Thursday, December 13, 2007

جزء من روايتى (الفنان العظيم ....) ـ

الفنان العظيم..... ـ (رواية ) ـ
وجلس الصحفى الشاب يقرأ عليه ما كتب وقرأ...
اعرفكم بنفسى.. حاتم رفعت .. فنان.. ولست بفنان عادى..انا واحد من المشاهير التى تخطت شهرته حدود الوطن العربى لتقف اغنياته وموسيقاه بهامتها امام اشهر فنانى الغرب لتنافسهم في سوق الكاسيت.. انا مطرب وملحن وكاتب اغانى واحيانا ممثل سينمائى، شكلت اغنياتى في وجدان جيل كامل وتأثروا بها حتى الجنون.. ولهذا السبب تلقفونى منتجى السينما لإستغلالى او على الأدق لإستغلال شهرتى في انتاج اكثر من فيلم.. كانت قصص هذه الأفلام عادية..ولكنى حاولت ان اخلق من بين سطورها شئ مختلف، فأضفت جملة وحذفت اخرى..وكتبت حوار كامل اقوله على لسانى يدعو الى فضيلة معينة،حتى تكتمل صورتى امام الجماهير..صورة الفنان الذى يقدم شيئا مختلف..يُقدم فن راقى، وهكذا كتبت عنى الصحف بعد عرض هذه الأفلام..اننى فنان من نوع اخر .. فنان راقى .. ولاقت افلامى نجاح رهيب بين الشباب حتى اصبح وجود اسم حاتم رفعت على بوستر اى فيلم يكفى لجذب الجماهير وملئ جيب منتج الفيلم بالملايين.. وكانت مسألة مرهقة العمل في السينما.. خصوصا السينما التى احب ان اقدمها.. السينما التى ترفع من شهرتى وحب الجماهير،لا التى تأخذ من رصيدى عندهم .. فكنت تقريبا اعيد كتابة السيناريو من جديد لأكتبه على طريقتى وبفكرى واحاول اثارة مواضيع اعرف جيدا انها ستلقى صدى عند الجمهور.. وطبعا لا احد من صناع الفيلم يجرؤ ان يعترض على ما اكتبه..لا المخرج.. ولا المنتج .. ولا السيناريست ، ففى النهاية انا الذى اجلب لهم الملايين ، وبرغم نجاح افلامى..هذا النجاح الرهيب، اخذت قرارى بوقف هذه المهزلة والتفرغ للألحان والغناء، فهذا مجالى وكاريرى الذى عرفونى الناس من خلاله.. واحبونى من خلاله.. وانهالت على المعجبات من خلاله، كنت حريص اشد الحرص في رسم مستقبلى الفنى ، ولم يكن هذا القرار الذى اتخذته هو قرار نهائى بالإنقطاع عن السينما.. ولكنها هدنة ، لأنى اعرف جيدا اننى سأعود لها مرة اخرى ..فتأثيرها وبريقها لا يستهان به.. ولتكن هدنة.. اتفرغ لعمل الحان قوية وموسيقى متطورة..هذه الموسيقى الذى تعودها منى الجمهور.. فأشد ما كان يؤرقنى هو ان اكرر نفسى، كنت حريص على ان اقدم كل عام شئ جديد.. مفاجئة جديدة لجمهورى، ولهذا اصبحت حاتم رفعت الفنان المشهور التى تخطت شهرته حدود الوطن العربى، واصبح معشوق النساء، وله معجبات.. معجبات مجانين ، ولو سردت عليكم حكايات معجباتى المجانين ، لملئت بها عشرات الكتب .
وفى الحقيقة كل واحدة منهن تستحق ان يُكتب عنها كتاب..فمهنتى جعلتنى اعرف بنات كثير.. كثير جدا.. بنات كبار المسئولين في بلدى وبلاد اخرى.. وبنات العائلات الثرية.. وايضا بنات عاديات.. وبرغم الإختلاف في المستوى المادى والثقافى .. إلا ان كلهن كانوا بنات.. بنات يتمنون نظرة منى.. وهمسة منى.. وقبلة منى.. وصورة معى.. وفراش يجمعنا.. وسأقص عليكم بعض من حكايات المعحبات معى.. انها نماذج تثبت مدى الجنون والإنهيار الذى يعانيه المجتمع.. ولكنها نماذج استثنائية .. استثتائية جدا.. فهن نساء السوبر ستار.. صفوة المجتمعات العربية، وكانت ابتهال واحدة منهن .. كانت امراءة خليجية من احدى الأسر الحاكمة في بلدها، جائتنى وفى عينيها بريق الرغبة والجنون وعرضت تحت قدمى عشر مليون دولار.. اتعرفون ما المقابل.. كان المقابل ان اعاشرها ليلة واحدة.. ليلة واحدة فقط يجمعها فراش مع المطرب المشهور حاتم رفعت، وتدفع من اجلها عشرة ملايين من الدولارات.. لعلكم لاتصدقون.. ولكنها الحقيقة..كانت ابتهال تريدنى بأى شكل من الأشكال في الحلال في الحرام ..لايهم، حتى وصل بها الأمر ان كانت تتتبع حفلاتى في كل الدول التى اسافرها وتطاردنى بعد كل حفلة لتعرض على عرضها السخى.. وكنت ارفض في كل مرة..كنت لازلت في هذه الأيام احمل بعض المبادئ والشرف.. وكان بريق الجنون قد اشتعل في هذه المرأة حتى انها هددتنى ان لم اقبل عرضها ستقتلنى وتقتل نفسها ثم بكت.. بكت امامى ، حتى اشفقت عليها من جنونها ودموعها.. وكان من عادتى ان لا اتحمل رؤية امراءة تبكى امامى..تبكى لشئ استطيع ان افعله لها حتى تكف عن البكاء.. وردخت لرغبتها.. حتى تكف عن البكاء ، ولا انكر عن نفسى ان سال لعابى نحو الملايين العشر التى وضعتهم تحت قدماى مقابل هذه الليلة.. وليلة واحدة لن تضر.. لعلها مسكينة.. ربما كانت تريد ان تثبت لنفسها شئ ، انها تستطيع ان تخضع بملايينها واسم عائلتها.. اشهر الرجال.. واوسم الرجال .. واجذب الرجال..ومن غيره..؟ حاتم رفعت ، ورضيت فيها رغبتها المجنونة وعاشرتها لليلة واحدة.. لم اكن اعلم وقتها ان التنازل هو اول خطوات السقوط في هذا العالم الغريب التى تسيطر فيه الرغبة على القيم والمبادئ والشرف ، وكانت ابتهال اول خطوة في هذا الطريق ، واخذت منها ملايينها.. وارتاحت هذه المجنونة بعد اطفاء رغبتها الأكثر جنونا.. واعطتنى الملايين العشرة في سعادة وامتنان، وبعد ارتفاع اسهمى.. اسهم حاتم رفعت في سوق الغناء والشهرة حتى وصلت للقمة .. ظهرت فتاة اخرى في طريقى وحكايتها معى لا تقل اثارة عن ابتهال.. ربما كانت اكثر غرابة.. اولا احب ان اعرفكم بهذه الفتاة.. انها ريهام، فتاة من بلدى.. فتاة مدللة، ولها كل الحق في ان تُدلل.. فهى الإبنة الوحيدة لمسئول خطير، وحتى اكون صريح اكثر معكم.. فهى ابنة رئيس الوزراء.. شئ مخيف .. اليس كذلك، ورغبتها اكثر جنونا من رغبة الخليجية ابتهال .. ربما لأنها رغبة بلا معنى، وكان العرض المقابل لتحقيق رغبتها مثير ومغرى جدا .. لم يكن مال كعرض ابتهال ، كان السلطة.. النفوذ .. القوة، وبنظرة قوية وكأنها امر من رئيس الوزراء شخصيا قالت .. سأضع البلد كلها تحت امرتك بوزرائها ومسئوليها وشعبها.. عرض مثير ومخيف.. مخيف جدا ، فالمال بدون سلطة لاشئ. ربما يستطيع ان يشترى بعض من السلطة والنفوذ، لكنه لا يستطيع شراء كل السطة وكل النفوذ ، وقبلت عرض ريهام.. ومن المجنون الذى يرفضه.. يرفض هذا العرض امام مقابل ساذج جدا ، وغريب جدا كهذه الفتاه ، ان كل ما طلبته منى ان ترانى عاريا.. عاريا تماما، ونفذت رغبتها المجنونة ، وظهرت امامها عاريا دون ان يحدث بيننا اى شئ، فلم تكن تريد منى سوى ان ترانى هكذا امامها..ولم تفكر حتى ان تلمسنى او تتركنى المس فيها شيئا.. و لم اعرف الى الأن ما مدى سعادتها اوالمتعة التى احست بها وهى ترانى عارى امامها، حتى اننى حاولت ان افعل معها شيئا، لكنها رفضت وبشدة، فهناك نوع من الفتيات يتسمون بنوع غريب من الجنون.. جنون يستحق الدراسة ، وكل هذا بسيط بالمقارنة بما حدث مع هذه المرأة.. وكالعادة لم تكن امراءة عادية ..كانت امراءة استثنائية جدا .
انها زوجة.. زوجة رئيس دولة عربية،ارجوكم لاداعى لذكر اسم الدولة لعدم الإحراج وحدوث خلافات سياسية بسببى ، لعلكم ستعرفوها من بين السطور.. كانت هذه الزوجة الإستثنائية معجبة بى وبصوتى وبموسيقاى واسلوبى المبهر في تقديم حفلاتى .
وبدأت الحكاية عندما كنت احيى في بلدها احدى حفلاتى ، وبعد الحفل مباشرة وانا خارج وجدت ثلاث رجال مندوبين عن وزارة الثقافة ينتظروننى على باب المسرح ويطلبون منى في حزم لا يخلو من ادب الذهاب معهم لقصر الرئاسة، وظننت وقتها ان الرئيس سيكرمنى بقلادة او بجائزة التميز نظرا لنجاح حفلاتى في دولته نجاح غير مسبوق ، ولكننى كنت مخطئ في ظنى، فقد علمت بعد خمس دقائق من وصولى القصر ان الرئيس خارج البلاد في مؤتمر عربى.. وفى قصر الرئاسة استقبلتنى حرم الرئيس ووزير الثقافة، وفى رحاب القصر، تحدثت معى حرم الرئيس بكل وقار وهيبة منصبها الخطير..منصب حرم الرئيس .. تحدثت عن الفن وعن الفن الذى اقدمه بالذات ..هذا الفن المبهر الذى التف اليه الشباب من المحيط الى الخليج.. وكيف اننى استطيع تكريسه لخدمة القومية العربية، وقاطعها وزير الثقافة يقول .. انك تملك يا سيد حاتم مالايملكه كبار الساسة العرب .. تملك حب الناس ، وضحكنا جميعا ضحكة رسمية.. ضحكة صادرة من داخل قصر الرئاسة ، ثم قالت حرم الرئيس في وقار وهيبة منصبها الخطير: اننا ياحاتم نريدك في احياء بعض الحفلات في مدن متفرقة وستباع هذه الحفلات للمحطات الفضائية ويذهب عائدها الى الهلال الأحمر، ما رأيك..؟ وطبعا وافقت دون تردد، وتم الإتفاق على احياء خمس حفلات في خمس مدن تذهب عائدها في النهاية الى المنكوبين في لبنان وفلسطين ، ولعلنى وجدته هدف نبيل.. وربما رأيته نوع من التطهير عن بعض الذنوب التى حدثت في الماضى..وعلى حد علمى ان الحسنات يذهبن السيئات..وانتهى الإتفاق، وقمت لأغادر القصر انا ووزير الثقافة.. ولكن السيدة حرم الرئيس دعتنى على العشاء.. عشاء رسمى بمناسبة موافقتى على الإتفاق المبرم بيننا في احياء خمس حفلات في بلدها ، واستأذن وزير الثقافة متعللا بمشغولياته في الوزارة.. وتناولت العشاء مع حرم الرئيس على مائدة واحدة .. وكانت المرة الأولى في حياتى ان اتناول عشاء رسمى مع حرم رئيس دولة. . وانتهينا من تناول العشاء ودعتنى معها الى المكتب..مكتب رئيس الجمهورية لتطلعنى على خطة الحفل والميزانية المفروضة لها والمدن التى سأغنى فيها ، وجلست حرم الرئيس خلف مكتب رئيس الدولة، ثم اخرجت شيئا من احد ادراج المكتب وارتاحت في جلستها وقد تدلت من يديها سلسلة تنتهى بمفتاح ، وقالت وهى تبتسم ابتسامة طفلة مدللة وتهز امامى هذا المفتاح وكأنه بندول لساعة اثرية ثمينة..
- ما رأيك في هذا المفتاح
وقلت مجاملا..
- تصميمه رائع ..لعله مفتاح لشئ ثمين
وقالت وهى تضحك ضحكة الطفلة المدللة
- ليس مهم التصميم..ألا تريد ان تعرف ماذا يفتح..؟
وقلت متحفظا
- ماذا يفتح..؟
قالت وهذه الإبتسامة ..ابتسامة الطفلة المدللة فوق شفتيها
- انه مفتاح قصر يطل على شـاطئ سانت مونيكا ، ثمنه خمس وعشرون مليون دولار..ما رأيك ......؟
وقلت في ادب
- رأى في ماذا
قالت بهذه الإبتسامة
- لو كان لك
وقلت ضاحكا في ادب
- اتمنى
وقالت وقد اتسعت هذه الإبتسامة فوق شفتيها
- اذن هو لك
فقلت في ابتسامة متحفظة
- ولكن ثمنه غال
قالت وعيناها تنظر لى نظرة قوية
- اعتبر ثمنه مدفوع
وقلت مبهوتا
- كيف..؟
قالت وقد ازدادت نظرة القوة في عينيها
- لى طلب واحد بعدها يكون القصر من املاكك الخاصة
فقلت مندهشا
- ما هذا الطلب..؟
قالت وهذه الإبتسامة قد عادت لشفتيها..ابتسامة الطفلة المدللة
- بوس قدمى
واحسست وقتها بجرح شديد في كرامتى ووثبت من على المقعد في سخط متأهبا للخروج
فقالت في حدة لا تخلو من امـر وكأنه قرار جمهورى
- اجلس مكانك لو سمحت ..
وجلست مكانى صاغرا لهذا القرار الجمهورى
ثم قالت وقد زالت الحدة من صوتها
- انه رجاء
فقلت في سخط
اى رجاء هذا في ان ابوس قدمك ..
وقالت وكأنها تبكى
- لو تريد ان ابوس قدمك مستعدة.. لكن اريدك ان تتأكد ان طلبى لست اقصد منه اى اهانة لك..صدقنى .. واستطردت بعدما اشعلت سيجارة وظهر عليها شئ من التوتر . . ارجوك ياحاتم.. ربما تقول عنى مجنونة، لكن هذه الرغبة تملكتنى منذ فترة، ولم اتعود ان تجتاحنى رغبة دون ان تتحقق.. واعلم ان الحفلة التى جئت خصيصا لأجلها انا التى دبرتها مع متعهد حفلاتك والحفلات الخيرية التى نريد منك احيائها، ليست إلا سبب لآراك.. لأحدثك .. لتأتى الى هنا.. لتبوس قدمى.. وتأكد انك ستفعل
وقلت محتدا
- اهذا امر .. ؟ ان لا قوة في الأرض تستطيع ان ترغمنى ان افعل ذلك حتى لو كان الرئيس نفسه وانا هنا في بلدكم ..
وقالت في عصبية
- اسمع يا حاتم..لو تريد خمس وعشرين مليون دولار اخرى فوق القصر اعطيتك ..لو تريدنى انا ابوس انا قدمك سأفعل، اعتبره رجاء .. مجرد رجاء مجنون من صديقة ..ارجوك ياحاتم .. لاتضطرنى لإتخاذ اسلوب اخر معك.. انها قُبلة .. الم تُقبل امراءة عمرك..؟
قلت وقد بدأت اخاف منها ..
- من المؤكد قبلت امراءة ولكن ليست بهذه الطريقة
فقالت في سرعة
- ما الطريقة التى تحب .. ؟
وقلت في تردد..
- ان يحدث شيئا يحفزنى ان ابوس قدمك..
ولا انكر عليكم فقد كنت وصلت لمرحلة الرعب..فقد تأكدت انها من هذا النوع من النساء .. النساء المجانين.. وربما تطلق على رصاصة من خلال هذا الجنون ، وطبعا لا احد في بلدها
سيستطيع ان يقف امام رغبتها في ان تطلق على رصاصة
وقـالت لاهثـة
- ما هذا الشئ..؟
فقلت محرجا
- مثلا ان ترقصى لى. .
وقالت دون تردد
- موافقة..
وللحقيقة بُهت ..لم اكن اصدق ولا حتى في الخيال انه سيأتى يوم وترقص لى حرم رئيس دولة.. ولكنها رقصت.. رقصت لى نصف ساعة.. وبقميص النوم.. رقصت لأجلى.. وبعدها قبلت قدميها، وزادت على طلبها في ان اُقبل كل اصبع من قدميها على حده ..ونفذت رغبتها المجنونة.. اعذرونى فالخوف قد ملئنى .. وابقيت في بلدها لإحياء هذه الحفلات الخمس.. ثم ودعت شعبها والذى نصب لى تمثالا من الهتاف والثناء بسبب اعمالى الخيرية وتحدثت عنى قنواتهم التلفزيونية وقالت اننى فنان محترم.. فنان عظيم وصاحب رسالة فنية سامية..انهم لايعرفون ثمن رسالتى الفنية السامية، وغادرت هذه البلد وكبار رجال الدولة يودعوننى وانا على سلم الطائرة، وكأننى زعيم او بطل قومى.. وعدت لبلدى حاملا هدية تذكارية من رئاسة هذه الدولة وهدية خاصة من حرم الرئيس..انه هذا المفتاح للقصر الذى ثمنه خمس وعشرين مليون دولار ويطل على شـاطئ سانت مونيكا.
كانت هذه مجرد نماذج .. نماذج استثنائية من معجباتى وليس الكل، فالباقى ليسوا من هذا النوع من اصحاب الثراء الفاحش ولاينتمون بصلة لأصحاب القرار في بلادهم ، ولكنهم نساء.. كلهن نساء يحملن داخلهن هذه الرغبات المجنونة، والتى معها المقابل تستطيع ان تُحقق رغبتها في هذا الفنان المشهور الذى تخطت شهرته حدود الوطن العربى، والتى لاتمتلك الثمن تحمل جنونها داخلها، فلم اكن مشاعا لأى بنت تعرض على نفسها، حتى لو كانت اجمل الجميلات، كنت انتقى منهن من تستحق ان يجمعها فراش مع حاتم رفعت الفنان المعروف، وغالبا ما تكون من طبقة الصفوة، ودائما ماكنت استغل كل فرصة تأتينى من هاتيك النساء افضل استغلال لصالح ان اظل حديث المجتمعات الراقية والمطلوب دائما في حفلاتهم، فإن لم يكن مال، كان النفوذ، وان لم يكن نفوذ، كانت العلاقات، فالعلاقات العامة تتيح لى مزيد من الشهرة ، مثلا كعلاقتى مع نائلة، وكانت لها حكاية هى الأخرى معى، انها مديرة احدى المحطات الفضائية ومذيعة لامعة في نفس الوقت تُقدم برنامج شهير له صدى رائع مع الجمهور، تعرفت على نائلة في احدى الحفلات التى اقامها رجل اعمال ثرى ، جمعتنا الصدفة على مائدة واحدة مع بعض سيدات المجتمع، ومن اول لقاء وجدت في عينيها هذا البريق الذى اعرفة.. بريق الرغبة والجنون ، لقد اصبحت خبيرا في هذا النوع من النساء المجانين حتى اننى اصبحت اعرفهن من اول نظرة ، وبالرغم مما بدا على نائلة من تحفظ شديد في اول لقاء يجمعنا، فقد كان كلامها معى بالذات محسوب بعناية، وكأنها تقيسه بميزان الذهب قبل ان تتفوه به، إلا اننى كنت واثق اشد الثقة في انها ستأتى يوما وتطلب منى هذا الطلب.. ان يجمعنا فراش واحد، ان بريق عينيها يؤكد ثقتى في هذا اليوم، وانتهى لقائنا الأول إلا من حديث عام عن الفن والأغاتى المصورة التى امتلئت بمشاهدالعُرى والكلام الذى بلا معنى.(بالمناسبة)..جميع الأغانى التى قمت بتصويرها، كنت حريص فيها ان لااخدش الحياء لتظهر وكأنها استعراض راقى، ولم يكن تزمت منى بقدر ماكان حرصى على رسم صورة لى في ذهن المشاهد، بأننى فنان راقى.. فنان عظيم ، وقبل ان نفترق اتفقت معها ان اخص قناتها بالعرض الأول لأحدث اغنياتى المصورة وسأحضرلها الشريط بنفسى الى مكتبها ، وفى اليوم التالى كنت في مكتبها في المحطة الفضائية اقدم لها الشريط الذى وعدتها به، وتحدثنا قليلا حديث عام ، ثم عرضت على ان تُقدم معى حلقة خاصة في برنامجها تذاع ضمن حلقات العيد مع كبار رموز الفن والأدب والرياضة والسياسة . كانت ستعرض كل يوم من ايام العيد رمزا في كل مجال، وقد اختارتنى من هؤلاء الرموز في مجال الفن.
ولإنها حلقات استثنائية، سيتم تصويرها خارج الأستديو ، في اى مكان يفضله الضيف.. واقترحت على ان نصور الحلقة فى فيلتها التى تطل على البحر حيث ان الفيلا لوكيشن رائع للتصوير، وذهبت الى فيلتها وتم تصوير الحلقة، وهناك اصبحت اكثر حرية، ولم تعد تقيس كلامها معى بميزان الذهب قبل ان تتفوه به، وسرنا معا بمحاذة الشاطئ بعض الوقت، فهى كما قالت لى تعشق السير على شاطئ البحر، وقد احببت انا ايضا هذه الهواية عندما امتلكت هذا القصر الذى يطل على شواطئ سانت مونيكا ، واثناء السير تكلمت معى عن حياتها..كيف انها تشعر بوحشة غريبة رغم كل الصخب الذى حولها من ادارة محطة فضائية وتقديم برنامج وحضور حفلات.. حفلات كثيرة ، إلا ان هذه الوحشة تلازمها دائما وهى في المحطة الفضائية واثناء تقديم البرنامج وفى الحفلات التى تحضرها، انها وحيدة رغم كل هذا الصخب، حنى ابنها الوحيد لم يفكر فيها عندما دعاه ابوه يعيش معه في امريكا ليكمل دراسته الجامعية هناك ، وذهب وراء الحلم الأمريكى وتركها.. تركها وحيدة، وكانت قد طُلقت من ابو ابنها منذ عشر سنوات وتزوجت بآخر لم تكمل معه اكثر من سنه، كان من هؤلاء النوع من الرجال الذى يتباهى بأنه زوج لإمراءة مشهورة .. مجرد هذا التباهى الذى دفعه ان يتزوجها.. يتزوج المذيعة المشهورة وليس لأنه احبها..انها تفتقد الحب .. تفتقد الحنان.. تفتقد ان ترى نفسها مرغوبه لأنها انثى..لا لأنها نائلة المذيعة المشهورة ومديرة المحطة الفضائية..انها تحتاج للحب.. لحنان الحب.. وهى تحمل خطوطا من الجمال.. قد تبدو في الأربعينات.. إلا ان بشرتها النضرة تقول غير ذلك.. لعلها حريصة على عمليات شد الوجه. وقد عرفت بعد سماع مأساتها الوتر الذى سأعزف عليه، انه وتر الحنان والحب.. وقد كان ، وكنت اعرف انا ليست سهلة كباقى البنات.. انها سيدة ناضجة تحمل خلفها اربعون سنة ضمنوا لها شئ من الخبرة وفهم الحياة، ولكنها في النهاية امراءة.. ستنهار امام زخارف الكلمات وشئ من الحنان كأى امراءة ، وكما قال نيتشة : المرأة لغز مفتاحة كلمة واحدة..الحب ، ولم تكن نائلة لغزا عويصا بالنسبة لى، انها اسهل من ذلك بكثير..انها كطبق الدجاج التى ينقصه الجارنتير حتى يصبح التهامه اكثر اغراء ، وكلامى وحنانى معها سيكون هذا الجارنتير..حتى يكون يوم التهامها مثيرا بالنسبة لى ولها ، وقد استطعت بطرقى الخاصة ان اعرف تاريخ ميلادها و عرفت ايضا انها ليست من هؤلاء النساء اللاتى يحتفلن بعيد ميلادهن، وفى صباح هذا اليوم كان ينتظرها على مكتبها في المحطة الفضائية باقة ورد انيقة مصحوبة بكارت كُتب عليه، عقبال الف سنة والإمضاء حاتم رفعت، وآخر كان ينتظرها في البيت عند عودتها كُتب عليه عقبال مليون سنة والإمضاء حاتم رفعت.






No comments: