Thursday, May 29, 2008

كوميديا الحب والدموع ( خاطرة )ـ






((كوميديا الحب والدموع ))


سوف يذكر التاريخ يوما اننى احببتك الى هذا الحد.. هذا الحد الذى وصل أن نسيت فيه من حولى .. وتذكرتك انتِ .. نسيت العالم بأسره..وتذكرتك انتِ.. نسيت حتى من انا .. وتذكرتك انتِ .كنت على يقين يا وهمى الجميل.. انكِ سوف تضيعى بين سطور الأيام، ثم تعودى لى.. ولكن ستعودى بقايا امراءة..مجرد بقايا امراءة نادمة، وستبكين بكاءاً شديداً..مثل بكاء طفلة اعادوها لأبويها، بعد زمن من الفراق.. زمن من التشرد.. زمن من التجارب القاسية مع اهل الدنيا، لتعلم جيدا ما قيمة ابويها.. قيمة هذا الحنان وهذا الحب الذى بلا حدود وبلا مقابل، كحبى لكِ، الذى كان بلا حدود وبلا مقابل.. ولكن وقتها لن يشفع البكاء.. لن يشفع ضعفك امامى..سأرفضك بكل ما املك من قوة.. سأكرهك بكل ما املك من قوة.. بنفس هذا القدر الذى احببتك به، بكل ما املك من قوة..سأرفضك واكرهك بقدر الحب الذى كان اليكِ.. بقدر الشوق الذى كان اليكِ.. بقدر العمر الذى ضاع فى وهم حبكِ المزيف ، هل بإمكانك ان تعيدى هذا العمر وهذا الحب، الذى ذهب سدى من أجل انانيتك وأطماعك..؟ لعلك ستسألينى ما كل هذه القسوة..؟ وصدقينى يا عزيزتى..ليست هذه قسوة منى..بل هو منتهى الحب.. فالذى أحب لهذه الدرجة، من الطبيعى أن يكره لهذه الدرجة.. وحاولى ان تسألى تاريخك معى.. كم من المرات اسميتك حبيبتى.. كم من المرات اضأت شموعك..وكم من المرات اطفأت انتِ شموعى.. كم من المرات ترامت الى مسامعى اخبار خياناتك لى.. قالوا تعيش حبا جديدا.. فقلت لا والف لا .. قالوا تسهر كل ليلة مع غيرك..فقلت ليست هى من تفعل ذلك.. قالوا تذهب معهم للمراقص، وتشاركهم الرقص حتى الثمالة.. قلت لن اصدق.. لعلكم كاذبون.. مفترئون.. حاقدون..انا اعرفها جيدا، انها ليست من هذا النوع الذى يخون ، انها ملاك يرفرف فوق مدائن الحب والخير والجمال ، انها إله العفة والطهر والإخلاص .. كيف تصفونها بذلك..؟ .. الى أن كانت هذه الليلة التى جمعتنا فيها المقادير صدفة..مجرد صدفة ، رأيتك يومها مثالا حيا للعربدة والمجون .. رأيت الملاك الذى يرفرف فوق مدائن الحب والخير والجمال، وقد تحول الى شيطان رجيم.. رأيت إله العفة والطهر والإخلاص، وقد تحول الى إله الشر والغدر والخيانة.. رأيت الجمال الذى كثيرا ما سبحت بحمده، وقد تحول الى مخلوق دميم لا ينطق إلا قبحا.. رأيتك تراقصين هذا الفتى وذاك الفتى كعاهرة تتنقل بين احضان العشاق.. رأيت هذه اليد التى قبلتها كثيراً كثيراً ، وهى ترفع كئوس الخمر فى الهواء وكأنها تعلن عن افتتاح مدينة جديدة للشيطان..رأيتك وقد زالت كل الأقنعة التى كنتِ ترتديها فى كل لقاء بيننا.. قناع الشرف وقناع الطُهر وقناع العفة، رأيتها تتساقط مرة واحدة.. رأيت بقايا امراءة تتفتت شيئا فشيئا بين احضان الرجال، من اجل حفنة دولارات . واليوم عندما ذهب الجمال وذهبت معه الدولارات، جئتِ نادمة.. انك الأن.. مسكينة.. مثيرة للشفقة، ولكن لن يفيد الندم..فالحب كبرياء يا عزيزتى ، ليس ضعف..وكم انتِ ضعيفة اليوم.. وكنت بالأمس اغلى واقوى واروع امراءة فى الدنيا، على الأقل من وجهة نظرى.. اما الأن فأنتِ رخيصة.. رخيصة جدا ودميمة الى الحد الذى لا اطيق ان انظر لكِ اكثر من ثانية واحدة، إن الجمال يكون اكثر اثارة عندما يلفه الحياء ، وعندما يسقط هذا الحياء، يتلاشى معه الجمال، تماما كما يحدث معكِ الأن.. لعله شيئا محزن ما اراه عليكِ اليوم.. محزن للدرجة التى يثار فيها الضحك،انه شر البلية الذى يضحك، انها الكوميديا التى تنبع من قلب الدموع، ولكننى لن اضحك، سأكتفى بإبتسامة ضعيفة.. إبتسامة رثاء، على حالك، الم اقل لكِ،انكِ مسكينة ومثيرة للشفقة.. لعلكِ تذكريننى بحياة الغانية غادة الكامليا، عندما ذهب جمالها وذهب معه كل من كان حولها..واصبحت وحيدة ، ولكن الفرق بينكِ وبينها.. انها كانت انبل منكِ..فعندما أحبت.. أحبت بمنتهى الصدق..وضحت من اجل هذا الحب .. ضحت به، حتى لا تسئ لسمعة عائلة حبيبها لو حدث واقترنت به..حتى وهى فى اللحظات الحرجة والأخيرة من حياتها، كانت على موقفها بالتخلى عنه.. حتى ولو كان على حسابها هى.. حساب حبها.. فعلى الرغم من انها كانت ايضا مثلك.. مجرد غانية..إلا ان البعض منهن قد يكونن شرفاء ، ويحملن داخلهن شيئا من المبادئ .

No comments: