Wednesday, June 11, 2008

مصر التى ....(مقال)ـ












منذ زمن ونحن نسمع عبارة تقول (مصر ام الدنيا) ..ولهذا اقتنعنا ان الدنيا كلها عندنا.. كلها نملكها، وصدقنا اننا الدنيا
بما ان مصر هى اُمنا ونيلها هو دمنا ، والحقيقة اننا خُدعنا ، فلا نحن نملك الدنيا ولا نملك حتى شبر واحد فى مصر .. قال لى مرة احد سائقى التاكسى وهو فى حالة غضب من احد رجال الشرطة عندما ارغمه ان يقف للتفتيش على اوراقه وكانت طريقته الى حد كبير همجية لا تليق بمعاملة انسان فقال ..(ماهى بلدهم ..ليهم حق يبيعو ويشترو فينا ) ، وربما هذه العبارة هى الأصدق والأكثر تعبير عن شعور آلاف من شباب هذا البلد وربما ملايين وعمليات اغتيال تتوالى بلا شفقة على احلامهم والتى لا تتعدى هذه الأحلام سوى وظيفة وزوجة وبيت مفروش على صُغير ، وان حدث واعلنت الحكومة تصريحاتها البراقة عن فرص عمل جديدة فالنتيجة إما تتدخل احد اهم سمات النظام المصرى وهى الواسطة والشفعاء وهذا اذ كانت وظيفة تملا العين ، او تكون الوظيفة المرجوه بمرتب لا يتعدى 150جنيه يُستهلك اكثر من نصفهم فى المواصلات وغالبية الشباب يفتقدون الواسطة والضهر والسند فيكون موقعه لا محل له من الإعراب من هذه الفرص .. وليصبح الأمل الوحيد الباقى المتبقى والحلم المسيطر على عقل وقلب الشاب المصرى ان يعبر الحدود المصرية لأى بلد .. امريكا كانت ، ايطاليا ممكن ، الخليج مايمنعش ، المهم العبور نفسه ، عبور خارج حدود الواسطة والمحسوبية والـ 150 جنيه والتى لا تُغنى ولا تُسمن من جوع ، وحتى لو كان هذا العبور الى تل ابيب.. لم يعد مهم هوية البلد ولا إن كانت عدو او حبيب ، المهم انه يوجد نظير ومقابل محترم للعمل يقدر هذا الشاب ان يتعايش به ويلبى نداء الحياة ـ يتزوج زى كل الناس ، والسؤال اللى بيفرض نفسه.. هو اللى عنده استعداد يروح تل ابيب لأجل فرصة عمل حقيقية يفتقدها فى بلده ممكن نستنى منه ايه ..؟ .. شفتو وصلتو بينا لفين .

No comments: