Monday, February 23, 2009

. . ثلاث قصص قصيرة جدا


ثلاث قصص قصيرة جدا

. .منذ فترة طويلة لم اقدم قصة
. .اليكم ثلاث قصص مرة واحده ولكن قصيرة جداً



.. القصة الأولى ..

كنت أراهم مجموعة من الفلاحين جاء بهم القدر إلى قرية نائية بعيدة .. بعيدة عن كل شئ .. عن أضواء المدينة ، وزخم المدينة ، وتحضر المدينة ، وتمدين المدينة ، وهم أناس دائما يدعون هذا التمدين .. يرتدون أزياء غريبة ، والوان ليس فيها نوع من التناسق ولا حد أدنى من الشياكة ، ولم يكن يخطر على بالى ابداً أن يكون يوما بينى وبين احداً منهم أى لغة حوار .. إلى أن رأيتها ، وكانت من هذه القرية .. جميلة .. كل مافيها جميل .. عينيها .. شفتيها .. صوتها .. خطواتها الرشيقة .. قوامها الذي كغصن البان .. رقتها ونعومتها التى كالحرير .. براءتها وشقاوتها .. كشقاوة طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات ، وكانت متحضرة بمعنى الكلمة ، وبعيدة كل البعد عن إدعاء التمدين ـ هكذا رأيتها ــ أتدرون .. إنها الأن زوجتى ، وبينى وبينها يوميا لغة حوار لا تنتهى . .
********************************





.. القصة الثانية ..




كانت تقف أمام كافتيريا الجامعة ترتدى تى شيرت ضيق جداً يلتصق بجسدها الممتلئ فتبرز مفاتنه ، وجيب يرتفع كثيرا إلى أن يصل إلى ركبتيها فتظهر منه ساقيها .. وكانت صاحبة سيقان جميلة وممتلئة أيضا تدير بها الأعناق والعيون والأفئدة ، والحواس الخمس كلها إلى هذه السيقان ، وكانت وقتها تدير ظهرها وتتحدث مع عامل البوفيه ومن خلفها إكتظت الأعناق والعيون والأفئدة والحواس الخمس ، تقف .. تترقب .. تدعو السماء ، وتنتظر لفتة من صاحبة هذه السيقان الجميلة ـ وأخيرا إلتفتت ، وأحدث إلتفاتها صمت ووجوم ساد لفترة قصيرة .. ثم إنطلق بعدها صوت من بين الجموع الغفيرة التى إنبهرت بساقيها وهو يقول ( اعوذ بالله .. دى شبه واحد صاحبى ) ها ها..ها ها ، وإنطلقت وراء ضحكته الساخرة .. ضحكات أخرى كتيرة ، اما هى فكانت تجرى من امامهم خجلا .



********************************



.. القصة الثالثة ..




عندما تظهر امامك ، فلن تملك إلا أن تضحك وتتعجب من هذا المخلوق الذي يشبه البرميل ويسير على الأرض ، فهى سمينة .. بل انها سمينة جدا ، اشبه بدبة تدب على الأرض ، ومن فرط سمنتها اختفت ملامح وجهها ، فلا تعرف إن كانت هى جميلة ام قبيحة ام عادية .. وفى كل مرة تظهر فيها للناس يتهاسمون عليها ثم يضحكون بصوت عالى يصل الى اذنيها ثم يتسلل الى قلبها فيملؤه حزن ، ولم يكن يعرف احد من هؤلاء الذين يضحكون ، انها صاحبة قلب يمتلئ بالإحساس المرهف .. يمتلئ بالحب لكل الناس .. بالحنان لكل الناس ، ولكن كل هذا يضيع امام سمنتها المفرطة .. وقررت ان تصبح رشيقة القوام حتى يكف عنها الضحك وتجد من يلمس بداخلها كل هذا الإحساس .. وكل هذا الحب .. وكل هذا الحنان ، وقامت بعمل رجيم قاسى جداً ، الى ان اصبحت رشيقة كالفراشات .. ولكن الفراشات دائما يموتن حرقا .. ولقد احترقت بنار الحب عندما تعرفت عليه ..، وكان واحداً من الذين ضحكوا عليها فى الماضى وانبهروا برشاقتها بعد الرجيم القاسى .. وكان يتباهى بأنه يسير مع فتاة رشيقة فقط ليس إلا ، وحاولت ان تظهر له احساسها وحبها وحنانها .. ولكنه لم يكن يريد سوى شئ واحد .. جسدها ، وعندما رفضت .. القاها من طريقه .. كأنها كومة زبالة ، وذهب لفتاة اخرى اكثر رشاقة وجمالا ، وتركها .. وترك معها احساس بالكره لكل الناس .. والقسوة لكل الناس .. واحساس آخر بالجنون .. نعم الجنون .. لاتندهشوا .. انها الأن مجنونة تمكث فى مستشفى الأمراض العقلية منذ حمس سنوات
.

9 comments:

طـائر الليــل الحـزين said...

احمد
جميلة كتباتك زى العادة
بس الغريب ان التلاتة قصص مش قادرة اعرف ايه المغزى ما بنهم هما التلاتة
والا يمكن عشان مش مركزة
بس بجد هما فى منتهى الجمال
انت فى نظرى كاتب رائع
تحياااااااااتى

احساس طفلة محبة للرومانسية بس واقعية said...

لا لسه مفكرتش هكتب اية بصراحة
هاهاهاهاهاهاهاهاهاها

مش عارفة ممكن اقول اية على اسلوبك فى
الكتابة
القصص صحيح قصيرة جدا بس معناها كامل
وطويل وواضح
ربنا يوفقك

تقبل مرورى

أحــوال الهـوي said...

عزيزي
براعة الكاتب تتلخص ببلورة فكرة واحد باكثر من رؤية
الفكرة التي تجمع قصصك الثلاثة تتلخص في الجوهر لا المظهر
قمت بطرح هذا المعني بلغات مختلفة لتحاصر المتلقي بتكرار الشرح لكي يتفهم المغزي من الحدوته
قد تعجب بالاناقه و الجمال و الشكل و قد يكون عكس انطباعك ما تخلص اليه

احيي فيك سعة افقك و تنوع اطروحاتك

تحياتي

عاشقه الرومانسيه said...

الثلاث قصص لهم نفس المعنى تقريبا ولكن باساليب مختلفه

يسلم قلمك
ابدعت

احمد على نصار said...

طائر الليل الحزين..

منى ..شكرا على كلامك الجميل يا اجمل مدونتاية ونيجى لمغذى القصص .. من الواضذى واضح جدا مش محتاج شرح ولا ايه يعنى
تحياتى

احمد على نصار said...

احساس طفلة محبة للرومانسية بس واقعية

اولا :/ اتمنى انك تغيرى الاسم ده لأنه طويل جدا وحسيت زى ماكون خد ساعة ونص وانا بكتبه : هههههههههه

بشكرك كتير على جمال تعليقك وزيارتك دى وياريت متونش اول زيارة
تحياتى

احمد على نصار said...

احوال الهوى :

جزيل الشكر عل هذا الكلام استاذى
العزيز واحيى فيك تحليلك الجميل وإم دل هذا يدل على سعة االأفق والقدرة على الفهم بين السطور
تحياتى

احمد على نصار said...

عاشقة الرومانسية :

فعلا .. هناك مغذى ورابط بين الثلاث حكايات .. وشكرا على حضورك
تحياتى

التكعيبة للتنمية الفنية و الثقافية said...

اثرى مشروعنا بابدتعك
---------------------------

مهرجان النشر الجماعى الاول

تقيم التكعيبة للتنمية الفنية و الثقافية مهرجان سنوي للنشر الجماعي للقصة و القصة القصيرة و الشعر بالعامية و الفصحى، سيكون موسمه الأول هو عام 2009.

و مفهوم النشر الجماعي هو مجموعة قصصية أو مجموعة شعرية لأكثر من مؤلف بين ضفتي كتاب واحد يجمع تلك الأعمال التي سيتم اختيارها عن طريق لجنة تحكيم في كل مجال على حدا، و يتم تحديد أعضاء اللجنة لكل دورة مهرجان.
و يصدر بتلك الأعمال مطبوع/ كتابين أحدهما للقصة و الآخر للشعر سيتم نشره في عامه الأول بالتعاون مع دار دَون، و يتم توزيعه و بيعه في الأسواق
لمساعدة الكتاب أصحاب العمل الواحد و كذا الكتاب الجدد الذين لم تتكون لديهم مجموعة قصصية أو شعرية بعد، في نشر أعمالهم المميزة بدون مقابل مادى

و ترسل الأعمال مرفق بها اسم الكاتب، عنوانه,رقم تليفونه,ايميله، وظيفته، سنه، سابقة نشره للعمل المقدم من عدمه او فوز العمل فى اى مسابقات ادبية
و ذلك في رسالة إلكترونية معنونه باسم المجال الذي يريد المشاركة في مسابقته مرفق بالرسالة العمل بصيغة وورد، و يفضل أن تكون تلك الأعمال مسجلة باسم أصحابها لكنه ليس شرطا لقبول العمل

ترسل الاعمال على ايميل

nashrgama3y@gmail.com

لمزيد من المعلومات حول المهرجان
http://eltak3eiba.blogspot.com
او
http://www.facebook.com/group.php?gid=94334335985#/group.php?gid=94334335985

مزيد من المعلومات حول التكعيبة
http://www.facebook.com/groups.php?ref=sb#/group.php?gid=29491316206



ملاحظات :
الاعمال المشاركة بالمهرجان هى فقط التى ترسل عبر الايميل او تسلم باليد
مسموح بالاشتراك بأكثر من عمل فى اى مجال
اخر موعد لتلقى الاعمال 15-7-2009


مع تمنياتنا للجميع بفرصة عادلة فى النشر
احمد حسن
0193953620
( رقم محمول داخل جمهورية مصر العربية )