Monday, October 20, 2008

لمــا كنا صغيرين .....



لما كنا صغيرين

كلاكيت تانى مره





اجيد الحوار مع نفسى .. اتشاجر.. اتصالح .. ابكى واضحك معها.. يأخذنى الحنين الى عمر البراءة.. عمر الابتسامة الصافية والأحلام التافهة والأمانى الساذجة .. اعود بذاكرتى للوراء( فلاش باك)تترأى امامى صورتنا انا وهى عندما كنا اطفالا وكأنه شريط سينما اشاهده.. كانت معى دائما ..نضحك..نمرح..نلعب سويا.. كانت غاية امانينا ان نشترى تويكس او سنكرس ونشاهد توم وحيرى ..وتفرح هى كثيرا عندما يُقدم لها هدية تكون اعدادا من التويكس او السنكرس.. تأتى لى فرحِـة وهى تحمل لى وحدات منها وهى تقول .. خُذ لك.. جائتنا بالأمس هدية منها كرتونة كاملة.. وتقول فى فرح.. انا سعيدة..سعيدة جدا.. عندى الأن علبة كاملة ..لن ابكى لأمى كل يوم حتى تشترى لى تويكس..عندى ما يكفى طوال الاسبوع.. نقضى يومنا معا لا نفارق بعض إلا عند النوم.. نجتمع فى الليل فى اعلى المنزل نشاهد سويا السماء المترامية الاطراف والقصر الكبير.. هذا القصر البعيد المُضئ دائما إضاءة صارخة وكأنه قطعة من لاس فيجاس سقطت امامنا.. اتسلل بيدى فوق يدها.. اقول.. احبك يا نور.. يا نـورهل تسمعينى ؟.. تجيب ..نعم وانا ايضا لكنى احب تويكس اكثر..لاتزعل.. احبك اكثر من سنكرس.. الفول السودانى اصبح كثير بداخلها وانا لا احبه..يالها من مجنونة..مجنونة لاتُقدر معنى كلامى..ولكنى سعيد بجنانها ببرائتها.. وتمر ايام ..اكرر لها فى همس ونحن نشاهد سويا توم وجيرى.. احبك يا نور..يا نور.. تضحك فى فرح وهى تقول.. انظر لقد سقط توم فى البحر واجتمع حوله السمك وتنفجر ضحكا كالمجانين.. انها صغيرة ..ساذجة.. جميلة ..هذا الجمال الذى لو وُزع على العالم لأصبحنا ملائكة تمشى على الأرض ..جمال الروح.. براءة الروح.. نقاء الروح .. وتمر السنون.. تكبر نور.. اسمع انها ستتزوج.. نور الصغيرة تتزوج غير معقول..ولكنها تتزوج ويأخذها هذا الزوج معه الى بلد بعيد يُكمل دراسته فيها..تختفى نور ولايبقى منها إلا زكريات ..زكريات .. اتذكرها عندما امُر وحدى فى طريق قد مشينا فيه معا.. اتذكرها عندما ادخل منزلها ولا اجد البهجة التى كانت داخله.. حتى القصر الذى كنا نراه مُضيئا دائما إضاءة صارخة وكأنه قطعة من لاس فيجاس سقطت امامنا.. انطفأت اضواءه وكانه حزين على نور.. لقد اصبح بعدها كل شئ اطلال.. المنزل.. الشارع.. القصر.. العالم كله اصبح اطلالا.. تمر سنون فوق السنون.. تعود نــور.. اسمع انها طُلقت وعادت بإبنة معها.. ادخل المنزل فى زيارة .. ارى طفلة جميلة لا تتعدى الثلاث سنوات تبتسم لى ابتسامة صافية.. ادعوها لتقترب.. ارى فى يدها واحدة تويكس تمد يدها لى بها وهى تقول..خُـذ لك .. المح من خلف الباب المُتوارب فى الغرفة المقابلة سيدة بدينة.. تنظر لى فى لهفة.. انها هى .. نور.. تتعلق العيون فى نظرات طويلة وكأنها تستعيد سنوات كثيرة مضت .. لكن ليست هذه نور التى اعرفها.. لقد ذهبت البراءة التى كانت تُغلف وجهها دائما وحلت مكانها هـم وحـزن دفين..اين ذهبت البراءة يا نور..؟ هل ذهبت مع العمر..مع السنوات الكثيرة.. اشعر بيد صغيرة تلامس يدى..انظر امامى.. انها يد طفلتها الصغيرة تداعبنى.. لقد عرفت الأن اين ذهبت البراءة

15 comments:

Beram ElMasry said...

احفظ حق اول تعليق
مع خالث تحياتى والى التعليق بعد قليل

Beram ElMasry said...

اخى العزيز . احمد على نصار
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا جزيلا لتفضلك بالزيارة ، وقمت بزيارتك على الفور وحجزت حق اول تعليق
حكايتك عشناها جميعا ، غير انك عرفت اين ذهبت البراءة
( طفلتها الصغيرة تداعبنى.. لقد عرفت الأن اين ذهبت البراءة )
همسة فى اذنك ، حاول استخدام تقنية الكتابة عند –محمد حافظ رجب – ومحمد ابراهيم مبروك – محمدعلى اسماعيل فى الفترة من 69 وحتى 84 فاسلوبهم لم يكن تقليديا
تمنياتى لك بالتوفيق والسلام

حياتي كلها لله said...

السلام عليكم

شكرا جدا لزيارتني و يارب يكون بينا تواصل دايما ....
المدونة كلها علي بعضها كده عاجبني ما شاء الله بس أنا للأسف مقرتش غير أخر بوست ...و انبهرت بيه ..
بس أكيد قريب قوي حقرا لامدونة كلها


تحياتي
د/سلمي

طـائر الليــل الحـزين said...

احمد على نصار
اكيد العودة للماضى حاجة جميلة . مهو بينى وبينك مفيش مستقبل من غير ماضى . بس واضح ان الماضى بتاعك كان مهم جدااا . كله تويكس وسنكرس . وكمان احلى ما فى الموضوع انك فجاءة لقيت الماضى اللى اختفى . حاضر قدامك طبعا فى صورة بنتوتها الجميلة . بصراحة بهنيك على طريقتك الجميلة فى الحوار
تحيــــاتى

مش لاقية اسم said...

السلام عليكم
ماشاء الله عليك اسلوب الكتابة جميل جدا
البوست رائع وحزين حبتين بس يلا احنا اتعودنا
كل سنة وحضرتك بالصحة والسلامة
شكرا جدا على تشريفك عندى
دمت بود
تحياتى

شهد الكلمات said...

ما شاء الله

اسلوب و احساس جميل

انا اخدت جولة كدة علي الماشي في المدونة ما شاء الله جميلة عجبتني القصيدة بتاعة البنت حاسيتها عني

تحياتي لابداعك

ندا منير said...

كتير قوى طفولتنا بتبقى احلى حاجة فى حياتنا ومش بنقدر نعوضها تانى

وساعات تبقى طفولة قاسية بس ربنا بيعوضنا لما بنكبر

واكيد اى حد بيمر بتجربة زواج فاشلة اول حاجة بيتذكرها ذكرياته وهو طفل

احمد على نصار said...

مرحبا بالعم بيرم وحقوق التعليق الاول محفوظة ههههههههههههه
شكرا للزيارة وسأبحث عمن قلت واقرأ لهم

احمد على نصار said...

حياتى كلها لله
شكرا يا اخت سلمى ع الزيارة وانشا الله التواصل موجود لأنك من صاحبات الاسلوب الجميل فى الكتابه وده حقيقى مش مجامله
تحياتى

احمد على نصار said...

طائر الليل الحزين
بينى وبينك على رأى عمرو دياب مابلاش نتكلم فى الماضى
لا بس واللهى فى حاجات حلوه بس عيبه ان الحلو بيعدى قوام اما بالنسبه للتويكس والسنكرس مااقولكيش
تحياتى

احمد على نصار said...

مش لاقيه اسم:

مشتكرين يا الاء بس البوست مش حزين ولا حاجه يتهايئلك بس شويه ده العادى اساسا

احمد على نصار said...

شهد الكلمات

شكرا على الجوله اللى خدتيها وعلى كلامك الجميل وانتى كمان موهوبه مين غير مجامله بجد وقصيدة البنت اكيد بتعبر عن بنات كتير انا شخصيا شفتهم ومش انتى بس
تحياتى

احمد على نصار said...

ندا منير
ازيك يا ندا ايه الغياب ده كله بقيتى تظهرى زى هلال العيد هههههه
الطفوله دى احلى حاجة حاجة فى الدنيا ومين فى الحياة ماتولدتش برئ زى الملايكة مابنختلفش عنها فى شئ
( احنا حانغنى ولا حاجه )

حياتي كلها لله said...

السلام عليكم

أنا لقت في أخر الكلام ياريت تقراه ....و طبعا القصة ده رائعة مش محتاجة نقاسش


بس أنا عندي سؤال بايخ محيرني قوي

هو أنت من أنصار التدخين و لا أه

تحياتي
سلمي

احمد على نصار said...

لا انا مابدخنش يا سلمى
والبوست اللى قولت لكى عليه لسه منزله باين عليكى ملحقتيش تشوفيه عموما اهو موجود
سؤالك ده عشان الصورة مش كده ههههههههههههه