Tuesday, November 25, 2008

البنات والصيف














" هذا المقال كتبته منذ فترة ونشر فى مجلة اشياء وهو من المفترض انه على لسان فتاة .. فتاة من هذا الجيل .. فتاة 2008 .. وليس كل البنات طبعا بعذه العقلية التى تفكر به نموذجى هذا ولكنه موجود بلاشك والغريب ان المجتمع الأن يوجد به حالة من التناقض الغريبة فهناك بنات متزمتين جدا فى اللبس ان كان بالنقاب او بالسادل وهناك المتحررين جدا وتسمحولى ان اقول انهم منحلين.. ان البنات فى جامعات اوربا نفسها يلتزمون جدا بملابس تناسب طالبات علم .. تناسب كونهم داخل مكان يسمى بمحراب العلم .. ولكننا البنات هنا فيما يبدو احتلط عليهن محراب العلم بمحراب الملاهى الليلية .. وقد كتب مرة انيس منصور عما شاهده من التزام البنات فى ملابسهم وطالب ان يكون عندنا هنا فى الجامعات بالزى الرسمى حتى نتفادى هذا الخلط بين الذهاب للجامعة والذهاب الى الكبارية واعذرونى على طول المقدمة واترككم مع المقال


***********************************************

عزيزى . . بالتأكيد انا فتاة حره.. فتاة متحررة كما ترانى وكما يرانى باقى الزملاء.. ربما تحررى من وجهة نظرك مبالغا فيه خصوصا بالنسبة لملابسى .. واعترف لك ايضا اننى مؤمنه بمدى مبالغته.. ولكنى لست احب ان يُقال عنى اننى (old fashion) .. وكيف ونحن نرى حولنا العالم كله وقد غدا كقرية صغيرة.. فضائيات.. انترنت.. اقمار صناعية.. والفتاة كائن حى له عين ترى واحساس يدفعها بأأن تجارى ما تراه من فتيات الخارج..إن الفتاة فى اوربا وامريكا تستطيع ان تترك المنزل من سن السادسة عشر وتجلس مع البوى فريند فى بيته..وابداً ما اطالب بهذا الانحلال وهذه الحرية الغارقة .. لإننا لا زلنا نحمل العروبة فى هويتنا واسم الله فى قلوبنا.. واعترف لك ان كثير من فتيات الجيل ليسوا بهذا التدين المطالبون به ومع ذلك لسنا بهذا السؤ الذى يعتقد الشباب فينا.. فمن الممكن ان اصادق فتى معى فى الجامعة او فى العمل او .. او .. من الممكن ان تنطلق شرارة الحب بيننا.. ومن الممكن ونحن نسير معا ان تتشابك الايدى.. ومن الممكن ان يُقبلنى قُبلة المحبين.. مجرد سلام.. سلام بالشفاه.. لكن ليس اكثر من ذلك.. فإلى هنا يتحرك هذا الدين و هذه العقائد الموروثه فينا فى قلبى.. وتصرخ فى اعماقى.. انتبهى انتى فتاة مسلمة .. الى هنا تقف الحرية بلا حراك.. واعود لموضوع الملابس .. انها طبيعتنا نحن الفتيات .. اننا نغار من بعضنا البعض .. إن الفتاة تغار حتى من اعز صديقة لها بل و اختها إن قالوا عنها انها غاية فى الاناقة عنها .. وتحررى من قيود التقاليد القديمة.. هو ايضا مجاراة للزمن.. زمن المسنجر والبلوتوث.. زمن اللاب توب يا عزيزى.. لم تعد الفتاة جالسة فى بيتها تنتظر الفارس الذى يحملها على حصانه الابيض.. لقد مضى هذا الزمن.. انها هى التى تختار الفارس والحصان الابيض .. انه لم يعد وجود الأن للحب العذرى.. الحب الذى يكتفى بنظرة وابتسامه خجولة فوق الشفاه.. لقد ذهب هذا الزمن ..ولابد ان نواكب العهد الجديد وإلا سنصبح مجرد انتيكات قديمة فى المتحف العربى.. ومع ذلك انا لا اقول لك اننى حره هذه الحرية المطلقة ..مع كل هذا انها حرية محدودة فى اطار رواسب داخلنا ..وعقائد داخلنا نحن .. لا تفرض علينا .. ثم إن الفضيلة يا عزيزى لا تُفرض علينا بالسوط.. انها كزرع يكبُر ويترعرع بمرور السنين...... فاأنا استطيع ان اقنع عائلتى وجيرانى وابناء العمومة اننى اشرف بنت على وجه الأرض.. بينما انا بعيدة كل البعد عن هذه الصفة.. سأقص عليك قصة صديقة لى لأثبت لك فحوى كلامى.. كان لعائلة صديقتى هذه برنامج يومى محدد لا يتغير.. فهم ينامون فى الثانية عشر ويبدأون يومهم فى الساعة السابعة.. وكانت هذه الصديقة تتسلل بعد الساعة الواحدة سرا وفى الخفاء الى خارج المنزل لتقابل صديق اخوها والذى ينتظرها فى سيارته امام المنزل وتلقى بنفسها فى السيارة وتنطلق بها السيارة الى مكان بعيد .. مكان هاددئ تظل معه فيه حتى الرابعة فجرا.. ولك ان تتخيل ماذا يحدث فى هذه اللقاءات.. ثم تعود قبل ان تستيقظ العائلة وكأن شيئا لم يكن.. وهى بالمناسبة ملابسها غاية فى الإحتشام وصوتها خفيض ويخيل لمن لا يعرفها انها خجولة .. خجولة جدا.. اما انا فكما ترانى ويرانى باقى الزملاء لست محتشمة ولا ارتدى حجاب وملابسى بها كثير من التحرر.. ليس لأجذب بها الأنظار .. لكن فقط لمسايرة الموضه .. بإختصار انا مجنونة بأحدث صيحات بيوت الازياء .. وابحث عنها دائما فى مجلات الموضة فقط لأنى لا احب ان اكون ( old fashion) بين زميلاتى .. انها الغيرة يا عزيزى فقط الغيرة وليس قلة حياء كما يعتقد البعض اما عن حديثى مع الطلبه وقهقهتنا العالية التى تخلو من معنى الحياء كما يتردد عنا .. بل اود ان اضيف لك معلومة اخرى ان اغلب اصدقائى طلبه اكثر منهم طالبات، وهذا ليس غريبا .. لقد اصبحنا فى مجتمع السموات المفتوحة.. المجتمع الحر.. لا مجال فيه للبنت الخجوله الضعيفه .. المغلوبه على امرها.. لقد اصبحنا الاقوى.. اصبح القرار فى يدينا.. لا فى يد ولى الأمر.. لم يعد فرض الرأى على البنت كما كان فى العهد القديم .. انها تفعل ما تريد وقتما تريد.. حتى التقدم العلمى سهل لنا ما لم يكن فى الماضى البغيض.. فى الماضى كانت هناك جملة تتردد على مسامعنا دائما.. شرف البنت كعود الثقاب لا يشتعل إلا مرة واحدة .. اما الأن يا عزيزى بفضل التكنولوجيا اصبح شرف البنت كولاعة السجائر تشتعل الف مرة .. انك لا تستطيع فى هذا الزمن ان تُجزم بعذريه الفتاة التى تتزوجتها .. حتى لو بدت امامك عذراء.. وكم من عمليات تُجرى لهذا السبب.. ولكنى ومع كل ذلك اقول لك.. اننى لست فتاة سهلة.. فالفتاة السهلة هى التى تستسلم لإرادة الغير.. اما الفتاة الحره .. هى التى تفرض ارادتها على الغير.. وانا ارحب بأى صديق يعرض لى صداقته واقبلها لأننى حره.. حره افرض ارادتى ولست سهلة .. لعلك فهمت

9 comments:

طـائر الليــل الحـزين said...

احمد على نصار
بجد انا قريت البوست او المقال
بس مش لقية تعليق اقوله
مش عارفة يمكن محتاجة شوية وقت عشان القى كلام اقوله
تحيااااتى

DoNyA said...

لا حول ولا قوة الا بالله
مش متخيله اللي قريته ده بصراحه
دي للاسف نماذج عايشه بينا

ياااااااااااااااااه
علي مستوي الانحلال والاضمحلال اللي وصلناله

انحلال فكري - واخلاقي - وديني - وقيمي

اللهم ارحمنا واعف عنا وعافنا ياربنا

DoNyA said...

اه نسيت اقولك
صوره الاخت الفاضله
والله كنت فكراها الاخت المبجله هيفاء وهبي

ربنا يعافيهم ويعافينا يارب

أحــوال الهـوي said...

ان شرف النت في عقلهاو قلبها و دينها
لن اقارن بين المتبرجة و الملتزمة في ملبسها لان لا مقارنه لان المقارنه بين نقيضين لا تجوز و ايضا لن اعمم ان الشريفة العاريه خير من المحتشمة الزانيه

ابنتي
ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشه يروجون لهذا الحديث بان التبرج بشرف خير من الالتزام بلا شرف
لماذا لا نقول ان الالتزام لا يتجزأ و ندعو لمن زلت عن الصراط المستقيم بالهداية
في صغري كدت ان افقد الثقة في كل البنات و النساء من حديث مفتري من طبيب يقوم (بعمليات تصليح المهتوك)
يتندر ببنات العائلات و اصحاب النفوذ و نظرت حولي لايقن ان الغث قليل و لكنه ظاهر و لو عممناتلك الهازيج لاصبحت كلهن عاهرات
الطيب و الخبث كلاهما موجود و لكننا نتلصص و نرفع من شان رموز الفساد

تحياتي

فشكووول said...

يا احمد : لقيتك عند دنيا ودنبا بتقول شعر من القريحه وانت بتقول لنزار قبانى وجيت عندك ازور واسلم ولقيت البنت اللى كاتبه الكلام بتاع البنات .. وعلى العموم كلامها فيه كلام كتير ومافيش مانع ان الدنيا تتقدم والبنات محتشمات وما فيش مانع ان البنات محتشمات ويكونوا جميلات وما فيش مانع يكون فيهم منقبات الموضوع كله ان البنات بنات فالمتبرجات جميلات والمحجبات جميلات والمنقبات فيهن بعض الجمال فاذا نظرت الى الجمال فانه فى المراه وفى كل الاحوال فلا مانع ان يكون هناك التقدم والمرأه على هذا .. بس سيبك انت الصوره اللى عندك جميله جدا .. تحياتى

احمد على نصار said...

طائر الليل الحزين :
خدى وقتك وانا مستنى تعليقك تانى
تحياتى

احمد على نصار said...

دنيا :
شوفى يادانااللى انكتب ده بيحصل اكتر منه .. لكن العيب فى رايى مش فى البنات دول العيب فى الاب والام اللى تركوا لهم الحبل ع الغارب
واتمنى زيك اننا نخلص من النمازج دى لاحسن هما كترو قوى

احمد على نصار said...

احوال الهوى :
عزيزى .. انما الأمم الاخلاق فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا
والالتزام كما قلت لا يتجزأ وكذلك الاخلاق والمبادى .. فمثلا عير معقول ان ترى فتاة ترتدى حجاب وفى نفس الوقت ترتدى ملابس منافية تماما للحجاب .. يبقى لزمته الحجاب
شكرا على تعقيبك

احمد على نصار said...

فشكول :
الاستاذ الجميل سعدت جدا بزيارتك لى الاولى
واتمنى تكرارها
ومافيش مانع طبعا ان الدنيا تتقدم لكن اللى بيحصل ده مش تقدم ده حاجة غير التقدم خالص ولو التقدم كده يبقى بناقصه
تحياتى