كل هذا..
ارانى .. لم اسر بعيداً
فمازلت قريبا منكِ
بل اكثر إقترابا
كنا نتمنى ان نبكى وقتا
وينتهى الوقت وتجف الدموع
ويخبو حبك بعدها..
وتطل لى الدنيـا ببريقها
وننسى ونتناسى ويصبح ما بيننا
فكرة ..مجرد فكرة..
رحلت عن ايامنا
لكن هل .....؟
جفت الدمــوع
وانتهى الأمــر
وذهبا كلا منا فى طريق
ابداً .. لم تجف الدموع
اعرف جيداً ماذا سيحدث

"تمت"